إن مع العسر يسرا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         3 أخطاء فى العناية بشعرك ابعدى عنها عشان تحافظى عليه من القشرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          طريقة عمل الفراخ المندي الشهية لتجديد سفرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          5 نصائح لتنظيف التيفال بأمان.. فعالة ومن غير خدش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          7 حيل سهلة لمنع أكسدة البشرة.. فيتامين سي والشاي الأخضر الأبرز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          4 نباتات منزلية تستخدم في موضة ديكور 2025.. لمسة خضراء تخلق طاقة إيجابية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          طريقة عمل فتة شاورما الدجاج بالأرز الأصفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          وصفات طبيعية من زيت اللوز للعناية بالبشرة والشعر.. النتائج مضمونة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          6 طرق طبيعية لتهوية المطبخ في الصيف.. بدون مروحة أو تكييف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مع اقتراب الامتحانات.. احذر مقارنة أبنائك بزملائهم: 3 أضرار نفسية لا تتجاهلها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كيف تساعدي أولادك في المذاكرة خلال فترة الامتحانات من غير توتر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2024, 09:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,155
الدولة : Egypt
افتراضي إن مع العسر يسرا

إن مع العسر يسرا



من لطف الله ورحمته أن جعل مع العسر يُسرَيْنِ، ولم يجعل مع اليسر عُسريْنِ؛ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6]، قال ابن عباس: يقول الله - تعالى -: "خلقتُ عسرًا واحدًا بين يسرين، فلن يغلبَ عسرٌ يسرينِ".

والمراد من اليُسرينِ: يُسر الدنيا، وهو ما تيسر من استفتاح البلاد، ويُسر الآخرة وهو ثواب الجنة؛ لقوله - تعالى -: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} [التوبة: 52]، وهما حُسن الظَّفَر وحسن الثواب، فالمراد من قوله: "لن يغلِبَ عسرٌ يُسرينِ" هذا؛ وذلك لأن عمر الدنيا بالنسبة إلى يسر الدنيا، ويسر الآخرة كالمغمور القليل.

والتنكير في اليُسر يعني التفخيم، كأنه قيل: إن مع اليسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا عظيمًا، وأي يسر.

ومما يليق بهذا الباب من كتاب الله - عز وجل - قولُه- تعالى-: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7]، وقوله- تعالى-: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} [الشورى: 28]، وقوله- تعالى-: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف: 110].


وقد اقتضت سنَّةُ الله وحكمته أن اليسرَ يأتي مع التقوى؛ قال الله - تعالى -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، وقال - سبحانه -: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4]، جاء في تفسير الطبري: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]، قال: نزلت في رجل من أشجعَ جاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو مجهود، فسأله فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: «اتَّقِ اللهَ واصبرْ»، قال: قد فعلت، فأتى قومه، فقالوا: ماذا قال لك؟ قال: قال: «اتَّقِ اللهَ واصبر»، فقلت: قد فعلت حتى قال ذلك ثلاثًا، فرجع فإذا هو بابنه كان أسيرًا في بني فلان من العرب، فجاء معه بأعْنُز، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن ابني كان أسيرًا في بني فلان، وإنه جاء بأعنز، فطابت لنا؟ قال: «نعم»، والعكس هو الصحيح، فمع الظلم والإثم يأتي التضييق والعسر، وتأمل قوله - تعالى -: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا} [النساء: 160].

وقوله - تعالى -: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 8 - 10]، قال الزمخشري: فسنخذله ونمنعه الألطافَ حتى تكونَ الطاعةُ أعسرَ شيء عليه وأشدَّ كقوله: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]، عن أنس: "النصرُ مع الصبر، والفرج مع الكرب: وإن مع العسر يسرًا".

عن عبدالله بن جعفر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أردفه خلفه، فقال: «يا فتى، ألا أهَبُ لك، ألا أعلِّمك كلمات ينفعك الله بهن، احفظِ اللهَ يحفظْك، احفظِ اللهَ تجده أمامك، وإذا سألت فاسأل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، وأعلم أنه قد جف القلمُ بما هو كائن، واعلم بأن الخلائقَ لو أرادوك بشيءٍ لم يردك اللهُ به لم يقدروا عليه، واعلم: أن النصرَ مع الصبر، وأن الفرجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا».

وتبشير الناس والتيسير عليهم أمرٌ مطلوب؛ قال ابن كثير: "قال الله - تعالى -: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [يوسف: 15]، يقول - تعالى - ذاكرًا لطفَه ورحمته وعائدته، وإنزاله اليسرَ في حال العسر: إنه أوحى إلى يوسف في ذلك الحال الضيق، تطييبًا لقلبه، وتثبيتًا له: إنك لا تحزن مما أنت فيه، فإن لك من ذلك فرجًا ومخرجًا حسنًا، وسينصرك الله عليهم، ويعليك ويرفع درجتك، وستخبرهم بما فعلوا معك من هذا الصنيع".

والأمة اليوم تمر بضائقة وأزمة وشدة، ولعل هذا من الابتلاء الذي يوقظ اللهُ به الأمة من غفلتها وتفريطها في تطبيق شريعته؛ فالتمكينُ في الأرض يأتي بعد الابتلاء بالشدائد، ولقد كان في قصة يوسف آيةٌ وعبرة، فقد ابتلاه الله بالمحنِ، ثم مكَّن له في الأرض، وقال معلِّلاً ذلك: {قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]، فالشدةُ لا تزيد المؤمنَ إلا صبرًا ورضًا، وقوة عزيمة في تحقيق رضا الله في أرضه: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 146 - 148]، وصدق القائل عندما قال:
صَبرًا جَميلاً ما أقرَبَ الفَرجَا ** مَن رَاقَب اللهَ في الأمور نَجَا
مَن صَدَق اللهَ لَم يَنَلْـــه أذى ** وَمَن رَجَاه يَكون حَيثُ رَجَـــا

إن ما يُخاف منه من توالي الشدائد والمحن أن يصيب النفسَ اليأسُ والقُنوطُ، فيذهب صبرها هباءً، ولم تنتفع من التمحيص والابتلاء، فالثباتُ الحقيقي هو وقت الأزمات والمحن؛ فالقرآن الكريم يخبرنا أنه عندما تشتد الأزمةُ يزداد الناس تفاؤلاً بنصر الله: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا} [يوسف: 110]، فاليأس يوقف الإنسانَ عن العمل ودفع الضرر، ويجعله سلبيًّا فيشل طاقتَه الفكرية والعملية.
اذا اشتملت على البؤسِ القلوب ** وضاق بما به الصَّدرُ الرحيبُ
أتاك على قنوطٍ منك غــــــــوثٌ ** يمنُّ به اللطيفُ المستجيــبُ
__________________________________________________
الكاتب: مبارك عامر بقنه


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.81 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]