الاحتلال الهندي لكشمير وأثره في الصراع الباكستاني الهندي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4873 - عددالزوار : 1861734 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4441 - عددالزوار : 1199612 )           »          4 نصائح للتعامل مع الشعور بالإحباط: احرص على بناء علاقات جديدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          لو ابنك عنيد.. 4 خطوات تخليه يسمع لك وتحسن مهارات الإنصات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          تريندات جديدة فى 2025 لألوان المطابخ.. هتغير بيتك ونفسيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 44 )           »          الامتحانات قربت.. 4 خطوات تخلي الأم تتابع مذاكرة الأولاد من غير عصبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          تربية إيجابية ولا على قديمه؟ 6 أنماط مختلفة للتربية وتأثيرها على الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          طريقة عمل العجة بالخضار والتوابل.. مغذية وسهلة ولذيذة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 42 )           »          إزاى تحمى بشرتك من حب الشباب وتحافظى على نضارتها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          وصفات طبيعية للعناية بالشعر خلال الطقس الحار.. عشان يفضل قوى ولامع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > فلسطين والأقصى الجريح
التسجيل التعليمـــات التقويم

فلسطين والأقصى الجريح ملتقى يختص بالقضية الفلسطينية واقصانا الجريح ( تابع آخر الأخبار في غزة )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 02:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,366
الدولة : Egypt
افتراضي الاحتلال الهندي لكشمير وأثره في الصراع الباكستاني الهندي

الاحتلال الهندي لكشمير وأثره في الصراع الباكستاني الهندي



كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فتُعَدُّ أزمة كشمير المسلمة قرينة أزمة فلسطين، وبدأت معها تقريبًا؛ إذ إنها بدأت منذ عام 1947 عندما تركت بريطانيا شبه القارة الهندية، واتَّفقت على أن تقوم على إثر هذا دولتان: دولة مسلمة هي باكستان، وأخرى هندوسية هي الهند.
ووفق هذا المعيار، كان يجب أن تنضمَّ كشمير إلى باكستان؛ إلا أن الإنجليز كانوا قد نصَّبوا عليها حاكمًا هندوسيًّا طلب الانضمام إلى الهند، فاستثمرت الهند ذلك، واجتاحت كشمير، فدخلت قوات باكستان من الجهة الأخرى، وصدرت القرارات الأممية بوقف إطلاق النار، والهند تسيطر على ثلثَي مساحة كشمير، وباكستان تسيطر على الثلث الباقي، كما نشأت حركة جهادية هي حركة كشمير الحرة.
ونصَّت قرارات الأمم المتحدة -فيما نصَّت عليه- على إجراء استفتاء لسكان كشمير ليختاروا بين الانضمام للهند، أو الانضمام لباكستان، أو إعلان دولة مستقلة، ومنذ ذلك الوقت، والهند تُعرقل عمل هذا الاستفتاء؛ لكونها تعلم أن النتيجة لن تخرج عن إما الاستقلال، أو الانضمام لباكستان، ولن تكون الانضمام للهند.
ونتيجة لهذه المماطلة، تنفذ حركة كشمير الحرة عمليات جهادية ضد القوات الهندية في كشمير، وفي كل مرة تُفضِّل الهند أن تَرُدَّ على القوات الباكستانية هناك، زاعمة أنها هي من تقف وراء عمليات حركة كشمير الحرة ضدها، وقد كانت المناوشات الأخيرة بين الهند وباكستان إحدى حلقات هذا المسلسل المتكرر.
ونحاول في هذه المقالة أن نُلقيَ الضوء على الأبعاد التاريخية لدخول الإسلام إلى شبه القارة الهندية، والمراحل التي مرَّ بها إلى تأسيس دول الهند وباكستان وبنجلاديش، وبالإضافة لإقليم كشمير الواقع تحت الاحتلال الهندي حتى الآن.
ما المقصود بشبه القارة الهندية؟
يُطلق اسم شبه القارة الهندية على المنطقة الجغرافية التي تضم الآن دول: الهند، وباكستان، وكشمير، وبنجلاديش.
ويُقال لها أيضًا: بلاد السند والهند، والسند واقعة إلى الشمال (تضم تقريبًا دولتي: باكستان وكشمير حاليًّا)، وباقي شبه القارة الهندية كان يُقال له: بلاد الهند.
وهذا الاسم لا يعني وجود دولة ذات وحدة سياسية عبر التاريخ، بل ظلَّت هذه البقعة الجغرافية على اتساعها ممزَّقة إلى دويلات كثيرة عبر التاريخ، وقد سادت فيها ديانات معينة؛ أبرزها: الهندوسية، والديانات المتفرعة عنها.
تعريف موجز بالهندوسية والبوذية:
إن الناظر في كل الأديان الوثنية القديمة سيجد في تراثها شخصيات، أو على الأقل شخصية محورية، تحيط بها هالة من التقديس، تدعو إلى عبادة الله وحده، وإلى مكارم الأخلاق، والبعض يؤكد أن هذا هو شيث -عليه السلام- أو إدريس -عليه السلام- بعد ما حرَّفت كل أمة سيرته.
وهذا في الأغلب ما يكون سيرة نبي أو أتباع نبي، بغض النظر عن تعيينه؛ مصداقًا لقوله تعالى: (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر: 24).
ومع هذا، فقد دخل الشيطان إلى الأمم من مداخل عدة؛ منها:
- الغلو في الصالحين، كما حدث مع قوم نوح.
- التفاؤل والتشاؤم، فتفاءلوا بحيوانات معينة، وتشاءموا من أخرى، ثم ما لبثوا أن عبدوا ما يتفاءلون به طلبًا للخير، وما يتشاءمون به دفعًا للشر!
- وحيث إن هذه المعبودات لا تَعقل ولا تَهدي أصحابها؛ فقد اخترع الكهنة قصصًا أسطورية عن آلهة في الصحراء أو الجبال، كما زعم اليونان أن آلهتهم تسكن جبال الألب، وجعلوا أنفسهم هم الناطقين باسمها!
- وكردِّ فعل لهذه الخرافات، اعتنق فلاسفة اليونان الإلحاد.
- ثم أراد بعضهم أن يتخلَّص من الإلحاد، فأقرَّ بوجود خالق هو علة هذا العالم، ولكنه ليس له صفات، ولم يُرسل رسلًا، ولم يُنزل كتبًا، ولا يسمع دعاء عباده، ولا يجيبهم.
- وبعض مَن يؤمنون بهذه العقيدة عادوا إلى تقديس الحيوانات عن طريق زعمهم أنه لا بد أن يوجد مخلوق متصف بصفات عطف وإنعام يمكن أن يعتبروه هو الذي يمثل الخالق.
والهندوسية ديانة لا يُعلم مؤسسها، ولا على وجه الدقة تاريخ ظهورها، إلا أنها ديانة وقع اختيارها على البقرة لكي تكون هي المعبِّرة عن الخالق! -تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا-.
وقد كرَّست الهندوسية لطبقية اجتماعية شديدة الجور، فجعلت الناس أربع طبقات:
الطبقة الأولى: البرهمية أو الكهنة، ولهم حقوق مطلقة على الطبقات الثلاث الأخرى، تشمل أخذ أموالهم بغير حق، وأمور أخرى كثيرة.
الطبقة الثانية: الشتري، أي: رجال الحرب.
الطبقة الثالثة: الويش، أي: رجال الزراعة.
الطبقة الرابعة: الشودر، ولا يُسمح لهم إلا بأدوار الخدمة للطبقات الأخرى.
وتُعتبر البوذية ثورة على طبقات الهندوسية، وعلى طبقة الكهنة على وجه الخصوص؛ فنادى "بوذا" بالخلاص عن طريق التأمل والمجاهدة، بعيدًا عن طقوس الكهنة، وهاجم طبقات الهندوس.
وأما ديانة السيخ: فلم تظهر إلا بعد دخول الإسلام إلى الهند، وهي تُعتبر نسخة أخرى من الديانة الهندوسية مع بعض الإصلاحات التي نادى بها بعضهم تأثرًا بالإسلام.
تاريخ دخول الإسلام إلى بلاد الهند:
- كانت هناك محاولات لفتح بلاد السند في عهد عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، كما وصلت بعض السفن الإسلامية إلى سواحل الهند في عهد عثمان -رضي الله عنه-.
- بدأت فتوح بلاد السند في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وعندما كان واليه على العراق هو الحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت بلاد السند تحت حكم سلطان يُسمى: داهر، وقامت مجموعة من اللصوص بالسطو على قافلة تجارية مسلمة، وأسر من كان فيها من الرجال والنساء، فأرسل الحجاج إلى ملكهم يستعينه على اللصوص، فادَّعى أنه لا قدرة له عليهم (وظهر فيما بعد أن الأسرى كانوا في سجونه)؛ فسيَّر الحجاج حملة أمَّر عليها ابن عمه: محمد بن القاسم الثقفي، ففتح بلاد السند.
- وبقيت بلاد السند تشهد مدًّا وجزرًا، فيتوسع المسلمون فيها تارة، ثم يعود البراهمة فيأخذون بعضها تارة، وهكذا.
- حتى جاء عصر الدولة العباسية، وحصل انشغال بعلم الكلام، كما حصلت سيطرة للباطنية على شرق الجزيرة العربية، مما أعاق استمرار الفتوح في بلاد السند والهند.
- سمح ضعف الخلافة العباسية بنشوء إمارات تتبع الخليفة العباسي اسميًّا، وكان من الإمارات السنية المجاهدة: الدولة "الغزنوية"؛ التي أسسها آل سبكتكين في غزنة (جنوب أفغانستان)، وقد استكملت الدولة الغزنوية فتح بلاد السند.
- ثم جاء الاجتياح المغولي لبلاد الشرق الإسلامي، حتى انكسرت حملاتهم على مصر والشام، وبعد انكسار حملاتهم، بقي حكمهم قائمًا في بلاد ما وراء النهر، ومنها: شبه القارة الهندية، واستكملوا فتح كل شبه القارة الهندية، وتوالت عليها عدة أسر حكمت كل منها فترة.
- وتزامنًا مع سيطرة الدولة العثمانية على مصر، ومن ثم إعلان الخلافة العثمانية، قامت في إيران الدولة الصفوية، وقامت في الهند الدولة المغولية التي حكمها سلاطين ينحدرون من نسل تيمور لنك، وهي الدولة التي أسقطها الاحتلال الإنجليزي.
- من المظاهر العجيبة: أنه مع استقرار حكم المسلمين على شبه القارة الهندية؛ إلا أن نسبة عدد المسلمين كانت تتراوح بين 25% إلى 30%.
- الغالبية الهندوسية استراحت لحكم المسلمين، رغم كونهم أقلية؛ لحزمهم وحسن إدارتهم للأمور، وللفرار من الطبقية الهندوسية التي كان يطبقها الحكام الهندوس. (ومن الواضح أنه لم تُمارس دعوة نشطة للإسلام، ومن ثم فيكاد يوجد إجماع من المؤرخين على أنه لم يكن هناك صراع على أساس هندوسي - إسلامي).
- يُلاحظ أن الولايات الشمالية (إقليم السند) التي فتحت في عهد الدولة الأموية، كان غالب أهلها مسلمون، وكذلك ما فتح على يد الدولة الغزنوية على يد محمود بن سبكتكين، بخلاف باقي بلاد الهند التي ضُمت عن طريق الحكم المغولي، فكان غالب أهلها هندوس.
- العجيب: أنه وُجدت حالات نادرة كان دين حاكم الولاية مخالفًا لدين غالبيتها، فعندما جاء الإنجليز وأسقطوا الدولة المغولية (وصاروا هم السلطة العليا مكانها)، تركوا الولايات على ما هي عليه في الغالب؛ غير أنهم في بعض الأحيان، من باب إحكام السيطرة، كانوا يساهمون في وصول حكام لبعض الولايات، دينهم مخالف لدين الأغلبية، وكان أبرزها: أنهم قبضوا رشوة كبيرة من رجل هندوسي ونصبوه حاكمًا لولاية كشمير، كان هذا سببًا رئيسيًّا في أزمتها لاحقًا.
- كانت البهارات الهندية سببًا لتسابق الجيوش الأوروبية على السيطرة على التجارة، حيث كانت البهارات هي وسيلة حفظ الطعام في ذلك الوقت، وهو ما كانت تحتاج إليه جيوش الإمبراطوريات الأوروبية.
- بعد ما أسقط البرتغاليون الدولة الإسلامية في الأندلس، أصبحوا قوة أوروبية كبيرة، وورثوا عن الأندلس التقدم البحري، وسعوا لاكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح لإيجاد طريق آخر إلى الهند، ووصلوا بالفعل إلى السواحل الهندية، وأقاموا بعض المراكز هناك.
- جاء من ورائهم الإنجليز، وأسسوا ما يُعرف بشركة الهند الشرقية (أُسست في سنة 1600م) كشركة إنجليزية تجارية، وتمتعت بحماية التاج البريطاني.
- قامت الثورة الهندية ضد الإنجليز سنة 1857م، وانتهت الثورة عام 1858م، ومعها أعلنت بريطانيا إنهاء شركة الهند الشرقية، وضمَّت الهند صراحة للتاج البريطاني.
- رغم أن الهندوس كانوا قد شاركوا المسلمين في الثورة، لكن ممثل التاج البريطاني في الهند قال: إن القتال إنما اندلع من المسلمين، وإن مشاركة الهندوس لم تكن بقدر فاعلية المسلمين، وإن الهندوس لا يعارضون أن يحكمهم نصراني، بخلاف المسلمين، فالقرآن يمنعهم من ذلك.
- وبناءً عليه، شرع الإنجليز في إثارة الهندوس ضد المسلمين من خلال تذكيرهم دومًا أن المسلمين يذبحون البقر، ويستعملونها في الحرث، وهذه إهانة لإله الهندوس.
- في ظل الحكم الإنجليزي، وُجدت نزاعات انتقام بشعة من الهندوس ضد المسلمين، وكان البعض الآخر من الهندوس يرفض هذا، ويطالبهم بتذكر سماحة المسلمين معهم، ومن هؤلاء (غاندي).
- وإلى الآن، لم يتورَّط حزب المؤتمر الذي أسسه غاندي في أعمال عنف ضد المسلمين، ولكن هذه الحوادث غالبًا ما تقع في ولايات يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا، ولكن سياسة تهميش المسلمين، وإقصائهم من الوظائف الكبرى، ومحاولة حرمانهم من التعليم المتميز، تُعتبر قاسمًا مشتركًا بين كل الأحزاب الهندية منذ قيام الهند حتى الآن.
- بعد الحرب العالمية الأولى، ونتيجة روح التحرر التي سادت في الشعوب المحتلة (والعجيب أن أمريكا كان لها دور في هذا، باعتبارها كانت محتلة من إنجلترا)، أسس غاندي حزب المؤتمر، ودعا للتحرر، وأن يكون الحكم بعد رحيل الإنجليز ديمقراطيًّا، وانضم إليه معظم دعاة المسلمين؛ إلا أن محمد علي جناح عارض هذا، وأسس حزب الرابطة الإسلامية، وقال: إن الديمقراطية في الهند ستفرز حكمًا هندوسيًّا، ونادى بإقامة دولتين، إحداهما للأماكن ذات الأغلبية المسلمة، والأخرى للأماكن ذات الأغلبية الهندوسية (ما زال البعض يرى أن هذه الخطوة كانت خطأ؛ لأنهم نزلوا بنسبة مسلمي الهند من 25% إلى 12%، وإن كان الظاهر أن 30% لم تكن لتختلف كثيرًا عن 15%).
(يلقب محمد علي جناح بـ "أبو باكستان". وكانت رؤيته السياسية بضرورة انفصال الولايات ذات الأغلبية المسلمة تبدو هي الأصوب، رغم أنه إسماعيلي المذهب وكان متزوجا بهندوسية، ويقال إنه انتقل للمذهب الشيعي الاثنا عشري. بل يقال أنه انتقل إلى المذهب السني، فإذا صح هذا فلعل الله أن يكون رزقه توبة قبل الممات. ولكن عموما يلزم الانتباه إلى أن ذكر دوره في استقلال باكستان لا يعني الرضى بسيرته المعلومة على الأقل في معظم فترات حياته).
- بعد الحرب العالمية الثانية، شرعت بريطانيا في الانسحاب من المستعمرات، لا سيما وأن الحرب أفرزت تعاظم قوة أمريكا والاتحاد السوفيتي.
- رغم أن بريطانيا هي من ألَّبت الهندوس على المسلمين؛ إلا أنها مالت إلى حل الدولتين (البعض يفسر هذا بميل غاندي في اتجاه اشتراكية الاتحاد السوفيتي، فكانت من مصلحة بريطانيا ألا تقع كامل شبه القارة الهندية في يده).
- وبناءً على ذلك، وفي سنة 1947، تأسست دولتا: الهند (وشملت معظم أجزاء شبه القارة الهندية)، ودولة باكستان (التي كانت في بداية الأمر قطعتين غير متصلتين جغرافيًّا: باكستان الغربية التي تمثل باكستان الحالية، وباكستان الشرقية التي سرعان ما طالبت بالاستقلال، وسميت بنجلاديش -كما سيأتي-).
- قام هندوسي متورِّط باغتيال غاندي، وقال في اعترافاته: "إنه ناقم عليه لموافقته على إعطاء باكستان للمسلمين"، ويبدو أنهم اعتبروا أن هذا موقف خاص جدًّا لغاندي، حتى إن تلميذ غاندي المقرب نهرو كان يصرح بأن على الهند أن تَحول عمليًّا دون قيام دولة باكستان، أو أن عليها أن تخنقها اقتصاديًّا بحيث تضطر إلى طلب العودة إلى الانضمام لدولة الهند.
- وكانت هناك بعض الولايات ذات وضع ملتبس، على رأسها كشمير، وسيأتي الحديث عليها في النقطة التالية.
ومنها ولاية جوناكاد، وهي ولاية كان حاكمها مسلمًا، رغم أن المسلمين فيها أقلية، وأراد حاكمها الانضمام إلى باكستان، ولكن الهند ضمَّتها بالقوة.
ومنها حيدر آباد، وهي ولاية يحكمها مسلم أيضًا، رغم أن المسلمين فيها أقلية، وقد طالب بالاستقلال، ولكن الهند ضمَّتها بالقوة.
وأما ولايات نيبال وبوتان وسيكم وسيلان، فقد نالت الاستقلال بالفعل، وكانت ولاية البنجاب ذات أغلبية مسلمة في غربها، وأغلبية هندوسية في شرقها، فاستقر الأمر على انضمام غرب البنجاب لباكستان، وشرقها للهند، وتم تهجير كل مسلمي شرق البنجاب إلى غربها باستعمال القتل والحرق والاغتصاب.
- كشمير ذات طابع خاص جدًّا في دخول الإسلام إليها دون باقي الولايات الهندية، حيث دخلت الإسلام عن طريق اعتناق حاكمها الإسلام، فهدى الله به معظم شعب كشمير إلى الإسلام، حتى بلغت نسبة المسلمين فيها حوالي 85%.
- ذكرنا أنه في ظل الاحتلال الإنجليزي، دفع رجل هندوسي رشوة كبيرة للإنجليز ليُسندوا إليه حكم كشمير.
- وبعد أن تقرر قيام دولتَي الهند وباكستان، تظاهر حاكم كشمير الهندوسي بصداقته لباكستان دون أن ينضم فعليًّا إليها، ووقَّع معها اتفاقية بذلك؛ بينما كان يقوم بتسليح الهندوس ليقوموا بعمليات عسكرية غرضها تغيير التركيبة السكانية لكشمير، بحيث يتمكن بعدها من الانضمام للهند.
- ولما وجد أن الخطة لا تسير كما يريد، فرَّ إلى الهند، ووقَّع معها اتفاقية انضمام كشمير إلى الهند، رغم تعارض هذا مع جوهر قرار التقسيم، ورغم أن اتفاقيته مع باكستان أسبق من اتفاقيته مع الهند.
- وكانت الهند قد مهَّدت لدخول قواتها إلى كشمير عبر التطهير العرقي الذي تم في البنجاب الشرقية، ومن ثم ضمَّتها للهند؛ لأنها الطريق الوحيد الواصل من الهند إلى كشمير.
- وبالتالي، وبعد توقيع الاتفاقية بين حاكم كشمير الهندوسي الهارب والهند، دخلت القوات الهندية إلى الولاية، وتوغَّلت في أراضيها.
- دخلت القوات الهندية، وأعلنت أنها ستقوم بنفسها بنقل المسلمين الراغبين إلى باكستان، ثم جمعتهم وقتلتهم جميعًا، وكان عددهم نحو نصف مليون مسلم.
- بينما تأسست في كشمير "حركة كشمير الحرة"، والتي أعلنت الجهاد ضد الجيش الهندي.
- بينما دخلت القوات الباكستانية من الجهة الأخرى، وسيطرت على نحو ثلث أراضي كشمير.
- صدرت قرارات الأمم المتحدة بانسحاب القوات الهندية والباكستانية من كشمير، وعمل استفتاء شعبي ليختار الشعب الانضمام إلى الهند، أو الانضمام إلى باكستان، أو الاستقلال، ورحَّبت باكستان بالقرار، كما تظاهرت الهند بالترحيب به، ولكن تُضيف إليه تفسيرها الخاص (وهو أن كشمير ولاية هندية استنادًا إلى قرار حاكمها، ومطلوب عمل استفتاء ليرى هل ستستمر مع الهند، أم تَستقل، أم تنضم لباكستان).
وباكستان وحركة كشمير الحرة يرون أن كشمير معلَّقة منذ إنهاء الاحتلال الإنجليزي، وأنها ليست جزءًا من الهند.
- كما طُرح حل التقسيم بين الهند وباكستان، كلٌّ يضم الأرض التي يسيطر عليها، ولكن باكستان ترى أن هذا سوف يجعل منابع أنهار باكستان أراضيَ هندية، صحيح أن الهند تسيطر عليها الآن، ولكن هذا الحل سوف يجعلها هندية خالصة.
- عندما زادت وتيرة الاضطهاد الهندي لمسلمي كشمير، خاضت باكستان حربًا ضد القوات الهندية في كشمير عام 1965، وانتهت المواجهات باتفاق برعاية الأمم المتحدة، وللأسف وكأن الاتفاق انطلق من كون كشمير هندية تطالب بالانفصال، ومِن ثَمَّ فإن المشكلات التي يعاني منها سكان كشمير هي مشكلات داخلية بينهم وبين الهند.
- قامت نزعات تدعو لانفصال باكستان الشرقية، وساندها كل الهندوس في باكستان الشرقية، وكذلك القاديانيون والبهائيون، ودعمتها الهند، وكانت باكستان تركز تواجد جيشها في باكستان الغربية من أجل مشكلة كشمير، فانتهزت الهند الفرصة في عام 1971، ودخلت باكستان الشرقية، وقاتلت قوات الجيش الباكستاني، زاعمة: أن مَن يقاتل هم ثوار من باكستان الشرقية.
وردَّت باكستان ببدء القتال في كشمير، وانتهى القتال بتدخل الأمم المتحدة، وانتهى الأمر بانفصال باكستان الشرقية تحت مسمى بنجلاديش، واعترفت لها الدول تباعًا حتى اعترفت بها باكستان في عام 1974.
- وأما مشكلة كشمير: فبقيت كما هي تقريبًا منذ 1947، تنتظر قرار الأمم المتحدة بإجراء استفتاء تقرير المصير، بينما الهند تُعرقل إجراء هذا الاستفتاء، والتربُّص قائم بين القوات الهندية والقوات الباكستانية في كشمير، بينما يقوم مجاهدو كشمير الحرة بعمليات متقطعة ضد الاحتلال الهندي، فتقوم الهند باتهام باكستان أنها من تقف وراء مجاهدي كشمير، وربما ردَّت بعملية عسكرية، فتَرُدُّ باكستان بمثلها، كما حدث في الأحداث الأخيرة.
وكان لدخول الدولتين النادي النووي في وقتٍ متزامنٍ أثره في أن حركات الفعل ورد الفعل غالبًا ما تكون متناسبة.
نسأل الله أن ينصر المسلمين المستضعفين في فلسطين وكشمير، وفي كل مكان.
اللهم آمين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.65%)]