|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مائدة يوم الأحد مائدةُ التَّفسيرِ سورةُ الفاتحةِ عبدالرحمن عبدالله الشريف ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 1-7]. فضلُ السُّورةِ: عنْ أبي سعيدِ بنِ الـمُعَلَّى رضي اللهُ عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ السُّوَرِ فِي الْقُرْآنِ قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَسْجِدِ»، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ قُلْتُ لَهُ: أَلَمْ تَقُلْ: «لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هِيَ أَعْظَمُ سُورَةٍ فِي الْقُرْآنِ»؟ قَالَ: «﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ الَّذِي أُوتِيتُهُ»[1]. موضوعُ السُّورةِ: تحقيقُ العبوديَّةِ الخالصةِ للهِ تعالى. غريبُ الكلماتِ: بِسۡمِ ٱللَّهِ أيْ: أَبتدِئُ قراءتي مُستعِينًا باسمِ اللهِ.ٱلرَّحۡمَٰنِ الَّذي وَسِعَتْ رحمتُه جميعَ الخلقِ.ٱلرَّحِيمِ الَّذي يرحمُ المؤمنينَ.رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ الـمُرَبِّي لكُلِّ الخلقِ بنِعَمِه.إِيَّاكَ نَسۡتَعِين أيْ: نَخُصُّكَ بالاستعانةِ، وهي الاعتمادُ على اللهِ جل جلاله في جلبِ المنافعِ ودفعِ المضارِّ.ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيم الطَّريقَ الواضحَ، الَّذي لا عِوَجَ فيه، الـمُوصِلَ إلى اللهِ جل جلاله وإلى جَنَّتِه.غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ الَّذين عرَفوا الحقَّ وترَكوه، كاليهودِ ونحوِهم.ٱلضَّآلِّينَ الَّذين ترَكوا الحقَّ عنْ جهلٍ وضلالٍ، كالنَّصارى ونحوِهم.المعنى الإجماليُّ: سورةُ الفاتحةِ سورةٌ مكِّيَّةٌ، وآياتُها سبعٌ، افتُتِحَتْ بحمدِ اللهِ تعالى والثَّناءِ عليه، ثُمَّ ذِكْرِ بعضٍ مِنْ صفاتِه الجليلةِ؛ فهو ربُّ كلِّ شيءٍ، وهو الرَّحمنُ الـمُتَّصِفُ بالرَّحمةِ المطلقةِ الَّتي وَسِعَتْ كلَّ شيءٍ، الرَّحيمُ الَّذي يختصُّ برحمتِه مَنْ يشاءُ، وهو مالكٌ ليومٍ يُدَانُ النَّاسُ فيه بأعمالِهم خيرِها وشَرِّها، ثُمَّ تُقرِّرُ السُّورةُ توحيدَ المؤمنينَ لربِّهم، فله يعبدونَ ويُخلِصونَ، وبه يستعينونَ، ولهدايتِه يطلبونَ، ومِنْ طرقِ الضَّلالةِ يَتَعوَّذونَ. ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ: 1) ابتداءُ السُّوَرِ بالبسملةِ فيه تنبيهٌ للمسلمِ أنْ يبدأَ كلَّ قولٍ وعملٍ بالبسملةِ؛ طلبًا للعَوْنِ والتَّوفيقِ. 2) مِنْ هَدْيِ القرآنِ الكريمِ وإرشادِه في الدُّعاءِ: البَدْءُ بتمجيدِ اللهِ والثَّناءِ عليه، ثُمَّ الشُّروعُ في الطَّلبِ. 3) وجوبُ شُكْرِ اللهِ تعالى باللِّسانِ ثناءً، وبالجوارحِ طاعةً، وبالقلبِ اعترافًا. 4) على المسلمِ أنْ يَخُصَّ اللهَ وحدَه بالعبادةِ والاستعانةِ؛ فهو الرَّبُّ الـمُسْتَحِقُّ دونَ غيرِه. 5) أهمِّيَّةُ أنْ يدعوَ المسلمُ ربَّه أنْ يهديَه للحقِّ ويُعِينَه عليه، ويُجنِّبَه الفِتَنَ ويَقِيَه أسبابَها. [1] رواه البخاريُّ (4474).
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 10-02-2025 الساعة 12:56 PM. |
#2
|
||||
|
||||
![]() الأحد: مائدةُ التَّفسيرِ (سورةُ الإخلاصِ) عبدالرحمن عبدالله الشريف فضلُ السُّورةِ: • عنْ أبي الدَّرْداءِ رضي اللهُ عنه قال: قال الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ؟» قالوا: وكيفَ يقرأُ ثُلُثَ القرآنِ؟! قالَ صلى الله عليه وسلم: «﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ»[1]. • عنْ عبدِ اللهِ بنِ خُبَيبٍ رضي اللهُ عنه قال: قال الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم: «﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»[2] . سببُ النُّزولِ: ذُكِرَ في سببِ نزولِ هذه السُّورةِ: أنَّ المشركينَ قالوا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: انْسُبْ لنا ربَّك؟ فأنزلَ اللهُ هذه السُّورةَ[3]. موضوعُ السُّورةِ: تَفرُّدُ اللهِ بالأُلُوهِيَّةِ والكمالِ، وتَنزُّهُه عنِ الولدِ والوالدِ والنَّظيرِ. غريبُ الكلماتِ: الصَّمَدُ السَّيِّدُ الَّذي كمَل في سُؤْدُدِه وغِناهُ، والَّذي يُقصَدُ في قضاءِ الحوائجِ. كُفُوًا مُكافِئًا ومُماثِلًا ونظيرًا. المعنى الإجماليُّ: سورةُ الإخلاصِ مِنَ السُّوَرِ المكِّيَّةِ، ولها فضلٌ عظيمٌ؛ فقد سُئل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يومًا عنْ ربِّه سبحانه وتعالى، فأُمِرَ في هذه السُّورةِ بالإجابةِ بأنَّه اللهُ المنفردُ بالألوهيَّةِ، الواحدُ الأحدُ في ذاتِه وصفاتِه وأفعالِه، الجامعُ لصفاتِ الكمالِ، السَّيِّدُ المقصودُ على الدَّوامِ في الحوائجِ، الَّذي استَغْنَى عنْ كلِّ خلقِه، وافتقَر كلُّ خلقِه إليه، ليس له نظيرٌ ولا مَثِيلٌ، ولا والدٌ ولا وَلَدٌ؛ فلا تنبغي الألوهيَّةُ إلَّا له، ولا تَصلُحُ العبادةُ إلَّا له. ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ: 1) معرفةُ اللهِ تعالى بأسمائِه وصفاتِه. 2) إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى؛ كالوَحْدانيَّةِ، والغِنى. 3) نفيُ صفاتِ النَّقصِ عنِ اللهِ تعالى؛ كنسبةِ الولدِ إليه، أو النِّدِّ، أو النَّظيرِ. 4) أنَّ أهلَ العالَمِ العُلْويِّ والسُّفْليِّ مُفتقِرونَ إلى اللهِ تعالى غايةَ الافتقارِ، يسألونه حوائجَهم، ويرغبون إليه في مُهِمَّاتِهم. [1] رواه مسلمٌ (811). [2] رواه التِّرمذيُّ (3575). [3] رواه التِّرمذيُّ (3364).
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() مائدةُ التَّفسيرِ سورةُ الفلقِ عبدالرحمن عبدالله الشريف ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1-5] فضلُها: قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ آيَاتٌ لَمْ أَرَ مِثْلَهُنَّ قَطُّ: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾»[1]. موضوعُ السُّورةِ: الحثُّ على الاعتصامِ باللهِ مِنَ الشُّرورِ. غريبُ الكلماتِ: أَعُوذُ: أَلْتَجِئُ وأَعتصِمُ. الْفَلَقِ: الصُّبحِ. غَاسِقٍ: ليلٍ شديدِ الظُّلْمةِ. إِذَا وَقَبَ: إذا دخل ظلامُه وتَغَلْغَلَ. النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ: السَّاحراتِ اللَّواتي يَنْفُخْنَ بلا رِيقٍ في عُقَدِ الـخَيْطِ بقصدِ السِّحْرِ. حَاسِدٍ: مَنْ يتمنَّى زوالَ النِّعمةِ عنْ غيرِه. المعنى الإجماليُّ: سورةُ الفَلَقِ مِنَ السُّوَرِ المكِّيَّةِ، وهي إحدى الـمُعَوِّذاتِ، جاءت لتُرشِدَ العبادَ إلى حقيقةِ اللُّجوءِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، بالاستعاذةِ به مِنَ الشُّرورِ والبلايا، فاشتَمَلَتْ على التَّعوُّذِ مِنْ أربعِ شرورٍ: الأوَّلُ: شرُّ كلِّ ذي شرٍّ مِنْ سائرِ الخلقِ. والثَّاني: شرُّ ما يَحدُثُ في الظَّلامِ مِنْ دوابَّ ولصوصٍ وشياطينَ. والثَّالثُ: شرُّ السَّواحرِ النَّفَّاثاتِ في العُقَدِ. والرَّابعُ: شرُّ حاسدٍ إذا حسَد. وقد استَوْعَبَتْ هذه الأربعُ كلَّ ما يُخافُ أَذاهُ وضررُه. ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ: 1) وجوبُ إفرادِ اللهِ تعالى باللُّجوءِ والاستعاذةِ؛ فهو القادرُ وحدَه على حفظِ العبدِ. 2) الإرشادُ إلى الطَّريقِ النَّافعِ للوقايةِ مِنَ السِّحرِ والحسدِ وسائرِ الشُّرورِ؛ وهو الأذكارُ والتَّعاويذُ الشَّرعيَّةُ. 3) تحريمُ السِّحرِ، وكفرُ مَنْ يتعاطاه أو يُصدِّقُه. 4) خُصَّ الحسدُ بالتَّعوُّذِ لأنَّه أضرُّ المصائبِ، وهو أصلُ العداوةِ بينَ الجنِّ والإنسِ، والإنسِ أنفسِهم. [1] أخرجه مسلمٌ (814).
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() مائدةُ التَّفسيرِ عبدالرحمن عبدالله الشريف سورةُ النَّاسِ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ﴾ [الناس: 1-6]. موضوعُ السُّورةِ: الحثُّ على الاستعاذةِ باللهِ مِنْ شرِّ الشَّيطانِ ووسوستِه. غريبُ الكلماتِ: أَعُوذُ: أَلْتَجِئُ وأَعتصِمُ. بِرَبِّ النَّاسِ: مُرَبِّيهم، وخالقِهم، ومُدبِّرِ أحوالِهم. إِلَهِ النَّاسِ: معبودِهم الحقِّ. الْوَسْوَاسِ: الشَّيطانِ الَّذي يُلقِي شكوكَه وأباطيلَه في القلوبِ عندَ الغفلةِ. الْخَنَّاسِ: الَّذي يختفي ويَهرُبُ عندَ ذِكْرِ اللهِ. من الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ: الـمُوَسْوِسُ يكونُ جِنِّيًّا وإنسيًّا. المعنى الإجماليُّ: سورةُ النَّاسِ مِنَ السُّوَرِ المكِّيَّةِ، وهي إحدى الـمُعَوِّذَتَيْنِ، وفيها أمر اللهُ تعالى بالتَّحصُّنِ بربِّ النَّاسِ وخالقِهم مِنْ شرورِ الشَّيطانِ الـمُوَسْوِسِ في صدورِهم بصوتٍ خَفِيٍّ لا يُسمَعُ، فيُلقِي الشُّبَهَ والمخاوفَ والظُّنونَ السَّيِّئةَ، ويُزيِّنُ القبيحَ ويُقبِّحُ الحسنَ، وذلك متى غفَل المرءُ عنْ ذِكْرِ اللهِ تعالى. وكما يكونُ الشَّيطانُ الـمُوَسْوِسُ مِنَ الجنِّ، فإنَّه يكونُ مِنَ النَّاسِ، فيعملُ في تزيينِ الشَّرِّ، والدَّعوةِ إليه، وإلقاءِ الشُّبَهِ الـمُضَلِّلةِ والكلماتِ الفاسدةِ. ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ: 1) أنَّ اللهَ تعالى هو الرَّبُّ الحقُّ، الغنيُّ عنِ الخلقِ، الَّذي له الملكُ الكاملُ، والتَّصرُّفُ الشَّاملُ، والأمرُ النَّافذُ في خلقِه، بأمرِه وحكمِه، كيف شاءَ ومتى شاءَ. 2) بيانُ العلاجِ مِنَ الوساوسِ والخواطرِ السَّيِّئةِ؛ وذلك بدوامِ ذِكْرِ اللهِ والتَّعوُّذِ مِنَ الشَّيطانِ. 3) وجوبُ الاستعاذةِ باللهِ وحدَه مِنْ كلِّ ما يخافُه الإنسانُ. 4) خطرُ صاحبِ السُّوءِ، فإنَّه يَضُرُّ ويُضِلُّ.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ التَّفسيرِ: سورةُ النَّصرِ عبدالرحمن عبدالله الشريف بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ﴾ [النصر: 1 – 3].موضوعُ السُّورةِ: تبشيرُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بالنَّصرِ وخِتامِ الرِّسالةِ. غريبُ الكلماتِ: الْفَتْحُ: فتحُ مكَّةَ، وكان في السَّنةِ الثَّامنةِ مِنَ الهجرةِ. أَفْوَاجًا: جماعاتٍ كثيرةً، فَوْجًا بعدَ فوجٍ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ: التَّسبيحُ: هو تنزيهُ اللهِ عمَّا لا يليقُ به، وأمر أن يَقرِنَه بالحمدِ وهو الثَّناءُ عليه بالكمالِ. تَوَّابًا: يقبلُ التَّوبةَ ممَّن تابَ وأنابَ. المعنى الإجماليُّ: سورةُ النَّصرِ مِنَ السُّوَرِ المدنيَّةِ، فيها لرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بشارةٌ وأمرٌ: فالبشارةُ: نصرُ اللهِ له صلى الله عليه وسلم، وفتحُ مكَّةَ، ودخولُ النَّاسِ في دينِ اللهِ أفواجًا. وأمَّا الأمرُ فهو: أنْ يشكرَ ربَّه على ذلك، ويُسبِّحَ بحمدِه، ويستغفرَه؛ لأنَّ حصولَ النَّصرِ علامةٌ على قُرْبِ أجلِه صلى الله عليه وسلم وانتهاءِ الـمُهِمَّةِ الَّتي بُعِثَ بها. ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ: 1- صدقُ وعدِ اللهِ تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم. 2- وجوبُ شكرِ اللهِ تعالى عندَ تحقُّقِ النِّعمةِ، باللِّسانِ، وذلك بالثَّناءِ عليه سبحانه، وبالجوارحِ، بالعملِ بطاعتِه وتركِ معاصيه، وبالقلبِ، بمعرفةِ أنَّها منه وحدَه تفضُّلًا منه، لا باستحقاقِ العبدِ. 3- وجوبُ التَّواضعِ، ونسبةِ الفضلِ إلى اللهِ تعالى. 4- الحثُّ على دوامِ ذِكْرِ اللهِ تعالى وتسبيحِه وتحميدِه وتهليلِه. 5- الحثُّ على دوامِ الاستغفارِ والتَّوبةِ إلى اللهِ تعالى. 6- مشروعيَّةُ قولِ: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" في الرُّكوعِ والسُّجودِ؛ فقد ثَبَتَتْ بذلك السُّنَّةُ[1]. [1] أخرجه البخاريُّ (4968)، ومسلمٌ (484).
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ التَّفسيرِ: سورةُ النَّصرِ عبدالرحمن عبدالله الشريف الأحد: مائدةُ التَّفسيرِ: سورةُ المسدِ بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ﴾ [المسد: 1 - 5].موضوعُ السُّورةِ: بيانُ خُسْرانِ أبي لهبٍ وزَوْجِه. سببُ النُّزولِ: لَمَّا دعا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم قومَه، وقال: «إِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ»، قام عمُّه أبو لهبٍ فقالَ: تَبًّا لك! أَلِهَذَا دَعَوْتَنا؟ فأنزلَ اللهُ هذه الآياتِ[1]. غريبُ الكلماتِ: تَبَّتْ خَسِرَتْ وهلَكتْ. وَتَبَّ حصل له الخسارُ والهلاكُ. حَمَّالَةَ الْحَطَبِ أيْ تحملُ شَوْكَ السَّعْدانِ، وتُلْقِيه في طريقِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أَذِيَّةً له وكرهًا. جِيدِهَا عُنُقِها. مِنْ مَسَدٍ مِن ليفٍ شديدٍ خَشِنٍ، تُرفَعُ به في النَّارِ ثُمَّ تُرمَى. المعنى الإجماليُّ: سورةُ الـمَسَدِ مِنْ سُوَرِ الـمُفصَّلِ المكِّيَّةِ، وتُسمَّى بسورةِ تَبَّتْ، تنفردُ بالحديثِ عنْ عدوٍّ مِنْ أعداءِ اللهِ ورسولِه صلى الله عليه وسلم، أَلَا وهو أبو لَهَبٍ -عبدُ العُزَّى بنُ عبدِ المطَّلِبِ- عمُّ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، الَّذي عادى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أشدَّ العداءِ، وحاربه أشدَّ المحاربةِ، وحرَّض عليه وعلى المسلمينَ، ولم تَقِفِ المعاداةُ عندَه، بلِ امتَدَّتْ إلى زوجتِه "أُمِّ جميلٍ" أروى بنتِ حربٍ، الَّتي أخذتْ تجتهدُ في إيصالِ الأذى إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بكلِّ طريقٍ؛ ولذا تَوعَّدَهما اللهُ بالعذابِ الشَّديدِ، وخَصَّ زوجتَه بعذابٍ خاصٍّ. ما يُسْتفادُ مِنَ السُّورةِ: 1- تحريمُ إيذاءِ المؤمنينَ وعبادِ اللهِ الصَّالحينَ. 2- أنَّه لا ينفعُ المالُ، ولا الولدُ، ولا النَّسَبُ، ولا الجاهُ صاحبَه شيئًا معَ الكفرِ باللهِ تعالى. 3- صدقُ نُبُوَّتِه صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّ السُّورةَ حكَمتْ على أبي لهبٍ وامرأتِه بالنَّارِ، وعاشا بعدَها عشرَ سنينَ مُستمِرَّيْنِ على كفرِهما، ولم يُسْلِما ولو ظاهرًا. [1] أخرجه البخاريُّ (4973)، ومسلمٌ (208).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |