تلك نتائج السرائر! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 331 - عددالزوار : 6328 )           »          مصائد الهلاك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          روّض نفسك على تقبل عظيم الأقدار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          في دائرة علاقتنا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          مفهوم العزّة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عالم التسبيح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من افتتن بالردود عوقب بالصدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          مفاتيح خير الدنيا والآخرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          عَلِّمْنِي دُعاءً أدْعُو به في صَلاتِي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ومِن نَصرِ الله ورسوله والمؤمنين: توعيةُ المسلمين وتثبيتهم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى حراس الفضيلة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى حراس الفضيلة قسم يهتم ببناء القيم والفضيلة بمجتمعنا الاسلامي بين الشباب المسلم , معاً لإزالة الصدأ عن القلوب ولننعم بعيشة هنية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-12-2025, 12:03 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,171
الدولة : Egypt
افتراضي تلك نتائج السرائر!

تلك نتائجُ السرائر!

عبدالرحيم بن عادل الوادعي
يُحبُّ المرء أو يبغض، ويُوضع له القبول أو الرد والنفرة، وتصحبُه العزة أو الذلة، وغالبًا ما يكون ذلك نتيجةً لما بين المرء وبين ربِّـه سبحانه وتعالى من سرائر وأعمال، فمن أخفى خبيئةً ألبسه الله ثوبها، ومن أضمر شيئًا أظهره الله عليه، سواء كان ذلك خيرًا أو شرًّا؛ فالجزاء من جنس العمل، و﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾ [النساء: 123].

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: «إن العبد يخلو بمعاصي الله، فيُلقي الله بغضَه في قلوب المؤمنين، من حيث لا يشعر»[1].

وقال أبو حازم رحمه الله: «لا يُحسِن عبدٌ فيما بينه وبين الله تعالى، إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد، ولا يُعَوِّرُ- يُفسِد- فيما بينه وبين الله تعالى إلا عوَّر الله فيما بينه وبين العباد، ولَـمُصانعة وجهٍ واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها، إنك إذا صانعت الله مالت الوجوه كلها إليك، وإذا أفسدت ما بينك وبينه شنأتك الوجوه كلها»[2].

وقال المعتمر بن سليمان رحمه الله: «إن الرجل يصيب الذنب في السر، فيصبح وعليه مذلته»[3].

ويزيدُ ابن الجوزي الأمرَ جلاءً بقوله: «نظرت في الأدلة على الحق سبحانه وتعالى فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من أعجبها: أن الإنسان قد يخفي ما لا يرضاه الله عز وجل فيظهره الله سبحانه عليه ولو بعد حين، ويُنْطِق الألسنةَ به، وإن لم يشاهده الناس. وربما أوقع صاحبَه في آفة يفضحه بها بين الخلق؛ فيكون جوابًا لكل ما أخفى من الذنوب؛ وذلك ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل، ولا ينفع من قَدَره وقدرته حجاب ولا استتار، ولا يضاع لديه عمل. وكذلك يخفي الإنسان الطاعة، فتظهر عليه، ويتحدَّث الناس بها، وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنبًا، ولا يذكرونه إلا بالمحاسن؛ لِيُعْلَمَ أن هنالك ربًّا لا يُضيع عَمَلَ عامل. وإن قلوب الناس لَتَعْرِفُ حال الشخص، وتحبه، أو تأباه، وتذمه، أو تمدحه وَفْقَ ما يتحقق بينه وبين الله تعالى فإنه يكفيه كلَّ همٍّ، ويدفع عنه كل شر. وما أصلح عبدٌ ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر إلى الحق إلا انعكس مقصوده، وعاد حامده ذامًّا»[4].

ثم يخبرنا بأمثلة مما رآه وشاهدَه بقوله: «والله، لقد رأيتُ من يكثر الصلاة والصوم والصمت، ويتخشع في نفسه ولباسه، والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذاك! ورأيت من يلبس فاخر الثياب، وليس له كبير نفل، ولا تخشع، والقلوب تتهافت على محبته، فتدبرت السبب، فوجدته السريرة، فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه، فالله الله في السرائر، فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر»[5].

«فتلمَّحوا ما سطرته، واعرفوا ما ذكرته، ولا تهملوا خلواتكم، ولا سرائركم، فإن الأعمال بالنية، والجزاء على مقدار الإخلاص»[6].

[1] حلية الأولياء (1 /215).

[2] حلية الأولياء (3/ 239)، سير أعلام النبلاء (6/ 100).

[3] أخرجه ابن أبي الدنيا في التوبة (195) وأبو نعيم في الحلية (3/ 31).

[4] صيد الخاطر (ص68).

[5] صيد الخاطر (220).

[6] صيد الخاطر (186).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.19 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]