الحث على الكسب الحلال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 304 - عددالزوار : 5613 )           »          الوصف بالجاهلية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          التقوى زاد المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أصحاب الأخدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          من مغذيات الإيمان التعرف على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          إذا أحببت الله.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          أمنية الصحابة (رضي الله عنهم)... رفقة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) في الجنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الزينة في الصلاة أدب مع الله وهيبة في الوقوف بين يديه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سورة المائدة (2) العقود والمواثيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          من آفات اللسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 354 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-11-2019, 04:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,100
الدولة : Egypt
افتراضي الحث على الكسب الحلال

الحث على الكسب الحلال (1)




الشيخ الدكتور عبدالمجيد بن عبدالعزيز الدهيشي





الحمد لله الذي حرم علينا الخبائث، وأحل لنا الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه وأمرنا بالأكل من الطيبات وعمل الصالحات؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [البقرة: 172].

أحمده - سبحانه - على ما أكرمنا به من الطيبات من الرزق، وأشكره بأن جعلنا من أتبع سيد الخلق، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الملك والعبادة، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله المصطفى للرسالة والسيادة، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومَن تبِعهم على الهدى في أعماله واعتقاده.

أما بعدُ:
فيا عباد الله، أُوصيكم وإياي بتقوى الله تعالى وامتثال أوامره، ولا تأكلوا ولا تشربوا ولا تلبسوا إلا من حلال، واعلموا أن المحافظة على المطاعم والمشارب لئلا تكون من الحرام سبب لقبول الأعمال، وعدم التورع عن المشتبه من المكاسب وعدم المبالاة به سبب لمنع قبول الدعاء ومحبط للأعمال، أمركم الله تعالى أيها المؤمنون بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ﴾ [المؤمنون: 51]، قال سعد بن أبي وقاص لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة قال له الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما يتقبل الله منه عملًا أربعين يومًا وأيما عبد نبت لحمه من السحت والربا فالنار أولى به)[1]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك)[2]. والحرام ما نهى الله عنه في كتابه، أو حرمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فالله تعالى نهى المؤمنين أن يأكلوا أموال بعضهم بالباطل قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 29] قال ابن كثير - رحمه الله - عند تفسير هذه الآية: ينهى تبارك وتعالى المؤمنين من أن يأكلوا أموال بعضهم بعضًا بالباطل أي بأنواع المكاسب التي هي غير شرعية كأنواع الربا والقمار، وما جرى مجرى ذلك من سائر صنوف الحيل وإن ظهرت في قالب الحكم الشرعي مما يعلم الله أن متعاطيها إنما يريد الحيلة على الربا، ومما كان من أعمال الجاهلية وتؤكل به الأموال بالباطل القمار وهو كل لعب يؤخذ عليه مال أيًا كان نوعه أو اسمه وهو الميسر الذي حرمه الله وأمر المؤمنين باجتنابه فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91].

روى الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: الميسر هو القمار وكانوا يتسامرون في الجاهلية إلى مجيء الإسلام، فنهاهم الله عن هذه الأخلاق القبيحة، وقال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه: الشطرنج من الميسر[3]. وقال غيره كل شيء من القمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز والكعاب والبيض، وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إياكم وهاتان اللعبتان الموسومتان اللتان تزجران زجرًا فإنهما ميسر العجم)[4]. وروى أبو داود عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله)[5].

إن النصوص من الكتاب والسنة جاءت بالوعيد على شارب الخمر ومتعاطي الميسر وقد أجمع المفسرون على أن القمار من الميسر وأن كل لعب يؤخذ عليه مال فهو من الميسر، وقد ظهر في مجتمعنا ألعاب متعددة الأسماء قد يغتر بأسمائها من لا يعرف الميسر الذي أخبر الله سبحانه أنه رجس من عمل الشيطان، فما أخذ عليه رهان من الألعاب فهو من اليسر سواء سمي بالورقة أو الكعاب أو الجوز أو الجص أو غير ذلك فينبغي للمؤمن أن يكون يقظًا في أمر دينه ولا يخدعه عدوه الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء وليتق الله عند كل قول أو فعل ولا يفرط بنفسه ويعرضها لسخط الله وعذابه فإن الله قد كفل له رزقه فلا يطلبها إلا من طرق مشروعة، ولا يغتر بالآمال الكاذبة فينهمك في الأعمال المحظورة فإنه ما يدري متى يفاجئه الأجل وينقطع عن العمل.

عباد الله، أخبر - جل جلاله - أن في الخمر والميسر ست صفات، كل واحدة منها كافية للعاقل في الابتعاد عنهما، أخبر أنهما رجس، والرجس النجس، وأنهما من عمل الشيطان، وأنهما يورثان العداوة والبغضاء، ويصدُّان عن ذكر الله، وعن الصلاة، فشيء ينطوي على هذه الصفات كيف يرضى عبد لنفسه وهو يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله بتعاطي ما جمع هذه الصفات الذميمة؟!

جعلني الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ [النساء: 123].


[1] المعجم الأوسط ح (6463).

[2] رواه مسلم ح (1686).

[3] سنن أبي داود ح (4487).

[4] مسند الإمام أحمد ح (4042).

[5] سنن أبي داود ح 4938




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 73.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 71.96 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]