اتباع الحق معيار للأدب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دراسة شرعية لصيانة الأسرة .. الدلالات الفقهية في إثبات النسب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          باختصار .. مغترب..! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          النهي عن ترويج السلع في وسائل التواصل بالحلف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ضوابط استخدام وسائل التواصل في الدعوة إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الخطأ في الفتوى وأثره على حياة المسلمين المعاصرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 271 )           »          شفقة المؤمنين ورحمتهم بالمذنبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الْيَمِينُ.. آدَابٌ وَأَحْكَامٌ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الوقف الإسلامي وصنائعه الحضارية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 6084 )           »          دروس من قصص القرآن الكريم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 9576 )           »          المرأة والأسرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 118 - عددالزوار : 61888 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-08-2025, 10:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,798
الدولة : Egypt
افتراضي اتباع الحق معيار للأدب

اتـبــاع الــحــق مــعــيــار لـلأدب

شعيب ناصري

بسم الله الرحمن الرحيم؛ أما بعد:
فإن الأدب كلمة واحدة تحمل من معانيها الكثير، وفي مقاصدها خير مستنير لكل من أراد أن يعيش حياة الأمير بين أهله وإخوانه المسلمين، وللأدب أركان، ومن هذه الأركان: الحياء والاحترام والتواضع، والأدب ما هو إلا جزء من الخلق الحسن؛ فالخلق الحسن ينقسم إلى قسمين؛ وهما: الأدب والإحسان، وأما عن الأدب بمفهومه العام، فهو الرباط الذي يربط المسلم بالإسلام، فيتأدب المسلم وفق الشريعة الإسلامية، وأما بمفهومه الخاص فهو السعي لنَيل مكانة بين الأفاضل من الناس في المجتمع، من باب تربية النفس وترويضها على حب الخير وفعله والدعوة إليه، إذًا فالأدب كلمة تعبر عن صلاح الفرد، وهذا الصلاح لا يكون إلا عن طريق الإصلاح، والمسلم مطالَب به، وهو نوعان؛ فالأول هو الأدب مع الله عز وجل، ثم الأدب مع الناس.

وإن الإصلاح يشمل أربعة مبادئ أساسية؛ وهي إصلاح القلب أولًا، ثم إصلاح اللسان، ثم إصلاح العمل، وأما مع الناس هناك زيادة إصلاح المعاملة والسلوك تجاههم، وأما عن المبدأ الأول؛ ألَا وهو إصلاح القلب وتطهيره من الشرك، وسوء الاعتقاد، وكذلك أن يطهره من الرياء والنفاق، وأن يطهره من سوء النية، وأن يطهره من آثار الحقد والحسد والغل، وغير ذلك، وأما عن المبدأ الثاني؛ ألَا وهو إصلاح اللسان، ويكون بتطهيره من الغِيبة والنميمة، ومن السب والسفاهة، ومن الكذب والزور، ومن القذف والكلام الفاحش، وغير ذلك، وأما عن المبدأ الثالث؛ ألَا وهو إصلاح العمل، وهو عبادة الله عز وجل دون كسل، ودون ملل مع استشعار رقابة الله عز وجل في كل حين، فالأدب مع الله عز وجل هو طاعته فيما أمر ونهى، وأن يرانا حيث أمرنا، وألَّا يرانا حيث نهانا، وأما عن المبدأ الرابع؛ ألَا وهو إصلاح المعاملة مع الناس في سلوكياتنا اليومية دون احتقارٍ أو تهميش لأي أحدٍ، سواء كان هذا في البيع والشراء أو غيرهما، فإن لكل شيء مفتاحًا، ومفتاح الأدب هو الكلمة الطيبة التي ترفع بها من كُسر قلبه، وضاق صدره، ودمعت عينه.

وأما عن الأركان الثلاثة للأدب التي لا تنفصل منه، وأولها الحياء، فإن الحياء من الأدب كالقلب من الجسد، والحياء منه أنواع كثيرة وأعلاها درجة كما قال أهل العلم هو: أن تستحي من الله عز وجل، وهذا الحياء هو الذي يكون سببًا لرجوعك إلى الله عز وجل تائبًا نادمًا، بل إن هذا الحياء بذاته هو رأس الخير كله، وأما عن الركن الثاني فهو الاحترام، فإن الاحترام من الأدب كالدماء في الجسد، وأول شيء تبدأ به من جانب الاحترام، هو أن تحترم نفسك، فلا تلقيَ بها إلى التهلكة أو المذلة، ولا تترصد عيوب الآخرين، ولا تسـأل عما لا يعنيك، وأما عن الركن الثالث ألَا وهو التواضع، فالتواضع من الأدب كالعين في الوجه، فعندما تتواضع سترى الحياة على حقيقتها، وأنها لا تساوي شيئًا عند الله، وأن كل ما فيها إلى الزوال، وسترى الخير والحق على حقيقتهما، وأنهما مرتبطان بكل طريق يؤدي إلى الجنة؛ ولهذا قال بعض أهل الحكمة: إن الأدب هو خير ميراث، فإن كان الأب متصفًا بهذه الصفات النبيلة، والمواصفات الجميلة، وتأثر به ابنه في الدنيا، نال العزة في حياته ولو عاش فقيرًا طوال عمره، فإن الأدب من معانيه هو الإحساس بلذة العبودية لله عز وجل، ثم بعد ذلك الشعور بالإنسانية، وأما عن مقاصد الأدب فمنها اكتساب عزة النفس، وإحياء الضمير، وبث الغيرة المحمودة في النفوس البشرية، وكذلك فإن للأدب وجوهًا؛ ومنها المروءة والعفة، فالمروءة هي مواجهة الناس باللطافة والرحمة، فأما العفة فهي العفة عن الحرام بأنواعه، واعلم أن جمال الأدب كله في الاستقامة، كما أمرنا الله عز وجل وبما أوصانا به رسوله محمدٌ صلى الله عليه وسلم، ولا تكون الاستقامة إلا بما في الكتاب والسنة وما يوافقهما، وإن كمال الأدب مع الله عز وجل هو في توحيده، والحفاظ على الصلاة لوقتها، وأما كمال الأدب مع الناس فيكون في تلك الابتسامة التي تثلج الصدور، وأما عن لسان الأدب فهو العلم، فمن كانت فيه صفات الأدب على حقيقته عاش لذة السعادة، فلكل شيء روح، وروح هذه السعادة هو الأدب، فيُحيي فيها الرضا والقناعة، كما أن الأدب يكون في السر والعلن؛ ففي العلن بعدم المجاهرة بالقبيح أمام الناس، وفي السر ترك ذنوب الخلوات استحياءً من الملائكة، وفي كلتا الحالتين يراهما الله عز وجل، ويعلم بك، وبما تفكر فيه، فإن استطعت أن تحاول التأدب في تفكيرك؛ أي: لا تفكر فيما حرمه الله علينا، فافعل؛ فمن بلغ هذه المرتبة فهو من أولياء الله تعالى.

واعلم أن الحق كالشجرة، والأدب هو من ثمارها، وتُسقى هذه الشجرة بماء الإخلاص لله عز وجل، فلولا الأدب لعاش الناس كالبهائم - أكرمكم الله-، ولكن في بعض البلدان الإسلامية عامة، والعربية خاصة، قد ضاع فيها الأدب، وشُردت القيم في عقر ديارها، والله المستعان، فأين نحن من السلف؟ أولئك الذين كانوا قدوة للعالمين في مكارم الأخلاق والرجولة، فقد أصبحنا نرى فتنة التبرج كتبرج نساء الجاهلية الأولى، بل إننا نسمع كفرًا بواحًا من شباب المسلمين لم يتجرأ على قوله أبو جهل، فحال الأمة اليوم مثل حال الغريب الذي يفتقد أهله وأصحابه، فاللهم رُدَّنا إليك ردًّا جميلًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.35%)]