|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() وقفةعند مشكلات تقليديةمختلفة وأقول عنها: تقليدية، لأن الإجابات المنطقية المتكررة عنها، لم يقطع دابر الحديث عنها، إذ لم يعد الخوض فيها من أجل الوصول إلى معرفة حقيقة غائبة، وإنما من أجل التظرف بين الناس والظهور بالمظهر الثقافي والسمة التقدمية.. وإذا كانت هذه المسائل تسدل عليها كسوة الإشكال لتبرير الحديث فيها والتنطع بلغة الغيرة على الحقوق من خلالها، فلابد أن نلاحقها بما يكشف عنها هذه الكسوة الملقاة عليها،وبما يفضح الأهداف الكامنة وراء هذا التنطع وتحت مظاهر الغيرة المصطنعة، إذ نقف عند كل من هذه ((المشكلات)) وقفة بيان قصيرة. أولاً -القوامة:وأساسها قول الله عز وجل: {الرِّجالُ قَوّامُونَ عَلَى النِّساءِ} [النساء:4/34] ونقول باختصار: إن القوامة التي أخبر الله عنها هي قوامة إدارة ورعاية، لا قوامة تسلك وتحكّم بل إن كلمة((قوامة)) لاتصلح في مدلولها اللغوي لهذا الوهم الثاني فقط.إن الله عز وجل نفى أن يكون للرجل ولاية على المرأة، ولم يجعل لرجولته سلطاناً يبرر ذلك.وأثبت الله عز وجل في مكانها ما لم يعرفه أي قانون وضعي إلى اليوم، وهو ما نعبر عنه في الشريعة الإسلامية بالولاية المتبادلة، فقال: {الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُبَعْضٍ} [التوبة:9/71] فإذا أسقط البيان الإلهي ولاية الرجل على المرأة بهذا القرار الواضح الجلي، فأي معنى بقي إذن للقوامة التي أخبر في هذه الآية عنها؟.. المعنى الباقي لها هو الإدارة والرعاية، ومصدر استحقاق الرجل للأولى، كونه هو المنفق عليها والقانون الدولي يقول: من ينفق يشرف، أما مصدر رعايته لها، فما قد قضى به الله الفاطر الحكيم من أن سعادة كل من الرجل والمرأة، في أن تكون المرأة في كنف الرجل، لا أن يكون الرجل في كنف المرأة،وإن واقع الدنيا كلها أفصح بيان ينطق بذلك. ثانياً -الحجاب:يرى التائهون عن رؤية الحق، أن شرعة الحجاب التي ألزم الله بها المرأة، من أكبرالأدلة على ازدرائها للمرأة، والتقييد البالغ لحريتها.. والأمر في حقيقته على النقيض مما يتصورونه، فهو السبيل الذي لابد منه لاشتراك المرأة مع الرجل في بناء المجتمع بشتى مقوماته وأسبابه، من علوم وثقافة واقتصاد وتربية وغيرها، وإليكم بيان ذلك بمنتهى الإيجاز:بين الرجل والمرأة جامع مشترك يتمثل في القدرات الذهنية وسائر الأنشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية ونحوها.. ثم إن المرأة تستقل عن الرجل بما أودع فيها من مظاهر الأنوثة وعوامل الإغراء، التي جعل الله منها سبيل متعة متبادلة بينهما.وبوسعكم الآن أن تتبينوا أنه لابد لتلاقي الرجل والمرأة على جامع مشترك من العمل الفكري والعلمي والاجتماعي للنهوض بالأمة وتحقيق أسباب تقدمها الحضاري، من أن لايبدو للرجل منها، في هذا الملتقى إلا مايبرز منها مظهر الجامع المشترك بينهما، فإن أظهرت منها الجانب الآخر الذي تتميزبه وهو جانب الأنوثة والإغراء، بشكل متكلف وبارز، فلابد أن ينسيه هذا الجانب منها، ذلك الجامع المشترك بينهما، وعندئذٍ لايلتفت منها إن تكلمت أو شاركت بكل الجهود العلمية والثقافية المختلفة، إلا إلى ما يبدو له منها من جاذبات الأنوثة والإغراء.. وفي هذا من الازدراء لشخصيتها العلمية والثقافية والفكرية ما لايغيب عن بال أي عاقل.. إن مما لايخفى على أحد، أن تهتاج بالرجل الذي يرى شريكته في الفكر والعمل الحضاري، وهي على هذه الحال، مشاعرهُ الغريزية، فتشرد عن كلامهاوعن محاكاتها الفكرية، إلى التأمل فيما يتبدى أمامه من مغرياتها الجسدية، ترى هل يمكن أن تتصوروا امتهاناً للمرأة، باحثةً ومفكرةً وعالمةً أبلغ من هذاالامتهان، وأبعث منه على السخرية والازدراء.إن الحجاب الذي شرعه الله لها، إنماهداها إليه لتنجو بذلك من هذا الازدراء الذي يبدد مزاياها العلمية والفكرية والاجتماعية في ضرام النظرات الغريزية المتجهة إليها من الرجال، ومن ثم لتمارس مع الرجل شركة حقيقية في إقامة مجتمع حضاري سليم.. فإذا وجدت المرأة مع الرجل في لقاء آخر ليمارس كل منهما حقه في المتعة، تحت مظلة تعاقد شرعي مقدس على تبادل مقومات هذه السعادة،فإن دور الحجاب ينطوي عندئذ، ويدعوها الشارع عندئذ إلى أنتبرز من مظاهر أنوثتها، كل ما يكون عوناً على تحقيق مزيد من السعادة في حياتها. ثالثاً- رئاسة الدولة:ما ينبغي أن ننسى أننا نتكلم عن حقوق المرأة، ومدى اهتمام الشريعة الإسلامية بها، في مجتمع مصطبغ بأحكام الشريعة الإسلامية، إن رئاسة الدولة في هذا المجتمع وظيفة دينية وقيادة إرشادية قبل أن تكون مهمة سياسية اجتماعية، ومن المعلوم أن ظروف المرأة تعوقها عن النهوض بكثيرمن جوانب هذه الوظيفة في شطرها الديني والإرشادي، ولا داعي إلى ذكرالتفاصيل.على أننا لابدأن نتوجه إلى تاريخ المجتمعات الإنسانية منذ فجره الذي دونته الأقلام.. فنسأل لماذا لانجد بين الآلاف الذي نُصِّبوا من الرجال ملوكاً ورؤساء على شعوبهم، أكثرمن عدد أصابع اليدين أو نحو ذلك من النساء؟ ولماذا لم تنصَّب، بل لم ترشح،إلى اليوم امرأة واحدة، لسّدة الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، التي يعدّها كثير من المغفلين مظهراً لقمة الحضارة الإنسانية ورعاية حقوقالإنسان؟إن الجواب الذي سيأتينا، ضمن حدود المنطق، على هذا السؤال، هو الجواب الثاني (بعد الجواب الأول) الذي نتوجه به إلى منتقدي شريعة الله عز وجل.ولأختم حديثي بالبيان الرباني الجامع لأشتات كل ماقد ذكرت، القائل: {فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاأُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 3/195]. --------- مختار من محاضرة للشيخ محمد سعيد البوطي حفظه الله
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة وســـــــــام* ; 12-11-2009 الساعة 05:13 AM. سبب آخر: ترك مسافة بين حروف الآية الكريمة |
#2
|
||||
|
||||
![]() السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مقال مهم جزاكِ الله خيراً أختى الكريمة
__________________
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() . اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |