مكارم الأخلاق - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         5 قواعد وحيل مهمة لحفظ لحوم العيد لوقت أطول بأفضل حالة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          5 زيوت عطرية طبيعية تعطر بيتك بأمان وتقضي على الروائح الكريهة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          بعيدا عن عيادات التجميل.. 6 أكلات هتدي جسمك الكولاجين لبشرة مشدودة ونضرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          املأ أوقات فراغهم.. أنشطة مفيدة للأطفال فى الصيف بديلة للتابلت والموبايل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          4 خطوات بسيطة وعملية تساعدك ترجع للشغل بعد إجازة العيد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل السجق البلدي في البيت.. طعمه في العيد ألذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          5 وصفات طبيعية للعناية بالبشرة بالقهوة.. تقلل الانتفاخات وتقاوم الشيخوخة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          5 أفكار لوجبات نباتية للضيوف اللي ما بياكلوش لحمة في عيد الأضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هجرية (pdf) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المقاصد الربانية للعشر المباركة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2025, 02:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,511
الدولة : Egypt
افتراضي مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق (1)


- حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» (السلسلة الصحيحة)، كأنما يحصر النبي -صلى الله عليه وسلم - بعثته في إكمال أفضل الأخلاق، وهذا المنطق يستغله بعض من لا يريد الالتزام بالعبادات، الصلاة والصيام والحج، يحتج بأن (الدين الأخلاق)!
كنت وصاحبي بانتظار الطائرة في رحلة قصيرة إلى لبنان بعد انقطاع استمر أكثر من خمس سنوات.
- هذا لا يريد أن يرى الحق، إنما يتبع هواه، ولا أضل ممن اتبع هواه، لا تنفع معه الحجة ولا المنطق ولا الواقع، وأظن أن الإعراض عن نقاشه خير.
- ولكن لنفرض أن أحدهم قالها عن جهل، ويريد معرفة الحق.
- نعم لقد بعث الله النبي - صلى الله عليه وسلم - لإتمام مكارم الأخلاق وفي رواية (صالح الأخلاق)، وذلك أن الأخلاق أساس عظيم من أسس الشريعة، وإذا أردنا التوسع في المعنى، يمكن أن نقول: إن الأخلاق هي الدين، بمعنى التخلق مع الله، ومع الأنبياء ومع أوامر الله، وهذا هو الدين، ولكن لنتحدث عن الأخلاق بمعناها المعروف.
(الخلق)، بضم (الخاء) و(اللام)، الطبع والسجية، (ابن منظور)، وقيل (السلوك السائد) للإنسان، وقيل (حال للنفس راسخة، تصدر منها الأفعال من خير أو شر من غير حاجة إلى فكر وروية)، ويقال في مدح الشخص: إنه (ذو خلق)، مما يدل على أن الغالب فيها هو (السلوك الحسن)! وقوله - صلى الله عليه وسلم -: «لأتمم»، إما أن يتمم ما جاء به من سبقه من الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، أو ليتم ما كان عليه العرب فيثبت ما كان من أخلاق حسنة، ويزيل ما كان من سيئ الأخلاق.
انضم إلينا (أبو مساعد) ثالثنا في هذه الرحلة، تأخر لاضطراره أن يتأكد من حالة أحد مرضاه في المستشفى قبل السفر، أخذ حاجته من القهوة، واسترخى في مقعده.
- تابِعا الحديث:
- كنا نتحدث عن (مكارم الأخلاق).
- موضوع جميل يهمله كثير من الناس، حتى من يلتزم بالعبادات! هكذا كان تعليق صاحبنا لمجرد أن عرف موضوع حديثنا.
- نعم، يغفل كثير من الناس أهمية الأخلاق في دين الله، فكما أن العبد يدرك المنازل العليا في الجنة بحفظ كتاب الله، والجهاد في سبيل الله، والدعوة إلى الله، فإنه يستطيع أن يدرك الفردوس بحسن خلقه.
لم يخف صاحبي إعجابه بهذه العبارة.
- زدنا توضيحا:
- في الحديث عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - قال: «إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم» (صحيح أبي داود) وحديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (صحيح أبي داود)، وماذا في أعلى الجنة؟ الفردوس، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم - عن درجات الجنة (والفردوس أعلى الجنة وأوسطها) (صحيح الترمذي).
علق (أبومساعد)، مستحسنا ما سمع:
- مع أني أعرف هذه الأحاديث إلا إنها المرة الأولى التي أنتبه إلى هذا المعنى، حسن الخلق، سبيل لنيل الفردوس!
- نعم هي كذلك، والحديث الآخر عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا، وإن من أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون! قال: المتكبرون» (صحيح الترمذي).
- أحاديث جميلة.
- أشار صاحبي إلى الشاشة التي تظهر مواعيد الإقلاع مع البوابات.
- أمامنا ربع ساعة لبدء دخول البوابة.
- هذه الأحاديث وغيرها تبين أن العبد المؤمن ينبغي أن يبذل الجهد؛ ليحسن خلقه، مع الناس جميعا، فلئن كان حسن الخلق لا ينفع المشرك، وتارك الصلاة، كذلك سوء الخلق يحبط أجر الأعمال الصالحة، وإن عظمت، وتعرفون حديث المفلس.
- هلا بحثت لنا عن نصه وتخريجه؟
- لك ذلك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لصحابته: «أتدرون ما المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال - صلى الله عليه وسلم -: إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار» (مسلم).
- أعوذ بالله من محبطات الأعمال.
- نعم، هذا رجل سيئ الخلق، ولكنه يصلي ويصوم ويزكي، كثير العبادات، تفنى حسناته بسبب سوء خلقه.
- لقد كان لنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة في كل جانب من جوانب حياته - صلى الله عليه وسلم -، ومن أهمها أخلاقه - صلى الله عليه وسلم -؛ فهو كما قال عنه رب العزة: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم:4)، وكان - صلى الله عليه وسلم - (خلقه القرآن)، كما وصفته أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها وعن أبيها- (المسند)، حتى قبل بعثته، كان (الصادق الأمين)، وبعد بعثته، (أتم مكارم الأخلاق) - صلى الله عليه وسلم -.



اعداد: د. أمير الحداد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-06-2025, 10:49 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,511
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق (2)


في مطار بيروت، كانت الأمور طبيعية، أنهينا إجراءات الدخول، وأخذنا حقائبنا، أنهى صاحبنا إجراءات تأجير المركبة في طريقنا إلى المنزل في (عجلتون)، كنا نتابع مناظر البلد، بيوتها، إعلاناتها، شرفات المنازل، لم يتغير شيء، كأنما توقف الزمن عندهم، منذ عشر سنين، مع انتشار غطاء من الاكتئاب والحزن في سماء المدينة، رغم أن الطقس كان جميلا، مع زخات خفيفة من الأمطار.
في المساء اجتمعنا على عشاء خفيف في (زيت وزعتر). تابعنا حديثنا عن (مكارم الأخلاق).
  • لا شك أن حسن الخلق، ينفع العبد في دنياه وآخرته، فإن لم يكن مؤمنا بالله، بمعنى كان مشركا، ولكن ذا خلق حسن، من الكرم والصدق والشجاعة والأمانة والمروءة وحسن التعامل، فإنه ينال جزاءه في الدنيا (بحسن الذكر)، و(تخليد الاسم)، أما في الآخرة فإن حسن الخلق لا ينفع مع الشرك بالله، كما في حديث عدي بن حاتم الطائي (مضرب المثل في الكرم)، وكان صحابيا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - فقال له: «يا رسول الله إن أبي كان ليصل القرابة ويحمل الكلّ ويطعم الطعام قال: هل أدرك الإسلام (هل أسلم؟) قال: لا، قال: إن أباك كان يحب الذكر (فناله)» وفي رواية الإمام أحمد «إن أباك طلب شيئا فأصابه» (حسنه الأرنؤوط).
  • وماذا عن حديث النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إن خلق الإسلام الحياء»؟
  • نعم هذا الحديث يرويه عبدالله بن عباس - رضي الله عنه - قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «إن لكل دين خلقا وإن خلق الإسلام الحياء» (صحيح الجامع).
فالحياء رأس كل خلق حسن، ولا يأتي الحياء إلا بخير، ويكفي في الحياء هذا الحديث، فهو خلق الإسلام؛ ولذلك من فقد (الحياء) لا يتورع عن ارتكاب كل ذنب، كما في الحديث عن عقبه بن عامر] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فافعل ما شئت» (البخاري) ففيه تهديد ووعيد (افعل ما شئت)! ومعنى (من كلام النبوة الأولى)، من كلام الأنبياء وما أتوا به من شرائع لم تنسخ وتتفق مع ما جاءت به شريعة الإسلام، وأن ما من نبي إلا وقد حثّ على الحياء.
  • وحديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق» (صحيح المسند)، وفي رواية: «إن الله يبغض الفاحش المتفحش البذيء»، وحديث النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إن الله كريم يحب الكرم، ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها» السلسلة الصحيحة يقول العلامة المناوي: أي: رديئها وحقيرها وفاسدها، فمن تخلق بمكارم الأخلاق أحبه الله ومن كانت أخلاقه رديئة أبغضه الله!
وضع الشاب المكلف بخدمتنا الطلب، مناقيش زعتر وطبق من الخيار والطماطم وصفيحة جبن مع الزعتر، وإبريق شاي!
  • إن مكارم الأخلاق لها مكانة عظيمة في دين الله، وهكذا ينبغي أن تكون عند كل مسلم، وعلى العبد أن يحافظ على ما وهبه الله من خلق حميد، ويكتسب ما ينقصه.
  • وهل الأخلاق فطرية أم مكتسبة؟
  • قد تكون فطرية، وقد تكون مكتسبة، ولكنها من التكاليف التي يثاب عليها العبد ويحاسب عليها يوم القيامة، في الحديث عن الوازع بن عامر] يقول: عندما قدمنا المدينة -وفد عبد القيس- مسلمين جعلنا نتبادر من رواحلنا (نستعجل بالذهاب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) نسلم عليه ونقبل يده، إلا المنذر الأشج، أتى راحلته فلبس ثوبيه، ثم أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - في ثياب حسنة، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم -: «إن فيك خلتين، أو خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، قال: يا رسول الله، أنا أتخلق بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما، فقال: الحمدلله الذي جبلني على خلّتين يحبهما الله ورسوله» (صحيح أبي داود)؛ فالمسلم يبحث في أخلاقه، يثبت الحسن منها، ويتخلص من السيء، ويكتسب ما ينقصه، حتى يكون (أكمل ما يستطيع)، في الأخلاق الحسنة كما قال -صلى الله عليه وسلم -: «أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا».
والحديث الآخر: «خياركم أحاسنكم أخلاقا، الموطؤون أكنافا، وشراركم الثرثارون المتفيهقون المتشدقون» (صحيح الجامع).
سأل أبو مساعد:
  • (الموطؤون أكنافا)، ما معناها؟
  • لغة (الكنف) هو جانب البهيمة ودابة موطأة الكنف: أي سهلة الركوب، والمقصود أن المؤمن سهل لين سمح كما في حديث ابن مسعود قال - رضي الله عنه -: «ألا أخبركم بمن يحرم على النار، وبمن تحرم عليه النار؟ على كل قريب هيّن سهل» (صحيح الترمذي).
وفي رواية: «حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس» (المسند - صحيح).
أكملنا الحديث ونحن نستمتع بأول وجبة لنا في لبنان!
  • وفي الحديث عن أسامة بن شريك رضي الله عنه : «قالوا: يا رسول الله ما خير ما أعطي العبد؟ قال: خلق حسن» (صحيح ابن ماجه.
وفي المقابل سوء الخلق يحبط العمل ويفسده، كما في حديث عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما-قال -صلى الله عليه وسلم -: «وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل» (السلسلة الصحيحة)».



اعداد: د. أمير الحداد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-06-2025, 10:50 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,511
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مكارم الأخلاق

مكارم الأخلاق (3)


- لا شك أن مكارم الأخلاق تُبلِّغ صاحبها المنازل العلا من الجنة، فما شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق، وأقرب المؤمنين منزلة من النبي - صلى الله عليه وسلم - أحسنهم أخلاقا؛ ولذلك وجب على العاقل أن يتعب نفسه لاكتساب مكارم الأخلاق ويتخلص من سيئها.
- وهل الأخلاق تكتسب؟
- دون شك؛ لذلك كانت سببا في الفوز بالحسنات أو خسارتها، ودخول الجنة أو الحرمان منها.
كنت وصاحبي في عيادة أخ لنا اضطُّر لدخول المستشفى ليلا لألم مفاجئ في بطنه، علمنا فيما بعد أنه التهاب (الزائدة)، وقد خضع لعملية لاستئصالها فورا.
- وهل يمكن أن نصنف الأخلاق كالعبادات، واجبات ونوافل؟
- ربما نستطيع أن نصنفها وفق الأحاديث، الأهم فما دونه، مثلا: أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم - التي تصف أخلاق المنافقين: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصله فيهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر» (متفق عليه)، وفي الرواية الأخرى: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان» (متفق عليه).
فهذه أخلاق ينبغي على المسلم أن يتخلق بها، الصدق والوفاء وحفظ العهد وأداء الأمانة والعدل.
- قبل أن نخوض في الأمور الشرعية، دعنا نمهد لذلك بمفاهيم لغوية، كيف عرف أهل اللغة (الأخلاق)؟
- (الخلق) بضم الخاء، واللام أو سكونها، هو الطبع والسجية، وحقيقته أنه لصورة الإنسان الباطنة! وذلك أن الخَلْق (بالفتح) صورته الظاهرة و(الخُلق) بالضم، صورته الباطنة، وهي الأهم، قال الراغب الاصبهاني: «والخَلق والخُلق في الأصل واحد، كالشُّرب(تجرع الماء) والشِّرْب(النَّصِيبُ مِنَ المَاءِ)، ولكن خص الخلق (بالفتح) بالهيئات والأشكال والصور المدركة بالبصر، وخص الخلق (بالضم) بالقوى والسجايا المدركة بالبصيرة. (مفردات ألفاظ القرآن).
وحيث إن الصورة الظاهرة لا يملك المرء تغييرها؛ فهي ما خلقه الله عليها، لن يحاسب عليها، أما الباطنة، يستطيع المرء تغييرها إن كانت سيئة ويزيدها إن كانت حسنة، فكانت مناط الثواب والعقاب؛ فالعبد مأمور بأن يتخلق بالأخلاق الحسنة؛ فيثاب عليها، ومأمور أن يترك سيئ الأخلاق فلا يعاقب عليها، فأصبحت من التكاليف الشرعية التي بينها الله -عز وجل- في الكتاب والسنة.
في الحديث: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» (السلسلة الصحيحة)؛ فأصبحت الأخلاق الحسنة هي التي حسنها الشرع، والأخلاق السيئة هي التي قبحها الشرع؛ فلا ينبغي لعبد أن يجتهد في تحسين شيء أو تقبيحه.
وصلنا المكان الذي نريد، سألنا عن الجناح والغرفة، لم يكن صاحبنا قد تعافى من آلام العملية، كان نائما، وحمَّلنا ابنه سلامنا ودعاءنا له، وعدنا إلى مركبتنا.
- هل تذكر عدد الملائكة الذين يصحبون من يعود مريضا؟
- كلا، ولن أضمن، ذكرني به.
- الحديث عن علي - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا عاد الرجل أخاه المسلم، مشى في خرفة الجنة حتى يجلس، فإذا جلس غمرته الرحمة، فإذا كان غدوه صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإذا كان مساء صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح» (السلسلة الصحيحة) (خرفة الجنة - جناها وثمرها).
- أسأل الله أن ننال هذا الأجر العظيم! لنرجع إلى موضوعنا.
- نعم كنا نتكلم عن تعريف (الأخلاق) لغة، قال الطاهر بن عاشور: «خلق بضمتين، السجية المتمكنة في النفس باعثة على عمل يناسبها من خير أو شر، فيقال: خلق حسن، ويقال في ضده خلق ذميم، فإذا أطلق عن التقييد انصرف إلى الخلق الحسن والخلق في الاصطلاح: ملكة (بالفتح)، أي كيفية راسخة في النفس متمكنة في الفكر تصدر بها عن النفس أفعال صاحبها دون تأمل».
- أعتقد أن المهم في الموضوع: أن يعلم العبد أن الأخلاق تؤخذ من القرآن والسنة، ومن أسس شريعة الله، أن يحاسب العبد على تلك الأخلاق، فيثاب بالحسنات، أو يعاقب بالسيئات.
- نعم هي كذلك، وثوابها عظيم عند الله -عز وجل- كما أن سيفها عقابه شديد.
- وكيف نرتبها من حيث الواجب منها والنافلة؟
- كما قلنا سابقا، الواجب ترك الأسوأ منها، وهي أخلاق المنافقين، الكذب والغدر والخيانة وفي كتب الأخلاق يذكر العلماء مجموعها منها: دون ترتيب: «مكارم الأخلاق عشرة: صدق الحديث، وصدق البأس، وحفظ اللسان، وإعطاء السائل، والمكافأة بالصنائع، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، والإحسان إلى الجار، وحسن الصحبة، وإقراء الضيف، ورأسهن الحياء».
وأظن أن تتبع الأحاديث يغني كل ترتيب، فكما قلنا: إن أسوأها هي أخلاق المنافقين، وأفضلها ما ورد في حديث أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وبيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه» (صحيح أبي داود) و(حسّن) خلقه أي أتعب نفسه في نيل الأخلاق الحسنة، كأنه هو الذي (حسّن) خلقه.



اعداد: د. أمير الحداد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.30 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (3.65%)]