|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() حال المسلمين اليوم يشهد بأنهم أولى من غيرهم بالدعوة إلى الله وإلى الإسلام من جديد، ذلك بأنهم ابتعدوا عن شرع الله ، وهجروا قرآنهم فأظلمت قلوبهم ، وفسدت حياتهم .
ومهمة الدعاة اليوم – كما يقول الإمام حسن البنا – هي توصيل التيار من المنبع الأصيل – وهو القرآن – إلى قلب كل مسلم ، حتى يشتعل ويضيء. قال تعالى :" [أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ] {الأنعام:122} .." . لم نعرف الإسلام إلا دعوة = وضاءة تحيي الأنام وتلهم فكيف للداعية أن يصل إلى القلوب ؟ لابد أن يكون الداعية ابتداء علرفا بالله ، متصلا به ، وأن ينظر إلى أهل الهوى والمعاصي على أنهم مرضى ، فيعطف ويشفق عليهم ، ويحتال لعلاجهم بما لا ينفرهم منه ومن دعوته . قال بعض الصالحين من السلف : أهل المحبة لله نظروا بنور الله ، وعطفوا على أهل معاصي الله ، مقتوا أعمالهم ، وعطفوا عليهم ليزيلوهم بالمواعظ عن فعالهم ، وأشفقوا على أبدانهم من النار . ولابد أيضا أن يكون الداعية قدوة حسنة ، يطبق ما يقول ، وإلا فلن يتأثر الناس بقوله ، شأنه شأن المعلم ... فابدأ بنفسك فانهها عن غيها = فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يقبل ما تقول ويهتدى = بالقول منك وينفع التعليم وأن تكون سيرته حسنة بين الناس ، وأن يكون ذو خلق حسن ... أكرم بذي الأخلاق من الناس = شبهته في الناس بالنبراس به يستضاء إذا ظلام دامس = ساد الوجوه فذاك خير الناس وإذا سعى فالخير مقصود له = وإذا دعا فالحق خير أساس ولابد وأن تكون له أياد بيضاء عند الناس ، من البر والإحسان ، فبالبر يستعبد الحر ... أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم = فطالما استعبد الإنسان إحسان إذا ، فلابد من القدوة قبل الدعوة ، ومن الإحسان قبل البيان . ولكي يستطيع الداعية أن يصل إلى قلب المدعو ليأخذ بيده إلى منابع الخير والنور ، لابد أن يكون هذا الداعية مشحونا بالحق والنور ، وبعاطفة قوية جياشة . يقول الشيخ المودودي – يرحمه الله - : اسمحوا لي أن أقول لكم ، أنكم إذا خطوتم على طريق هذه الدعوة بعاطفة أبرد من تلك العاطفة القلبية التي تجدونها في قلوبكم نحو أزواجكم وأبنائكم ، فإنكم لابد أن تبوءوا بالفشل الذريع ... ، عليكم أن تستعرضوا قوتكم القلبية والأخلاقية قبل أن تهموا بالخطوات الكبيرة . ثو لابد من الرحمة ومن الرفق ، فقد قال عليه السلام :" فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين " . والرفق مطلوب ومتعين في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال سفيان الثوري : لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال : رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى ، عالم بما يأمر عالم بما ينهى ، عدل بما يأمر عدل بما ينهى . وروي أن أبا الدرداء – رضي الله عنه – مر على رجل قد أصاب ذنبا والناس يسبونه ، فقال : أرأيتم لو وجدتموه في قليب ، ألم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا : بلى . قال : فلا تسبوا أخاكم ، واحمدوا الله الذي عافاكم . فقالوا : أفلا تبغضه ؟ فقال : إنما أبغض عمله ، فإذا تركه ، فهو أخي . ومر فتى يجر ثوبه ، فهم أصحاب صلة بن أشيم إن يأخذوه بألسنتهم أخذا شديدا ، فقال صلة : دعوني أكفكم أمره ، ثم قال : يا ابن أخي ، إن لي إليك حاجة . قال : ما هي ؟ قال : أحب أن ترفع إزارك . قال : نعم ونعمى عين ، فرفع إزاره . فقال صلة لأصحابه : هذا كان أمثل مما أردتم ، فإنكم لو شتمتموه وآذيتموه لشتمكم . ومن مقومات الداعية الأخرى أيضا ، وهج الروح ، ووضاءة الوجه ، ودقة الشعور ، وحسن الهندام ، فضلا عن الإيمان العميق ، والفهم الدقيق ، فهذه –كما يقول الداعية عباس السيسي – ثروة الداعية . وللداعية الصادق تأثير أبعد من الخطابة والكتابة ، بقلبه وعاطفته وفعله ، فهو يقدم دعوته للناس وكأنها هدية ... فكيف تكون الهدية ؟ . فيا أيها الداعية المسلم ... كن مشعلا في جنح ليل حالك = يهدي الأنام إلى الهدى ويبين |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |