|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ الحديثِ فضيلةُ أركانِ الإسلامِ عبدالرحمن عبدالله الشريف عنْ أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه قال: أتى أعرابيٌّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: دُلَّنِي على عَمَلٍ إذا عَمِلتُه دخلتُ الجنَّةَ. قال: «تَعْبُدُ اللهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيئًا، وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ»، قالَ: والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَزِيدُ على هذا. فلَمَّا ولَّى قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا»[1]. الشَّرحُ: في هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ مَنْ أدَّى فرائضَ اللهِ، واجتَنَبَ نواهيَه؛ فقدِ اتَّصَفَ بوصفِ الإسلامِ والإيمانِ، وصارَ مِنَ الـمُتَّقِينَ الـمُفْلِحينَ، واستَحَقَّ دخولَ الجنَّةِ والنَّجاةَ مِنَ النَّارِ. وأوَّلُها وأَوْلاها: ما ذكَره النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ابتداءً، وهو التَّوحيدُ؛ لأنَّه الشَّرطُ الأوَّلُ في قَبُولِ الأعمالِ وصِحَّةِ جميعِ العباداتِ، وبه يدخلُ المرءُ في الإسلامِ، وبدونِه يظلُّ على الكفرِ، ثُمَّ أَعقَبَ بعدَه بذِكْرِ أركانِ الإسلامِ وعباداتِه الكبرى. ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ: 1) فضيلةُ الرُّجوعِ لأهلِ العلمِ وسؤالِهم. 2) أنَّ توحيدَ اللهِ تعالى بالعبادةِ هو أوَّلُ ما يُبدَأُ به في الدَّعوةِ إلى اللهِ. 3) أهمِّيَّةُ أركانِ الإسلامِ الخمسةِ، وأنَّها أصولُ العباداتِ الَّتي يَتقرَّبُ بها المسلمُ مِنْ ربِّه، ولا يَكمُلُ دِينُه حتَّى يأتيَ بها. 4) أنَّ مَن أكملَ أركانَ الإسلامِ الخمسةَ وجَبتْ له الجنَّةُ. [1] أخرجه البخاريُّ (1397)، ومسلمٌ (6).
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 18-02-2025 الساعة 10:01 AM. |
#2
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ الحديثِ عبدالرحمن عبدالله الشريف وجوبُ الإيمانِ وفضلُ الاستقامةِ عليه عنْ سُفْيانَ بنِ عبدِ اللهِ الثَّقَفيِّ رضي اللهُ عنه قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، قُلْ لي في الإسلامِ قولًا لا أسألُ عنه أحدًا بعدَك. قال صلى الله عليه وسلم: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ»[1]. الشَّرحُ: طلَب سفيانُ رضي اللهُ عنه مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وصيَّةً جامعةً للخيرِ، مُوصِلةً إلى الفلاحِ، فأمره صلى الله عليه وسلم بأمرينِ: الأمرُ الأوَّلُ: هو الإيمانُ باللهِ، الَّذي يشملُ ما يجبُ اعتقادُه مِنْ أصولِ الإيمانِ وأركانِه، وما يَتْبَعُ ذلك مِنْ أعمالِ القلوبِ، والاستسلامِ للهِ، والانقيادِ له بالعملِ الصَّالحِ. والأمرُ الثَّاني: هو المداومةُ على ذلك، والثَّباتُ عليه إلى المماتِ. فهذانِ هما أصلُ الفوزِ والنَّجاةِ؛ كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون﴾ [الأحقاف: 13-14].. ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ: 1) هذا الحديثُ مِنْ جوامعِ كَلِمِه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ-؛ وذلك أنَّ هذه الجملةِ: «قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ» جمَعتْ كلَّ مسائلِ الدِّينِ عقيدةً وشريعةً. 2) وجوبُ معرفةِ حقيقةِ الإيمانِ، وهو عندَ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ: تصديقٌ بالـجَنانِ، وقولٌ باللِّسانِ، وعملٌ بالجوارحِ والأركانِ، يزيدُ بالطَّاعةِ، وينقصُ بالمعصيةِ. 3) فضيلةُ الاستقامةِ والثَّباتِ على الدِّينِ، وأنَّ جزاءَ ذلك الجنَّةُ. [1] رواه مسلمٌ (38).
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 18-02-2025 الساعة 10:02 AM. |
#3
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ الحديثِ عبدالرحمن عبدالله الشريف وجوبُ حفظِ اللِّسانِ واليدِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ» مُتَّفَقٌ عليه[1]. الشَّرحُ: بيَّن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّه لا يتمُّ إسلامُ المرءِ حتَّى يُحِبَّ للمسلمينَ ما يُحِبُّ لنفسِه، ولا يَتحقَّقُ له ذلك إلَّا إذا سَلِمُوا مِنْ شرِّ لسانِه؛ فلا يَسُبُّهم، ولا يَلعَنُهم، ولا يَغْتابُهم، ولا يسعى بينَهم بأيِّ نوعٍ مِنْ أنواعِ الشَّرِّ والفسادِ، وكذلك إذا سَلِمُوا مِنْ شرِّ يدِه؛ فلا يعتدي عليهم بضربٍ ولا أذًى، ولا يأخذُ مِنْ أموالِهم بغيرِ حقٍّ. وبيَّن صلى الله عليه وسلم أنَّ أفضلَ المهاجرين هجرةً هو مَنْ هجَر الذُّنوبَ والمعاصيَ؛ فهذه الهجرةُ فرضُ عينٍ على كلِّ مسلمٍ، وهي عنوانُ كمالِ إسلامِه، وصدقِ استجابتِه لربِّه. ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ: 1) وجوبُ حفظِ اللِّسانِ واليدِ عنْ إيذاءِ المسلمينَ. 2) خَصَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم اللِّسانَ واليدَ؛ لكثرةِ أخطائِهما وأضرارِهما، فإنَّ مُعظَمَ الشُّرورِ تَصدُرُ عنهما. 3) قدَّم النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم اللِّسانَ؛ لأنَّ الإيذاءَ به أكثرُ وأسهلُ، ونِكَايَتَه أشدُّ، وأثرَه يصلُ إلى الأحياءِ والأمواتِ. 4) وجوبُ مجاهدةِ النَّفسِ على تركِ المحرَّماتِ وهجرِها. 5) أنَّ أفضلَ المسلمينَ إسلامًا هو مَنْ أدَّى حقوقَ اللهِ تعالى وحقوقَ المسلمين. [1] رواه البخاريُّ (10)، ومسلمٌ (40).
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ الحديثِ عبدالرحمن عبدالله الشريف من مائدةُ الحديثِ: مِنْ خِصَالِ النِّفاقِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رضي اللهُ عنهما قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» مُتَّفَقٌ عليه[1]. الشَّرحُ: النِّفاقُ: هو إظهارُ المرءِ خلافَ ما يُبطِنُ، وينقسمُ إلى قسمينِ: نفاقٍ اعتقاديٍّ، ونفاقٍ عمليٍّ. • فالنِّفاقُ الاعتقاديُّ: هو أنْ يُبْطِنَ الرَّجلُ الكفرَ ويُظهِرَ الإسلامَ، وصاحبُ هذا النَّوعِ كافرٌ مُخلَّدٌ في النَّارِ. • وأمَّا النِّفاقُ العمليُّ فيُرادُ به: الأعمالُ الَّتي جاء وصفُها بالنِّفاقِ، وأنَّها مِنْ أعمالِ المنافقينَ، دونَ أنْ تَسلُبَ الإيمانَ مِنَ القلبِ، وهذا النَّوعُ مِنْ كبائرِ الذُّنوبِ، لكنَّه لا يُخرِجُ مِنَ المِلَّةِ. وفي هذا الحديثِ يُحذِّرُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بعضِ خِصالِ النِّفاقِ العمليِّ، وهي أربعٌ، مَنِ اجتمَعتْ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَنْ كانت فيه خَصْلةٌ منها كان فيه صفةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يتركَها: الأولى: أنْ يَشتهِرَ بالخيانةِ بينَ النَّاسِ. الثَّانيةُ: أنْ يَشتهِرَ بالكذبِ في الحديثِ. الثَّالثةُ: إذا عاهَدَ أحدًا؛ غدَر به، ولم يَفِ بعهدِه. الرَّابعةُ: الفجورُ في الخصومةِ، والمرادُ بالفجورِ: أنْ يخرجَ عنِ الحقِّ عمدًا ليُصيِّرَ الحقَّ باطلًا والباطلَ حقًّا. ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ: 1) أنَّ النِّفاقَ العمليَّ له صفاتٌ كثيرةٌ، والَّذي ذُكِرَ في الحديثِ أشهرُها وأكثرُها ضررًا. 2) ذمُّ خيانةِ الأمانةِ، سواءٌ في العملِ، أو الأموالِ، أو الحقوقِ، أو الأسرارِ، أو غيرِ ذلك. 3) خطورةُ الكذبِ في الحديثِ، وأنَّه مِنْ صفاتِ المنافقينَ. 4) التَّحذيرُ مِنْ نَكْثِ العهودِ، وتشملُ العهودَ الَّتي بينَ العبدِ وربِّه، والعهودَ الَّتي بينَ العبدِ وبينَ النَّاسِ. 5) النَّهيُ عنِ الفجورِ في الخصومةِ. 6) وجوبُ الحذرِ مِنَ النِّفاقِ وأهلِه. 7) أنَّه قد يجتمعُ في العبدِ خصالُ خيرٍ وخصالُ شرٍّ، وخصالُ إيمانٍ وخصالُ نفاقٍ. [1] رواه البخاريُّ (2459)، ومسلمٌ (58).
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ الحديثِ عبدالرحمن عبدالله الشريف فضلُ الدَّعوةِ إلى الهدى، وخطرُ الدَّعوةِ إلى الضَّلالِ عن أبي هُرَيرةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى؛ كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِم شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ؛ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا»[1]. الشَّرحُ: في هذا الحديثِ الحثُّ على دعوةِ النَّاسِ إلى الهدى والأعمالِ الصَّالحةِ، والتَّحذيرُ مِنْ دعوتِهم إلى الضَّلالاتِ والبِدَعِ والفجورِ؛ فثوابُ مَنْ دعا إلى هُدًى وبيَّنه للنَّاسِ: أنْ يكونَ له مِثْلُ أجورِهم، مِنْ غيرِ أنْ يَنقُصَ ذلك مِنْ أجورِهم شيئًا، وجزاءُ مَنْ دعا إلى ضلالةٍ ومعصيةٍ: أنَّ عليه مِنَ الإثمِ مِثْلَ آثامِ مَنْ تَبِعَهُ، لا يَنقُصُ ذلك مِنْ آثامِهم شيئًا! ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ: 1) فضلُ الدَّعوةِ إلى اللهِ تعالى، ونشرِ الخيرِ. 2) خطورةُ الدَّعوةِ إلى الضَّلالِ والشَّرِّ. 3) الحثُّ على البَداءةِ بالخيرِ ليُسْتَنَّ به، والتَّحذيرُ مِنَ البَداءةِ بالشَّرِّ خوفَ أنْ يُسْتَنَّ به. 4) وجوبُ الحذرِ مِنْ دُعاةِ الضَّلالِ، مِنْ قُرَناءِ السُّوءِ وغيرِهم. [1] رواه مسلمٌ (2674).
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ الحديثِ عبدالرحمن عبدالله الشريف الحثُّ على لزومِ تقوى اللهِ عز وجل عنْ أبي ذَرٍّ الغِفاريِّ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ»[1]. الشَّرحُ: هذا حديثٌ عظيمٌ جمَع فيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ما يلزمُ المؤمنَ مِنْ حقِّ اللهِ وحقِّ عبادِه: فحَقُّ اللهِ: أنْ يَتَّقِيَهُ العبدُ حقَّ تُقاتِه، فيَتَّقِيَ سَخَطَه وعذابَه بأداءِ الواجباتِ واجتنابِ المحرَّماتِ، ولَمَّا كان التَّقصيرُ حاصلًا في هذه التَّقوى، أمر صلى الله عليه وسلم بما يدفعُ ذلك ويمحوه، وهو أنْ يُتبِعَ العملَ السَّيِّئَ بالعملِ الحسنِ؛ كالصَّدقةِ، والاستغفارِ، والتَّوبةِ النَّصوحِ، والإنابةِ إلى اللهِ؛ لتُمحَى تلك السَّيِّئةُ، ويزولَ أثرُها عنِ القلبِ. وحقُّ العبادِ: الإحسانُ إليهم بالـخُلُقِ الحسنِ، والمعاملةُ بالإحسانِ، ولُطْفُ الكلامِ، وبشاشةُ الوجهِ، والـحِلْمُ، والصَّبرُ، وكَفُّ الأذى، والعفوُ عنِ الإساءةِ. ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ: 1) وجوبُ تحقيقِ التَّقوى، وهي وصيَّةُ اللهِ للأوَّلِينَ والآخِرينَ، ووصيَّةُ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم لأُمَّتِه. 2) حقيقةُ التَّقوى: أنْ تجعلَ بينَك وبينَ عذابِ الله وِقايةً؛ بفعلِ ما أوجبَ اللهُ، وتركِ ما حرَّم اللهُ. 3) أنَّ الإتيانَ بالحسنةِ عَقِبَ السَّيِّئةِ سببٌ لغفرانِ السَّيِّئةِ. 4) التَّرغيبُ في حُسْنِ الـخُلُقِ معَ النَّاسِ؛ كما قال تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ [البقرة: 83]. [1] رواه الإمامُ أحمدُ (21441)، والتِّرمذيُّ (1988).
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
![]() من مائدةُ الحديثِ عبدالرحمن عبدالله الشريف فضلُ التَّفقُّهِ في الدِّينِ عنْ مُعاوِيةَ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» مُتَّفَقٌ عليه[1]. الشَّرحُ: الفقهُ في الدِّينِ هو العلمُ بشرائعِ دينِ اللهِ وأحكامِه، وهو العلمُ الَّذي لا يُدانِيهِ علمٌ في فضلِه وشرفِه وعُلُوِّ درجتِه؛ لأنَّه ميراثُ الأنبياءِ الَّذي لم يُوَرِّثُوا غيرَه. فهذا الحديثُ يدلُّ على أنَّ طلبَ العلمِ الشَّرعيِّ علامةٌ بَيِّنةٌ على سعادةِ العبدِ، وإرادةِ اللهِ به الخيرَ؛ حيثُ يسَّر له طريقَ معرفةِ اللهِ عزَّ وجلَّ ومعرفةِ دينِه الَّذي أنزلَه، وطريقَ الفوزِ برِضاهُ في الآخرةِ، ودَلَّ الحديثُ بالمفهومِ على أنَّ مَنْ أعرضَ عنِ العلمِ الشَّرعيِّ، ولم يَأْبَهْ به؛ فإنَّ اللهَ لم يُرِدْ به ذلك الخيرَ؛ حيثُ حرَمه الأسبابَ الَّتي تُنالُ بها الخيراتُ، وتُكتسَبُ بها السَّعادةُ. ما يُسْتفادُ مِنَ الحديثِ: 1- الحثُّ على التَّفقُّهِ في الدِّينِ، وبيانُ فضلِه ومكانتِه. 2- فضلُ التَّفقُّهِ في الدِّينِ يشملُ طلبَ أيِّ مسألةٍ مِنْ مسائلِه، سواءٌ في العقيدةِ، أو الفقهِ، أو الحديثِ، أو غيرِ ذلك. 3- فضلُ التَّفقُّهِ في الدِّينِ يشملُ طلبَه بالوسائلِ الَّتي تَيسَّرتْ -بفضلِ اللهِ- في هذا الزَّمنِ؛ مِنْ شبكاتٍ، وأجهزةٍ، ومواقعَ، ومنصَّاتٍ موثوقةٍ تُعِينُ على ذلك. 4- خطورةُ تركِ التَّفقُّهِ في الدِّينِ، وأنَّ ذلك علامةٌ على عدمِ إرادةِ اللهِ بعبدِه الخيرَ. [1] رواه البخاريُّ (3116)، ومسلمٌ (1037).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |