|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المرأة في الإسلام: حقوقها ودورها في بناء المجتمع محمد أبو عطية يُشكل فهم مكانة المرأة في الإسلام موضوعًا بالغ الأهمية، فكثيرًا ما حُرِّفت فهم هذه المكانة بفعل تفسيرات خاطئة للنصوص الدينية أو بفعل ثقافاتٍ محليةٍ تتخذ من الدين ستارًا لأعرافٍ اجتماعيةٍ مُتجذِّرة. هذا المقال يسعى إلى تقديم صورة واضحة وموضوعية عن حقوق المرأة ودورها البارز في بناء المجتمع الإسلامي، مستندًا إلى المصادر الإسلامية الأصيلة وتوضيح المفاهيم المغلوطة الشائعة. أولًا: الحقوق الأساسية للمرأة في الإسلام: يُقرُّ الإسلام للمرأة حقوقًا أساسيةً تكفل لها كرامتها وحريتها، وتُعزِّز مكانتها كشريكةٍ للرجل في بناء الأسرة والمجتمع. هذه الحقوق ليست مجرد مُثلٍ نضاليةٍ حديثةٍ؛ بل هي حقوقٌ مُثبتةٌ في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتُجسِّد روحَ العدل والمساواة التي دعا إليها الإسلام. من أهم هذه الحقوق: • حق الحياة والكرامة: يُحرِّم الإسلام قتل الأنثى أو إهانتها، ويُؤكِّد على ضرورة حماية حياتها وكرامتها بقدر ما يحمي حياة الرجل وكرامته. يُبيِّن هذا الحق أهمية المساواة في الاحترام والقيم الإنسانية بين الجنسين. • حق التعليم: شجَّع الإسلام على طلب العلم للرجال والنساء على حدٍّ سواءٍ، وقد برعت النساءُ المسلمات في مختلف فروع العلم والثقافة على مرِّ التاريخ؛ فقد كانت هناك عالماتٌ فاضلاتٌ في الفقه والطب والأدب والعلوم الشرعية والعربية. ويؤكد القرآن على أهمية التفكُّر والعلم لِكلا الجنسين. • حق العمل والملك: يُقِرُّ الإسلام للمرأة حق الامتلاك والعمل والتجارة، وتُعتبر مالِكَةً لِما تَملكُهُ، وتُديرُ أَموالَها باستقلالٍ، ويحفظ لها حقوقها المالية في الزواج والطلاق والإرث. • حق الزواج والطلاق: للمرأة حق اختيار زوجها بموافقتها، ويمتلك كلٌّ منهما حقَّ طلب الطلاق في حال تعسُّر الاستمرار في الزواج، مع مراعاة حقوق الأطفال والمعايير الشرعية. كما أن الزواج في الإسلام عقدٌ مدنيٌّ قائمٌ على المساواة والمُشاركة. • حق المشاركة في الشؤون العامة: على الرغم من اختلاف الآراء في مدى مشاركة المرأة في السياسة والحكم، إلا أنَّ الإسلام لم يحرمها من المشاركة في الشؤون العامة بقدر ما يُؤكد على أهمية الكفاءة والعدل في أيِّ منصبٍ عام. ثانيًا: دور المرأة التربوي والثقافي: لا يقتصر دور المرأة في الإسلام على البيت وحده؛ بل يتجاوزه ليشمل مساهمةً فعَّالةً في بناء المجتمع على مستوياتٍ متعددةٍ. أبرز هذه الأدوار: • دورها التربوي في الأسرة: تُعتبر الأمُّ المدرسة الأولى لأبنائها، فدورها في تربيتهم وتنشئتهم على الأخلاق والقيم الإسلامية لا يُستهان به. وهي المسؤولة الأولى عن تكوين شخصياتهم وتوجيههم نحو الحياة الصالحة. • دورها في حفظ الهوية الثقافية: تلعب المرأة دورًا مهمًّا في حفظ الهوية الثقافية والاجتماعية لأسرتها ومجتمعها، من خلال نقل التقاليد والعادات الحسنة إلى الأجيال اللاحقة، وحفظ الموروث الثقافي الإسلامي. • دورها في التعليم والتثقيف: ساهمت المرأة المسلمة على مرِّ التاريخ في التعليم والتثقيف، وقدَّمت خدماتٍ جليلةً في هذا المجال. وهي تُشارك اليوم بفعاليةٍ في جميع مجالات التعليم والتثقيف، وتُسهم في بناء جيلٍ متعلمٍ ومثقف. • دورها في العمل الخيري والتطوعي: تُعرف المرأة المسلمة بنشاطها في العمل الخيري والتطوعي، وتقديم الدعم للفئات الضعيفة والفقيرة في المجتمع، وتُسهم في مختلف المبادرات الخيرية والتطوعية بروح الإيثار والعطاء. ثالثًا: تصحيح المفاهيم المغلوطة: يُعاني فهم مكانة المرأة في الإسلام من الكثير من المفاهيم المغلوطة والافتراءات، ومن أبرزها: • التفريق بين المرأة والرجل: يُغالط بعضُ الناس في تطبيق مبدأ العدل بين الجنسين، مُعتبرين أنَّ المرأة أقلُّ قيمةً من الرجل، أو أنَّ لها حقوقًا أقلَّ. وهذا مفهومٌ خاطئٌ تمامًا، فالإسلام يُؤكد على المساواة في الكرامة والحقوق بين الجنسين، مع مراعاة الاختلافات الطبيعية بينهما. • حصر دور المرأة في البيت: يُروِّج بعضُ الأفكار التي تحصرُ دورَ المرأة في البيت وحده، مُهمِّشةً دورها في المجتمع والعمل والثقافة. وهذا مفهومٌ مُنحرفٌ عن روح الإسلام، الذي يُشجِّع المرأة على التعلم والعمل والمشاركة في بناء المجتمع. • الاستخدام الخاطئ للنصوص الدينية: يستخدم بعضُ الناس النصوص الدينية بطريقةٍ خاطئةٍ لتبرير التحكم في المرأة أو إقصائها من حقوقها؛ ولكن يجب أن يكون التفسير لِلنصوص الدينية بناءً على المعاني الأصلية والمقاصد الشرعية والموازنة مع المعاني الواردة في غير هذا النص. خاتمة: في الختام، تُظهر الدراسة الموضوعية للمصادر الإسلامية الأصيلة مكانةً رفيعةً للمرأة في الإسلام، وحقوقًا أساسيةً تكفل لها كرامتها وحريتها. وللمرأة المسلمة دورٌ بارزٌ في بناء المجتمع من خلال مساهمتها في مختلف المجالات، وتربويتها لأبنائها على القيم الإسلامية السامية. يجب التصدي للمفاهيم المغلوطة والافتراءات التي تشوِّه صورةَ المرأة في الإسلام، والعمل على تعزيز فهمٍ صحيحٍ وموضوعيٍّ لمكانتها ودورها في بناء مجتمعٍ قويٍّ متماسك. فالتاريخ يُشرِفُ على نساءٍ مسلماتٍ قدَّمن إسهاماتٍ مُميّزةٍ في مختلف مجالات الحياة، وهذا يُؤكدُ على أهمية إعادة القراءة الصحيحة للتاريخ الإسلامي والاهتمام بتمكين المرأة وإعطائها دورها الحقيقي في بناء الأمة.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |