|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (1) التكفير والهجرة «جماعة المسلمين» الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ مقدمة بين يدي الدراسة:- للدعوة السلفية في مصر تاريخ عريق في تأصيل المسائل العلمية وتحرير القضايا الخلافية، وذلك منذ أن نشأت بوصفها مدرسة سلفية في سبعينيات القرن الماضي إلى أن اتسع نشاطها، وأصبحت تهتم بالعلم والدعوة والسلوك وإصلاح المجتمع والأعمال الخيرية وغيرها. والدعوة السلفية عانت منذ بدايتها تعدد الخصومات الفكرية بينها وبين عدد لا بأس به من التيارات والجماعات التي كانت موجودة بقوة في ذلك الحين، فقد واجهت الدعوة في بداية نشاطها خطر التكفير بكل أنواعه؛ الصريح منه والمستتر، وواجهت أيضاً تيارات العنف والصدام واستخدام السلاح وتغيير المنكرات بالقوة، وقد ظلت الآثار السيئة لتبنى هذه المسالك متواجدة حتى وقت قريب إلى أن جاءت مراجعات الجماعة الإسلامية وتبعتها بعدها بفترة جماعة الجهاد، وواجهت الدعوة كذلك التيار الذي تبنى مسلك تمييع القضايا والتزلف للجماهير.والدعوة السلفية إذ تقوم بذلك الجهاد الفكري منذ قديم الزمان لا تنتظر مدحاً من أحد، ولا تعير اهتمامًا لنقد من ناقدة؛ لأنها تقوم بذلك ديانة وأمانة فهي تؤمن بأن هذه الأفكار ضارة وهدامة، وتؤثر على مسيرة الدعوة الإسلامية بالسلب، وتدمر العلاقة بين الدعاة والمجتمع، وتسهم في عرقلة تطبيق المشروع الإسلامي وتنفير الناس منه. وقد رفعت الدعوة السلفية لواء الدفاع عن العقيدة والاهتمام بقضايا التوحيد وأصول الدين والإيمان، معتمدة على محورين مهمين: - الأول: جانب البناء الذي يُعنى بتثبيت معاني العقيدة في القلوب كما جاءت في القرآن الكريم وفى السنة المطهرة. - والثاني: هو جانب الهدم ويهتم بالتعرض للأفكار الباطلة والمذاهب المنحرفة وطرائق مناقشتها والردود العلمية عليها، وقد تحملت الدعوة في سبيل ذلك العديد من الاتهامات، مثل من اتهمها بإذكاء الخلافات القديمة لصالح جهات مشبوهة،وتحملت كذلك كثيراً من الاستخفاف والسخرية بزعم أنها تستهلك الوقت، وتشغل الأمة بقضايا تافهة لا تواكب قضايا الزمن ولا اهتمامات العصر. وقد كان رد الدعوة دائماً يتمثل قول القائل « تعلم العلم فإنك لا تدرى متى تحتاج إليه؛ «ولأن الأفكار من طبيعتها أنها تتجدد وتتطور مع الوقت، فصمام الأمان للأمة أن تحصن نفسها بإجراءات وقائية تحمى المجتمع من الخطر قبل مجيئه. وإذا طبقنا ذلك على موضوع البحث سنتيقن مدى أهمية هذا السلوك الوقائي المبكر وحساسيته؛ لأنك لا تستطيع أن تتكهن ببداية الأزمة ولا بحجمها، وبالتالي إذا لم يكن هناك الاستعداد الكافي لها فسيتأخر الرد أو يتعطل والله أعلم كم سيكلف ذلك من خسائر. ومن خلال هذا المقال سوف نتناول فكر جماعة (شكري مصطفى) التي عُرفت إعلامياً باسم (التكفير والهجرة) وهي أقدم جماعات التكفير في مصر وهي النبتة السوداء التي انقسمت على نفسها، وتشرذمت إلى جماعات وطوائف وفرق تكفر بعضها بعضا وتلعن بعضها بعضا كعادة أهل البدع، وربما انطفأت جماعات أو ماتت ولكن يبقى الفكر حياً لا يموت، تتوارثه أجيال أخرى، وتتلقف رايته قيادات جديدة تزيد وتنقص، وتتسمى بأسماء، وتتصف بصفات، ولكن جوهر الفكر واحد مع تعدد الأنواع وتنوع الأسماء. 1- الظروف التي نشأت فيها الجماعة:- المؤسس الأول للجماعة في مصر هو الشاب (شكري أحمد مصطفى) من مواليد محافظة أسيوط عام 1942، وكان طالباً في كلية الزراعة جامعة أسيوط، وقد كان شكري أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وتم اعتقاله في عام 1965 فيما يعرف بقضية تنظيم (65) الذي كان يقوده الأستاذ سيد قطب – رحمه الله – والمثير للدهشة أن الأستاذ سيد كانت أسرته الخاصة في جماعة الإخوان مكونة من ثلاثة أفراد الأول هو شقيقه الأستاذ محمد قطب الذي التصق اسمه بالتيار القطبي، والثاني هو الأستاذ عبد المجيد الشاذلي الذي صار هو الآخر مؤسساً لتيار فكرى مستقل عُرف بعد ذلك باسم (التوقف والتبين)، والثالث هو شكري مصطفى مؤسس (جماعة المسلمين) موضوع كلامنا في هذا المقال. أما عن الظروف التي نبتت فيها هذه النبتة المسمومة، فنستطيع أن نرصد ثلاثة أسباب رئيسية أسهمت مباشرة في ميلاد هذا الفكر المدمر:- 1) العذاب والتنكيل بمختلف أنواعه وبجميع صنوفه الذي واجهه هؤلاء الشباب داخل السجون والمعتقلات بالدرجة التي جعلتهم يعتقدون أن من يعذبونهم أشد كفراً من كفار قريش أنفسهم، هذه المبالغة في التعذيب والإيذاء كانت في الحقيقة عقيدة ومذهبا للنظام الناصري مع كل معارضيه ومناوئيه سواء كانوا من الإسلاميين أم من غيرهم، بيد أن الإسلاميين كان لهم حظاً أوفر من غيرهم في هذا الإيذاء، ولكن هؤلاء الشباب المساكين لم يتصوروا إلا أن يكون الدافع الأساسي لهؤلاء هو الكفر الصراح فبدؤوا بتكفير من يعذبونهم ثم من يأمرونهم بالتعذيب وهكذا حتى وصلوا لتكفير الجيش والشرطة والرئيس والحكومة على اختلاف فيما بينهم بين موسع لدائرة التكفير وبين مضيق لها. 2) الصمت الرهيب من الجماهير على ما يتم من تعذيب واعتقالات لرجالات الدعوة الإسلامية الذين أحبوهم وتفاعلوا معهم، فظن هؤلاء الشباب – خطأ ووهماً - أنهم لأجل هذا الحب والتأييد سوف يضحون بالغالي والنفيس من أجلهم، وأنهم سينتفضون لأجل رفع هذا الظلم عن إخوانهم، ولكنهم فوجئوا أن الجماهير صمتت صمت القبور، وأن همها الأساسي متوجه للبحث عن احتياجاتها الأساسية الشخصية، مع وجود قدر من التعاطف القلبي مع المظلومين بطبيعة الحال، لكن هذا التعاطف لن يدفعهم للقيام بثورة مثلاً، وهنا كانت الكارثة الكبرى أن هؤلاء الشباب الذين لم يفرغوا بعد من تكفير النظام والحكومة إذ بهم يكفرون عموم الشعب ممن رضي بالظلم وسكت عن حكم الطاغوت. 3) الجهل الشديد لدى هؤلاء الشباب وعدم معرفتهم بالأصول الشرعية والقواعد العلمية في التكفير والتفسيق والتبديع، وتأثرهم عاطفياً بحالة الظلم والانتهاك لحريتهم وكرامتهم ومع عدم وجود الشيوخ والعلماء الذين يضبطون هذه المسائل، فلم تكن جماعة الإخوان حسمت موقفها من هذه القضايا الكبرى لا من قضية الحاكمية ولا من قضايا الإيمان والكفر ولا حتى من قضية حمل السلاح والمواجهة؛ لذا وجد سيد قطب لنفسه مجالاً واسعاً ليسد فيه كل هذه الثغرات برأيه وباجتهاده، واتهم الإخوان بعد ذلك بالتميع العقدي وبالتدسس الناعم وبغيرها من المسائل التي انتقدها عليهم. 2- أضواء على شخصية المؤسس – شكري مصطفى – ونماذج من آرائه:- كان إمام هذه الفتنة شيخاً كبيراً يدعى (علي عبده إسماعيل)، وكان من خريجي الأزهر ولكنه تأثر بفكر الخوارج، فلازمه شكري ووجد فيه بُغيته، ولكن سرعان ما تراجع الشيخ عن هذه الأفكار وتاب عنها، فتلقف منه شكري موقعه وبدأ به فكفره وحكم عليه بالردة، وأعلن تأسيسه لجماعة جديدة سماها (جماعة المسلمين). أما عن ملامح شخصية شكري مصطفى فهي كما يأتي:- - الجهل الشديد بدين الله وبعلوم السلف. - التقلب وشدة المزاجية. - التطرف في الآراء والتعصب الحاد. - الاعتداد بالرأي وتجريح الآخرين والاستخفاف بهم. - التطلع والرغبة في القيادة والزعامة. - الجرأة والشجاعة. - حفظه لأفكار الخوارج وتصوراتهم وإعادة صياغتها. هذه الملامح وغيرها ذكرها صديقه وأحد أعضاء تنظيمه (عبد الرحمن أبو الخير) في كتابه (ذكرياتي مع جماعة المسلمين). أما عن الكتب والرسائل التي وضعوها لبيان ملامح مذهبهم والخطوط الفكرية لجماعتهم فهي كما يأتي:- - الحُجيات:- وتتحدث عن قضايا أصولية مثل الاجتهاد والتقليد وحجية أقوال الصحابة. - التوسمات:- وتتحدث عن خلاصة المنهج العملي للجماعة مثل وجوب الهجرة والموقف من التعليم والمدارس والجامعات، كما تتحدث عن مسألة ظهور المهدي والموقف من التاريخ الإسلامي. - إجمال تأويلاتهم وإجمال الرد عليها:- وهى ترد على أهل السنة والجماعة في تكفير مرتكب الكبيرة وغيرها من مسائل التكفير. 3- أهم المبادئ والأصول التي قامت عليها الجماعة:- في القضايا العقدية:- 1) تكفير مرتكب الكبيرة وأن الكبائر كلها كفر وأن من ارتكب كبيرة ولم يتب منها فقد ارتد عن الإسلام وأن المعصية تصير كفراً بالإصرار عليها:- وذلك ناشئ عن اعتقادهم أن الألفاظ المعبرة عن سائر المعاصي كالظلم والفسق والذنب والخطيئة والسيئة ونحوها تعني كلها معنى واحداً هو الكفر المخرج عن الملة، ومن ثم فكل من ارتكب أي مخالفة شرعية مما يطلق عليها أحد هذه التسميات في آيات القرآن أو في الأحاديث فهو كافر كفرا مخرجا عن ملة الإسلام. 2) يعتقدون أن أول كفر وقع في الأمة الإسلامية هو كفر التقليد، ويرون أن كل مسلم يجب أن يكون مجتهداً، وأن من لم يبلغ هذه المرتبة فهو كافر مشرك:- والعجيب في ذلك أن شكري يعد مقلداً في كثير مما ينقله ويكتبه، وجميع تلامذته وأتباعه صاروا مقلدين لما يقول به ويعتقده، ولا يخفى أن هذه القاعدة قد وفرت عليه عناء البحث عن أسباب لتكفير الناس؛ إذ غالب أحوال الناس أنهم مقلدة ولاسيما إذا علمت أن شكري يعد اتباع مذهب الصحابي بل اتباع الإجماع تقليداً في زعمه، فضلا عن أن هذا القول منهم ليس نابعاً من حرصهم على أن يجتهد الناس في تحصيل العلم بل هو نابع من رؤية التساوي بين العامي والفقيه وهذا ما ورد نصاً في رسالة الحجيات: «إن الفقيه لا يحمل من العلم أكثر مما يحمله العامة»، بل يبالغ شكري في التبجح ويقول: «من قال لكم: إن الصحابة والتابعين وكبار الأئمة المحققين من رجال خير القرون أكثر علماً مني؟!». اعداد: أحمد الشحات
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (2) التكفير والهجرة «جماعة المسلمين» الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛ استكمالا للحديث الذي بدأناه في الحلقة السابقة عن فكر جماعة (شكري مصطفى) التي عُرفت إعلامياً باسم (التكفير والهجرة)، وهي أقدم جماعات التكفير في مصر وهي النبتة السوداء التي انقسمت على نفسها وتشرذمت إلى جماعات وطوائف وفرق تكفر بعضها بعضا وتلعن بعضها بعضا كعادة أهل البدع، وربما انطفأت جماعات أو ماتت ولكن يبقى الفكر حياً لا يموت، تتوارثه أجيال أخرى، وتتلقف رايته قيادات جديدة، تزيد وتنقص، وتتسمى بأسماء وتتصف بصفات ولكن جوهر الفكر واحد مع تعدد الأشكال وتنوع المسميات، نتكلم اليوم عن موقفهم من القضايا الأصولية: 1) يعتقدون عدم حجية الإجماع ويكفرون من يعتقد حجيته؛ لأنه في زعمهم قد اتخذ العلماء آلهة وأرباباً من دون الله:-جاء في رسالة التوسمات: «الإجماع ليس حجة، وإنما الحجة في مستنده إن ظهر لنا، وإن لم يظهر فلا يصح أن يشرع لنا الرجال ديناً ثم نطيعهم فيكونون آلهة وأرباباً من دون الله». 2) يعتقدون أن جماعتهم أفضل من جيل الصحابة بزعم أن النبي قال «أجر أحدهم بخمسين من أجر الصحابة»، وأنهم هم الجماعة الوحيدة المسلمة في العالم، وأن الجماعات المنتسبة إلى الإسلام جميعها كاذبة فيما تدعى:- كما جاء في الحجيات عن جماعة آخر الزمان: «وقد اجتباهم الله تبارك وتعالى أيضاً، وخصهم من فضله حتى قال رسول الله لأجر الواحد منهم بخمسين منكم -أي الصحابة-». في المسائل المنهجية والحركية:- 1) تطاولهم على العلماء واستخفافهم بعلمهم بل وتكفيرهم:- فمن ذلك ما جاء في رسالة (إجمال تأويلاتهم وإجمال الرد عليها) : قالوا عن النووي رحمه الله: «ولكن النووي ونظائره يقدمون العام على الخاص والمطلق على المقيد، وكل شيء على شيء نصراً لمذاهبهم الباطلة واتباعاً لسلفهم من اليهود والنصارى الذين قالوا: {وقالوا لن تمسنا النار إلا أياماً معدودة}»، وقالوا عن الخطابي رحمه الله-: «إنما الخطابي يكذب كدأبه في الكذب، وكذا النووي الصوفي الكذاب كدأب إخوانه من المتصوفة الكذابين على الله ورسوله». 2) اعتزال المجتمع والخروج إلى الصحراء واعتقاد وجوب الهجرة من دار الكفر وهي أي بلد لا تحكم بالشريعة، والاعتقاد في شكري بأنه المهدي المنتظر:- وقد سلك شكري مُصطفى في تحقيق ذلك سُبلاً منها: جمع أموال أفراد جماعته وحلياهم وذهبهم، وتسفير بعضهم إلى بعض الدول العربية مثل الأردن واليمن والسعودية والجزائر، وكذلك اليونان (اعتقادا منه أنها أرض أهل الكهف) لجمع الأموال، ولاختيار أنسب أرض يخرجون إلى جبالها فيما بعد ليعودوا منها العودة الكبرى لقتال الكافرين من المسلمين وبسط نفوذه عليهم بوصفه لنفسه أنه المهدي المُنتظر، وأمير آخر الزمان. ووقع اختياره على (اليمن) لكثرة ما ورد في مناقبها من روايات نبوية في البخاري ومسلم وغيرهما. وبالفعل فقد أمر رجاله بالذهاب إلى (المنيا) لتنفيذ أولى خطوات هجرته عن المجتمع، وللتدريب على الحياة البدوية الصحراوية، استعدادا للتسلل منها إلى جنوب مصر، ومنها إلى الجانب الآخر من البحر الأحمر ثم إلى جبال (اليمن)، إلا أن أجهزة الأمن اكتشفت أمر رجاله بالصعيد في منتصف 1973، وتم اعتقالهم، ولكنهم خرجوا ضمن الخارجين بالعفو الرئاسي العام احتفالا بنصر أكتوبر 73. 3) الدعوة إلى ترك التعليم والإبقاء على الأمية ومنع الناس من دخول المدارس والمعاهد والجامعات، ولا يقتصر الأمر على جامعات العلوم الدنيوية فقط بل يمتد إلى المعاهد والكليات الإسلامية؛ لأنها من مؤسسات الطاغوت وتدخل ضمن إطار مساجد الضرار:- جاء في رسالة التوسمات: «فلم تتعلم –أي جماعة الصحابة – الدين للدنيا، ولم يكونوا يتعلمون لعمارة الأرض وبناء الدور فتلك صفة الكافرين (يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا). حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهل أثر تأبير النخل، ويقول نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، فلابد أن نكون أميين مثلهم نوجه كل جهدنا ووقتنا لتعلم الكتاب والحكمة وما دون ذلك فهو ضلال مبين، ومتى يتعلم الإسلام من أمضى أكثر من نصف عمره في تعلم الجاهلية، ومن أجل هذا نقول: إن الدعوة إلى محو الأمية فكرة يهودية لشغل الناس بعلوم الكفر عن تعلم الإسلام. ووجود من يقرأ ويكتب بيننا لا ينفى أننا نحن أمة أمية طالما نوجه كل وقتنا لتعلم الإسلام». 4) الموقف من إقامة الخلافة:- يعتقدون أن النصر الجاد للجماعة المؤمنة هو أن تعبد الله، وألا تتدخل في أي صراع؛ لأنه يستحيل أن تتفوق هذه الجماعة المؤمنة مادياً وعسكرياً على الجاهلية، ولكن الله يقدر أن تدخل الجاهلية في معارك طاحنة مع بعضها بعضا لتفني نفسها وتدمر الأرض بمن عليها وتبقى القوة المؤمنة تقيم دولة الإسلام على أنقاض دولة الكفر. 4- قضية اغتيال الشيخ الذهبي – رحمه الله ولد الذهبي رحمه الله في قرية مطوبس بكفر الشيخ عام 1915، حفظ القرآن في أول حياته وكان أول دفعته في الشهادة العالمية التي حصل عليها في الشريعة، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث ليعمل بعد ذلك مدرسا بكلية أصول الدين التي تدرج بها حتى صار عميدا لها ثم وزيرا للأوقاف وشؤون الأزهر قبل اغتياله بنحو عامين. جاء الذهبي في وقت تنتشر فيه الأفكار المنحرفة من الغلو والتطرف والتكفير، وكان من واجبه أن يتصدى لهذه الأفكار وأن يبين فسادها للناس حتى يحمى المجتمع من شرورها، ففكر الذهبي في أن يصدر كتابا يحذر فيه الشباب من خطورة الانسياق وراء مثل هذه الأفكار، وصدر الكتاب تحت عنوان: (قبس من هدي الإسلام) وكتب الذهبي في مقدمته قائلا «يبدو أن فريقا من المتطرفين الذين يسعون في الأرض فسادا ولا يريدون لمصر استقرارا قد استغلوا في هذا الشباب حماس الدين فأتوهم من هذا الجانب وصوروا لهم المجتمع الذي يعيشون فيه بأنه مجتمع كافر تجب مقاومته، ولا تجوز معايشته؛ فلجأ منهم من لجأ إلي الثورة والعنف، واعتزل منهم من اعتزل جماعة المسلمين وآووا إلى المغارات والكهوف، ورفض هؤلاء وأولئك المجتمع الذي ينتمون إليه؛ لأنه في نظرهم مجتمع كافر» وجاء ضمن محتويات الكتاب أن الإسلام ينتشر بالدعوة الهادئة والإقناع وليس الإرهاب ولابد من تنقية تراثنا من شوائب التخريف والتضليل وتعرية كل حملات الدس والتأويلات المغرضة التي تعرضت له على مدى التاريخ. ويبدو أن الجماعة أرادت أن تؤدب الشيخ الذهبي فقامت باختطافه للتهديد بقطع رأسه في حالة عدم الاستجابة لطلباتهم التي تمثلت في إخلاء سبيل رموز الجماعة من المعتقلات. وقامت الجماعة بتنفيذ عملية الاغتيال، وتلقي الشيخ الذهبي طلقتين في رأسه وهو معصوب العينين ومقيد اليدين ومستقر فوق السرير. موقف الدعوة السلفية من الحادث تحركت الدعوة السلفية تندد وتستنكر هذا الفعل الإجرامي، فخرجت في مسيرة في شوارع الإسكندرية رفعت فيها لافتات لا للتكفير ولا للعنف، وتواجد أبناء الدعوة في الشوارع ووسائل المواصلات ليوضحوا للناس أن هذه الجماعة منحرفة الفكر وأن الدين منها براء، وأنه ليس هناك ربط بين اللحية أو الالتزام وبين انتهاج العنف أو تكفير المجتمع وغير ذلك من المعاني، وقد شارك في هذه الفاعليات فضيلة الشيخ ياسر برهامي وفضيلة الشيخ حسن عمر وغيرهم من الإخوة والمشايخ حفظهم الله جميعاً. 