حاجة البشرية إلى رسالة خير البرية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 مهارات تساعد طلاب الثانوية العامة على زيادة التحصيل خلال المراجعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          أعمل إيه بعد الشغل يشحن طاقتى؟ 7 أفكار ترجعلك الحيوية وتحسن مزاجك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          طريقة عمل تشويحة الكبدة.. دهون قليلة ومذاق لذيذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أطعمة تساعد على تطويل الشعر وتكثيف الرموش.. خليها دايمًا على سفرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اعملى صن بلوك طبيعى واحمى بشرتك من الشمس بـ5 مكونات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          8 وصفات سلطات فريش ومنعشة للصيف.. مثالية للأكل فى المصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          7 عناصر منزلية تجمع الغبار وتزيد درجة الحرارة.. ابعديهم في الصيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          طريقة عمل المكرونة بشرائح اللحم والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          6 فوائد لزيت القرنفل للبشرة.. سلاح طبيعي لمقاومة العيوب والتقدم في السن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أزمة الأخلاق في المنظومة التربوية المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-10-2024, 01:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,557
الدولة : Egypt
افتراضي حاجة البشرية إلى رسالة خير البرية

حاجة البشرية إلى رسالة خير البرية صلى الله عليه وسلم

أبو سلمان راجح الحنق

خطبة الحاجة
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [سبأ: 28].

أيها المسلمون، إن من أعظم وأهم الخصائص التي اختُّص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين سائر الأنبياء والرسل أن الله تعالى أرسله للناس كافَّةً، وأما الأنبياء والرسل قبله عليهم صلوات الله وسلامه، فكان يُرسَل الرسول أو النبيُّ إلى قومه خاصة.

أيها المسلمون، فإن أعظم، وأجَلَّ، وأكبر، وأهمَّ المنن على الإطلاق التي منَّ الله بها علينا، وأنعم بها على أمَّتِنا، وعلى العالم بأكمله، وأعظم وأفضل تلك النعم على الإطلاق للبشرية، بل حتى للحيوانات، والجمادات، بل للعالم أجمع، بل ليس للعالم وحده، بل للعالمين؛ الإنس والجن، إنه النعمة المسداة، والرحمة المهداة، إنه رسول الرحمة؛ محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [آل عمران: 164] "الكتاب" هو القرآن الكريم كلام رب العالمين، و"الحكمة" السُّنَّة المطهَّرة، سواء كانت قولية، أو عملية، أو تقريرية؛ قال رسول الله صلى الله عليه: ((عليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخلفاء الراشدين من بعدي، عَضُّوا عليها بالنواجذ...)).

قال جل جلاله: ﴿ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]، فانظروا إلى الوصف الدقيق من رب العالمين سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].

أيها المسلمون، أيُّ أمر كانت عليه الأمة والعرب والعالم كله قبل بعثته ورسالته صلى الله عليه وسلم؟ وما الضلال البعيد الذي كانوا فيه؟ وما هي الغوغاء والضوضاء، والضجيج والهلاك، والمأساة والقتل والدمار التي كان يعيشها العالم، وعلى وجه الخصوص العرب قبل بعثته صلى الله عليه وسلم؛ حيث كانت الحياة قبل مَبْعَثِهِ صلى الله عليه وسلم حياةَ الغابة الكبرى التي ليس فيها مكانٌ للضعفاء، فكان الناس قبل بعثته ورسالته صلى الله عليه وسلم طبقتَين: طبقة السادة، وطبقة العبيد، يستعبد بعضهم بعضًا، فرحِم الله تعالى هذه البشرية برسالة خاتم الأنبياء والرسل محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فكانت رسالته عليه الصلاة والسلام لإخراج البشرية من الشرك إلى التوحيد، ومن الظلمات إلى النور، ومن جَورِ الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، إلى نور القرآن ونور السنة المحمدية المطهَّرة.

جاء في الحديث الصحيح: ((إن الله تعالى نظر إلى أهل الأرض فمَقَتَهم، عربهم وعجمهم، إلا بقايا من أهل الكتاب)).

قال جل جلاله: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ [الأعراف: 157].

أيها المسلمون، إننا بحاجة نحن أهلَ الإسلام إلى أن نوجِّه حياتنا على وَفْقِ هَدْيِهِ، وعلى طريقته، وعلى سُنته صلى الله عليه وسلم، وأن نقيس أمورنا كلها صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليلها، بماء جاء به صلى الله عليه وسلم.

أيها الناس، استمعوا إلى وصف جعفرِ بنِ أبي طالب رضي الله عنه، وهو يحدِّث نجاشيَّ الحبشة في مواجهة رسولَي قريش إليه، وقد جاءا ليرجعا بالمهاجرين من المسلمين عنده؛ قال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: "أيها الملك، كنا قومًا أهلَ جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعا إلى أن نوحِّد الله تعالى وحده لا شريك له ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، فقال النجاشي: فهل معكم من شيء مما جاء به؟ وقد دعا أساقفته، فأمرهم فنشروا المصاحف حوله، فقال جعفر رضي الله عنه: نعم، فقرأ عليهم صدرًا من سورة مريم: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ كهيعص * ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ﴾ [مريم: 1 - 3]؛ الآيات، فبكى النجاشيُّ حتى ابتلَّت لحيته، وبكت أساقفته حتى بلُّوا مصاحفهم، ثم قال النجاشي: إن هذا الكلام لَيخرج من المشكاة التي جاء بها موسى عليه السلام".

أيها المسلمون، هذه آية من كتاب الله تعالى، فيها بيان أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم ووظيفته تلاوة كلام الله، وأن يسعى جاهدًا في تزكية وتربية الأمة: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164]، إن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يوصِّلَ هذا القرآن الكريم، وهذا الدين العظيم إلى كل البشرية: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، ومن مهامِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تزكية النفوس، وإصلاح البشر، ودلالة الناس على طريق النجاة، فكانت حياته كلها دعوة وجهاد، وتعليم وإرشاد، ونصح وتذكير وتوجيه، وتبشير وإنذار، فما لهذه الأمة وفي هذه العصور لا نعقل؟ لماذا لا نسارع إلى الالتزام بما كان عليه خير الرسل؛ من اتباع هَدْيِهِ، والعمل بسنته، والسير على نهجه، وتتبع آثاره وسيرته؟ ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾ [الحشر: 7].

أيها المسلمون، أين نحن من صلاته، ومن أخلاقه، ومن حسن تعامله، ومن رحمته وشفقته بأمته؟ أين نحن من سماحته، وصبره وعفوه عمن أساء إليه؟ أين نحن من تعظيم أمر الله تعالى؟ أين نحن من صفاته التي بيَّنها الله تعالى في كتابه الكريم؟ وأين نحن من صفاته التي نقلها إلينا الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار، وصفاته التي نُقلت إلينا من قِبَلِ زوجاته أمهات المؤمنين، الصادقات الطاهرات، العابدات الزاهدات القانتات؟ هل نحن نستشعر هذه المنَّة، وهذه النعمة التي تكرَّم بها رب العالمين جل جلاله على عباده، حين أرسل إلينا خاتم أنبيائه ورسله؛ محمدًا صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين؟

أيها المسلمون، جعل الله عز وجل طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم طريقًا للهداية والفوز بأعلى الدرجات في الجنة: ﴿ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ﴾ [النور: 54]، ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69]، وثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل أُمَّتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يا رسول الله قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)).

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم...

الخطبة الثانية
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد أيها المؤمنون:
فإن البشرية اليوم بأمَسِّ الحاجة إلى العودة الصادقة إلى الدين الحق، والمنهج السوي؛ كتابِ الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

وعلى كل مسلم أن يستسلم لدين الله، وأن يكونَ شعاره في هذه الحياة: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، وعلى الأمة الإسلامية، وفي خضم هذه الأحداث، وما حلَّ بأمة الإسلام من جراحات، على هذه الأمة أن تخضع وتسلِّم للمنهج المعصوم والمحفوظ بحفظ الله تعالى؛ القرآنِ والسنة النبوية الشريفة الصحيحة.

أيها المسلمون، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوةَ الحسنة والمثل الصالح، فرسول الله صلى الله عليه وسلم إمام، وقاضٍ، وحاكم، ومصلح، ومعلِّم، ومربٍّ، وزوج، وأب، وقائد مجاهد.

أيها المسلمون، إن من يتأمل في سيرته، يجد أنها حَوَت جميع مكارم الأخلاق:
فهو قدوة في الخُلُق الحسن.
وقدوة في الحلم والعفو.
وقدوة في الحياء.
وقدوة في الشفقة والرحمة.
وقدوة في التواضع.
وقدوة في الشجاعة.
وقدوة في الجود والكرم.
وقدوة في الخشية والخوف من الله.
وهو قدوة في الزهد في الدنيا والتنزُّه عن مكاسبها.
وهو قدوة في الثبات مع اليقين بوعد الله.
وقدوة في الصبر على الناس والعفو عن المسيء.
وقدوة في العبادة والتوبة وكثرة الاستغفار.
ودعا صلى الله عليه وسلم إلى الاقتداء به في صلاته، وصيامه، وزواجه.
وهو قدوة في الحج.
وهو قدوة في المعاملات، وفي الإيفاء بالعهود والمعاهدات.

أيها المؤمنون، إذا أرادت هذه البشرية اليوم الخروجَ من التخبُّط، والضَّياع، والغفلة، والظلم المتفشي، فعليها بالتسليم الكامل والصادق لدين الله وشريعة الإسلام الحق؛ كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 124 - 126]، والجزاء من جنس العمل: ﴿ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [النحل: 118].

أيها المسلمون، إننا بحاجة إلى الخروج من التبعية لأعداء الإسلام، إننا مشتاقون إلى الأُخُوَّة الإسلامية، إننا نتطلع إلى نصرة إخوة لنا في الدين والعقيدة، في أرض فلسطين وغزة، إننا بحاجة إلى معرفة الحق من الباطل، ومعرفة الهدى من الضلال، إننا بحاجة إلى تحقيق الولاء للمؤمنين الصادقين العاملين لدينهم، والبراءة من الكفر والكافرين، ومن النفاق والمنافقين، وكل هذا لا يكون إلا بالرجوع الصادق إلى الشريعة المحمدية التي جاء بها خير البشرية ورسول الرحمة؛ كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وعلى ما كان عليه الصحابة الأخيار، الأبرار الأطهار، رضي الله عنهم وأرضاهم.

أيها المؤمنون، نحن بحاجة إلى إحياء هذه القلوب وتزكيتها، وبحاجة إلى أن نتألم لحال المسلمين في كل مكان، وعلى وجه الخصوص أهل غزة، وما يمر بهم من ظلم واعتداء، وقتل وتشريد.

فأين الأمة الإسلامية اليوم مما يحصل هناك في أرض الرباط؟ لماذا الخنوع والسكوت، بل وربما الرضا وغض الطرف عن إبادة ذلك الشعب المسلم؟

فعودة حميدة إلى شرع الله، وإلى دين الله، وإلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله، حتى ننفض عنا الغبار الذي قد غطَّى على قلوبنا وعلى أبصارنا.

فرسول الله صلى الله عليه وسلم دينه محفوظ، وشرعه محروس، وأمته خير أمة أُخرجت للناس، وهذا الدين باقٍ ما بقِيَ الليل والنهار، رغم أنف اليهود والنصارى والأمريكان، وسائر المنافقين، وسائر أهل الضلال، وسائر أهل الشبهات والشهوات؛ ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8].

ألَا وصلوا وسلموا على من أُمِرتم بالصلاة والسلام عليه...

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.35 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]