|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهمية التعامل مع الأجهزة الإلكترونية عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد: فأوصيكم- أيها المؤمنون- ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمنعة من الرزايا، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله، أصبحت الأجهزة الإلكترونية من الأساسيات الموجودة في حياة الناس على اختلاف مستوياتهم وفئاتهم وأعمارهم، حتى صرنا لا نستطيع الاستغناء عن هذه الأجهزة في جميع مجالات الحياة؛ فقد ساعدت هذه الأجهزة الناس في التواصل بعضهم مع بعض بطريقة سهلة واقتصادية، وأتاحت إمكانية التعرف على أشخاص جُدُد، ومن أماكن مختلفة في العالم، وأسهمت في الحصول على المعلومات المختلفة. وبالرغم من الفوائد العديدة للأجهزة الإلكترونية بشتى أنواعها، إلا أنها لا تخلو من السلبيات والأضرار علينا وعلى أولادنا، وما أكثر الآهات والصرخات التي نسمعها ونقرؤها من الآباء والأمهات عندما يرون أجهزة أولادهم وما فيها من المخالفات الشرعية والتربوية والسلوكية، وكيف أثرت في عقولهم وأفكارهم وعواطفهم وعلاقاتهم وسلوكياتهم! أيها المسلمون، تقول إحدى الأمهات: دخلت الغرفة على ابني وهو غارق في أحلامه، وفي يده جهازه الإلكتروني، ولما أخذت منه جهازه، هالني ما رأيت؛ إذ كان يشاهد موقعًا إباحيًّا ومشاهدَ عاريةً، ابني يبلغ من العمر العاشرة، صحيح أني صرخت عليه ووبَّخته وسحبت منه جهازه، لكنني خائفة على مستقبله. وأخرى تقول: اكتشفت أن ابني يتابع مواقع منحرفة فكريًّا، تُشجِّع على العنصرية والتطرف، وأخرى ابنتها مدمنة للألعاب الإلكترونية التي تظهر القسوة في التعامل مع الناس. يا عباد الله، علينا أن نعلم أولادنا أن الأجهزة الإلكترونية نعمة من نعم الله علينا إذا أحسنَّا التعامل معها، وأن الله سيسألنا عن استخدامنا لها، سواء في الخير أو في الشر؛ ولذا علينا: أولًا: أن نُعلِّم أولادنا طريقة استخدامها في الخير والدعوة إلى الله، وتطوير الذات وتنمية المهارات والهوايات، وأن ندلهم على المواقع الآمنة والمفيدة التي تساعدهم على تنمية قدراتهم ومواهبهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله"؛ رواه مسلم. ثانيًا: أن نحذر أولادنا من الإدمان عليها، فالإدمان يصيب مستخدمها بالتوتُّر والقلق والانزعاج والعزلة عن الناس، والاكتئاب وقلة النوم وانخفاض المستوى التعليمي، وضعف البصر وتقوُّس الظهر. ثالثًا: أن نساعدهم في وضع جدول متوازن في اليوم والليلة، يؤدي إلى إنجاز مهامهم وواجباتهم، حتى لا يؤثر في عبادتهم ومذاكرة دروسهم ومساعدة والديهم، وأنشطتهم وألعابهم الحركية. رابعًا: أن نحذرهم من التشبُّه بذوي الأخلاق الفاسدة والعقائد المنحرفة والأفكار الهدَّامة، أو محاولة تقليدهم في المشي والرقص واللباس وقصات الشعر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ تشَبَّه بقومٍ فهو منهم"؛ رواه أبو داود. نفعني الله وإياكم بهدي نبيه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]. يا عباد الله، إن تشجيع الأولاد على الانضمام إلى الأندية الثقافية والرياضية والعلمية وحلقات التحفيظ من أجل إشغال أوقاتهم فيما ينفعهم، ومن أجل تنمية مهاراتهم وقدراتهم، وحتى يرافقوا شبابًا صالحين يشاركونهم هواياتهم، من أفضل الأعمال التربوية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك"؛ رواه المنذري. أيها المسلمون، علينا كآباء وأمهات أن نقوي الجانب الإيماني لديهم، وعلينا مشاركتهم في صلواتهم وصيامهم وأذكارهم حتى يتعوَّدوها، مع تذكيرهم بمراقبة رب العالمين لهم، وعلينا الحرص على القرب من الشباب والفتيات، والتعرف على احتياجاتهم النفسية والعاطفية والسلوكية، ثم إشباعها بقدر الاستطاعة، والبحث لهم عن بدائل مفيدة؛ كالجلوس معهم والتنزُّه والسفر واللعب معهم ومشاركتهم هواياتهم. يا عباد الله، إن البعد عن العصبية والقسوة واللوم والانفعالات السيئة، وعدم التركيز على الأخطاء، وتعليمهم التوبة والاستغفار والحوار ومشاركة الوالدين همومهم، من أهم الوسائل التي تعينهم على تقوية إيمانهم بالله، قال تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53]، مع الحرص على مشاركتهم في الأعمال التطوعية والجمعيات الخيرية والمتخصصة في مساعدة الآخرين، والبرامج التدريبية والتطويرية. أيها المسلمون، انتبهوا من الغفلة عن الأولاد، فإذا لاحظتم إهمال الأولاد في دروسهم، واستخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء الجلسات العائلية، والشعور بالقلق والتوتُّر والاكتئاب والغضب عند عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية، وكثرة التفكير في الأجهزة وما يتعلق بها، كلها مؤشرات تدل على إدمان أولادنا للأجهزة الإلكترونية. هذا وصلوا وسلموا عباد الله، على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |