|
استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العمل التطوعي في ميزان القرآن والسُنَّة
أنزل الله -تعالى- الإسلام دين رحمة وتعاون، وحثّ عباده على التسابق إلى مغفرته ورضوانه فشرع لهم بذلك أبوابًا للمسابقة إلى الخير، ومن أهمّها العمل التطوعي، مبدأ إسلاميًا أصيلاً، من هناك كان لابد من بيان هذا المبدأ، وبيان أهم ضوابطه ومحدّداته، وبيان بعض المعيقات في طريق العمل التطوعي، وبعض السبل لتطويره والمضي به نحو الأفضل في وقتنا المعاصر. المقصود بالعمل التطوعي
![]() أولاً: ضوابط العمل التطوعي إنّ قبول التطوع أو رده في ظلّ الشريعة الإسلامية رهين بمجموعة من الضوابط التي لا يصدق على العمل اسم التطوع من الناحية الشرعية إلا بتوفرها، ومن هذه الضوابط يلي: (1) إخلاص النية لله -تعالى- فيشترط فيمن يقوم بالعمل التطوعي أن يكون مخلصًا في عمله حتى يُكتب أجره عند الله؛ فلا يكون همه فقط الحصول على منصب أو مكافأة أو مكانة اجتماعية، قال -تعالى-: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} (الزمر: 11)، قال ابن القيم -رحمه الله-: «فأمّا النيّة فهي رأس الأمر وعموده، وأساسه وأصله الذي عليه يُبنى، فإنّها روح العمل وقائده وسائقه، والعمل تابع لها يبنى عليها، ويصحّ بصحّتها، ويفسد بفسادها، وبها يستجلب التوفيق، وبعدمها يحصل الخذلان، وبحسبها تتفاوت الدرجات في الدنيا والآخرة». ![]() (2) طيب النفس والسخاء أن يكون العمل صادرًا عن طيب نفس لا يخالجه تردّد؛ لأنّها من المعروف والسّخاء، فلا يجوز الإجبار على القيام بعمل وعدّه تطوعًا، كعدم إعطائهم أجرة، أو إضافة أعمال أو ساعات عمل للموظفين دون رضاهم؛ لأنّ الأصل في أموال الناس وجهودهم احترامها، فلا يحلّ لأحد مال غيره أو جهده إلا عن طيب نفس منه؛ مصداقًا لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ولا يحلُّ لامرئ من مالِ أخيه إلا ما طابت به نفسه». (3) طيب الأصل المتبرع به فالله -تعالى- طيّب لا يقبل إلا الطيب، فسواء أكان الأصل المتبرّع به مالاً أم عينًا أم جهدًا، فيجب أن يكون حلالاً طيبًا غير خبيث، والمجال المبذول فيه الجهد حلال وجائز قال -تعالى-: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (البقرة: 215)، فالآية تُبيّن أنّ الإنفاق يجب أن يكون خيرًا، ولا يكون خيرًا إن كان خبيثًا: «فقوله -تعالى-: {مِن خيرٍ} إشارة إلى أن ما يُنفق يجب أن يكون طيبًا لا خبيثًا؛ إذ لفظ الخير يدل على ذلك ويرمز إليه. ![]() (4) الالتزام وتحمّل المسؤولية والإتقان فالعمل التطوعي في أصله تبرّع، لكن متى ما دخل فيه صاحبه وجب عليه الالتزام به وتحمّل مسؤوليته حتى يتمّه على أكمل وجه، أو يعتذر عنه بما لا يُخلّ به أو يضرّ بالمتطوّع له فردًا كان أو مؤسسة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الله -تعالى- يحبُّ إذا عَمِلَ أحدكم عملاً أن يُتقِنَهُ»، ومن أنواع عدم الالتزام نقض: العهود والمواثيق والإخلاف بالوعد بعد الالتزام به. ثانيًا: العمل التطوعي في الكتاب والسنة دلَّت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة على فضل العمل التطوعي ومشروعيته؛ فمن القرآن الكريم: جاءت آيات كثيرة دالة على مشروعية العمل التطوعي، ومن ذلك: قوله -تعالى-: {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (البقرة: 157)، وقوله: {فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} (البقرة: 183)، فقد أخبر -تعالى- في الآية الأولى أنّه شاكرٌ لفعل المتطوع عالمٌ بالقائم به حتى يتيقّن كلّ من عمل خيرًا أنّ الله -تعالى- يعلمه ويشكره على عمله. والمراد تطوَّع خيرًا في سائر العبادات. حكاه فخر الدين الرازي وعزاه إلى الحسن البصري، وفي الآية الثانية يذكر -عزوجل- أنّ التطوّعَ فيه خير لفاعله؛ فالتطوع في شتى مجالات العبادات والقُرَبِ والصدقات خير للإنسان وخير للأمة جميعًا. ![]() أمثلة عملية للتطوُّع في القرآن الكريم حفل القرآن الكريم بالأمثلة على العمل التطوعي؛ ما يدل على فضله وأهميته في بناء مجتمع متكافل قائم على التراحم والتضامن، ومن ذلك ما يلي:
الأنبياء والصالحون والعمل التطوعي ومما ذكره الله -تعالى- عن بعض أنبيائه فيما يخص التطوّع، ما جاء عن موسى عليه السلام بالسقي للمرأتين اللتين كانتا تنتظران حياء حتى ينتهي الرجال، فسقى لهما دون أن يسألاه ذلك، قال -تعالى-: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ (23) فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (القصص)، قال السعدي: -رحمه الله-: {فَسَقَى لَهُمَا} غير طالبٍ منهما الأجرة، ولا له قصد غير وجه الله -تعالى-.
ثالثًا: التطوّع في السنة النبوية وردت أحاديث كثيرة في السنة النبوية تدل على مشروعية عموم فعل الخير والإحسان للناس، والعمل التطوعي، ومن ذلك: قال - صلى الله عليه وسلم -: «تَرى المؤمنينَ في تراحُمهم، وتوادّهم، وتعاطُفهم، كمثل الجسد، إذا اشتكى عضوًا تَداعَى له سائر جسده بالسَّهرِ والحُمَّى»؛ فالتكافل والتلاحم، والتعاطف بين أفراد المجتمع أمر مطلوب، حتى يعيشَ الفرد في كفالة الجماعة، وتعيشَ الجماعة بمؤازرة الفرد؛ تحقيقًا لمجتمع تسود فيه المحبة والأخوة، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ يشُدُّ بعضُه بعضًا، ثمّ شبّك بين أصابعه»؛ حيث أكّد النبي - صلى الله عليه وسلم - قوة الترابط بين المؤمنين؛ فشبَّههم بالبناء المتماسك، والتشبيك بين الأصابع بيانٌ لوجه التشبيه، أي يشدّ بعضهم بعضًا مثل هذا الشدّ، قاله ابن حجر، ومعلوم أن العمل التطوعي بين الأفراد يسهم في تقوية البناء. وقال - صلى الله عليه وسلم - :«واللهُ في عونِ العبدِ ما كانَ العبد في عَون أخيه»، وقال أيضًا - صلى الله عليه وسلم -: «السَّاعي على الأرملةِ والمسكينِ كالمجاهدِ في سبيلِ الله»، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَب الدنيا نفّس الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن يَسَّر على مُعسر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن سَتَرَ مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة». ![]() أمثلة عملية للأعمال التطوعية من السنة النبوية
اعداد: الفرقان
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |