بزوغ الفجر والصبح في بيت النبي صلى الله عليه وسلم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 406 - عددالزوار : 7202 )           »          الفقه الميسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 4953 )           »          صفات اللباس المكروهة في الصلاة من (الشرط السابع من شروط الصلاة: ستر العورة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          رفق النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          معنى اسم النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم في اثنتين وثمانين لغة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          تخريج حديث: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 12 )           »          الحديث التاسع عشر: الترهيب من سؤال الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الحديث الثامن عشر: السماحة في البيع والشراء والقضاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3118 - عددالزوار : 478373 )           »          لطائف من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 388 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-12-2025, 05:32 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,264
الدولة : Egypt
افتراضي بزوغ الفجر والصبح في بيت النبي صلى الله عليه وسلم

بزوغ الفجر والصبح في بيت النبي صلى الله عليه وسلم

الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

الخطبة الأولى
الحمد لله ربِّ العالمين، الرحمنِ الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، لك نصلي ونَسجُد، وإليك نسعى ونَحفِد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك الجدَّ بالكفار مُلحِق، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه، ومَن اقتفى أثره واستنَّ بسنَّته إلى يوم الدين؛ أمَّا بعد:
فعباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمرَه ولا تعصوه، واعلموا أن توفيقكم وفلاحكم بتقوى ربكم جل وعلا، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

عباد الله، في مكة كانتْ ولادته، عاش فيها طفولته وشبابه، نُبِّئ وأُرسل فيها، ولأهلها ولسائر الثقلين بُعث، ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴾ [الشورى: 7]، لتنذر يوم الجمع لا ريب فيه، فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير.

دعا أهل مكة وما حولها، واستقبل الوفود القادمة للحج، فصدَّها الكفار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باتهامات مفتريات كاذبات، ثم ذهب إلى أهل الطائف، لعل الله يفتح لقلوبهم بابًا، فصدُّوه وردُّوه، ثم أُسري به وعرَج إلى السماء.

ضاقت عليه مكة بلده، فهاجر إلى المدينة، فناصَره الأنصار، وقبِلوا دعوته، وآوَوا المهاجرين بعد أن كانوا إخوة لهم، استبشرت المدينة النبوية بمقدمه، مدينة القلوب النظرة.

سكن بها قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل جسده، فهم أحبُّوه قبل الإسلام، ورضوا به بعده، ودافعوا عنه وذادُوا عن حياضه، ولك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نشأ فيها وترعرع، فالمكان في المدينة مكانة، دخلها صلى الله عليه وسلم فأضاء منها كل شيء، أحبَّ أهلها وأحبُّوه، وأحب مظاهر الطبيعة فيها: (أُحدٌ جبلٌ يُحبُّنا ونُحبُّه).

أزقَّة المدينة تَعرف خُطواته، هذا مسجده، وتلك حجراته، وأولاء أصحابه يحبُّهم ويحبُّونه.

فتعالَ أخي نقلِّب كتب السِّير؛ لنُبحر مع ساعات أيام حبيبنا صلى الله عليه وسلم، لتجد الحيوية متدفِّقة في سائر يومه في عفوية وبساطة، نابذًا التكلُّف ومظاهر الكبر الزائفة، متوازنًا في مناشط حياته، متكاملًا في استيفاء حاجاته وحقوقه، لا تَمر لحظة إلا وفيها لله قُربة.

أوليس ربُّنا عز وجل قد زكَّاه فقال: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163].

اليوم نتكلَّم عن بزوغ الفجر وشروق الشمس في حياة نبينا صلى الله عليه وسلم، لنعقد المقارنة بين حالنا وحاله؛ لأن الله جل وعلا أمرنا بالاقتداء به: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

يَصدَع نورُ الفجر ظلمةَ الليل، ويَشقُّ أذان بلال سكونَه، ما أجمل صوت الأذان في هَجعةِ الليل، فكأن الكون كله مكبِّر لله جل وعلا، فأذان الفجر مَهيب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائمًا بعد أن استراح البدن الشريف ساعةً بعد طول سبحٍ مِن قيام الليل، فإذا أذَّن بلال استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم، مستشعرًا فضل الله عليه ومنَّته بتجدُّد الأعمار، قائلًا: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور».

ثم يُجيب المؤذن قائلًا مثل ما يقول، إلا في الحيعلتين فإنه يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله».

ثم يدعو بما ورد، ثم ينهَض صلى الله عليه وسلم، فإن كان به حاجة إلى الغُسل اغتسل، وإن احتاج إلى الوضوء توضَّأ، وربما قام إلى الصلاة من غير وضوء، فيقال له، فيقول: «تَنام عيني ولا ينام قلبي»، ثم يُصلي ركعتي الفجر، ولم يكن صلى الله عليه وسلم في شيء من النوافل أسرع منهما، يُصليهما صلاة خفيفة حتى يقول القائل: هل قرأ فيها بأم الكتاب؟ لشِدَّة ما يُخفِّفها، وكان يقرأ فيهما: في الأولى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وفي الثانية: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، وأحيانًا يقرأ في الأولى: ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ ﴾ [البقرة: 136]، وفي الثانية: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا ﴾ [آل عمران: 64]، وكان صلى الله عليه وسلم يقول عنهما: «هما أحبُّ إليَّ من الدنيا وما فيها»، فإذا فرغ من صلاته، فإن كانت زوجته مستيقظة، حدَّثها يؤانسها، فما أعظمَ أثرَ هذه المؤانسة على قلب الزوجة! ثم يَضطجع على شِقِّه الأيمن حتى يَحين وقت إقامة الصلاة.

فإذا رأى بلال اجتماع الناس نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: «الصلاة يا رسول الله»، فيخرج صلى الله عليه وسلم، ويرفع طرفه إلى السماء، داعيًا بدعاء الخروج من المنزل: «بسم الله، توكَّلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أَضِل أو أُضَل، أو أَزِل أو أُزَل، أو أَجهل أو يُجهَل عليَّ»، فإذا دخل المسجد دعا بما ورد، فإذا رآه بلال أقام الصلاة، وإذا رآه الصحابة قاموا فعدَّلوا الصفوف، وربما خرج صلى الله عليه وسلم يقطر ماءً من أثر الغسل.

فإذا وقف في مُصلاه، تذكر مرةً أنه جنبٌ ولم يَغتسل، فأومأ إليهم، وقال: «مكانكم»، ثم رجع فاغتسَل، ثم خرَج ورأسه يقطر ماء، ثم يقول: «سَوُّوا صفوفكم وتراصُّوا، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة».

ثم يكبِّر ويَستفتح، ويَجهر بالقراءة، ويقرأ قراءة مفصلة مترسلة، يقطعها آيةً آية، يُطيل في الركعة الأولى، ويُقصِّر في الثانية، وربما قرأ الستين إلى المائة آية، وقرأ مرة بالواقعة، وأخرى بـ(المؤمنون).

وكانت السنة أن يقرأ في فجر الجمعة ﴿ الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [السجدة: 1، 2]، ﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ ﴾ [الإنسان: 1].

وربما قنت في الفجر في النوازل، فإذا أتم صلاته قرأ أذكارها، ثم يقرأ أوراد الصباح، ثم ينقلب إلى أصحابه، وتتقارب أطراف الصفوف، فيجتمع ضوءُ الصباح مع وضاءه وجه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد كان أبيض وضيئًا، كأن الشمسَ تجري في وجهه، وكان أحيانًا يبدأهم بموعظة، كما في موعظة العرباض بن سارية، ولم يكن يُكثر عليهم، بل يتخوَّلهم بها من غير إملال، وكان يتفقد أصحابه من مريضٍ يعود، ومن غائبٍ يسأل عنه، وفقد المرأة التي كانت تَقُمُّ المسجد، فلما أُخبِرَ بوفاتها ذهب إلى قبرها فصلى عليها، وكان صلى الله عليه وسلم يشغلُه ما يَشغلهم، ويَهتم لأمورهم، حتى رؤاهم، ثم ينقلب صلى الله عليه وسلم إلى أهله، وكان من هَدْيه الجلوس بعد الفجر إلى طلوع الشمس، ثم يطوف على نسائه، يُسلم عليهنَّ ويدعو لهنَّ، ولا يُطيل المكث، وأول ما يبدأ به السواك.

وكان إذا دخل سأل عن الطعام، فإن وجد أكل، وإن لم يجد قال: «إني صائم».

ثم يعود إلى المسجد، فيُصلي تحية المسجد، ثم يجلس مع أصحابه، فيُحدثهم بأفصح كلام، وكان يطرح الأسئلة التي تثير الهمم: «أتدرون من المفلس؟»، «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟»، وأحيانًا يفاجئهم بالسؤال: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟»، فيجيب أبو بكر رضي الله عنه، وكان يستغفر كثيرًا في مجلسه، ويُحنِّك الصبيان، ويدعو لهم، ويستقبل الوفود، وكان إذا قام قال: «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك»؛ (كفارة المجلس).

وإذا مشى كانت مشيته مشية قوة وعزمٍ، كأنه ينحدر من جبل، وكان يتواضع، وتسوقه الجارية لحاجتها، فيمشي معها، وكان يزور الأنصار، ويمسح على رؤوس صبيانهم، ومرَّ بشابٍّ يَسلخ شاة، فقال له: «تنحَّ حتى أُريك»، فأدخل يده بين الجلد واللحم حتى توارى إلى الإبط وقال: «هكذا يا غلام فاسلُخ».

وذاك الرجل الذي طبَخ بِرمته، فأكل صلى الله عليه وسلم منها وهو يسير حتى أحرَم بالصلاة.

هكذا كان صلى الله عليه وسلم يملأ الحياة أنسًا وبِشرًا، وتواضعًا وحُسنَ معاشرة، حتى ملك قلوب أصحابه، ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 159].

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله، الداعي إلى رضوانه؛ أما بعد:
فعباد الله، اتقوا الله، هكذا كان يعيش نبيكم صلى الله عليه وسلم صباحه، فمنها الواجب والفرض، ومنها المستحب، والمباح؛ فاقتفوا أثرَ نبيكم صلى الله عليه وسلم.

اللهم ارزُقنا الاقتداء به، وحبَّه، وحبَّ هدْيه، وأرِنا الحق حقًّا وارزُقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزُقنا اجتنابه.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأَذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصُر عبادك الموحِّدين.

اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاة أمورنا...

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات...

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا...

اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا...

اللهم اسقِنا الغيثَ ولا تَجعلنا من القانطين.

اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغثنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا، سحًّا غَدَقًا، مُجلِّلًا، نافعًا غير ضارٍّ، سُقيا رحمة، لا سقيا هدمٍ ولا بلاءٍ ولا غرقٍ.

اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ... إلى آخر الصلاة الإبراهيمية.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.97 كيلو بايت... تم توفير 1.63 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]