|
الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مسألة التربية والتعليم المدرسي محمد هادفي إن مسألة التربية والتعليم المدرسي تكتسي أهمية بالغة في حياة الفرد والمجتمع؛ لما لهذه المسألة من ثِقَل. لذلك وجب التطرق إلى هذه المسألة، وذلك من زاوية أهمية مدلولها، وكونها برهانًا ودليلًا قاطعًا وجليًّا يؤسس لبعض الحقائق والمبادئ التي يجب على الإنسان اتباعها واستيعابها. حيث إن التربية والتعليم المدرسي إذا أردنا أن نعرفها: هي مرحلة يتلقَّى فيها الفرد جملة من المعارف والعلوم والقيم والآداب؛ قصد تأمين كفاياته الأساسية من ذلك، وهي أيضًا مرحلة يتوسع فيها الفرد في تلقي كمٍّ هائل ومهمٍّ من المعارف والعلوم. وبذلك تؤطِّر الفرد إلى الاستعداد للدخول إلى الحياة العملية، وقبلها مراحل التخصص التي تضمنه الجامعات ومراكز التكوين. ولكن ما تجدر ملاحظته أو ما ينبغي الإشارة إليه من خلال طرح هذه المسألة، هو ضرورة تنبُّه الإنسان إلى حقيقة دامغة لا يمكن أبدًا طمْسها أو تغطيتها، وهي الآتية؛ فالإنسان تلقَّى العلوم، ودرس وأبدع، وتخصَّص واندمج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ولكن السؤال: هل ما زال نفس الإنسان في حاجة إلى العلم والمعرفة؟ هل ما زال الإنسان يريد علمًا يُجيبه عما يُحيِّره أو يشغل باله؟ هنا أرى أن ذلك حقيقة لا يمكن الجدال حولها. لذلك أرى أن مرحلة التربية والتعليم المدرسي إنما هي مرحلة تغرس في الإنسان روح التساؤل، ومنهج البحث، وصلابة التدقيق في الإحكام، وعشق الحقيقة والبرهان؛ فتحقق بذلك أهدافها المطلقة، وهي إنسان توَّاق للمعرفة لا يقبل حقيقة في كيانِه فيها بذور أو أجزاء الشك والريب، إضافة إلى أهدافها المعروفة والمألوفة، وهي تأمين الانخراط في العجلة الاقتصادية والاجتماعية. التربية والتعليم المدرسي معارف وعلوم بالجملة يتلقَّاها الإنسان، وتأسيس لمتكون مختصٍّ فاعل اقتصاديًّا واجتماعيًّا، ولكنها تأسيس لإنسان محب للحقيقة، إنسان باحث عاقل ينشد المعرفة المبنيَّة على البرهان والدليل، ويرفض التلقين والجمود، وتلك إذًا دعوة ومراد المعلم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |