في ذكرى النكبة.. القدس الغربية التي ضاعت

[أم عبد الله]

"يجب أن نتنبه إلى أن القدس الغربية (بلدة حديثة أنشأها اليهود قبل عام 1948 وتقبع تحت سيطرة إسرائيل حاليا)، ليست هي الآن تلك البلدة الصغيرة، وليست مثلها مثل تل أبيب وحيفا التي لم يعد المفاوض العربي يطالب بها، بل تضم أجزاء من القدس الشرقية والضفة سرقتها إسرائيل، وضمتها إليها خلسة، ويجب على المفاوضين المطالبة بها". هذا ما توافق عليه محللون فلسطينيون وخبراء في القانون الدولي في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين.نت"، أكدوا فيها ضرورة عدم الانسياق وراء ما تريده إسرائيل بقصر الحديث -فيما يخص عاصمة الدولة الفلسطينية المنتظرة- على القدس الشرقية (البلدة القديمة المقدسة)، بل يجب التذكير بأن هناك أجزاء من البلدة القديمة ضمتها إسرائيل خلسة عن المجتمع الدولي إلى القدس الغربية، ومحت معالمها القديمة للتمويه.

القانون الدولي: محتلة

وتعليقا على مدى أحقية الفلسطينيين في المطالبة بالقرى والأحياء التي ضمتها إسرائيل للقدس الغربية، يقول الدكتور سعد جبار خبير القانون الدولي في المعهد الملكي للشئون الدولية بلندن: "قواعد القانون الدولي واضحة.. وتجرم كل عمليات الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية من جانب الاحتلال الإسرائيلي.. ويبقى للفلسطينيين الحق في استراداد أراضيهم مهما طال الزمن وتعاقبت الأجيال".
ولفت إلى أن كل القرارات الدولية الصادرة من الأمم المتحدة تؤيد حقوق الفلسطينيين في استرداد أراضيهم السليبة في القدس الغربية والضفة، وأبرزها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 الذي يؤكد على عودة جميع الأراضي العربية المحتلة بعد 4 يونيو 1967.
وأكد جبار أن محاولات إسرائيل الرامية لتهويد المناطق العربية سواء في القدس الشرقية أو الغربية "لا يسقط أبدا حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره.. فلا التغيير الديمغرافي الذي تقوم به إسرائيل سيفيدها.. ولا طمس معالم المدن والبلدات العربية له قيمة في أحكام القانون الدولي الواضحة في هدا الخصوص".
لكن الخبير القانوني شدد في الوقت نفسه على أهمية "إلحاح الفلسطينيين في المطالبة بعودة الأراضي التي ضمتها إسرائيل من القدس الشرقية إلى القدس الغربية؛ لأن ما نراه الآن في الإعلام هو أحاديث للفلسطينيين عن دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.. ولكن أي قدس شرقية يقصدون؟ هل القدس الشرقية المشوهة والمبتورة التي ضمت أجزاء كبيرة منها عمليا إلى القدس الغربية منذ هزيمة 1967 أم القدس الشرقية بحدود ما بعد اتفاق الهدنة عام 1949؟ لا ندري".

أصل تقسيم القدس

ومع نهاية حرب 1948 قسمت القدس بين إسرائيل والمملكة الأردنية (التى كانت تسمى حينئذ مملكة شرق الأردن)، وتم وضع خط وقف إطلاق النار والهدنة نتيجة اتفاق الهدنة عام 1949، ومر الخط قاطعا وسط المدينة وترك جبل المشارف كمنطقة إسرائيلية معزولة، وهى المنطقة الوحيدة من القدس الشرقية التى كانت فى حوزة إسرائيل قبل 1967، وفصلت الأسلاك الشائكة والحواجز الأسمنتية بين القدس الشرقية والقدس الغربية، وهددت المناوشات العسكرية وقف إطلاق النار والهدنة.
وبعد قيام إسرائيل أعلن قادتها أن القدس الغربية هي العاصمة، فيما أصبحت القدس الشرقية تحت الإدارة الأردنية، وكانت المدينة القديمة تحوى الأماكن المقدسة للديانات الثلاث، وتم منع الصهاينة من الصلاة عند حائط البراق، وخلال هذه الفترة تم عمل تجديدات كبرى لقبة الصخرة والمسجد الأقصى الشريف.
وتحتوى القدس الشرقية باختصار على القدس القديمة ذات الأبواب الشهيرة والأسوار والجبال الأربعة، وأحياء العرب واليهود والحى المسيحي والحي الأرمني، وقبة الصخرة والمسجد الأقصى وحائط البراق، وكنيسة القيامة. وتشتمل أيضا على بعض الأراضى خارج أسوارها.
فيما تضم القدس الغربية التي كانت عبارة عن منازل ومستوطنات أنشأها اليهود قبل 1948، متحف إسرائيل المشهور عالميا ولفافات وقراطيس الكتاب المقدس (مخطوطات البحر الميت)، ومتحف أراضي الكتاب المقدس، ومبنى البرلمان (الكنيست)، ومبنى المحكمة العليا الجديد، وسلسلة جبل الذكرى الذي يضم قبور الجنود الإسرائيليين القتلى وقادة وزعماء الدولة الصهيونية، وتتميز بمبانيها المصممة على أحد الطرز الغربية.

توسيع القدس الغربية

وعملت إسرائيل طوال الوقت على توسيع رقعة القدس الغربية.. ورصدت دراسة للباحث الفلسطيني الدكتور إبراهيم أبو جابر بعنوان "مستقبل القدس وسبل إنقاذها من التهويد" محاولات إسرائيل المستمرة للاستيلاء على أحياء عربية في القدس الشرقية والضفة الغربية وضمها للقدس الغربية.
وجاء في الدراسة أنه في الفترة ما بين 1949 - 1967 تم توسيع حدود بلدية القدس الغربية ثلاث مرات، كانت أهمها في 14/8/1952، عندما زادت مساحة المدينة من 16261 دونما، إلى 23500 دونم، وأضيف لمساحة أو مسطح المدينة 2500 دونم، وفي 26/7/1964 أضيف أيضاً 2100 دونم، لتصل مساحتها عشية عدوان 1967 إلى 38100 دونم، مما يعني زيادة مسطح المدينة خلال عقدين بنسبة 2,3 مرة.
وأشارت الدراسة إلى أن العامل المساعد لتوسيع مسطح المدينة أو سكان القرى العربية المجاورة والمهجورة، هو مصادرة الأراضي العائدة ملكيتها للعرب المهاجرين بعد حرب 1948، حيث تم سن مجموعة من القوانين أسهمت في فتح الباب للبلدية والمؤسسات الأخرى في وضع اليد على أراضي العرب.
وحددت الدراسة المناطق العربية التي أضيفت للقدس الغربية رغم أنها تابعة للقدس الشرقية أو قريبة من محيطها مثل أراضي قرى "لفتا" و"خلة الطرحة" و"بيت صفافا" و"دير ياسين" و"عين كارم" و"المالحة"، تلك القرى التي وصلت مساحة أراضيها مجتمعة حوالي 36771 دونم، عام 1945.
وأكدت الدراسة أن بلدية القدس الغربية والحكومة الإسرائيلية لعبتا دورا بارزا ومحوريا في قضية توسيع مساحة المدينة، فمنذ الإعلان عن القدس في 23/1/1950 عاصمة لإسرائيل والعمل يجري لتحويلها إلى منطقة جذب من النواحي الاقتصادية والثقافية، فأقيمت العديد من المؤسسات الصناعية والعلمية والإدارية، ونشطت حركة العمران، فازداد تعداد السكان من 69 ألفا عام 1949 إلى 197.7 ألفا عام 1967.
واستمر مسلسل توسيع القدس الغربية على حساب القدس الشرقية - بحسب الدراسة- فخلال حرب 1967، استولت إسرائيل على القدس الشرقية، وفرضت سيطرتها على المدينة بأكملها واستطاع اليهود الدخول إلى ما يقولون إنها أماكن مقدسة لديهم قبل النكبة، وتم إخلاء وهدم الحى المغربي المقابل للحائط الغربي وتشييد ساحة وفناء من أجل زوار حائط البراق. وخلال الحرب، قامت إسرائيل بتوسيع رقعة المدينة ومنشآتها، وشيدت سلسلة من المستوطنات على الأرض الخالية شرق الخط الأخضر.
وأكدت الدراسة توالي مسلسل توسيع القدس الغربية إلى اليوم، وفي هذا السياق قالت إن إسرائيل قامت بتوسيع القدس الغربية في فبراير1992 بما يعادل14500 دونم.

حدود 4 يونيو 1967

وحول إمكانية عودة هذه الأرض المحتلة في القدس الغربية، يرى أنصار مشروع التسوية أنه لا مجال أمام أي مفاوض فلسطيني في التفريط بشبر من الأرض ضمن حدود 4 يونيو 1967، بينما رأى آخرون أن إسرائيل "تمضي في العمل على ضم القدس الموحدة عاصمة أبدية لها، ولا عزاء للمراهنين على التسوية".
المحلل السياسي الفلسطيني عمر حلمي الغول (مقرب من السلطة الفلسطينية) يرى من جهته أن مشروع التسوية السلمية الذي تخوضه السلطة الفلسطينية رغم تعثره الآن يركز على إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية في حدود الرابع من يونيو 1967.. وهذا معناه أنه لا تنازل عن شبر واحد من أراضي القدس الشرقية والضفة الغربية، التي تم ضمها لبلدية القدس الغربية.
وأوضح أنه "ليس بمقدور أي مفاوض فلسطيني التنازل عن شبر واحد من أراضي القدس الشرقية المحتلة كما هي على الخرائط قبل الاحتلال الإسرائيلي لها، وأن أي شيء آخر غير عودة المدينة التاريخية كاملة لتكون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة سيكون معناه انهيار مشروع التسوية.. وبالتالي لا مجال سوى انسحاب إسرائيل من هذه الأراضي، مهما كان عدد المستوطنات وأعداد المستوطنين فيها".
وأكد أنه إذا كانت "هناك إرادة دولية لحل القضية الفلسطينية فسيجبر العالم إسرائيل على إخلاء المستوطنات.. والتنازل عن الأراضي والأوقاف العربية التي صادرتها.. إذا كانت راغبة في تحقيق السلام.. وإذا كان العالم يريد الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط".

القدس الكبرى الموحدة

أما الدكتور أيمن يوسف المحلل السياسي الفلسطيني فيرى من جانبه أن إسرائيل التي عملت بشكل منظم مند عام 1967 على تهويد القدس الشرقية عبر ضم أجزاء منها إلى القدس الغربية مثل القرى العربية الشهيرة كما في (دير ياسين) و(المالحة) أو من خلال الاستيطان داخل أحيائها لن تتخلى بسهولة كما يعتقد البعض عن القدس الكبرى الموحدة كعاصمة لإسرائيل برغم ما نسمعه من أنصار مشروع التسوية".
وأوضح بقوله: "إسرائيل تخطط الآن للقيام بعملية مبادلة أراضي تقوم بمقتضاها نقل عدد كبير من سكان القدس وأحياء كاملة في الضفة الغربية إلى المناطق الفلسطينية الجنوبية بين الخليل وبئر السبع".
ولفت الدكتور يوسف إلى مساعي إسرائيل لضم 12 ألف دونم تحيط بها إلى مستوطنة "معاليه ادوميم" شرق مدينة القدس المحتلة، وذلك رغم الاحتجاجات الواسعة ضد هذا المخطط الاستيطاني الضخم الذي من شأنه أن يؤدي إلى قطع التواصل الجغرافي بين جنوب الضفة الغربية ووسطها.
وأضاف: "وبالتالي نقول إنه لا نية لدى إسرائيل للانسحاب من القدس الشرقية، بل تفتيت الضفة الغربية وضم مساحات من الأرض فيها، وتجعل ما يمكن أن تعطيه للفلسطينيين لبناء دولتهم عبارة عن جزر منعزلة وغير متصلة جغرافيا".
المصدر: اسلام اون لاين

[سامي]

مشكورة اختي الكريمة على الطرح الذي يوضح الشيء اليسير من نتائج النكبة الفلسطينية

فنسأل الله تعالى ان يعيد لامتنا مجدها

بالتوفيق

[أم عبد الله]

اللهم آمين اخي سامي

[&& دمعة خشوع &&]

جزاك الله خيرا

غالتي وحبيبة قلبي
اختي ام عبد الله

بارك الله فيك