بسم الله الرحمن الرحيم
لاتسألني عن اسمى فاسمي تركته في بيتي ،ولا تسألني عن عمري لأن ساعة الزمن توقفت عندي ،أم العنوان هو بوابة صلاح الدين هل تعرفه ؟!،اسم عرفه التاريخ وعرفته أنا ... فكيف لا؟ فهو عنواني ... استيقظت في ليلة ما .... ليلة أحفظ لون الظلام فيها ... ولحظات الشجون الساكنة في وجه القمر ...ليلة لم أتذكر تاريخها ولاساعاتها ولا ثوانيها ... ولكن أتذكر فيها بكاء القمر وغيابه ... بعد إن أنار سطح منزلي وحياتي لم أعرف هل هذا هو الكابوس الذي يقولون عنه ؟ هل أنا نائم أم مستقظ ؟ حجارة على فراشي ...على سريري ... على كتبي ... على كل شئ من حول وأنا وسط الظلم وحدي .هل هذا حلم أم حقيقة ... خيال أم واقع لم أستطع أن أجزم إلا عندما سمعت صوت أمي ... صوت أبي ينادي ... يبحثون عني عندها عرفت أنا هذا ليس حلم بل حقيقة . هدير الجرافات ...... أزيز الرصاص ...... إنفجارات المدافع .... قصف الطائرات .... لغة لم أفهمها ولم اسمعها من قبل .أيقنت عندها بأن بيتي انهار أصبح حطاما بعد أن كان حقيقة .بحثت عن ضوء القمر لألتمس طريقي إلى الشارع فلم أجد سوى ضوء الدبابات ... رفعت رأسي إلى السماء أين ضوء القمر ... أين النجوم فلم أرى إلا نلر الطائرات إلى أين المسير ...إلى الشارع .... إلى عالم مجهول . تذكرت بأن لي أخ .... فعدت أبحث عنه بين ركام المنزل .... حاولت أن أحمله فلم أستطع ... فحمله أبي وأوصله إلى بيت عمي .. ذهبت إلى بيت عمي ...هناك أصبحت . أبحث عن بيت يشبه بيتي عن شارعي عن سرير ... كتاب ... فلم أجد إلا أشياه أشياء كانت لي عشت في بيت عمي لم أعرف الليل من النهار ... الضوء من الظلام فكل شئ تساوى عندي .ومن ثم عشت في بيت جديد ...فراشي ... دولاب ... أثاث ... كتب ..أقلام ولكن جديد ليس له طعم مثل طعم بيتي ورائحة ملابسي . فأين بيت الطفوله أين بيت العزة والكرامة فكان لزاما أن أعيش في بيت أصبح مسكنا لي . فأ صبحت شيئا ما أبحث عن ضوء القمر ... فأصبح لونه أسود اهرب منه وأخاف لونه فاذهب إلى الظلام عسى أن أجد أمانا فازداد رعبا أصبحت جفوني لاتعرف النوم وجسدي لايعلاف الراحة .أصبحت اتألم وحدي ...ابكى بدون دموع حتى لاترى أمي دموعي ولاتسمع صراخي فتزداد ألامها ومعاناتها شدة فيكفي ما أصابها بعد أن دمر منزلها فهي أصبحت مريضة ،فكان من واجبي تجاه من أحببتهم أن لاأشكو ولا أتذمر ولاابكي حتى لاأزيد عذاب أحبابي .
الطفلة :ريما أبو طه
وهذه القصة جزءا بسيطا من معاناة الشعب الفلسطيني يسردها أطفاله. وأخيرا أسأل الله أن يحرر الأقصى من دنس المحتل الغاصب .
والسلام عليكم ورحمة الله