5- جهود الدعوة السلفية في مواجهة هذه البدعة الدعوة السلفية – بفضل الله – هي التي تحملت وحدها عبء مقاومة هذا الفكر ومهاجمته؛ حيث إنها كانت الجماعة الوحيدة المؤهلة علمياً وفكرياً للرد على شبهاتهم وتفنيد أقوالهم، وقد كان من ثمرات ذلك أن عصم الله الدعوة الإسلامية بمصر من أن تتلوث بهذه اللوثة أو أن يُشتهر عنها أنها تعادي المجتمع أو تكفره. وقد اعتمدت الدعوة في مواجهة هذا التيار على عدد من الوسائل منها:- المناظرات الفكرية: وكان من أهم نتائجها الإيجابية أنها جعلت كثيراً من الشباب الذي انخدع بدعاويهم يتخلى عنهم ويعود إلى صوابه ورشده، ومن ظل متمسكاً بمذهبه ومعانداً للحق لم يدم له المجال طويلاً؛ حيث انكشف جهله وظهرت للناس حقيقته، وقد كانت هذه المناظرات تتم في مساجدهم وقراهم وأماكن تجمعاتهم وكانت تنتهي بانسحابهم وانقطاعهم بفضل الله تعالى. المحاضرات العلمية: تبنت الدعوة السلفية خط تحصين الشباب من هذه البدع، فقامت بعقد عدد من الدورات العلمية والدروس المنهجية لشباب الصحوة، حتى يتعرفوا على هذه الأفكار بدقة ومباشرة، ومن ذلك سلسلة شرح قضايا الإيمان والكفر للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وقام بشرح هذه المسائل الدكتور ياسر برهامي في سلسلة بالعنوان نفسه أيضاً، كما قام بتدريسها في سلسلة مستفيضة ومطولة الشيخ عبد المنعم الشحات، وأيضاً قام الشيخ ياسر برهامي بنقد هذه الأفكار أثناء شرحه لكتاب فضل الغني الحميد وكتاب فتح المجيد، وكل هذه السلاسل متوفرة على مواقع الدعوة على الإنترنت بحمد الله تعالى. الرسائل والكتب: منها المطول ومنها المختصر فعلى سبيل المثال كتاب مسائل الإيمان والكفر للشيخ عادل نصر وهو يقع في مجلدين، وكتاب العذر بالجهل والرد على بدعة التكفير للدكتور أحمد فريد وهو رسالة صغيرة، وعدد من مؤلفات الدكتور ياسر برهامي منها الرد على ظاهرة الإرجاء وكتاب لا إله إلا الله كلمة النجاة وكتاب فضل الغني الحميد وغيرها من الكتب والرسائل. اعداد: أحمد الشحات
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (3)- القطبية (1) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:- 1) التعريف بالمصطلح:- هي مدرسة فكرية تُنسب إلى الأخوين الشقيقين الأستاذ سيد قطب والأستاذ محمد قطب، ورغم أن الأستاذ سيد يعد هو الأب الروحي الذي صاغ فكر الأستاذ محمد إلا أن للأستاذ محمد الدور الأكبر في تأسيس المدرسة القطبية وتوضيح أبعادها وشرحها بعبارات صريحة ومباشرة لا تحتمل التأويل أو تعدد التفاسير؛ مما جعله يتبوأ الصدارة والمسؤولية عن هذا الفكر بخلاف الأستاذ سيد الذي يدور حول ماكتبه وما عناه مما كتبه جدل طويل وكبير. هذا من ناحية الفكر، أما الوعاء التنظيمي الذي ينتظم فيه هذا الفكر فعادة لا يأخذ نهجاً واحداً، بل تسمع عن عشرات التجمعات والهيئات والمسميات في البلد الواحد، والعجيب في الأمر أنه من النادر أن يُظهر هؤلاء الانتساب للقطبية بل غالباً ما يتسمون بأسماء مشتقة من (أهل السنة والجماعة) أو مشتقة من (السلفية) كما هو الحال فيمن يسمون أنفسهم بـ (الجبهة السلفية) في مصر، وهذه التجمعات تتفق وتختلف في تفاصيل كثيرة إلا أنهم يجتمعون على تقديم فكر الأستاذين واعتماده المرجعية العليا لهم. 2) لمحة تعريفية عن الأستاذ سيد قطب:- حتى نستطيع فهم شخصية سيد وحقيقة الأفكار التي تركها، علينا أن نستعرض سريعاً المراحل التي مر بها في حياته التي أسهمت في تكوين وعيه وبناء ثقافته، وقد أفاضت عدد من الكتب والدراسات في ترجمة حياة سيد قطب ومناقشة أفكاره والأحداث المهمة في حياته منها كتاب (سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد) للدكتور (صلاح عبد الفتاح الخالدي)، وتكلم عنه الأستاذ سالم البهنساوي في كتاب بعنوان (سيد قطب بين العاطفية والموضوعية) وقد عالج فيه بعض آراء سيد مثل الحاكمية والجاهلية والتكفير، كما عالج ذلك أيضاً في كتابيه (أضواء على معالم في الطريق)، وكتاب (الحكم وقضية تكفير المسلم)، وتكلم عنه الأستاذ عبدالحليم محمود في موسوعته الشهيرة (الإخوان رؤية من الداخل)، وتكلم عن تجربته مع تنظيم 65 (علي عشماوي) في كتابه (التاريخ السري لجماعة الإخوان) وزينب الغزالي في مذكراتها، ومن خارج الإسلاميين كتب عادل حمودة كتاباً بعنوان (سيد قطب من القرية إلى المشنقة)، وغيرها من الكتب والرسائل لكن هذه هي أهم الدراسات الموجودة وأشهرها. وهناك كتاب آخر على قدر كبير من الأهمية وهو كتاب (لماذا أعدموني؟) لسيد قطب، وهو الإقرار الذي كتبه سيد بخط يده في السجن الحربي عام 1965 قبل الحكم عليه بالإعدام وهي شهادة موثقة عن الأحداث، فضلا عن محاضر التحقيق ونص الأسئلة والأجوبة التي دارت بين القضاة وبين سيد -رحمه الله- وهي ثابتة وموثقة أيضاً. وسوف نلتقط أهم المحطات التي تبرز لنا التحولات الرئيسية في حياته:- - المرحلة الأولى: طفل من القرية (1906 - 1920):- ولد سيد قطب في أسيوط عام 1906 م في قرية تتميز بالجمال وكثرة الأراضي الزراعية، وكانت أسرته متوسطة الحال وكان لوالده وجاهة في القرية؛ حيث كان مثقفاً ومشتغلاً بالسياسة، وكان ممن جهزوا لثورة 1919م، والأسرة عموما كانت متدينة ومحافظة على الصلاة، فقد كان أبوه يربيه على تعاليم الدين وارتياد المساجد وحضور دروس العلم؛ لذا فقد أتم ختم القرآن وهو في العاشرة من عمره، وقد تعود سيد على القراءة والمطالعة منذ صغره وكان يقتني نفائس الكتب، ويقتطع من مصروفه الشخصي حتى يستطيع شراء ما يحتاجه من الكتب؛ وبالتالي تكونت لديه مكتبه ضخمة منذ صغره، أسهمت في نضج فكره وإثراء معرفته. ولأن والد سيد كان مشتغلاً بالسياسة فكان من الطبيعي أن تتكون لدي سيد ميول سياسية في سن مبكرة، فشارك في أحداث ثورة 19 وكان يلهب حماس الجماهير بالخطب الحماسية الرنانة رغم أن عمرة وقتها لم يتجاوز ثلاث عشرة سنة. توقف سيد عن الدراسة لمدة سنتين؛ بسبب أحداث الثورة، ثم سافر إلى القاهرة عام 1920م، وأقام عند خاله الذي كان عضواً في حزب الوفد، وكان صديقاً لعباس العقاد، ومن هنا تبدأ مسيرة سيد قطب الأدبية، وقد سجل سيد ذكريات هذه الفترة من حياته في كتابه (طفل من القرية) وكتابه (الأطياف الأربعة). - المرحلة الثانية: الأديب الساخر (1921 - 1945):- ذهب سيد إلى القاهرة، والتحق بمدرسة المعلمين في عام 1921 ثم تخرج فيها عام 1924 وكان من المفترض أن يعمل بعدها في مجال التدريس ولكنه فضل الاستمرار في التعليم؛ فالتحق بتجهيزية دار العلوم عام 1925 وتخرج فيها عام 1929، ثم التحق بعدها بكلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1933. بعد تخرج سيد من الكلية بدأت معاركه الأدبية في الظهور والانتشار؛ حيث كان لاذع النبرة، ساخر العبارة، شديد النقد على كل من يخالفه، وكان من أشد المهاجمين للأديب العبقري (مصطفى صادق الرافعي) رحمه الله ولتلميذه النجيب العلامة (محمود شاكر) رحمه الله؛ وسبب ذلك أن الرافعي كان دائم السخرية والنقد لـ (طه حسين) ولـ (عباس العقاد)، وسيد كان يعد العقاد أستاذه الأول في الأدب، وكان محباً له لدرجة التعصب، ومتيماً به لدرجة الجنون، فدفعه هذا الحب إلى الغلو والمبالغة ومفارقة الوسطية، أما طه حسين فقد كان سيد يقدر أدبه غاية التقدير، وكانت تربطهما علاقة قوية، فكان يدافع عنه باستمانه حتى ولو جانبه الصواب، فهكذا كانت طبيعة سيد في هذه المرحلة. عمل سيد في وزارة التربية والتعليم فور تخرجه في دار العلوم، ثم تنقل في وظائف مختلفة داخل الوزارة، ثم سافر إلى أمريكا بالباخرة عام 1948، ولهذا السفر قصة فارقة في حياة سيد رحمه الله للتخصص في علم التربية وأصول المناهج، وعاد بعدها بسنتين عام 1950 ليتم تعينه مراقب مساعد للوزير لسنوات عدة، وبعدها قام بتقديم استقالته لوزير التعليم وقتها (اسماعيل القباني) الذي رفعها لرئيس مجلس الوزراء (جمال عبدالناصر) وقام بالموافقة عليها عام 1954؛ حيث أصبح سيد وقتها عضواً في جماعة الإخوان ورئيس التحرير لمجلة الإخوان المسلمون. واللافت للنظر أن سيد كان يعيش تلك المرحلة من حياته مضطرباً غاية الاضطراب؛ حيث تعارضت لديه المباديء والأفكار والفلسفات الأوروبية التي قرأها وأخذها من بعض أساتذته، مع ما استقر في وجدانه منذ الصغر من أصول وثوابت إسلامية، تلك المرحلة التي يسميها سيد بمرحلة الضياع، وقد استمرت معه قرابة خمسة عشر عاماً، وكانت الثقافة الغربية قد سيطرت عليه لأبعد مدى حتى جعلته يمر بمرحلة من الشك والارتياب في الحقائق الدينية ذاتها على حد تعبيره، بل وصل الأمر إلى نوع من الاضطراب السلوكي أيضاً يصفه الأستاذ عبدالحليم محمود في الجزء الأول من موسوعة (الإخوان أحداث صنعت التاريخ) بقوله: «لقد كان سيد في هذه المرحلة مسفاً منحلاً، يطالب بحياة بهيمية، ويدعو إلى المجتمع العاري». - المرحلة الثالثة: حياته الإسلامية ثم انتماؤه إلى جماعة الإخوان ( 1945 - 1954):- ذكرنا أن سيد كان قد بدأ حياته السياسية وفدياً بسبب أن خاله كان كذلك، ثم لما تعرف على العقاد وأعجب به وجده وفدياً أيضاً؛ فترسخ الانتماء للوفد عنده أكثر، وظل كذلك حتى عام 1942، فترك الوفد وانضم إلى حزب السعديين، ثم تركه أيضاً عام 1945 ناقماً على الأحزاب كلها وعلى آدائها. ومن بعدها بدأ سيد في الكتابات الإسلامية العامة وتحديداً في باب الرؤية الأدبية للقرآن، وبدأها بكتابه (التصوير الفني للقرآن) ثم بكتاب (مشاهد القيامة في القرآن)، ثم اقترب أكثر وأكثر من الرؤية الإسلامية في السنوات التي تلى ذلك إلى أن جاء موعد سفره لأمريكا عام 1948؛ حيث كان على موعد مع نقلة حقيقية في حياته. النقلة النوعية التي انتقلها سيد من حياته السابقة إلى الحياة الجديدة لها بداية عجيبة، هذه البداية كانت على متن الباخرة التي تقله إلى أمريكا كما ذكرنا، وفوق هذه الباخرة حدثت له حادثتان كل منها أعجب من الأخرى، وقد أسهمت هذه الرحلة في التحول الفكري الكبير لدى سيد رحمه الله، أما الأولى فقال عنها في كتاب أمريكا من الداخل:- «وما أن دخلت الغرفة، حتى كان الباب يُقرع، وفتحت، فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة فارعة الطول شبه عارية، يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغري، وبدأتني بالإنجليزية: هل يسمح لي سيدي بأن أكون ضيفة عليه هذه الليلة؟ فاعتذرت بأن الغرفة معدة لسرير واحد وكذا السرير لشخص واحد، فقالت وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لشخصين، واضطررت أمام وقاحتها ومحاولة الدخول عنوة لأن أدفع الباب في وجهها لتصبح خارج الغرفة، وسمعت ارتطامها بالأرض الخشبية في الممر فقد كانت مخمورة». أما الحادثة الثانية فقد أخبره أحد الركاب أن مبشراً نصرانياً على متن الباخرة يحاول نشر النصرانية بين الركاب؛ فاستيقظت مشاعره الإيمانية، وغار على دينه وطلب من قبطان الباخرة أن يسمح للركاب بصلاة الجمعة، وقام بإلقاء خطبة فيهم، وحدثهم عن الإسلام وعن عظمته، وقد كان سيد من أشد المتأثرين بالحدث وبالموقف. ولما وفقه الله لهذه الهداية ولهذه الولادة الجديدة وهب ما تبقى من حياته للقرآن، وسطر مشاعره وسمو روحه في تلك اللحظات وضمنها في مقدمة كتابه (تفسير الظلال) بعبارات غاية في العذوبة والرقة والشعور بلذة القرآن. بدأ سيد انضمامه لجماعة الإخوان وانتظامه في صفوفها عام 1953، ثم كان السجن الأول له في مطلع عام 1954، وأفرج عنه بعد أشهر عدة، ثم اعتقل ثانية في نهاية عام 1954 بعد حادث المنشية، وحكم عليه بـ 15 عام، ثم أفرج عنه بعفو صحي عام 1964، وبعد أشهر عدة تم اعتقاله مع العشرات من الإخوان في صيف 1965 بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم، وأعدم بعد منتصف عام 1966 عن عمر يناهز الستين. هذا بإختصار هو تاريخ الحقبة الإسلامية في حياة سيد - 13 عام - قضى منها 11 عام في السجن على فترتين الأولى 10 سنوات والثانية سنة واحدة، ثم كان الحكم عليه بالاعدام رحمه الله. علاقة سيد قطب بتنظيم الضباط الأحرار:- كان سيد على علاقة وطيدة بالضباط الأحرار وبجمال عبدالناصر تحديداً، فقد كان الضباط في الجيش يقدرونه جداً، ويقرؤون كتبه ومقالاته ويعدونه فيلسوف الثورة ومشعل حرارتها، وكانوا عادة ما يجتمعون في منزله ويطلبون منه المشورة والرأي، بل لقد كان سيد هو العضو المدني الوحيد – إن صح التعبير - في تنظيم الضباط الأحرار، وقد قرر مجلس قيادة الثورة أن يسندوا إليه منصب وزير المعارف ولكنه اعتذر، ثم رجوه أن يتولى منصب المدير العام للإذاعة ولكنه اعتذر أيضاً، ثم وافق على مضض أن يكون السكرتير العام لهيئة التحرير، ولكنه مكث فيها أشهر عدة ثم دب الخلاف بينه وبين عبدالناصر فاستقال من منصبه وتركها، مع احتفاظه حتى ذلك الحين بعلاقة جيدة مع عبدالناصر، ومن أراد أن يعرف كيف كان ضباط الثورة يقدرون سيد قطب فليقرأ تفاصيل الحفل الحاشد الذي أقامه رجال الثورة بعد شهر من نجاحها لكي يكرموا فيه سيد، وليدعوه ليلقي محاضرة بعنوان (التحرر الفكري والروحي في الإسلام) وقد وصفه محمد نجيب وجمال عبدالناصر وغيرهم من القادة بأنه رائد الثورة ومعلمها وراعيها وغير ذلك من مديح وثناء لا يوصف. وعندما دب الخلاف بين الإخوان حاول عبدالناصر التوسط بينهم وبينه لعلاقته الجيدة بالطرفين ولكنه فشل في ذلك وقد سجل ذلك في ملاحظاته حول هذه الحقبة في كتاب لماذا أعدموني؟. اقترب الإخوان من سيد بشدة، واستغلوا خلافه مع عبدالناصر، واقترب هو منهم وأعجب بتنظيمهم وحركتهم، وقد فرح الإخوان بانضمام سيد إليهم فرحاً عظيماً وعَدّوا ذلك نصراً مؤزراً، فرجل بمثل هذه المكانة وأصبح لديه عداء شخصي مع عدو الإخوان اللدود –عبد الناصر– فجدير بأن يُصدر وسرعان ما تقلد سيد داخل الجماعة عدداً من المهام والأعمال الثقافية فقد تولى رئاسة التحرير لجريدة الإخوان المسلمون، وكان يعطي أحاديث الثلاثاء في المركز العام، وقام بتمثيل الإخوان في المؤتمر الإسلامي الشعبي بالقدس الشريف وغير ذلك من الأعمال التربوية والثقافية، ولم يصل إلى مرحلة قيادة الأعمال الحركية بعد. اعداد: أحمد الشحات
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
![]() أهم تيارات التكفير والعنف ودور الدعوة السلفية في مواجهتها (4) القطبية (2) الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه أما بعد:- استكمالا للحديث عن الفكر القطبي نتكلم اليوم عن المرحلة الرابعة من المراحل التي مر بها هذا الفكر وهي: المرحلة الرابعة: قيادة التنظيم الإخواني السري «الجناح القطبى داخل جماعة الإخوان» (1955 - 1965):- انتهى الأمر بجماعة الإخوان إلى حالة الصدام المباشر مع عبدالناصر، وكان من نتيجة ذلك صدور قرار بحل جماعة الإخوان، وشن حملة من الاعتقالات لقادة الجماعة وأعضائها ولاسيما بعد حادثة المنشية عام 1954، وكان سيد قطب ممن ألقى القبض عليهم، وتم إيداعه فى السجن لمدة عشر سنوات كاملة من الفترة ما بين (1954 - 1964) وقد خرج بعدها بعفو صحى ولكن لم يدم مكثه خارج السجن طويلاً حتى تم إلقاء القبض عليه ثانية وهى المرة التي أعدم فيها رحمه الله، وبالتالى فالمرحلة التي نتكلم فيها عن أفكار سيد هى فترة سجنه كاملة!! انزوي معظم الإخوان ممن لم يتم اعتقالهم، وأيقنوا أن الجماعة أدخلتهم في صراع صفري مع الدولة؛ مما جعل الدولة تستنفر كل قواها في مواجهتهم ولاسيما بعدما صار الكيان محظوراً قانوناً؛ مما يتيح للدولة التعامل بحرية كاملة مع أعضاء تنظيم خارج على القانون، وقد كان رأي شريحة كبيرة من الإخوان أن تدخل الجماعة في مرحلة سكون تتيح لها ترتيب أوراقها بهدوء، وتحافظ على ما تبقي من أبنائها وقوتها، وتدخره لمستقبل قريب، ومع أن هذا رأي يتوافق مع الشرع والعقل والمنطق إلا أن مجموعة أخرى من الإخوان كان لها رأي مختلف خلاصته: أن يقوم الإخوان بإنشاء تنظيم سري مسلح!! حتى لا تتعرض الدعوة لنكبة 54 نفسها مرة أخرى، وأن الدولة إذا فكرت ثانية بأن تعتقل الإخوان بهذه الطريقة فهي على موعد مع حرب مسلحة، وخطة اغتيالات جاهزة، وخريطة انفجارات معدة، وأمور لا قبل للدولة بها – على حد زعمهم وتصورهم- وهذا ليس تجنياً على أحد بل هو ما اعترف به سيد قطب تفصيلياً في شهادته (لماذا أعدموني؟) كما سنرى بعد قليل، ولا يوجد وصف لهذا التهور أدق من كلمة «انتحار» التي ذكرها أحدهم – مفتخراً – وهو الأستاذ محمد توفيق بركات فى كتابه سيد قطب خلاصة حياته: «وكان الأهم من ذلك – نفسياً – أن أعاد – أي سيد - اتصالاته مع الإخوان المسلمين داخل السجون وخارجها، وأنشأ أرقى أنواع التنظيم الإسلامي سرية وفاعلية فى مصر وكان هذا الإنشاء يعد عملية انتحار إن جاز التعبير في الظروف الرهيبة التي كانت تسود أرض الكنانة».اجتمع عدد من الإخوان – بعد استئذان المرشد – واختاروا قيادة خماسية لهذا التنظيم الجديد وهم (عبدالفتاح اسماعيل – مجدي عبدالعزيز – صبري عرفة – أحمد عبدالمجيد – على عشماوي)، وهؤلاء القادة الخمس كانوا وقتها جميعاً في سن الشباب، ولم يكن لهم خبرة كبيرة في العمل، ولم يكن لهم من الوجاهة ما يكفي لتوجيه التنظيم!! وبحثوا عن قائد فاستقر رأيهم بعد عدد من المحاولات على سيد قطب الذي كان وقتها ما زال في السجن!! ولا تسأل هنا أسئلة من جنس كيف ترك المرشد مجموعة من الشباب المتهور يقودون الدعوة نحو المجهول، ولا أين دوره في أن يحفظ الأمانة التي بين يديه، ويحافظ على حياة أبنائه وعلى دعوتهم، والأهم من ذلك لماذا لم يصغ للعقلاء والناصحين من شيوخ الجماعة وقتها؟ فقد ذكر سيد في (لماذا أعدموني) ما يلي: - «... وفكروا في الأخ محمد فريد عبدالخالق، واتصل به عبدالفتاح إسماعيل ليقودهم، ولكنه رفض الفكرة، وعدها مغامرة، وعَدَّ تجميع الإخوان مؤدياً إلى مذبحة لهم، أحسن حالات التنظيم في هذه المرحلة هي عدم التنظيم». ولم يكتف بهذا التحذير بل ذهب هو والأستاذ منير الدلة ليوضحا للمرشد خطر هذا التنظيم وأنه سينكشف يوماً ما، وعندها ستبطش الدولة بكل إخواني وبكل من له صلة بالإخوان ولكن المرشد طمأنهما ووعدهما خيراً!! وانطلقت القاطرة بلا وعي وبلا عقل وبلا أمانة. انطلقت القاطرة بقيادة الشباب المتهور لتصطدم بالصخر، ولتستفيق بعد فوات الأوان. انطلقت القاطرة والعقلاء من الجماعة يتحسرون على القيادة التي تدمر الكيان ولكنهم لا يستطيعون حراكاً. انطلقت القاطرة وعلى رأسها سيد قطب لنرى بعد سنوات إلى أين سينتهي مصيرها؟ بكل أسف نقول: إنه بعد اكتشاف أمر التنظيم عام 1965 حاول سيد أن ينقذ الشباب الذين قادهم لسنوات من هلاك محقق، فعرض على عبدالناصر مصالحة - من خلال وسطاء – مفادها أن يعطوه عهداً ألا يتصدوا له، وألا يقاوموه بشىء مقابل أن يتركهم للعمل الدعوي والتربوي فرد عليهم عبدالناصر أنه قد فات الأوان لذلك!! وبدأ سيد العمل من داخل السجن في مسارين متوازيين؛ الأول هو قيادة مجموعات من الإخوان المسجونين معه، فقام بعرض منهجه الجديد وأفكاره الخاصه التي ذكر أنها أحدثت نوعاً من الاضطراب والاختلاف بين الإخوة داخل السجن ومنهم من قبل منهجه ووافق العمل معه، ومنهم من تحفظ ورفض الانضمام لهذا التنظيم ولهذا الفكر، واتهموه بمخالفة الخط الحركي للجماعة!! والعجيب أن رائحة هذا الخلاف قد فاحت واتسعت حدتها داخل السجن حتى وصلت أخبار لمكتب الإرشاد تقول: إن سيد تبني أفكاراً جديدة وأنه يكفر الناس، فأوفد مكتب الإرشاد من يستوضح الأمر من سيد داخل السجن واطمأنوا إلى أن ما قيل تهويلات من المعارضين لسيد، وأن الأمور تسير على ما يرام!! بل والأعجب من ذلك ما ترويه زينب الغزالي في مذكراتها تقول: إنها قابلت المرشد وسألته عن سيد وعن كتابه المعالم فقال: «على بركة الله... إن هذا الكتاب قد حصر أملي كله في سيد، ربنا يحفظه، لقد قرأته، وأعدت قراءته، إن سيد قطب هو الأمل المرتجى للدعوة الآن»، وهذا له دلالة ليس هذا مجال بسطها، وخلاصتها: أن الفكر الإخواني قابل للتصالح مع الفكر القطبي بسهولة. أما المسار الثاني فهو قيادة التنظيم خارج السجن من خلال عبدالفتاح إسماعيل، وبدأ سيد يكتب (معالم في الطريق) على هيئة أجزاء، تسرب من داخل السجن لأعضاء التنظيم في الخارج، وكانت هذه هي وجبة التوجيه الفكري للتنظيم الجديد مع عدد آخر من كتب سيد وأجزاء من تفسير الظلال وكتب المودودي. أما عن الإعداد العسكري فهو ما سماه سيد بخطة رد الاعتداء. ولنتركه يحكي بنفسه عن تفاصيل هذا الأمر، وسوف نقتصر على روايته فقط رغم أن (علي عشماوي) قد بسطها بتفاصيل أكثر وأوضح في كتابه (التاريخ السري لجماعة الإخوان) إلا أن الإخوان يتهمونه بتهم شنيعة للغاية، ويحملونه أخطاء تنظيم 65 بكاملها، رغم أن المتأمل في الأحداث يجد أن ذلك نوعاً من التجني والله أعلم. يقول سيد في شهادته (لماذا أعدموني؟):- «وفي الوقت نفسه، ومع المضي في برنامج تربوي كهذا، لابد من حماية الحركة من الاعتداء عليها من الخارج، وتدميرها ووقف نشاطها وتعذيب أفرادها، وتشريد بيوتهم وأطفالهم تحت تأثير مخططات ودسائس معادية، كالذي حدث للإخوان سنة 1948، ثم سنة 1954 وسنة 1957، وكالذي نسمع عنه ونقرأ مما يحدث للجماعات الأخرى، كالجماعة الإسلامية في باكستان، وهو يسير على الخطة نفسها، ويصدر عن المخططات والدسائس العالمية نفسها». ثم يوضح طبيعة هذه الحماية ووسائلها فيقول: «وهذه الحماية تتم عن طريق وجود مجموعات مدربة تدريباً فدائياً بعد تمام تربيتها الإسلامية من قاعدة العقيدة ثم الخلق... هذه المجموعات لا تبدأ هي اعتداء، ولا محاولة لقلب نظام الحكم، ولا مشاركة في الأحداث السياسية المحلية، وطالما الحركة آمنة ومستقرة في طريق التعليم والتفهيم والتربية والتقويم، وطالما الدعوة ممكنة بغير مصادرة لها بالقوة، وبغير تدمير لها بالقوة، وبغير تعذيب وتشريد وتذبيح وتقتيل، فإن هذه المجموعات لا تتدخل في الأحداث الجارية، ولكنها تتدخل عند الاعتداء على الحركة والدعوة والجماعة لرد الاعتداء وضرب القوة المتعدية بالقدر الذي يسمح للحركة أن تستمر في طريقها». ثم تحت عنوان البحث عن المال والسلاح كتب سيد يقول:- «فأما التدريب؛ فقد عرفت أنه موجود فعلاً من قبل أن يلتقوا بي، ولكن لم يكن ملحوظاً فيه ألا يتدرب إلا الأخ الذي فهم عقيدته، ونضج وعيه، فطلبت إليهم مراعاة هذه القاعدة، وبهذه المناسبة سألتهم عن العدد الذي تتوافر فيه هذه الشروط عندهم، وبعد مراجعة بينهم ذكروا لي أنهم حوالي السبعين، وتقرر الإٍسراع في تدريبهم نظراً لما كانوا يرونه من أن الملل يتسرب إلى نفوس الشباب إذا ظل كل زادهم هو الكلام من غير تدريب وإعداد... ثم تجدد سبب آخر فيما بعد عندما بدأت الإشاعات ثم الاعتقالات بالفعل لبعض الإخوان. وأما السلاح فكان موضوعه له جانبان: - الأول: أنهم أخبروني أنه نظراً لصعوبة الحصول على ما يلزم منه حتى للتدريب فقد أخذوا في محاولات لصنع بعض المتفجرات محلياً، وأن التجارب نجحت وصنعت بعض القنابل فعلاً، ولكنها في حاجة إلى التحسين والتجارب مستمرة. - والثاني: أن على عشماوي زارني على غير ميعاد، وأخبرني أنه كان منذ حوالي سنتين - قبل التقائنا - قد طلب من أخ في دولة عربية قطعاً من الأسلحة، حددها له في كشف، ثم ترك الموضوع من وقتها، والآن جاءه خبر منه أن هذه الأسلحة سترسل، وهي كميات كبيرة - حوالي عربية نقل - وأنها سترسل عن طريق السودان، مع توقع وصولها في خلال شهرين، وكان هذا قبل الاعتقالات بمدة، ولم يكن في الجو ما ينذر بخطر قريب». وما أن توفر المال والسلاح؛ إذ بهم يرسمون ما سموه خطة رد الاعتداء على الحركة الإسلامية، فقال لهم سيد ناصحاً: «الذي قلته لهم: إننا إذا قمنا برد الاعتداء عند وقوعه، فيجب أن يكون ذلك في ضربة رادعة توقف الاعتداء، وتكفل سلامة أكبر عدد من الشباب المسلم»، ووفقاً لهذه النصيحة فقد طلب من القيادة الخماسية خطة تفصيلية لكونهم المسؤولين عن التنفيذ فكان ما يلي: «وهذه الأعمال هي الرد فور وقوع اعتقالات لأعضاء التنظيم، بإزالة رؤوس في مقدمتها؛ رئيس الجمهورية، ورئيس الوزارة، ومدير مكتب المشير، ومدير المخابرات، ومدير البوليس الحربي، ثم نسف لبعض المنشآت التي تشل حركة مواصلات القاهرة لضمان عدم تتبع بقية الإخوان فيها وفي خارجها - كمحطة الكهرباء والكباري - وقد استبعدت فيما بعد نسف الكباري كما سيجيء. وقلت لهم: إن هذا إذا أمكن يكون كافياً بوصفها ضربة رادعة، ترد على الاعتداء على الحركة - وهو الاعتداء الذي يتمثل في الاعتقال والتعذيب والقتل والتشريد كما حدث من قبل - ولكن ما الإمكانيات العملية عندكم للتنفيذ؟». - إذاً كل مشكلة سيد مع هذا الكلام هو مدى الجاهزية والقدرة على التنفيذ فقط!! فلما كانت إجابتهم أنهم غير جاهزين لتنفيذ هذا التصور، وأن الشخصيات المطلوب اغتيالها غالباً ما تحاط بحراسة قوية فكان ما يلي:- «وبناء على ذلك اتفقنا على الإسراع في التدريب، بعدما كنت من قبل أرى تأجيله ولا أتحمس له، لكونه الخطوة الأخيرة في خط الحركة وليس الخطوة الأولى؛ ذلك أنه كانت هناك نذر متعددة توحي بأن هناك ضربة للإخوان متوقعة، والضربة كما جربنا معناها التعذيب والقتل وخراب البيوت وتشرد الأطفال والنساء». ثم وقعت الاعتقالات لأعضاء الإخوان فأرسل سيد للقيادة الخماسية بأن يوقفوا التجهيزات من الأسلحة والتدريب يقول سيد: «فجاءني استفهام من الأخ على عن طريق الحاجة زينب عما إذا كانت هذه تعليمات نهائية حتى لو وقع التنظيم؟ فأجبته بأنه في هذه الحالة فقط، وعند التأكد من إمكان أن تكون الضربة رادعة وشاملة يتخذ إجراء، وإلا فصرف النظر عن كل شيء، وكنت أعلم أن ليس لديهم إمكانيات بالفعل، وأنه لذلك لن يقع شيء». نهاية المآساة:- قامت سلطات الأمن باعتقال سيد قطب، وألقت القبض على أعضاء التنظيم الجديد الذي سقط تباعاً في قبضة الأمن، وأدلوا بكامل تفاصيل التنظيم؛ من حيث الأسماء والمال والسلاح والخطط، وامتلأت السجون بهذا الشباب المسلم البريء، وتحققت نبوءة فريد عبدالخالق التي لم يعرها المرشد أي نوع من الأهمية ولا حول ولا قوة إلا بالله، وتم الحكم بالإعدام على سيد واثنين آخرين في أواخر شهر أغسطس 1966 رحمهم الله رحمة واسعة وغفر لهم. اعداد: أحمد الشحات
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |