التذوق الأدبي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         معالم الأخوة في الله‎ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رعاية الأسرة المسلمة للأبناء شواهد تطبيقية من تاريخ الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الخطوات الثلاثون نحو السعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          غير المسلمين في المجتمع الإسلامي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          بين سجود الاقتراب وسجود الاغتراب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف تجزع والله معك؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          خطوات التربية الإيجابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          السلطان عبد الحميد الثاني آخر سلاطين الدولة العثمانية الفعليين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          صفقة حب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ.. سُنَّةُ لا تتخلف أبدا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-10-2022, 10:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,616
الدولة : Egypt
افتراضي التذوق الأدبي

التذوق الأدبي
د. إبراهيم عوض









إذا أُطلقت كلمة "الذَّوق" ومشتقاتها انصرف الذهن من فوره إلى الطعام والشراب، وتذوق الإنسان لهما عن طريق الفم، واللسان هو حاسة التذوق، ومن هنا رأينا "لسان العرب" مثلًا يفسر "المذاق" بأنه "طعم الشيء"، و"الذواق" بـ"المأكول والمشروب"، كما جاء في "التعريفات" للجرجاني أن "الذَّوق" هو قوة منبثة في العصب المفروش على جرم اللسان، تُدرك بها الطعوم بمخالطة الرطوبية اللعابية في الفم للطعوم ووصولها إلى العصب، وبالمثل نجد "المعجم الوسيط" يحدد "الذَّوق" بأنه "الحاسة التي تُميز بها خواصُّ الأجسام الطعمية بوساطة الجهاز الحسي في الفم، ومركزه اللسان".








فالكلمة ذاتُ أصل مادي ككثير من الكلمات الأخرى، كما هو واضح، ثم اتسع معناها بحيث لم تعُدْ تقتصر على الطعام والشراب فقط، بل أصبحت تُطلق أيضًا على ما يدركه الإنسان من خلال حواسه الأخرى، ثم ما يدركه بعقله ووجدانه، وقد نص "لسان العرب" مثلًا على ذلك بقوله: "مِن المجاز أن يُستعمل الذَّوق، وهو ما يتعلق بالأجسام، في المعاني"، ثم ضرب لذلك قوله عز شأنه: ﴿ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ ﴾ [التغابن: 5]، كما أورد عددًا مِن العبارات التي توسَّع فيها العرب في استعمال هذه اللفظة؛ كقولهم: "ذُقت ما عنده"؛ أي: خَبَرْته، وقولهم: "أمر مستذاق"؛ أي: مجرَّب معلوم.








وإذا كان قد رُوي عن ابن الأعرابي (حسبما ورد في "لسان العرب") أن "الذَّوق يكون بالفم وبغير الفم" فليس المقصود، فيما أحسب، أن هذا هو معنى الكلمة في أصل وضعها، بل المراد أن هذا هو ما انتهى إليه الاستعمال؛ أي: إن العربيةَ قد انتهت إلى استخدام "الذَّوق" في المأكولات والمشروبات والملموسات والمسموعات والمرئيات والعقليات والوجدانيات، فأصبحنا نقول - كما جاء في ذلك المعجم -: إن "ما نزل بالإنسان من مكروه فقد ذاقه"، و"ذُق هذه القوس"؛ أي: شد وترها لتخبُرَ مدى لينها أو شدتها، وهو ما عبر عنه الشماخ بن ضرار الشاعر المخضرم بقوله عن قوس رام صاحبها أن يجربها:



فذاق فأعطته مِن اللين جانبًا ♦♦♦ كفى ولهًا أن يُغرِق النبلَ حاجز








ومنه قوله: "ذاق الرجل عُسيلة المرأة"، أو "ذاق فلان حنان أمه صافيًا"، أو "تذوق القصيدة أو اللوحة أو الأغنية الفلانية"، أو "اليُتم مُر المذاق"، أو "فلان ليس عنده ذوق"؛ أي: في سلوكه أو كلامه جلافة تصدم الناس وتنفِّرهم منه؛ لعدم مراعاته الآداب المتعارف عليها في التعامل بين الناس، ومن ذلك أيضًا قول الواحد منا: إنه لا يستطيع تذوق مادة الكيمياء أو الجغرافية أو كتابات المؤلف الفلاني أو أفلام الرعب أو المسرحيات المكتوبة بالعامية أو المدرسة السريالية أو التجريدية في التصوير... إلخ، وهو ما يدلنا على مدى الاتساع الشديد الذي اتسعته هذه الكلمة، بحيث أضحت تضم كل ألوان الطيف في عالم الإحساس الجسمي والشعور الوجداني والإدراك العقلي، وفي ضوء هذا يمكننا فهم ما أورده الزبيدي في "تاج العروس" عن بعض مشايخه من أن "الذَّوق" هو "مباشرة الحاسة الظاهرة والباطنة، ولا يختص ذلك بحاسة الفم في لغة القرآن، ولا في لغة العرب".








أما متى بالضبط انتهى الأمر إلى التوسع في معنى "الذَّوق" على هذا النحو، فليس في مُكنة أحد الوصول إلى الإجابة عليه؛ لأن ذلك يحتاج إلى نصوص مدونة تُواكب اللغة منذ ميلادها، وهو ما لا وجود له في حالتنا هذه، ومع ذلك فإن في شِعر الجاهليين والمخضرمين شواهد غير قليلة على استعمال كلمة "الذَّوق" خارج دائرة المطعوم والمشروب، وأحيانًا خارج دائرة الإحساسات الجسمية كلها، ومن هذه الشواهد قول عنترة:



فإذا ظُلمتُ فإن ظلمي باسل ♦♦♦ مرٌّ مذاقتُه كطَعْم العلقم



وقول طفيل الغنوي:



فذوقوا كما ذُقْنا غداة محجَّر ♦♦♦ مِن الغيظ في أكبادنا والتحوُّب



وقول ابن مقبل:



أو كاهتزازِ رُدينيٍّ تذاوقه ♦♦♦ أيدي التجار فزادوا متنَه لِينا



وقول نهشل بن جري:



وعهدُ الغانيات كعهد قَيْن ♦♦♦ ونَتْ عنه الجعائلُ مستذاقِ[1]



وقول الشماخ بن ضرار عن قوس من الأقواس:



فذاق فأعطته مِن اللين جانبًا ♦♦♦ كفى ولهًا أن يُغرِقَ النبلَ حاجز[2]








والملاحظ أنه في المواضع التي وردت فيها هذه الكلمة أو مشتقاتها في القرآن المجيد، وهي تربو على الستين موضعًا، لا نجدها قد استعملت في الطعام والشراب إلا في نطاق جد ضئيل، لا يعدو ثلاث آيات، هي: ﴿ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ ﴾ [الأعراف: 22]، ﴿ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ﴾ [النبأ: 24]، ﴿ هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴾ [ص: 57]، أما بقية المواضع فقد استعملت فيها خارج ذلك النطاق؛ مثل: ﴿ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ﴾ [الطلاق: 9]، ﴿ ذَاقُوا بَأْسَنَا ﴾ [الأنعام: 148]، ﴿ وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [النحل: 94]، ﴿ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾ [النساء: 56]، ﴿ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ﴾ [الأنفال: 50]، ﴿ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [العنكبوت: 55]، ﴿ ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ ﴾ [الذاريات: 14]، ﴿ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ ﴾ [القمر: 48]، ﴿ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ﴾ [النحل: 112]، ﴿ فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الزمر: 26]، ﴿ أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً ﴾ [الروم: 33]، ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185].








والملاحظ أن بعض مترجمي القرآن يُبقون على كلمة "الذَّوق" في اللغة التي يترجمونه إليها حين يكون الحديث عن ذوق الوبال أو البأس أو العذاب أو الرحمة مما يستعمل فيه "الذَّوق" مجازًا؛ كما فعل مثلًا مترجمو تفسير القرآن الذي قام به العالم الهندي الشهير مولانا أبو الكلام أزاد[3] إلى اللغة الإنجليزية، وذلك على عكس ما فعله بعض آخر، ومنهم د. زينب عبدالعزيز في ترجمتها الفرنسية للقرآن، فإنها في الآيات التي استُعمل فيها "الذَّوق" للعذاب مثلًا قد ترجمته بكلمة "Subir"، ومعناها "التحمُّل والمكابدة، رغم أن الفرنسيين والإنجليز يستخدمون لفظ "الذَّوق" في المعاناة أيضًا كما سنرى بعد قليل[4].








فإذا تحوَّلنا إلى أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام نجد أنها، في استعمالها لهذه الكلمة، لا تختلف عن القرآن الكريم، وهذه بعض أمثلة على ما نقول: ((ذاق طعمَ الإيمان مَن رضي بالله...))[5]، ((وذاق بعضهم بأس بعض))[6]، ((حتى تذوقي عُسَيلته، ويذوق عُسَيلتك))[7]، ((لا أذاقه اللهُ عذابًا أليمًا))[8]، ((أذقت أول قريش نكالًا، فأذِقْ آخرهم نوالا))[9]، ((إني وجدتُ الموتَ قبل ذوقه))[10].








وليس هذا الأمر بمقصور على لغة الضاد؛ ففي لغة جون بول يستخدمون كلمة "taste" لذوق الطعام والشراب؛ كقولهم: "taste - buds" للحُلَيْمات الموجودة على سطح اللسان، التي من خلالها تتم عملية تذوق الطعام والشراب، كما يستخدمونها أيضًا في "الرغبة والميل والتجرِبة وأدب السلوك" وما إلى ذلك؛ كقولهم: "I have no taste for excitement: لست من عشاق الصخب"، و"He has never tasted defeat: لم يذُقْ طعم الهزيمة قط"، و"A man of taste: رجل سليم الذَّوق"، وفي الفرنسية يقولون: "geoter" للتصبيرة التي يتناولها الإنسان، وفي ذات الوقت نراهم يقولون: إن فلانًا عنده "gout pour la peintrure: ميل إلى الرسم" أو: إنه "s habiller avec gout: يتأنق في ملابسه"، أو: "gouter la musitqu: يتذوق الموسيقا" أو: "gouter les tous métiers: جرب جميع المهن"، أو: "gouter la mort: ذاق الموت"، كما يصفون لوحة مثلًا بأنها: "un taleleau dans le gout modern: على الطراز الحديث"، أو يقول الواحد منهم معبِّرًا عن رأيه في مسألة ما: a mon gout: في رأيي، أو من وجهة نظري"... وهكذا.







ولعل القارئَ قد تنبَّه إلى أن الفرنسيين يستخدمون للتصبيرة كلمة "gouter"؛ أي: إن التذوق عندهم إنما يقع على القليل من الطعام والشراب، وهو ما نجده عندنا أيضًا؛ ففي "تاج العروس" مثلًا أن أصل الذَّوق فيما يقل تناوله، أما الكثير فيقال له: "الأكل"، وأن القرآن إذا كان قد اختار لفظ "الذَّوق" للعذاب الأخروي رغم طوله وشدته على عكس ما هو متعارف عليه من أن "الذَّوق" للقليل؛ فلكي يُعلَم أن الكلمة صالحة مع ذلك للكثير أيضًا.








والواقع أن المسألة تحتاج إلى شيء من التفصيل؛ إذ لا ريب في أن التذوق يقع فعلًا بلقمة طعام أو رشفة شراب، لكن إذا كانت هناك مثلًا مأدبة حافلة بالآكال والأشربة المختلفة ومدعو لها طائفة من الأصدقاء المقربين ليتناولوا طعامهم على ضوء الشموع في الوقت الذي يقدم لهم الطعام طبقًا بعد طبق، فإن التذوق في هذه الحالة لا يتم بالقليل؛ إذ لا بد أن يأخذ الطاعم راحته ليستمتع بهذا الجو (أو فلنقل: "ليتذوقه") كما ينبغي، وبالمِثل لا يستطيع قارئ القصيدة أو الرواية أن يتذوقها بمجرد قراءته لسطر منها أو سطرين أو صفحة أو صفحتين أو فصل أو فصلين أو حتى ثلاثة أو أربعة.... بل لا مناص من إتمامه المطالعة إلى نهاية العمل، وربما احتاج الأمر منه بعد ذلك كله إلى معاودةِ مطالعته، ثم التأمل المستأني له؛ كي يقدر على النفوذ إلى أغواره وقممه، وتذوقه كما يجب؛ أي: إن المسألة نسبية: فإذا كان المقصود مجرد الإحساس بطعم الأكل أو الشرب ففي هذه الحالة تكفي لُمْجة، أما إذا أريد الاستمتاع الحقيقي فلا مفر من أكلة تتناول على مهل، ويتخللها الحديث الودود مع الحاضرين... إلخ، وهكذا كله في الأكل والشرب، أما في ميدان الأدب والفنون فإن الأمر يحتاج بكل تأكيد إلى طويل وقت حتى ينتهي المتذوق من قراءة العمل أو استماعه أو تأمله إلى نهايته.








والآن، وبعد أن تعرضنا لمعنى كلمة "الذَّوق" حقيقة ومجازًا، نشير إلى أن هذا "الذَّوق" يحتل عند المتصوفة وفي الآداب والفنون والنقد مكانة متميزة؛ فهو لدى العارفين "منزل من منازل السالكين أثبت وأرسخ من منزلة الوجد"، كما جاء في "تاج العروس"، وقد عرفه الجرجاني في "تعريفاته" بأنه "عبارة عن نور عرفاني، يقذفه الحق بتجليه في قلوب أوليائه، يفرقون به بين الحق والباطل، من غير أن ينقلوا ذلك من كتاب و غيره"، أما في "الاصطلاحات الصوفية" لكمال الدين فـ"الذَّوق" هو "أول درجات شهود الحق بالحق في أثناء البوارق المتوالية عند أدنى لبث من التجلي البرقي، فإذا زاد وبلغ أوسط مقام الشهود يسمى "شربًا"، فإذا بلغ النهاية يسمى "ريًّا"، وذلك بحسب صفاء السر عن لحوظ الغير "حسبما نقله التهانوي في "كشاف اصطلاحات الفنون".








وفي المادة التي خصصتها "الموسوعة الفلسفية العربية" لكلمة "ذوق" يذكر د. أبو الوفا التفتازاني أن هذا الاصطلاح يشير إلى طبيعة المعرفة عند صوفية الإسلام، "فهي عندهم ليست حسية أو استدلالية عقلية، وإنما هي حاصلة عن طريق الذَّوق"، ثم يمضي قائلًا: إن استخدام هذا المصطلح يعود إلى تاريخ مبكر؛ إذ أورده القشيري في "رسالته" ذاكرًا أنه يمثل المرحلة الأولى من مراحل ثلاث، هي على التوالي: "الذَّوق"؛ أي: فهم المعاني، ثم "الشرب"، وهو السُّكْر بالأحوال، ثم "الري"، الذي يعرفونه بأنه "صحو بالحق يقترن بالفَناء عن كل حظ"[11].








وهذا الكلام يعيدنا إلى ما قيل في تعريف "الذَّوق" لغويًّا من أنه إنما يختص بالقليل، بخلاف "الأكل" فإنه للكثير، وإن كان المتصوفة قد استعاضوا عن "الأكل" بـ"الشرب" اتساقًا مع حديثهم عن الخمر الإلهية؛ إذ الخمر تُشرب ولا تؤكل، وقد بينا رأينا في مسألة القلة والكثرة بالنسبة للذوق، وليس من داعٍ إلى إعادة القول فيه كرة أخرى، لكن لا بد من أن نقول كلمة في تفسيرهم للذوق، فهم يتحدثون، كما نرى، عن تجلي الله في قلوب أوليائه، فإن كانوا يقصِدون أن المتصوف يشاهد الله سبحانه فهو كلام غير مقبول؛ إذ إن موسى عليه السلام، على جلال النبوة، لم يتحقق له ذلك وخرَّ صعقًا عندما تجلى ربه للجبل، حسبما جاء في الآية 143 من سورة "الأعراف"، كما أكدت عائشة رضي الله عنها أن مَن ادعى رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم لربه فقد أعظم الفِرية، فكيف يزعم المتصوفة لأنفسهم ما لم يقع للأنبياء؟!
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 108.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 107.08 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.58%)]