فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4978 - عددالزوار : 2097776 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4557 - عددالزوار : 1373666 )           »          استحباب الإتيان بأذكار النوم على طهارة ولكن هل من توضأ للنوم ثم انتقض وضوؤه هل تلزمه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          : Writing “Bismillaah ir-Rahmaaan il-raheem” on wedding invitations is permissible (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد عظيمة في قراءة آية الكرسي والمعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          حكم كتابة البسملة فى بطاقات الدعوة، وكيفية كيفية إتلاف ما كتب عليه اسم الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          شرح دعاء "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          تعلم أمور الدنيا لا يتنافى مع تعلم الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          شراء واستخدام صندوق مطليّ بماء الذهب فيه عطور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-03-2009, 02:34 AM
الصورة الرمزية سيف الإسـلام
سيف الإسـلام سيف الإسـلام غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 285
الدولة : Egypt
Cool فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع

فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع

قد ذم الله تبارك وتعالى التقليد في غير موضع من كتابه فقال اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وروي عن حذيفة وغيره قالوا لم يعبدوهم من دون الله ولكنهم أحلوا لهم وحرموا عليهم فاتبعوهم وقال عدي بن حاتم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب فقال لي يا عدي الق هذا الوثن من عنقك وانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة حتى أتى على هذه الآية اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله قال قلت يا رسول الله إنا لم نتخذهم أربابا قال بلى أليس يحلون لكم ما حرم عليكم فتحلونه ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه فقلت بلى فقال تلك عبادتهم حدثنا عبد الوارث ابن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن أبي البختري في قوله عز وجل اتخذوا أحبارهم ورهبانهم ارابابا من دون الله قال أما أنهم لو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم ولكنهم أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه وحرامه حلاله فاطاعوهم فكانت تلك الربوبية قال وحدثنا ابن وضاح حدثنا موسى بن معاوية حدثنا وكيع حدثنا سفيان ولأعمش جميعا عن حبيب ابن أبي ثابت عن أبي البختري قال قيل لحذيفة في قوله اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله أكانوا يعبدونهم فقال لا ولكن كانوا يحلون لهم الحرام فيحلونه ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه وقال جل وعز وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قربة من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون قال أولو جئتكم بأحدى مما وجدتم عليه آباءكم فمنعهم الاقتداء بآبائهم من قبول الاهتداء فقالوا إنا بما أرسلتم به كافرون وفي هؤلاء ومثلهم قال الله جل وعز إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون وقال إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وقال جل وعز عائبا لأهل الكفر وذاما لهم ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون قالوا وجدنا آباءنا كذلك يفعلون وقال إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ومثل هذا في القرآن كثير من ذم تقليد الآباء والرؤساء وقد احتج العلماء بهذه الآيات في أبطال التقليد ولم يمنعهم كفر اؤلئك من الاحتجاج بها لأن التشبيه لم يقع من جهة كفر أحدهما وإيمان الآخر وإنما وقع التشبيه بين التقليدين بغير حجة للمقلد كما لو قلد رجل فكفر وقلد آخر فأذنب فقلد آخر في مسئلة دنياه فأخطأ وجهها كان كل واحد ملوما على التقليد بغير حجة لأن كل ذلك تقليد يشبه بعضه بعضا وإن اختلفت الآثام فيه وقال الله عز وجل وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وقد ثبت الاحتجاج بما قدمنا في الباب قبل هذا وفي ثبوته أبطال التقليد أيضا فإذا بطل التقليد بكل ما ذكرنا وجب التسليم للأصول التي يجب التسليم لها وهي الكتاب والسنة أو ما كان في معناهما بدليل جامع بين ذلك أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو بكر عبدالله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني لأخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة قال وما هي يا رسول الله قال أخاف عليهم من زلة العالم ومن حكم جائر ومن هوى متبع وبهذا الإسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تركتم فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة رسوله حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثني موسى قال حدثنا ابن مهدي عن اسرائيل عن ابن حصين عن الشعبي عن زياد بن جرير قال قال عمر ثلاث يهدمن الدين زلة عالم وجدال منافق بالقرآن وأئمة مضلون وبه عن ابن مهدي عن جعفر بن حيان عن الحسن قال قال أبو الدرداء فيما أخشى عليكم زلة عالم وجدال المنافق بالقرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كأعلام الطريق أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو الحسن أحمد بن عثمان الآدمي قال حدثنا عباس الدوري قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال حدثنا مجالد عن عامر عن زياد بن جدير قال قال عمر بن الخطاب ثالث يهدمن الدين زيغة العالم وجدال منافق بالقرآن وائمة مضلون وذكر ابن مزين عن أصبغ عن جرير الضبي عن المغيرة عن الشعبي عن زياد بن جدير قال أتيت عمر بن الخطاب فذكر معناه وحدثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث بن سعد عن ابن علان عن ابن شهاب أن معاذ ابن جبل كان يقول في مجلسه كل يوم قل ما يخطئه أن يقول ذلك الله حكم قسط هلك المرتابون أن وراءكم فتنا يكثر المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي والأسود والأحمر فيوشك أحدهم أن يقول قد قرأت القرآن فما أظن أن تتبعوني حتى ابتدع لهم غيره فإياكم وما ابتدع فإن كل بدعة ضلالة وإياكم وزيغة الحكيم فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة وإن المنافق قد يقول كلمة الحق فتلقوا الحق عمن جاء به فإن على الحق نورا قالوا وكيف زيغه الحكيم قال هي الكلمة تروعكم وتنكرونها وتقولون ما هذه فاحذروا زيغته ولا يصدنكم عنه فإنه يوشك أن يفيء وأن يراجع الحق وإن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة فمن ابتغاهما وجدهما أخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا موسى قال حدثنا ابن مهدي عن شبعة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال قال معاذ بن جبل يا معشر العرب كيف تصنعون بثلاث دنيا تقطع أعناقكم وزلة عالم وجدال منافق بالقرآن فسكتوا فقال أما العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم وإن افتتن فلا تقطعوا منه اناتكم فإن المؤمن يفتتن ثم يتوب وأما القرآن فله منار كمنار الطريق لا تخفى على أحد فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه وما شككتم فكلوه إلى عالمه وأما الدنيا فمن جعل الله الغنى في قلبه فقد أفلح ومن لا فليس بنافعته دنياه أخيرنا محمد بن ابراهيم قال حدثنا محمد بن أحمدب بن يحيى قال حدثنا أبو سعيد البصري بمكة قال حدثنا الحسن بن عفان العامري قال حدثنا حسين الجعفي عن زائدة عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال قال سلمان كيف أنتم عند ثلاث زلة عالم وجدال منافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم فأما زلة العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم وأما مجادلة منافق بالقرآن فإن للقرآن منارا كمنار الطريق فما عرفتم منه فخذوه ومالم تعرفوه فكلوه إلى الله وأما دنيا تقطع أعناقكم فانظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم وشبه الحكماء زلة العالم بإنكسار السفينة لأنها إذا غرقت غرق معها خلف كثير وإذا صح وثبت أن العالم يزل ويخطئ لم يجز لأحد أن يفتي ويدين بقول لا يعرف وحهه حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال سمعت سفيان يعني ابن عيينة يحدث عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن ابن سمعود أنه كان يقول أغد عالما أو متعلما ولا تغد إمعة فيما بين ذلك قال ابن وهب فسألت سفيان عن الأمعة فحدثني عن أبي الزعراء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال كنا ندعوا الأمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه بغيره وهو فيكم البوم المحقب دينه الرجال وحدثنا محمد بن ابراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد قال حدثنا أسلم بن عبد العزيز قال حدثنا يونس قال حدثنا سفيان عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول أغد عالما أو متعلما ولا تغد أمعة فيما بين ذلك وبه عن يونس أخبرنا سفيان قال وحدثني أبو الزعراء عن أبي الأحوص عن ابن مسعود أنه قال كنا ندعوا الأمعة في الجاهلية الذي يدعى إلى الطعام فيذهب معه بآخر وهو فيكم اليوم المحقب دينه الرجال وحدثنا محمد قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد وسعيد قالا حدثنا يونس فذكر الخبرين جميعا بإسنادهما سواء أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن قاسم قال حدثنا اسحاق بن ابراهيم بن يونس البغدادي قال حدثنا اليمن الأسدي قال حدثنا حماد بن زيد عن المثنى بن سعيد عن أبي العالية الرياحي قال سمعت ابن عباس يقول ويل للأتباع من عثرات العالم قيل كيف ذلك قال يقول العالم شيئا برايه ثم يجد من هو أعلم برسول الله صلى الله عليه وسلم منه فيترك قوله ذلك ثم تمضي الأتباع وقال علي بن أبي طالب رضي الله عليه لكميل بن زياد النخعي وهو حديث مشهور عند أهل العلم يستغني عن الاسناد لشهرته عندهم يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير والناس ثلاثة فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاه وهمج رعاع أتباع كل ناعق لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ثم قال إن ههنا لعلما وأشار بيده إلى صدره لو أصبت له حملة لقد أصبت لقنا غير مأمون يستعمل الدين للدنيا ويستظهر بحجج الله على كتابه وبنعمه على معاصيه أف لحامل حق لايصيره له ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة لا يدري أين الحق إن قال أخطأ وإن أخطأ لم يدر مشغوف بما لا يدري حقيقته فهو فتنة لمن افتتن به وإن من الخير كله من عرفه الله دينه وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف دينه أخبرنا أبو نصر هارون بن موسى قال حدثنا ابو علي اسماعيل بن القاسم قال حدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا محمد بن علي المديني قال حدثنا أبو الفضل الربعي الهاشمي قال حدثنا نهشل ابن دارم عن أبيه عن جده عن الحارث الأعور قال سئل علي بن أبي طالب عن مسألة فدخل مبادرا ثم خرج في حذاء ورداء وهو متبسم فقيل له يا أمير المؤمنين إنك كنت إذا سئلت عن المسئلة تكون فيها كالمسلة المحماة قال إني كنت حاقنا ولا رأي لحاقن ثم أنشأ يقول إذا المشكلات تصدين لي كشفت حقائقها بالنظر فإن برقت في مخيل الصواب عمياء لا يجتليها البصر مقنعة بغيوب الأمور وضعت عليها صحيح الفكر لسانا كشقشقة الأرحبي أو كالحسام اليماني الذكر وقلبا إذا استنطقته الفنو ن أبر عليها بواه درر ولست بأمعة في الرجا ل يسائل هذا وذا ما الخبر ولكنني مذرب الأصغرين ابين مع ما مضى ما غبر قال أبو علي المخيل السحاب يخال فيه المطر والشقشقة ما يخرجه الفحل من فيه عند هياجه ومنه قيل لخطباء الرجال شقاشق وأبر زاد علي ما تستنطقه والأمعة الأحمق الذي لا يثبت على رأي والمذرب الحاد وأصغراه قلبه ولسانه قال أبو عمر من الشقاشق ما حدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن محمد قال حدثنا عمر ابن حفص قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبو ضمرة أنس ابن عياض قال حدثنا حميد عن أنس أن عمر رأى رجلا يخطب فاكثر فقال عمر أن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش ابن سعيد قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا بشر بن حجر قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن عطاء يعني ابن السائب عن أبي البختري عن علي قال أياكم والاستنان بالرجال فإن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة ثم ينقلب لعلم الله فيه فيعمل بعمل أهل النار فيموت وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فينقلب لعلم الله فيعمل بعمل أهل الجنة فيموت وهو من أهل الجنة فإن كنتم لا بد فاعلين فبالأموات لا با الأحياء وقال ابن مسعود ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإنه لا أسوة في الشر وأنشد الصولي عن المراغي قال أنشدني أبو العباس الطبري عن أبي سعيد الطبري قال أنشدني الحسين بن علي ابن الحسين بن علي بن عمر بن علي رضي الله عنه لنفسه وكان أفضل أهل زمانه تريد تنام على ذي الشبه وعلك إن نمت لم تنتبه فجاهد وقلد كتاب الآله لتلقى الله إذا مت به فقد قلد الناس رهبانهم وكل يجادل عن راهبة وللحق مستنبط واحد وكل يرى الحق في مذهبه ففيما أرى عجب غير أن بيان التفرق من أعجبه وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مما قد ذكرناه في كتابنا هذا أنه قال تذهب العلماء ثم تتخذ الناس رؤسا جهالا يسئلون فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون وهذا كله نفي للتقيد وإبطال له لمن فهمه وهدى لرشده وحدثنا محمد بن ابراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن حمير قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة قال اضطجع ربيعة مقنعا راسه وبكى فقيل له ما يبكيك فقال رياء ظاهر وشهوة خفية والناس عند علمائهم كالصبيان في حجور أمهاتهم ما نهوهم عنه انتهوا وما أمروهم به ائتمروا وقال ايوب رحمه الله ليس تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره وقال عبيدالله بن المعتز لا فرف بين بهيمة تقاد وإنسان يقلد وهذا كله لغير العامة فإن العامة لا بد لها من تقليد عملائها عند النازلة تنزل بها لأنها لا تتبين موقع الحجة ولا تصل بعدم الفهم إلى علم ذلك لأن العلم درجات لا سبيل منها إلى أعلاها إلا بنيل أسفلها وهذا هو الحائل بين العامة وبين طلب الحجة والله أعلم ولم تختلف العلماء أن العامة عليها تقليد علمائها وإنهم المرادون بقول الله عز جل فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وأجمعوا على أن الأعمى لا بد له من تقليد غيره ممن يثق بميزه بالقبلة إذا أشكلت عليه فكذلك من لا علم له ولا بصر بمعنى مايدين به لا بد له من تقليد عالمه وكذلك لم يختلف العلماء أن العامة لا يجوز لها الفتيا وذلك والله أعلم لجهلها بالمعاني التي منها يجوز التحليل والتحريم والقول في العلم وقد نظمت في التقليد وموضعه أبياتا رجوت في ذلك جزيل الأجر لما علمت أن من الناس من يسرع إليه حفظ المنظوم ويتعذر عليه المنثور وهي منقصيدة لي يا سائلي عن موضع التقليد خذ عني الجواب بفهم لب حاضر وأصخ إلى قولي ودن بنصيحتي واحفظ علي بوادري ونوادري لا فرق بين مقلد وبهيمة تنقاد بين جنادل ودعاثر تبا لقاض أو لمفت لا يرى عللا ومعنى للمقال السائر فإذا اقتديت فبالكتاب وسنة المبعوث بالدين النيف الطاهر ثم الصحابة عند عدمك سنة فأولاك أهل نهي وأهل بصائر وكذلك اجماع الذين يلونهم من تابعيهم كابرا عن كابر اجماع أمتنا وقول نبينا مثل النصوص لدى الكتاب الزاهر وكذا المدينة حجة أن أجمعوا متتابعين أوائلا بآواخر وإذا الخلاف اتى فدونك فاجتهد ومع الدليل فمل بفهم وافر وعلى الأصول فقس فروعك لا تقس فرعا بفرع كالجهول الحائر والشر ما فيه فديتك أسوة فانظر ولا تحفر بزلة ماهر أخبرنا عبدالرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال اخبرني سعيد ابن أبي أيوب عن بكر ابن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال علي من لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشار أخاه فأشار عليه بغير رشده فقد خانه ومن أفتى بفتيا عن غير تثبت فإنما أثمها على من أفتاه وهذا الحديث في موضع آخر من كتاب العلم في جامع ابن وهب قال حدثنا يحيى بن أيوب عن بكر عن عمرو بن أبي نعيمة عن أبي عثمان الطنبذي رضيع عبد الملك بن مروان قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره سواء فمرة قال يحيى بن أيوب ومرة قال سعيد بن أبي أيوب وخرجه أبو داود من حديث ابن وهب عن يحيى بن أيوب بإسناده المذكور وقد حدثنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن اسماعيل الترمذي قال حدثنا سعيد بن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب عن بكر بن عمرو عن عمرو بن أبي نعيمة المعافري أن أبا عثمان الطنبذي حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال علي مالم أقل فليتبوأ مقعده من النار ومن أفتى بغير علم كان أثمه على من أفتاه ومن أشار إلى أخيه بأمر وهو يعلم أن غيره أرشد منه فقد خانه وكان أبو عثمان رضيع عبد الملك بن مروان وحدثنا محمد بن ابراهيم بن سعد قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه قال حدثنا أسلم بن عبد العزيز قال حدثنا يونس بن عبدالأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي سنان الشيباني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال من أفتى بفتيا وهو يعمى عنها كان إثمها عليه وقد احتج جماعة من الفقهاء وأهل النظر على من أجاز التقليد بحجج نظرية عقلية بعد ما تقدم فأحسن ما رأيت من ذلك قول المزني رحمه الله وأنا أورده قال يقال لمن حكم بالتقليد هل لك من حجة فيما حكمت به فإن قال نعم أبطل التقليد لأن الحجة أوجبت ذلك عنده لا التقليد وإن قال حكمت فيه بغير حجة قيل له فلم أرقت الدماء وأبحت الفروج وأتلفت الأموال وقد حرم الله ذلك إلا بحجة قال الله جل وعز هل عندكم من سلطان بهذا أي من حجة بهذا قال فإن قال أنا أعلم إني قد أصبت وإن لم أعرف الحجة لأني قلدت كبيرا من العلماء وهو لا يقول إلا بحجة خفيت على قيل له إذا جاز لك تقليد معلمك لأنه لا يقول إلا بحجة خفيت على معلمك كما لم يقل معلمك إلا بحجة خفيت عليك فإن قال نعم ترك تقليد معلمه إلى تقليد معلم معلمه وكذلك من هو أعلى حتى ينتهي الأمر إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن أبي ذاك نقض قوله وقيل له كيف تجوز تقليد من هو أصغر منك واقل علما ولا تجوز تقليد من هو أكبر وأكثر علما وهذا متناقض فإن قال لأن معلمي وإن كان أصغر فقد جمع علم من هو فوقه إلى علمه فهو أبصر بما أخذ واعلم بما ترك قيل له وكذلك من تعلم من معلمك فقد جمع علم معلمك وعلم من فوقه إلى علمه فيلزمك تقليده وترك تقليد معلمك وكذلك انت أولى أن تقلد نفسك من معلمك لأنك جمعت علم معلمك وعلم من فوقه إلى علمك فإن أعاد قوله جعل الأصغر ومن يحدث من صغار العلماء أولى بالتقليد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذلك الصاحب عنده يلزمه تقليد التابع والتابع من دونه في قياس قوله والأعلى الأدنى أبدا وكفى بقول يؤول إلى هذا قبحا وفسادا قال أبو عمر وقال أهل العلم والنظر حد العلم التبيين وادراك المعلوم على ماهو به فمن بان له الشيء فقد علمه قالوا والمقلد لا علم له ولم يختلفوا في ذلك ومن ههنا والله أعلم قال البختري عرف العالمون فضلك بالعلم وقال الجهال بالتقليد وأرى الناس مجمعين على فضلك من بين سيد ومسود وقال أبو عبد الله بن خويز منداد البصري المالكي التقليد معناه في الشرع الرجوع إلى قول لا حجة لقائله عليه وذلك ممنوع منه في الشريعة والاتباع ما ثبت عليه حجة وقال في موضع آخر من كتابه كل من ابتعت قوله من غير أن يجب عليك قوله لدليل يوجب ذلك فأنت مقلده والتقليد في دين الله غير صحيح وكل من أوجب عليك الدليل اتباع قوله فأنت متبعه والاتباع في الدين مسوغ والتقليد ممنوع وذكر محمد بن حارث في اخبار سحنون بن سعيد عن سحنون قال كان مالك بن أنس وعبد العزيز بن أبي سلمة ومحمد بن ابراهيم بن دينار وغيرهم يختلفون إلى ابن هرمز فكان إذا سأله مالك وعبد العزيز فتجيبهما وأسألك أنا وذوي فلا تجيبنا فقال أوقع ذلك يابن أخي في قلبك قال نعم إني قد كبرت سني ورق عظمي وأنا أخاف أن يكون خالطني في عقلي مثل الذي خالطني في بدني ومالك وعبد العزيز عالمان فقيهان إذا سمعا مني حقا قبلاه وإذا سمعا خطأ تركاه وأنت وذووك ما أجبتكم به قبلتموه قال محمد بن حارث هذا والله هوالدين الكامل والعقل الراجح لا كمن يأتي بالهذيان ويريد أن ينزل من القلوب منزلة القرآن قال أبو عمر يقال لمن قال بالتقليد لم قلت به وخالفت السلف في ذلك فإنهم لم يقلدوا فإن قال قلدت لأن كتاب الله جل وعز لا علم لي بتأويله وسنة رسوله لم أحصها والذي قلدته قد علم ذلك فقلدت من هو أعلم مني قيل له أما العلماء إذا اجتمعوا على شيء من تأويل الكتاب أو حكاية سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو اجتمع رأيهم على شيء فهو الحق لا شك فيه ولكن قد اختلفوا فيما قلدت فيه بعضهم دون بعض فما حجتك في تقليد بعض دون بعض وكلهم عالم ولعل الذي رغبت عن قوله أعلم من الذي ذهبت إلى مذهبه فإن قال قلدته لأني علمت أنه صواب قيل له علمت ذلك بدليل من كتاب أو سنة أو اجماع فقد أبطل التقليد وطولب بما ادعاه من الدليل وإن قال قلدته لأني أعلم منه قيل له فقلد كل من هو أعلم منك فإنك تجد من ذلك خلقا كثيرا ولا تخص من قلدته إذ علتك فيه أنه أعلم منك فإن قال قلدته لأنه أعلم الناس قيل له فهو إذا أعلم من الصحابة وكفى بقول مثل هذا قبحا وإن قال إنما أقلد بعض الصحابة قيل له فما حجتك في ترك من لم يقلد منهم ولعل من تركت قوله منهم أفضل ممن أخذت بقوله على أن القول لا يصح لفضل قائله وإنما يصح بدلالة الدليل عليه وقد ذكر ابن مزين عن عيسى ابن دينار عن ابن القاسم عن مالك قال ليس كلما قال رجل قولا وإن كان له فضل يتبع عليه يقول الله الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه فإن قال قصري وقلة علمي يحملني على التقليد قيل له أما من قلد فيما ينزل به من أحكام شريعته عالما بما يتفق له على علمه فيصدر في ذلك عنما يخبره به فمعذور لأنه قد أتى ما عليه وأدى ما لزمه فيما نزل به لجهله ولا بد له من تقليد عالمه فيما جهله لاجماع المسلمين إن المكفوف يقلد من يثق بخبره في القبلة لأنه لا يقدر على أكثر من ذلك ولكن من كانت هذه حالة هل تجوز له الفتوى في شرائع دين الله فيحمل غيره على إباحة الفروج وإراقة الدماء واسترقاق الرقاب وإزالة الأملاك وتصييرها إلى غير من كانت في يديه بقول لا يعرف صحته ولا قام له الدليل عليه وهو مقرأن قائله يخطئ ويصيب وأن مخالفه في ذلك ربما كان المصيب فيما خالفه فيه فإن أجاز الفتوى لمن جهل الأصل والمعنى لحفظه الفروع لزمه أن يجيزه للعامة وكفى بهذا جهلا وردا للقرآن قال الله عز وجل ولا تقف ماليس لك به علم وقال أتقولون على الله مالا تعلمون وقد أجمع العلماء أن مالم يتبين ويستيقن فليس بعلم وإنما هو ظن والظن لا يغني من الحق شيئا وقد مضى في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن ابن عباس فيمن أفتى بغتيا وهو يعمى عنها أن أثمها عليه وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا خلاف بين ائمة الأمصار في فساد التقليد فاغنى ذلك عن الاكثار حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أسحاق ابن ابراهيم بن نعمان قال حدثنا محمد بن علي بن مروان قال حدثنا أبو حفص حرملة ابن يحيى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثني أبو عثمان بن سنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العلم بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى يومئذ للغرباء قال أبو بكر بن محمد بن علي بن مروان وحدثنا سعيد بن داود بن أبي زنبر قال حدثني مالك بن أنس عن زيد بن سلم في قول الله جل وعز نرفع درجات من نشاء قال بالعلم حدثنا خلف بن القاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا اسحاق بن ابراهيم ابن يونس حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا زكريا بن عبد الله حدثنا الحنيني عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الإسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ومن الغرباء قال الذين يحيون سنتي ويعمونها عباد الله وكان يقال العلماء غرباء لكثرة الجهال

نقلا من :

جامع بيان العلم وفضله_يوسف بن عبد البر النمري
__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-03-2009, 06:26 AM
الصورة الرمزية جنه الاسلام
جنه الاسلام جنه الاسلام غير متصل
مشرفة ملتقى غرائب وعجائب
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 3,600
الدولة : Egypt
افتراضي رد: فساد التقليد ونفيه والفرق بين التقليد والاتباع

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
جزاك الله خيرا أخى الفاضل
سيف اللاسلام
على طرحك المبارك جعله الله في ميزان حسناتك
وجوزيت أخى الكريم الفردوس الاعلى

اللهم اني اعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل سلطان مريد ومن شر كل جبار عنيد ومن شر كل قضاء سوء ومن شر كل دابة انت اخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم وانت على كل شيء حفيظ
__________________













رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 65.85 كيلو بايت... تم توفير 2.14 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]