
05-11-2020, 11:34 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,113
الدولة :
|
|
نور الرسالة
نور الرسالة
الشيخ عبد القادر شيبة الحمد
وحينما أذن الله لشمس الإسلام أن تطلُعَ، ولنور الرسالة المحمدية أن يسطع، ولبريق الحنيفية الرشيدة السمحة أن يلمع، أخذت ظلمات الجاهلية الجهلاء تتبدد، وقوافل الشر والبغي في الأرض بغير الحق تختفي وتزول، وجنود العصبيات الزائفة تندحر، وقلاع أنصار إبليس تتهاوى، وبِيَع عبَّاد الهوى تتداعى، ومواكب أهل التقليد الأعمى والمغالاة في الدين تترنَّح وتهوي إلى مكان سحيق!
ونادى المنادي: إن الدِّين عند الله الإسلام، ذلك الدين القيم، والدستور الفاضل، والقانون الكامل، الملائم لجميع الأعصار، ولسائر الدساكر والأمصار؛ لأنه صنع الله الذي أتقن كل شيء، الخبير العليم بكل شيء، ولا يحيط أحد بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيُّه السماوات والأرض، ولا يؤوده حفظهما، وهو العلي العظيم.
ارتضى الله هذا الدين لخلقه، وعزم به على خليقته، يسري على أغنيائهم كما يسري على فقرائهم، ويتحتم على عظمائهم كما يتحتم على صعاليكهم، ويتكلف به رجالهم كما تتكلف به رعاتهم، كما تتحاكم إليه رعيتهم!
فالاحتكام به وإليه واجب، والوقوف عند حدوده فرض لازم ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ [الطلاق: 1].
لقد جاء هذا الدين لإصلاح ما أفسدته الأهواء، وعلاج ما أمرضَتْه الجاهلية، فدعا الناس جميعًا إلى كل ما يصلح معاشهم ومعادهم، ونبههم إلى كل ما يسعدهم في دنياهم وآخرتهم، ما ترك صغيرة ولا كبيرة تصلح الناس إلا أمرهم بها، ولا وجد أمرًا يعود عليهم بالضرر إلا نهاهم عنه، وحذرهم منه، وفي ذلك كله لا يأمرهم إلا بغُنم، ولا ينهاهم إلا عن غُرم!
فهو تشريع الله، ومن أحسن من الله تشريعًا؟! وحكم الله، ومن أعظم من الله حكمًا؟! وصبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة؟!
لم يصدر ناموسه عن الهوى، ولم يحكم في قضية عن ميل؛ إذ هو الحق، لا يزيغ ولا يضل، سبحانه وتعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|