|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ( أقرأة كاملاً حتى تستفيد ) البــكــاؤون لفضيلة الشيخ خالد الراشد { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } بسم الله الرحمن الرحيم إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاْ تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأنتُمْ مُسلِمُونَ } { يَآ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيباً } { يَآ أَيَّهَا الَّذِينَ آَمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَ قُولُواْ قَولاً سَدِيداً ، يُصلِحْ لَكُم أَعْمَالَكُم وَ يَغْفِرْ لِكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيمَاً } أما بعد : فإنَّ أصدق الحديث كلام الله .. وخير الهدي هدي محمدٍ ![]() وشرَّ الأمور محدثاتها .. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ... عباد الله .. قال الله جل في علاه واصفاً عباده المؤمنين إذا سمعوا آياته وبيناته : { إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً } . وقال عنهم : { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } . وقال ![]() وعن أبي الجلد جيلان بن فروة قال قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال : إلهي ما جزاء من بكى من خشيتك حتى تسيل دموعه على وجنتيه ؟. قال : جزاؤه أن أحرّم وجهه على لفح النار ، وأن أؤمنه يوم الفزع الأكبر. فاللبكاء عباد الله قيمة شرعيه تعبديه.. والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته .. والبكاء من خشية الله مفتاح لرحمته .. ألم يرث البكاء أناس صدق ألم يقل الإله إليَّ عبدي فقادهم البكا خير المعاب فكل الخير عندي في المعاد وأنا حين أسوق إليك هذا الموضوع وما فيه من الأخبار .. لا أقول أننا لا نبكي ..لا وألف لا ..بل نبكي.. ولكن السؤال على ماذا نبكي ؟؟!!.. نبكي على مصائبنا وآلامنا .. هذا يبكي على أبٍ أو أم .. وذاك يبكي على أخٍ أو أخت .. وآخر يبكي على صاحب أو حبيب أو قريب .. وذاك يبكي لخسارة مادية أو مشكلة اجتماعية .. بل الأدهى والأطم هناك من يبكي على أحداث في مسلسلات وشاشات وقنوات .. وآخر يبكي على خسارة في المباريات ..فيا خسارة هؤلاء .. شتان والله بين دموعهم ودموعنا .. بكت أم أيمن .. بكت أم أيمن ![]() ![]() ![]() يا أم ما يبكيك ؟.. يا أم أيمن ما يبكيك أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسوله !!.. قالت : بلى أعلم أنَّ ما عند الله خير لرسوله ، ولكن أبكي انقطاع الوحي من السماء .. بكت همَّا وحزنا وخوفاً على الأمة بعد نبيها .. فماذا عساى أن أقول عنهم وعن أخبارهم.. فمنهم من بلَّ الأرض بدموعه .. ومنهم من إذا ذُكرت النار خرَّ على وجهه مغشياً عليه .. بل منهم من إذا سمع الأذان ارتعدت فرائصه .. ومنهم من إذا توضأ للصلاة احمَّر وجهه ، وسالت دموعه .. اسمع وافتح القلب قبل أن تفتح الآذان .. زارت امرأة زوجة الأوزاعي ، فدخلت إلى مصلاه في البيت فإذا هو مبلول ، فجاءت تقول لزوجته : ثكلتك أمك .. غفلت عن الصبيان فبالوا في مصلى الأوزاعي.. فقالت زوجة الأوزاعي : ويحك هذه دموع الأوزاعي في مصلاه .. بكى الباكون للرحمن ليلاً بقاع الأرض من شوقٍ إليهم وباتوا دمعهم ما يسأمونا تحنّ متى عليها يسجدونا ما أغلى تلك الدموع .. وما أغلى ثمنها .. إنَّ القلوب لتحيى بسماع أخبار الصالحين وآثارهم .. وتحصل السعادة باقتفاء آثارهم .. عباد الله.. إياكم أن تقولوا أنَّ للبكاء علاقة بضعف الشخصية .. أو أن البكاء لا يليق بأهل الشجاعة والبأس.. نعم .. لا يليق البكاء عند الوقوف في وجه الأعداء .. ولا يليق البكاء عند سماع صهيل الخيل ، ومقارعة السيوف ، وتطاير الأشلاء .. فهذا فعل الجبناء.. فالبكاء الذي نعنيه وما نحن بصدده .. هو البكاء : خشية .. ورهبة .. وخضوعاً .. وذلاً .. وعبودية لله ربِّ العالمين .. إنه بكاء الذل والمسكنة لذي الجلال والعزة والجبروت .. إنه البكاء خوفاً من الحي الذي لا يموت .. فهذا عبد الله بن الشّخّير _رضى الله عنه _يقول عن سيد الخلق أتيت رسول الله ![]() يبكي وهو سيد الشجعان وأشجع الفرسان.. ولما أمر النبي ![]() ![]() إنَّ أبا بكر رجل أسيف – أي رقيق القلب ، سريع البكاء – إن يقم مقامك يبكي فلا يقدر على القراءة .. وفي رواية إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء.. لكن انظر إلى حزمه وقوته وصلابته أيام الردة يوم أن تصدى للمرتدين .. وما أكثرهم اليوم .. فتصدى لهم الصديق ![]() أما الفاروق عمر فمعروف أنه شديد ، القوة شديد البأس ومع هذا كان حاضر الدمعة ، رقيق القلب .. روى البخاري عن عبد الله بن شداد قال : سمعت نشيج عمر وأنا في آخر الصفوف وهو يقرأ { إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ } .. قل لي واصدقني المقال.. أما تبكيك آيات القرآن !!!.. أما تبكيك آيات القرآن وهي تخبرك .. عن الجنة وأوصافها .. وعن النار وأخبارها .. قال الله عن كتابه ، وعن أثر آياته على عباده الصالحين :{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }. يقول ابن مسعود كنت عند النبي ![]() قلت : أقرأ عليك وعليك أُنزل !!. قال ![]() قال ابن مسعود فافتتحت سورة النساء حتى إذا بلغت قوله تبارك وتعالى : { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً } – والخطاب له ![]() قال : فلما بلغت ذلك قال لي ![]() قال : فنظرت إليه فإذا عيناه تذرفان .. تذرفان خوفاً وخشية من الجبار .. تذرفان شفقة ورأفة بأمته .. وسأكمل لكم ، وأقرأعليكم الآية التي تليها حتى تعلم عظيم ذلك الموقف ، وذلك المشهد العظيم قال الله { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً ، يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ اللّهَ حَدِيثاً }.. يالله .. أما بكيت شوقاً لله !! .. أما بكيت شوقاً لله ، وسكنى جنته في جواره .. أما بكيت خوفاً من دخول النار ، والحرمان من رؤية القهَّار .. اسمع ماذا قال الله عن أهل النار { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } والله .. والله .. والله... ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من ... رؤية الرحمن الرحيم ... ووالله .. والله.. والله ... ما في النار عذاب أشد وأعظم من ... الحرمان من رؤية وجهه الكريم .. قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } .. وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ... فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ... قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول : من بكى خشية من ذنب ، غُفر له .. ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء.. .. يتبع .. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |