|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهمية المسؤولية في العمل التطوعي عدنان بن سلمان الدريويش إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد: فأوصيكم - أيها المؤمنون - ونفسي بتقوى الله؛ فهي العصمة من البلايا، والمَنَعة من الرزايا؛ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]. يا عباد الله: منذ الرغبة الأولى لدى الشاب أو الفتاة في الانخراط بالعمل التطوعي، تبدأ عملية المسؤولية في هذا الشأن؛ حيث يُطلَق عليه هنا لقب: "متطوع"؛ أي: إنه يتحمل جميع المسؤوليات التي تترتب على انضمامه للعمل في أي مؤسسة تطوعية. وتعني المسؤولية أن يتحمَّل الشخص نتيجةَ التزاماته وقراراته وخياراته العملية، سواء كانت إيجابية أم سلبية؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلُّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته؛ فالأمير الذي على الناس راعٍ عليهم وهو مسؤول عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعيةٌ على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبدُ الرجل راعٍ على بيت سيده وهو مسؤول عنه، ألَا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤول عن رعيته))؛ [أخرجه البخاري]. أيها المسلمون، إن المسؤولية التي يتحملها المتطوع لها أنواع كثيرة؛ منها: المسؤولية الأخلاقية التي تتمثل في التزام الشخص بما يقوله أو يفعله، والمسؤولية الاجتماعية التي تتمثل في الالتزام بالذي تتحمله مؤسسته التي ينتمي إليها، والمسؤولية القانونية التي تعني الالتزام بإصلاح الخطأ الواقع على الغير طبقًا للقانون. أيها المتطوع الكريم، عليك أن تدرك أن العمل التطوعيَّ كغيره من الأعمال الأخرى في الحياة؛ من حيث الصعوبات والعقبات، والنجاح والفشل، والأنظمة والروتين؛ إلخ، فكل ما ينطبق على أي عملٍ يمكن أن ينطبق على العمل التطوعي. عليك أن تدرك أن العمل التطوعي يحتاج إلى تعلُّم مجموعة من المهارات والأدبيات الخاصة بطبيعة هذا العمل، فلا يكفي الفَهم العام أنه عمل دون مقابل ابتغاءَ الأجر والثواب من الله فقط، بل يجب أن ينطلق عملك في المجال التطوعي من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله تعالى يُحب إذا عمِل أحدكم عملًا أن يُتقنه))؛ [صحيح الجامع]، والإتقان هنا الإلمام الكامل بأنظمة هذا العمل وطبيعته. يا أيها المتطوع، عليك أن تدرك أن الشجرة المثمرة هي التي تُرمى بالحجر بالنَّقد الهدَّام تارةً، وبالاستخفاف بالعاملين في المجال التطوعي تارةً أخرى، وليس بصحيح التخلي عن المسؤولية اتجاه العمل التطوعي برُمَّته لمجرد عَقَبة هنا أو هناك، أو صعوبة هنا أو هناك، أو نقد هنا أو هناك. نفعني الله وإياكم بهديِ نبيِّه، وبسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل خطيئة وإثمٍ، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ إن ربي لَغفور رحيم. الخطبة الثانية الحمد لله، خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى، وصلى الله وسلم على نبي الرحمة والهدى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى؛ قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1]؛ أما بعد عباد الله:فهناك بعض الأشخاص لا يتحملون مسؤولية أي شيء في حياتهم، وكل ما يفعلونه في حياتهم أنهم يقومون بلوم الآخرين فقط؛ فيا أخي، لا تكن منهم، بل عليك أن تثق بنفسك وقدراتك، وكن إيجابيًّا في مواجهة مشاكلك، وأنصحك عند قيامك بالعمل التطوعي بالآتي: أولًا: كن حريصًا، مطبِّقًا للقوانين، ومتقنًا لعملك، واحذر من الإحساس الزائد بالخوف من الخطأ، ومن العقوبة المستقبلية؛ لأن هذا سيجعلك تتخلى عن المسؤولية. ثانيًا: كن واثقًا بنفسك، واحذر من الشعور بعدم النجاح؛ لأن ذلك سيُشعرك بالخوف من تحمل المسؤولية. ثالثًا: احذر من عدم المبالاة بأي شيء، وكن واضحًا مع نفسك والأشخاص الذين معك. رابعًا: تذكر دائمًا الأجرَ المترتب على العمل التطوعي، وأهمية إتقان العمل، وأهمية العمل الجماعي. خامسًا: عليك بالرجوع إلى المسؤول عند مواجهة أي مشكلة، واحذر من مخالفة النظام، حتى لا يترتب عليك أي مسؤولية تجاه الدولة والمجتمع. يا عباد الله، ليعلم كلُّ متطوع ومتطوعة أنهما مسؤولان أمام الله، وأمام قادة الوطن، وقادة المؤسسة التطوعية التي يعملان بها؛ لذا لنكن متطوعين على قدر كافٍ من المسؤولية، التي نحقق من خلالها أهداف الوطن والمجتمع الذي ننتمي إليه. هذا، وصلُّوا وسلِّموا - عباد الله - على نبيكم؛ استجابة لأمر ربكم: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واخذل أعداءك أعداء الدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، واجمع على الحق كلمتهم، ربنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا ووالدينا عذاب القبر والنار. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |