هم من قتلوه (قصة) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إطعام الطعام من أفضل الأعمال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          { لا تكونوا كالذين كفروا.. } (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          دعاء من القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تخريج حديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          أخلاق وفضائل أخرى في الدعوة القرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم فيها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القدوس، والسلام) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          منهج البحث في علم أصول الفقه لمحمد حاج عيسى الجزائري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          {أو لما أصابتكم مصيبة} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 3 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4931 - عددالزوار : 2011283 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى الشعر والخواطر
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشعر والخواطر كل ما يخص الشعر والشعراء والابداع واحساس الكلمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-09-2021, 01:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 156,729
الدولة : Egypt
افتراضي هم من قتلوه (قصة)

هم من قتلوه (قصة)
عادل عبدالله أحمد محمد الفقيه








إنه طفل صغير، يبلغ من العمر أحد عشر عامًا، يدرس في الصف الثالث، يحبُّ والده حبًّا جمًّا، لمَ لا وهو البعيد عن عينيه أيامًا ولياليَ؟ لم لا وهو بدره الغائب، وشمسه المحجوبة؟ إنه موظَّف في إحدى شركات النفط، في مدينة من مدن اليمن السعيد، فهو مَن يأخذه عند العودة أينما حلَّ أو رحل، ما إن يأخذ إجازة في كل أربعة أشهر، حتى يقضيها مع ولده لا يخطو خطوة إلا و"أسعد" برفقته، فهو لا ينام يومًا حتى يسمع كلام أبيه على الهاتف.

"أسعد" مواظب على الصلاة في المسجد، فالمسجد يبعد عن بيتهم مائةً وخمسين مترًا، إلا أن والدته كانت تَمنعه أن يحضر صلاة الجمعة خوفًا عليه.

كلما أتى والده إلى البيت يظلُّ "أسعد" ملازمًا له، فلا يتركه إلا عند النوم.

يُحدِّث والده بأيامه التي مضت في غيابه حتى لحظته، ووالده يستمع إليه استماع الطالب لمعلِّمه، أو العبد المطيع لسيده.

كان والد "أسعد" يصطحبه معه إلى المسجد كلَّ فرض، حتى الجمعة يَنطلق معه إلى المسجد مبكرًا، فيقرأ في المسجد مع والده حتى تبدأ الخطبة.

كان "أسعد" يصحب والده كلما خرج إلى السوق، يخرج ممسكًا بيده، وفي يد والده خاتم مِن فضَّة.
وفي يوم مِن الأيام، و"أسعد" ممسك بيد والده الحنون، نظر إلى يدِ والده فقال: ألا يعطيني والدي الغالي خاتمًا كهذا الذي بين أنامله؟ فقال والده: وهل يَغلو ما بين أناملي على أحب ولدٍ إلى قلبي؟! فغدًا جمعة، فسنخرج معًا قبل الصلاة وأشتري لك خاتمًا يُشبهه.

وفي ليلة الجمعة، جلس "أسعد" مع والده، فقال "أسعد": أبي، إن معلمي يقول: إن رسول الله قال: من حضر إلى المسجد في الساعة الأولى فكأنَّما قدَّم ناقة، فكيف يقدم ناقة يا أبي؟
قال والده: أي له كأجر من قدَّم لله ناقة؟

"أسعد": فهمتُ يا والدي، فأريد أنا وأنت أن يقدِّم كل منا لله ناقة.
فهل تُوافقني الرأي؟

قال والده: ولمَ لا؛ فما أحوَجَنا إلى الأجر؟!
وفي الصباح خرَجا إلى السوق، فاشترى لـ"أسعد" الخاتم الذي وعده به، وبينما هما سائران نظر نحو صاحب البقالة، فقال لولده: لقد خانتني ذاكرتي أخذ مال البقال، لقد نسيت، فإذا عدنا إلى البيت وخرجنا إلى الصلاة، فذكرني أن آخذ المال معي حتى نُعطيه البقال.

وعادا إلى البيت، فقد كادا يتأخران عن الجمعة، دخل والده الحمام ليتوضأ، ودخل "أسعد" كذلك، ثم ذهبا إلى المسجد ودخلا وبدأا يقرأان القرآن، وقبل صعود الخطيب إلى المنبر، تذكر والد "أسعد" أنه نسي المال الذي جهزه ليُعطيه للبقال، فالتفت إلى "أسعد" وقال له: عد إلى البيت سريعًا، وأحضر المال من والدتك حتى نُعطيَه للبقال، فلم تُذكِّرني يا "أسعد".

عاد "أسعد" مسرعًا وأحضر المال، وعند عودته سمع دوي انفجار هزَّ الشارع حتى حرك الأرض من تحت قدميه، أسرع نحو الغبار، رأى الناس يخرجون من المسجد وهم يرفعون أصواتهم: "الله أكبر، فعَلَها المُجرمون، فعلها المجرمون"!

تقدَّم "أسعد" صوب المسجد، وكلما تقدم خطوة أرجعه الناس، لكنه أصرَّ إلا الدخول إلى المسجد ليرى والده، دخل إلى المسجد والناس يحتشدون.

دار "أسعد" داخل المسجد علَّه يرى والدَه، لكن لا جدوى من ذلك، صرخ بصوت مرتفع: بابا بابا! فلم ير له أثرًا، لا يَرى إلا الدماء تملأ المسجد، وأشلاء الموتى في كل زاوية من أركانها، وبينما هو يصرخ ويبحث عن والده طأطأ رأسه تحت قدميه، رأى يدًا قد خُلعت من كتفها، رأى على تلك اليد الخاتم الذي كان يراه في يد والده، فصرخ بصوتٍ شلَّ أركان المبنى: بابا.. بابا! قتلوك!

أمسك تلك اليد وعيناه تفيض بالدمع، أسرع نحو باب المسجد مُنطلقًا إلى البيت وهو يَصيح: ماما.. ماما، قتلوا بابا!
صرخ وهو يقول: مِن أي عالمٍ هؤلاء؟!
من أي ديانة هؤلاء؟!
أي دين يحملون؟!
أي رسالة يُبلِّغون؟!

أي منهَجٍ يتَّبعون؟!
بأي نبيٍّ يَقتدون؟!
لمَ قتلوا بابا؟! لمَ قتلوا كل أبٍ أو أخٍ أو كل أُمٍّ؟!
ألا رحمة في القلوب؟! أليس لهم أبناء أو آباء أو إخوة أو أمهات؟!
من أي غابة أتى هؤلاء؟!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]