كلمة التوحيد و توحيد الكلمة

[نسيم الحياة]

كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة

ما أعظم تلك الكلمة التي ينطقها المسلم آناء الليل والنهار .. وما أروع حروفها ومعانيها وتناسقها ..
إنها كلمة التوحيد
(( لا إله إلا الله ))
التي رفع الله بها أمتنا
وأعلى قدرنا وشأننا .. وأصبحنا بظلها في أمن الدنيا وأمان الآخرة
إنها لكلمة مشرّفة هذه التي نتشرف نحن جميعا بالانتماء إلى جذوتها
والتحصن في الأمة التي ترفعها راية فوق العباد والبلاد
ذل بها أعداؤنا .. وخاب بقوتها مبغضنا ..
سادت بها أمتنا .. وعلت بيقينها هاماتنا ..
جعلها الله شجرة باسقة تفيء ظلالها على قائلها .. ويحلو طعمها في فم وقلب ذاكرها ..
عليها مدار الإيمان
وبها نلج الجنان
وبركنها نلوذ من النيران
كلمة لولاها لربما كنا الآن نسجد لحجر أو شجر أو بشر
تأمل فيها .. وقف عند سوحها .. لترى عظيم نفعها .. ووارف ظلها .. وكثرة ثمرها
نحن الآن في غربة .. فالاسلام اليوم محارب من كل جهة وصوب
والشاب المسلم الملتزم والفتاة المسلمة الملتزمة أصبحوا
في مرمى الهدف كما يقال، لا يفتأ الأعداء عن حربهم الشعواء ضدهم
ولا يفتر الكيد الذي يغلي في صدورهم نحوهم

يقف شباب الإسلام وقلوبهم وأفواههم تلظ بهذه الكلمة
ليجمعوا شتاتهم ويلتفوا حول كلمة التوحيد التي تُوحِّد كلمتهم وتجعلهم في صف واحد بوجوه أعدائهم
لا يتوانون في الدفاع عنها عقيدة وسلوكاً ومنهجاً
هكذا نفهم حقيقة الانتماء إلى هذه الكلمة

ولا بد أن أذكر الفرق بين من ينتمي إلى هذه الكلمة وبين من ينتسب إليها .. فالفرق كبير بين الانتماء والانتساب ..
فالمنتسب لهذه الكلمة: من يقولها بلسانه فقط، كي يحفظ حياته، أو يحقق له مكسباً ومغنما دنيوياً ليس إلا
أما قلبه وعمله وسعيه فهو في منأى عن ذلك ..
أما المنتمي لهذه الكلمة .. فهو الذي يتحقق بهذه الكلمة قلباً وقالباً .. تحلية وتخلية
أي يتحلى بها بجميع الفضائل
ويتخلى ويرتفع ويسمو بها عن كل الرذائل
فهي كلمة تحقق معاني الوحدة في حياة المسلم مع إخوته المسلمين من حيث العيش المشترك ومن حيث الهدف المشترك في إعلاء هذه الكلمة مهما كلفنا الثمن

أرأيتم كم هي عظيمة هذه الكلمة ؟
إن صدقنا في صدرها .. صدقتنا في عجزها
إن صدقنا بقول: لا إله إلا الله
منحنا الله بها وحدة لا تتشتت
وشوكة لا تنكسر
وعزة لا ذل بعدها ..
اللهم اجعلنا من أهل لا إله إلا الله
من العاملين بها
ومن المنتمين لها
ومن الشهداء في سبيلها