ما جاء في فصل الصيف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أهمية المقارنة بين المصالح والمفاسد عند تعارضها، وبيان كونها من أسباب الفتنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أهم كتب الحديث لمن أراد أن يتخصص في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-05-2025, 02:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,102
الدولة : Egypt
افتراضي ما جاء في فصل الصيف

ما جاء في فصل الصَّيف

الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله

في الصحيحَيْن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اشتكتِ النار إلى ربِّها، فقالت: أَكَل بعضي بعضًا، فأَذِن لها بنَفَسَين: نفَس في الشتاء، ونفَس في الصَّيْف، فأشدُّ ما تَجِدون من الحرِّ من سَمُوم جهنم، وأشدُّ ما تَجِدون من البَرْد من زمهرير جهنَّم)).

فهذا الحر يُذكِّرنا بحرِّ جهنم، ويوجِب لنا الاستعاذةَ بالله منها، وتجنُّبَ الأعمال الموصِّلة إليها، من ترْك الواجبات، وفِعْل المحرَّمات، وإضاعة الأوقات فيما لا تُحمد عقباه، وفي الحديث الصحيح: ((إذا اشتدَّ الحرُّ، فأَبرِدوا بالصلاة؛ فإنَّ شدَّة الحرِّ من فَيْحِ جهنم))[1]؛ يعني: صلاة الظهر.

وفي الحديث: ((إذا كان يومٌ شديد الحر، فقال العبد: لا إله إلا الله، ما أشدَّ حرَّ هذا اليوم! اللهم أجِرْني من حرِّ جهنم، قال الله لجهنم: إنَّ عبدًا من عبادي استجار بي منك، وقد أجرتُه))[2].

وممَّا يؤمَر بالصَّبْر عليه في شدَّة الحر: النفر للجهاد، والدعوة إلى الله تعالى، قال - تعالى - عن المنافقين: ﴿ وَقَالُوا لاَ تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81].

وممَّا يؤمَر بالصبر عليه في شدَّة الحر: المشيُ إلى المساجِد لصلاة الجُمَع والجماعات، وشهود الجنائِز وتشييعها، إلى غير ذلك من العبادات كالحج.

وينبغي لِمَن كان في حرِّ الشمس أن يتذكَّر حرَّها يوم القيامة، حين تدنو من رؤوس العباد، ويزاد في حرِّها.

ويَنبغي لِمَن لا يصبر على حرِّ الشمس في الدنيا أن يتجنَّبَ من الأعمال ما يستوجب به صاحبُه دخولَ النار، فإنه لا صبرَ لأحدٍ عليها.

وممَّا يُضاعَف ثوابُه في شدَّة الحر: الصيام؛ لِمَا فيه من ظمأ الهواجر، ولهذا كان معاذ بن جبل يتأسَّف عند موته على ما فاته من ظمأ الهواجر، وكذلك غيره من السَّلَف، وكان أبو الدرداء يقول: صوموا يومًا شديدًا حرُّه لحرِّ يوم النشور، وصلُّوا ركعتَين في ظلمة اللَّيْل لظلمة القبور، وتصدَّقوا بصدقة السِّرِّ لحرِّ يوم عسير[3].

ومن أعظم ما يُذكِّر بنار جهنم: النارُ التي في الدنيا، قال - تعالى -: ﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ [الواقعة: 73]؛ يعني: أنَّ نار الدنيا جعلها الله تذكرةً بنار جهنم، ونار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، وغسلت بالبحْر مرَّتين، حتى خفَّ حرُّها، ولولا ذلك ما انتفع بها أهلُ الدنيا[4]، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أكْثِروا ذِكْرَ نار جهنم، فإنَّ حرَّها شديد، وقعرَها بعيد، ومقامعَها حديد.

والمصيبة العُظْمى حين تنطبق النار على أهلها، وييئَسون من الفَرَج والمخْرَج، وهو الفَزَع الأكبر الذي يأمَنُه أهلُ الجنة؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ ﴾ [الأنبياء: 101 - 103].

قال البيضاوي في "تفسيره": "الفَزَع الأكبر هو النفخة الأخيرة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ [النمل: 87]، أو الانصراف إلى النار، أو حين يُطبق على النار، أو حين يُذْبح الموت، والله أعلم.

كل ما في الدنيا مِن نعيم يُذكِّر بنعيم الجنة، وما فيها مِن عذاب يُذكِّر بعذاب النار، وما فيها من حرٍّ يُذكِّر بحرِّ جهنم، وما فيها من برْد يذكِّر بزمهرير جهنم؛ فإنَّ الله - تعالى - جعل في الدنيا أشياءَ كثيرةً تذكِّر بالنار المعَدَّة لِمَن عصاه، وما فيها من آلام وعقوبات.

يا مَن تُتْلى عليه أوصاف جهنم، ويشاهد تنفُّسَها كل عام، حتى يحس به ويتألَّم، وهو مصرٌّ على ما يقتضي دخولَها مع أنه يعلم، ستعلم إذا جيء بجهنم تُقاد بسبعين ألْف زمام مَن يندم، ألك صبرٌ على سعيرها وزمهريرها؟! قل لي وتكلَّم[5].

أجارنا الله وإيَّاكم من عذاب جهنم بمَنِّه وكرمه.

ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار، ربَّنا اصرفْ عنَّا عذاب جهنم، إنَّ عذابها كان غرامًا، ربَّنا تقبَّل منَّا، إنك أنت السميع العليم.

وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

[1] رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

[2] قال في "لطائف المعارف": خرجه عثمان الدارمي وغيره.

[3] ذكره عنه ابن رجب في "لطائف المعارف" (177).

[4] كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة.

[5] انظر: "لطائف المعارف"؛ لابن رجب، ص 332 - 341، و349.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.27 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.41%)]