|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() هذا الرجل أحبه ![]() ![]() ![]() يجلس هادئاً تماماً في مكانه المفضل في البيت، لا يقطع الهدوء سوى بنداءات متقطعة طالباً قدحا من القهوة أو كوباً من الشاي أو مطفأة فارغة..فأجيبه وأجلب له ما يطلب على مضض فقد شغلني عن شيء ما.. وقتها يداعبني ويجعلني أضحك، فأجلس معه وأنسى ما قاطعني عنه.. دائماً نتشاجر على المحطة التليفزيونية.. فدائماً هو يريد الأخبار وأنا أريد هذا البرنامج الذي يقدمه هذا المذيع الوسيم.. وهو يعلم ذلك، فيظل يعاكسني ويناوشني بوصفي فتاة شقية خبيثة، نغلق التلفزيون ونظل نتحدث لساعات طويلة عن كل شيء وأي شيء، ولا يقطع تلك الساعات سوى صوت أمي المتذمر المطالب أن ننتهي من تلك السفسطة ونتركها تنام.. فنبتسم أنا وهو .. وأذهب لأنام في غرفتي.. ![]() لا يكف عن العطاء ولا يمل منه.. ففي مرة لاحظت أنه مر عليه عامان دون أن يذهب ليشتري ملابس له، فأمي دائماً تشتري له وهو يشكرها في امتنان، ويلبسها في اليوم التالي وهو فخور بما جلبته له حبيبته.. لماذا أحبه ؟ هناك دائماً سببان لحبك لأبيك وأمك، أولهما هو أنهما وبالفطرة يجب أن تحبهما، والسبب الثاني هو أنهم شخصية جديرة بالحب والإعجاب، بالنسبة لأبي فقد كان لدي أكثر من سبب لكي افتخر دائماً أن هذا الشخص هو أبي واستغله أفضل استغلال ولا أفارقه لحظة. ![]() فإذا بحثت عن أب فسوف أجد الحنان والإحساس بالمسئولية والاحتواء والترويح عنا، وإذا بحثت عن مثال للحبيب فعلّي فقط أن أتابعه وهو يدخل بباقة ورد في عيد الحب ليعطيها لزوجته (أمي) بعد أكثر من20 عاما من الزواج، وإذا كنت أريده فناناً فأقلب في دفاتره القديمة اقرأ شعراً يتهدج له القلب، أو ابحث في تلك الادراج المنسية عن رسومات ولوحات رائعة الجمال. ![]() ولو أردت أن أشاهدة جادا ..حادا...أذهب إلي عيادته وأشاهده كطبيب، وإن أردت صديقا لي فلا يبخل علّي بذلك، إلى جانب أنه متحدث لبق..مؤرخ حاد الذاكرة..سياسي لين الوطأة..متدين هائم في حب الله.. هدية أبي كنت دائماً – ومازلت- أهادي أمي في عيد الام وعيد ميلادها، وهو لا أتذكر عيد ميلاده، إلا عندما تخبرني أمي يومها صباحاً وتذكرني أن أقول له "كل عام وأنت بخير". لا أذكر أني أهديته هدية واحد رغم أني أحبه جداً، ولكنه حب من هذا النوع الذي لا تكتشفه إلا بعد أن تفقد القدرة على التعبير عنه، لا أذكر أنني قلت له أحبك ليس لسبب إلا أنني اعتقد أن وجوده في حياتي حق مكتسب لن يسلب ولن يهتز. . فقد كبرت ووعيت على وجوده، إذن هو موجود للأبد .. ![]() الآن فقط استطيع أن أهدي له هدية وستكون في عيد الأم.. لن اهدي أمي هذا العام.. فهدية هذا العام لأبي وستكون كتاب، وسوف اجلس كل يوم ليلا في الشرفة اقرأ له قليلا منه، فتلك هي هديتي الاولى لك يا أبي أرجو أن تتقبلها. أمنية أخيرة غريب جداً أننا لا نكتشف قيمة الأشياء إلا عندما نفقدها، والأغرب أننا لا نفهم من نحبهم إلا بعد أن يرحلوا، والمؤلم أننا نكتشف دائماً كم كنا مقصرين..كم كنا متعبين..كم كنا أنانيين ! أتمنى لو أن كل شخص منا يبحث في أمه وأبيه عما يمكن أن يفتقده عندما يصبح في يوم ولا يجدهم.. يحاول أن يحبهم كأشخاص قبل أباء وأمهات.. يحبهم ويوفيهم حقهم.. لأن الندم غير مجدي على الاطلاق في تلك الأحوال. ![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |