وجوب الالتزام بالتعليمات المنظمة للحج وأولها التصريح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التذكّر... في لحظة الغفلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          لماذا نرغب بما مُنعنا عنه؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          عشرة أشفية للحزن في القرآن العظيم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          العمل الصالح .. صاحبك الذي لا يخذلك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          عزلة مؤقتة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          خواطر بلا صخب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          الممحاة الروحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حين تُرِبِّت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          العنوان : أفرأيتم الماء الذي تشربون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          رحلتي مع الكمبيوتر من صخر إلى الذكاء الصناعي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2025, 05:58 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,434
الدولة : Egypt
افتراضي وجوب الالتزام بالتعليمات المنظمة للحج وأولها التصريح

وجوب الالتزام بالتعليمات المُنظِّمة للحج، وأولها التصريح

عبدالمحسن بن محمد بن أحمد العامر

الحمد لله، شَرَعَ لنا أفضل الشرائع وأيسرها، ورفع عنا الحرج في الدين؛ فلم يكلف نفوسنا إلا جهدها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قدَّر لكل عبادة قدرَها، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حجَّ مرةً واحدةً؛ قال فيها: ((لتأخذوا مناسككم، فإني لا أدري لعلي لا أَحُجُّ بعد حجتي هذه))، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد عباد الله:
فاتقوا الله، فتقوى الله ما سكنت قلبًا إلا أصلحته، وما صاحبت عملًا إلا رفعته، ولا تحلَّى بها عبد إلا أنجَتْهُ؛ ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

معاشر المؤمنين: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناسَ فقال: إن الله عز وجل قد فرض عليكم الحج، فقال رجل: في كل عام؟ فسكت عنه حتى أعاده ثلاثًا، فقال: لو قلتُ: نعم، لَوجبت، ولو وجبت ما قمتم بها، ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بالشيء فخذوا به ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه))؛ [رواه النسائي واللفظ له، ورواه البخاري ومسلم مختصرًا].

لقد أمر الشرع بفعل ما في الاستطاعة، والاجتناب التام للنواهي الشرعية، وأمر بالوقوف عند توجيهات الله ورسوله، وعدم تخطِّيها.

فمن رحمة الله بهذه الأمة أنَّ فريضة الحج مرة في العمر، وامتدادًا لهذه الرحمة؛ جعل الاستطاعة شرط لوجوب الحج؛ فقال سبحانه: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97]، ولئن كان شرط الاستطاعة عند الأقدمين لا يتحقق إلا عند نسبة قليلة من المسلمين، لأسباب كثيرة، فإنه في هذا الزمان،تطورت وسائل النقل والمواصلات؛ مما أدى إلى تدفق الحُجَّاج من كل فج عميق لأداء الحج، مما نتج عنه زحام شديد يتسبب في حوادث، وتقع وفيَات وإصابات، والمشاعر المقدسة لها طاقة استيعابية محدودة، وأنتم تشاهدون الآن مِنًى قد استغلت بالكامل، ومزدلفةَ في ليلة جمع تمتلئ بالكامل، وعرفات ليس منها ببعيد، والمسجد الحرام في يوم الثاني عشر والثالث عشر يمتلئ بالطائفين، ومن أجل ذلك نظر الفقهاء والعلماء وولاة الأمر في تحديد نسب الحجيج في كل بلد إسلامي، وإلا فإن الذين يرغبون في تأدية الحج أضعافَ هذه الأعداد عشرات المرات، وكل الناس تهفو نفسه للوصول إلى بيت الله الحرام، والوفود على الله عز وجل، والطواف في بيته، ولكن هذه هي طاقة هذه المشاعر وتلك الأماكن.

معاشر المؤمنين: حينما وضع ولاة الأمر - وفقهم الله - أنظمةً وضوابطَ للحج، فإنما هي لمصلحة الحُجَّاج عمومًا، ومن المتقرر في الشريعة الإسلامية أن المصلحة العامة مقدَّمة على المصلحة الخاصة، ومن أخص تلك الضوابط ضابط الحج بتصريح من الجهات المختصة، وفق الأنظمة المرعية، فهذا الضابط ينبني عليه غيره، فمن التزمه التزم غيره من الضوابط بالضرورة.

وطاعة ولاة الأمر في عدم الذهاب للحج بلا تصريح واجبةٌ؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعصِ الأمير فقد عصاني))؛ [رواه البخاري ومسلم].

والحج بلا تصريح ضررُه متعدٍّ إلى أطراف عديدة، ففيه إيذاء للحجاج، وإعاقة للجهات المقدمة للخدمات، وإشغال للجهات الأمنية والصحية وغيرها.

بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفعنا بما صرف فيهما من الآيات والحكمة.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، إنه كان غفارًا.

الخطبة الثانية
الحمد لله الكريم ذي الفضل العظيم، والعطاء العميم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له البرُّ الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 189].

معاشر المؤمنين، إن فضل الله كبيرٌ عظيم، وكرمه كبير جزيل، فهو يجزي على النية الصادقة، ويُثيب صاحبها أجرَ العمل الذي صدقت نيته فيه، ولو لم يعمله، فكيف إذا حال دونه عذر شرعي، ومنعه مانع معتبر مرعي؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعملها، كتبها الله له عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها، كتبها الله له عنده حسنةً كاملةً، فإن هو همَّ بها فعملها، كتبها الله له سيئةً واحدةً))؛ [رواه البخاري ومسلم].

ويومَ أن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، وقد كانت غزوةً شديدةً قطع فيها الصحابة مسافاتٍ شاسعةً في الحر الشديد؛ نصرةً لدين الله، وأصابهم فيها عطش شديد، وتعب وعناء عظيم؛ قال لأصحابه رضي الله عنهم: ((لقد تركتم بالمدينة أقوامًا، ما سِرتُم مسيرًا، ولا أنفقتم من نفقة، ولا قطعتم من وادٍ إلا وهم معكم، قالوا: يا رسول الله، وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال: حبسهم المرض))؛ [رواه البخاري ومسلم].

فأبشر يا من نويتَ الحج ولم يتيسر لك، وامتثلت أمرَ ولي الأمر، ولم تخالف الأنظمة، أبْشِرْ بإذن الله بأجر الحج وثوابه، ولا يُشكِّكَنَّك الشيطان في فضل الله ووعده، وما أعده لعباده الصالحين.

هذا، وصلوا وسلموا على رسول الله...



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.90 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]