|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ [المنافقون: 11] بدر شاشا الحياة والموت بيد الله وحده، لا يتقدم أجَلٌ ولا يتأخر إلا بإرادته؛ فهو الذي خلق الإنسان، وقدَّر له مدة حياته في الدنيا، وكتب له رزقه وأجله، منذ أن كان في بطن أمه، فإذا جاء وقت الرحيل، فإن الله لا يؤخر أحدًا لحظة واحدة، ولا يقدم ساعة عن موعدها. هذا اليقين بأن الموت لا يُؤخَّر ولا يُعجَّل، يمنح الإنسان وعيًا عميقًا بحقيقة الدنيا، فهي دار ممرٍّ، لا دار مقر، ويدفعه إلى أن يستعد في كل لحظة؛ لأن الأجل قد يأتي فجأة، دون سابق إنذار، فلا يُمنح الإنسان فرصةً لتدارُك ما فات، أو لإصلاح ما أفسد، أو لطلب عذر لا يُقبل. الآية الكريمة تعلِّمنا أن التأخير ليس بيد الإنسان ولا بيد غيره، لا الطبيب يستطيع إطالة عمرٍ، ولا المال يحفظ حياة، ولا القوة ترد القضاء، كل نفس تموت بأجلها الذي كتبه الله، ولو كانت في أعلى برج، أو في أوسع مشفى، أو تحت أعظم حماية. لكن هذه الحقيقة ليست مدعاة للخوف واليأس، بل للبصيرة والعمل، فمن علِم أن أجله محتوم، اجتهد ليملأ عمره بطاعة الله، وأحبَّ أن يلقى الله وهو مستعد، وسعى ليجعل أثره طيبًا في الحياة. الله لا يظلم أحدًا، فإذا جاء الأجل، يكون الإنسان قد نال فرصته الكاملة في الحياة، وبلَّغ رسالته، وأُتيح له أن يختار طريقه بين الخير والشر، والإيمان والكفر، والعدل والظلم. المؤمن حين يدرك أن أجله معلوم عند الله، يعيش مطمئنًا، لا يخاف الموت؛ لأنه يعلم أنه قادم لا محالة، فيعيش حياة مليئة بالمعنى، خالية من الغفلة، عامرة بالتقوى والرجاء.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |