الطريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حقيقة الدين الغائبة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 76 )           »          وتفقد الطير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 75 )           »          نحوَ عربيةٍ خالصةٍ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 77 )           »          ما ظننتم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 67 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 19 - عددالزوار : 220 )           »          قناديلٌ من نور على صفحةِ البريد الخاص (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 79 )           »          ظُلْمُ الْعِبَاد سَبَبُ خراب البلاد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 108 )           »          من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 72 )           »          شخصية المسلم مع مجتمعه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 80 )           »          ومن رباط الخيل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 69 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم يوم أمس, 10:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,475
الدولة : Egypt
افتراضي الطريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

الطريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم

محمد بن عبدالله العبدلي

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير والهادي إلى الصراط المستقيم محمد بن عبدالله الصادق الأمين، وعلى آله الأطهار وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن الله سبحانه ومِن رحمته جل وعلا بنا أنزَل إلينا أعظمَ كتاب على أكرم خلق الله وأفضلهم، ونزَل به أفضلُ رسل الله من الملائكة جبريل عليه السلام، وبيَّن لنا عز وجل في كتابه الكريم كلَّ شيء، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّنه لنا أحسنَ بيانٍ، فما أُجمل في القرآن فصَّله النبي صلى الله عليه وسلم وبيَّنه، وشرحه ووضَّحه؛ قال الله عز وجل: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [سورة النحل:44]، قال الحافظ ابن جرير الطبري رحمه الله: "يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: وما أنزلنا يا محمد عليك كتابنا وبعثناك رسولًا إلى خلقنا، إلا لتبيِّن لهم ما اختلفوا فيه من دين الله، فتعرِّفهم الصواب منه، والحقَّ من الباطل، وتُقيم عليهم بالصواب منه حُجةَ الله الذي بعثك بها"[1].

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فالدين الذي اجتمع عليه صلى الله عليه وسلم المسلمون اجتماعًا ظاهرًا معلومًا، هو منقول عن نبيهم نقلًا متواترًا، نقلوا القرآن ونقلوا سنته، وسنته مُفسرة للقرآن مبيِّنة له؛ كما قال تعالى له: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44].

فبيَّن ما أنزل الله لفظَه ومعناه، فصار معاني القرآن التي اتَّفق عليها المسلمون اتفاقًا ظاهرًا، مما توارثته الأمة عن نبيها كما توارَثت عنه ألفاظَ القرآن، فلم يكن - ولله الحمد - فيما اتفقت عليه الأمة شيءٌ محرَّف مبدَّل من المعاني، فكيف بألفاظ تلك المعاني، فإن نقلها والاتفاق عليها أظهرُ منه في الألفاظ، فكان الدين الظاهر للمسلمين الذي اتفقوا عليه مما نقلوه عن نبيهم - لفظه ومعناه - فلم يكن فيه تحريفٌ ولا تبديلٌ لا للفظ ولا للمعنى، بخلاف التوراة والإنجيل فإن من ألفاظها ما بدَّل معانيه وأحكامه اليهودُ والنصارى، أو مجموعهما ‌تبديلًا ‌ظاهرًا ‌مشهورًا ‌في ‌عامتهم"[2].

وقال سبحانه: ﴿ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل:64]، قال ابن جرير الطبري رحمه الله: "إن من تأويل القرآن ما لا يُدرك علمُه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك تفصيلُ جُمَلِ ما في آيهِ من أمر الله ونَهْيه وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وسائر معاني شرائع دينه الذي هو مجمَلٌ في ظاهر التنزيل، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة - لا يدرَك علمُ تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أشبه ذلك مما تحويه آيُ القرآن، من سائر حُكْمه الذي جعلَ الله بيانه لخلقه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يعلم أحدٌ من خلق الله تأويل ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بتعليم الله إيَّاه ذلك بوحْيه إليه؛ إما مع جبريل، أو مع من شاء من رُسله إليه، فذلك هو الآيُ التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسِّرها لأصحابه بتعليم جبريل إياه، وهنَّ لا شك آيٌ ذوات عَددٍ.

ومن آي القرآن ما قد ذكرنا أن الله جل ثناؤه استأثرَ بعلم تأويله، فلم يُطلعْ على علمه مَلَكًا مقربًا ولا نبيًّا مرسلًا، ولكنهم يؤمنون بأنه مِن عنده، وأنه لا يعلم تأويله إلا الله.

فأما ما لا بُدَّ للعباد من علم تأويله، فقد بيَّن لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له بوحيه مع جبريل، وذلك هو المعنى الذي أمره الله ببيانه لهم، فقال له جل ذكره: ﴿ وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [سورة النحل: 44].

ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يفسر من القرآن شيئًا إلا آيًا بعَددٍ - هو ما يسبقُ إليه أوهامُ أهل الغياء، من أنه لم يكن يفسِّر من القرآن إلا القليل من آيه واليسير من حروفه، كان إنما أُنزلَ إليه صلى الله عليه وسلم الذكرُ ليَترك للناس بيانَ ما أنزل إليهم، لا ليبيِّن لهم ما أُنزل إليهم.

وفي أمر الله جلَّ ثناؤه نبيَّه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ما أُنزل إليه، وإعلامه إياه - أنه إنما نزَّل إليه ما أنزَل ليبيِّن للناس ما نزِّل إليهم، وقيامِ الحجة على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد بلَّغ وأدَّى ما أمره الله ببلاغه وأدائِه على ما أمره به"[3].

الطريق إلى معرفة ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو التسليم المطلق لكتاب الله عز وجل، وما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بما فهِمه سلف الأمة الصحابة والتابعون رضي الله عنهم، لا عرضهما على العقول فما قبِلته عقولهم قبِلوه، وما ردَّته ردُّوه، بحيث تصبح عقولهم هي الميزان، أو إن اضْطُرُّوا إلى قَبول شيءٍ حرَّفوه بالتأويلات البعيدة والمعاني البعيدة أيضًا والمستكرهة، فحادوا وزاغوا عن الحق والهدى، ونبذوا الدين وراء ظهورهم، تعالى الله سبحانه عما يصفون.

قال أبو القاسم الأصبهاني رحمه الله:
"وَأما أهل الْحق فَجعلُوا الْكتاب وَالسنة إمَامهمْ، وطلبوا الدين من قبلهمَا، وَمَا وَقع لَهُم من معقولهم وخواطرهم، عرَضوه عَلَى الْكتاب وَالسنة، فَإِن وجدوه مُوَافقًا لَهما قبلوه، وشكروا الله؛ حَيْثُ أَرَاهُم ذَلِكَ ووفَّقهم إِلَيْهِ، وَإِن وجدوه مُخَالفًا لَهُم، تركُوا مَا وَقع لَهُم، وَأَقْبلُوا عَلَى الْكتاب وَالسنة، وَرَجَعُوا بالتُّهمة عَلَى أنفسهم، فَإِن الْكتاب وَالسنة لَا يهديان إِلَّا إِلَى الْحق، ورأي الْإِنْسَان قد يرى الْحق، وَقد يرى الْبَاطِل، وَهَذَا معنى قَول أَبِي سُلَيْمَان الدَّارَانِي: وَهُوَ وَاحِد زَمَانه فِي الْمعرفَة: مَا حَدَّثتنِي نَفسِي بِشَيْء إِلَّا طلبت مِنْهَا شَاهِدين من الْكتاب وَالسنة، فَإِن أَتَت بهما، وَإِلَّا رَددته فِي نحرها، أَو كَلَام هَذَا مَعْنَاهُ"[4].

وقال رحمه الله: "ممَّا يدُلُّ على أنَّ أهلَ الحَديثِ هم على الحَقِّ أنَّك لو طالعْتَ جميعَ كُتُبِهم المصنَّفةِ من أَوَّلِهم إلى آخِرِهم؛ قَديمِهم وحديثِهم، مع اختلِاِف بلدانِهم وزَمانِهم، وتباعُدِ ما بينهم في الدِّيارِ، وسُكونِ كلِّ واحدٍ منهم قُطرًا من الأقطارِ، وجَدْتَهم في بيانِ الاعتِقادِ على وتيرةٍ واحدةٍ، ونَمَطٍ واحدٍ، يَجْرونَ فيه على طريقةٍ لا يَحيدون عنها، ولا يَميلونَ فيها، قولُهم في ذلك واحِدٌ، ونقْلُهم واحِدٌ، لا ترى بينهم اختِلافًا ولا تَفَرُّقًا في شَيءٍ ما وإن قَلَّ، بل لو جمعْتَ جميعَ ما جرى على ألسِنَتِهم ونَقَلوه عن سَلَفِهم، وجَدْتَه كأنَّه جاء من قَلبٍ واحِدٍ، وجرى على لسانٍ واحِدٍ، وهل على الحَقِّ دليلٌ أبيَنُ مِن هذا؟!"[5].

وبهذا يَظهرُ الفرق بين أهل الحق وأهل الباطل.

فمنهج أهل السنة والجماعة منهجٌ يقوم على التسليم المطلق لنصوص الكتاب والسنة، فلا يردون منها شيئًا، ولا يعارضونها بعقل ولا ذوقٍ ولا منامات، ولا غير ذلك.

قال الحافظ ابنُ عبدِ البَرِّ رحمه الله ورفع درجته: "ليس في الاعتِقادِ كُلِّه في صِفاتِ اللهِ وأسمائِه إلَّا ما جاء منصوصًا في كتابِ اللهِ، أو صحَّ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أو أجمَعَت عليه الأمَّةُ، وما جاء من أخبارِ الآحادِ في ذلك كُلِّه أو نحوِه يُسَلَّمُ له، ولا يناظَرُ فيه"[6].

وقال رحمه الله: "مَا جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَقْلِ الثِّقَاتِ وَجَاءَ عَنِ الصَّحَابَةِ وَصَحَّ عَنْهُمْ فَهُوَ عِلْمٌ يُدَانُ بِهِ، وَمَا أُحْدِثَ بَعْدَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ فِيمَا جَاءَ عَنْهُمْ فَبِدْعَةٌ وَضَلَالَةٌ وَمَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ أَوْ صِفَاتِهِ عَنْهُمْ سَلِمَ لَهُ، وَلَمْ يُنَاظَرْ فِيهِ كَمَا لَمْ يُنَاظَرُوا".

وقَالَ أَبُو عُمَرَ: "رَوَاهَا السَّلَفُ وَسَكَتُوا عَنْهَا وَهُمْ كَانُوا أَعْمَقَ النَّاسِ عِلْمًا وَأَوْسَعَهُمْ فَهْمًا وَأَقَلَّهُمْ تَكَلُّفًا وَلَمْ يَكُنْ سُكُوتُهُمْ عَنْ عِيٍّ فَمَنْ لَمْ يَسَعْهُ مَا وَسِعَهُمْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ"[7].

بخلاف أهل البدع، فقد أصَّلوا لأنفسهم قواعدَ حاكموا إليها نصوص الكتاب والسنة؛ فما وافَق منها تلك القواعد قالوا به معضِّدين لا مُحتجين، وما خالف ردُّوه بتضعيف إن كان حديثًا، أو تأويل إن كان قرآنًا أو حديثًا، وإن أحسَنوا المعاملة فوَّضوا العلم به، وعزَلوه عن الحكم والاحتجاج به.

فاللهم أرنا الحقَّ حقًّا ووفِّقنا للتمسك به، وأرنا الباطل باطلًا ولا تجعله ملتبسًا علينا فنضِل، اللهم أعذنا الله من مُخَالفَة السنة وَلُزُوم الابتداع، وَجَعَلنَا مِمن يلْزم طَرِيق الِاتِّبَاع، ربنا وخالقنا جنِّبنا الزلل في القول والعمل، واجعلنا ممن يقول فيعمَل، ويعمل فيُخلص، ويُخلص فيُقبَل منه يا كريم يا عظيم يا ألله.

وَصلى الله وسلم على نبينا مُحَمَّد أفضل صَلَاة وأزكاها وأطيبها وأنماها.

اللهم أَحْيِنا على مِلَّته، وأَمِتْنا على سُنته، واحشُرنا فِي زُمرته، والحمد لله رب العالمين.

[1] تفسير الطبري (جامع البيان) ت شاكر (17/ 236).

[2] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية (3/ 17).

[3] تفسير الطبري (جامع البيان) ت شاكر (1/ 87-89).

[4] الحجة في بيان المحجة (2/ 238).

[5] الحجة في بيان المحجة (2/ 239).

[6] جامع بيان العلم وفضله (2/ 942).

[7] جامع بيان العلم وفضله (2/ 946).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.79 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.13 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]