أسباب الثبات على الدين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أهمية المقارنة بين المصالح والمفاسد عند تعارضها، وبيان كونها من أسباب الفتنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أهم كتب الحديث لمن أراد أن يتخصص في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-07-2025, 05:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,102
الدولة : Egypt
افتراضي أسباب الثبات على الدين

أسباب الثبات على الدين


  • الخوف من الزيغِ بعد الاستقامة، والفزع من الضلالِ بعد الْهُدَى، كل ذلك حاضرٌ في صدور الربانيينَ الراسخينَ في العلم
  • مِنْ أخطرِ مسالكِ المهالكِ ذنوبُ الخلوات وقد كثرَتْ وسائلُها ولا يَزجُر عن إثمها واقترافها إلا خوفُ الله ومراقبتُه
  • الثبات على الدين مطلب عزيز سواء أكان ثباتا أمام الشبهات أم ثباتا أمام الشهوات أم ثباتا امام الفتن ولزوم الجادة مطلب ثقيل يحتاجه المسلم في حياته كلها
  • عبادةُ السرِّ تَقِي من نوازع الشهوات والمراقَبة في الخلوات تُرسِّخ قدمَ الثبات
في مسيرة الإنسان إلى ربه فتنٌ خطَّافة، وابتلاءات جذَّابة، قال -تعالى-: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (الْأَنْبِيَاءِ:35)، والابتلاء من سُنن الله -عزَّ وجلَّ-، لِيَتَبَيَّنَ الذين صدقوا، ولِيَتَبَيَّنَ الكاذبون، {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (الْعَنْكَبُوتِ3)، وعند الابتلاءات تُخشى الانتكاساتُ.
تقلُّب القلوب وتحوُّلها مِنْ أعظمِ دلائلِ سلطانِ اللهِ على القلوب، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (الْأَنْفَالِ:24)، فمَنْ تثاقَل عن الاستجابة وتباطَأ عن القَبول فلا يأمَنُ أن يَحُولَ اللهُ بينَه وبينَ قلبِه.
الثباتُ مطلبٌ عزيزٌ
الثباتُ على الدين مطلبٌ عزيزٌ، ولزومُ الجادَّةِ مقصدٌ ثقيلٌ، يحتاجه المسلمُ في حياته كلها، ثباتٌ أمامَ الشُّبُهات، وثباتٌ أمامَ الشهوات، وثباتٌ أمامَ الفتن، {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} (إِبْرَاهِيمَ:27)، وعن سبرة بن فاكهة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قلبُ ابنِ آدمَ بين أصبعين من أصابع الرحمن، إن شاء أن يُزيغه أزاغه، وإن شاء أَنْ يُقِيمَه أقامَه» (رواه ابن أبي عاصم في السنة، وصححه الألباني)، وعن المقداد بن الأسود - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «قلبُ ابنِ آدمَ أشدُّ تقلُّبًا من القِدْر إذا استجمعَتْ غليانَها» (رواه أحمد وغيره)، وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُكثِر أن يقول: «يا مُقلِّبَ القلوبِ، ثبِّتْ قلبي على دينك» فقلتُ: يا رسولَ اللهِ: آمنَّا بكَ، وبما جئتَ به فهل تخاف علينا؟ قال: «نعم، إنّ القلوبَ بين أصبعين من أصابع الله يُقلِّبُها كيف يشاء» (رواه الترمذي بسند صحيح).
الخوف من الزيغِ بعد الاستقامة
والخوف من الزيغِ بعد الاستقامة، والفزع من الضلالِ بعد الْهُدَى، كل ذلك حاضرٌ في صدور الربانيينَ الراسخينَ في العلم أُولي الألباب، اقرؤوا إن شئتم: {وَالرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} (آلِ عِمْرَانَ)، يقول الإمام ابن بطةَ العكبريُّ رحمه الله: «اعلموا -رحمنا اللهُ وإيَّاكم- أن مِن شأن المؤمنين وصفاتهم وجودَ الإيمان فيهم، وداومَ الإشفاق على إيمانهم، وشدةَ الحذر على أديانهم، فقلوبُهم وجلةٌ من خوف السَّلْب، قد أحاط بهم الوجلُ، لا يدرونَ ما اللهُ صانعٌ بهم في بقية أعمارهم، حذرينَ من التزكية، متبعينَ لِمَا أمرَهم به مولاهم الكريم، حيث يقول: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى}(النَّجْمِ: 32)، خائفين من حلول مكر الله بهم في سوء الخاتمة، لا يدرون على ما يصبحون ولا على ما يمسون، قد أورثهم ما حذرهم -تبارك وتعالى- (الوجل)، حين يقول: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (لُقْمَانَ:34)، فهم بالحال التي وصفهم الله -عزَّ وجلَّ-؛ حيث يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} (الْمُؤْمِنَونَ:60)، فهم يعملون الصالحات، ويخافون سلبها، ويخافون من الفواحش والمنكرات، وهم وجلون من مواقعتها، وبذلك جاءت السنة عن المصطفى».
مراقَبة الله -تعالى- في السر والعلن
ومِنْ أجلِ أن يحذَر العبدُ من هذه الانتكاسات والتقلُّبات فعليه بمراقَبة ربِّه في السر والعلن، والظاهر والباطن، وعليه حفظُ وقتِه، ولسانه، والجِدُّ في عمله، والبعدُ عن الغُلُوِّ والجفاءِ، ولْيحذَرِ الهوى، والعُجْبَ، والرياء، {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (الْعَنْكَبُوتِ:69)، قال أهل العلم: «الطاعة تُوجِب القربَ من الرب، والمعصيةُ تُوجِب البعدَ عن الرب، وكلما اشتدَّ القربُ قَوِيَ الأنسُ، وكلما زاد البعدُ قويت الوحشةُ».
من الأسباب المعينة على الثبات
ولقد ذكَر أهلُ العلم جملةً من الأسباب المعينة على الثبات، منها: العمل بالشرع، فيقول -عزَّ شأنُه-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا} (النِّسَاءِ). ومنها: مُلازَمة كتاب الله -عزَّ وجلَّ-، يقول -جلَّ وعلا-: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (النَّحْلِ: 102). ومنها: صحبة الأخيار، يقول -عزَّ وجلّ-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الْكَهْفِ: 28). ومنها: البُعْد عن مَواطِن الشُّبَه: شهوات، وشبهات: «مَنْ سَمِعَ بالدجالِ فَلْيَنْأَ عنه».
لا صلاحَ إلا بالثبات
لا صلاحَ إلا بالثبات، ولا نجاةَ إلا بالإخلاص، والقلبُ أحقُّ ما حُرِسَ، والجوارح أكرم ما حُمِيَ، وما صدَق صادقٌ فَرُدَّ، ولا طرَق البابَ مخلصٌ فَصُدَّ، واللهُ كافٍ عبدَه، وكلما زادت طاعةُ العبد ازدادت كفايةُ الله له، كما قرَّر ذلك الحافظُ ابن القيم -رحمه الله-.
اللجوء إلى الله -عزَّ وجلّ-
فليلجأ العبد إلى حرم الإنابة، وليَطْرُقْ في الأسحار بابَ الإجابة، ومَنْ صدَق في توبته ظهَر الندمُ في قلبه، وأقلَع عن ذنبه، وعزَم على عدم العَوْد، وأتبَع السيئةَ الحسنةَ. اللهمَّ وفِّقْنا للعِبْرة، وأَقِلْ منا العثرةَ، وأزل عَنَّا الحسرةَ، ولا تَدَعْنا في غمرة، ولا تَأخُذْنا على غِرَّة، {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا في أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (الْبَقَرَةِ:235).
أسبابُ الضلالِ والانحرافِ
وأسبابُ الضلالِ والانحرافِ والانتكاسِ -عياذًا بالله- تعود للمرء نفسه ولمسؤوليته خاصةً، {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (الصَّفِّ:5)، {ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} (التَّوْبَةِ:127)، {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ في الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} (الْأَعْرَافِ:146)، ومن قسا قلبه فما ذلك إلا بذنبه وكسبه، {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} (الْمُطَفِّفِينَ:14)، ومحقَّرات الذنوب متى يُؤخَذْ بها صاحبُها تُهلِكْه.
مِنْ أخطرِ مسالكِ المهالكِ
ومِنْ أخطرِ مسالكِ المهالكِ ذنوبُ الخلوات، وقد كثرَتْ وسائلُها، ولا يَزجُر عن إثمها واقترافها إلا خوفُ الله ومراقبتُه، يقول ابن القيم -رحمه الله-: «ذنوب الخلوات سبب الانتكاسات، وعبادة الخلوات سبب الثبات، وكلَّما طيَّب العبدُ خَلوَتَه بينَه وبينَ ربِّه طيَّب اللهُ خلوتَه في قبره». فليأخُذِ العبدُ حذرَه من ذنوب الخلوات، مع أدوات الاتصالات، وعبادةُ السرِّ تَقِي من نوازع الشهوات، والمراقَبة في الخلوات تُرسِّخ قدمَ الثبات، ومَنْ أكثَر العبادةَ في الخلوات ثبَّتَه اللهُ عند الشدائد والمدلَهِمَّات، ومَنْ خافَ أدلَج، ومَنْ أدلَج بلَغ المنزلَ.


اعداد: معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 51.00 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]