التخريب الوراثي وليس التغيير الوراثي هل هو علم أم لعب أم جهل؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 13 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 13 )           »          صور من تأذي النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 150 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 32 - عددالزوار : 2314 )           »          بدعة رد السنة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          خَواطر حَول أزمة الخُلق المسلم المعاصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 53 )           »          الأمير سيف الدين المشطوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          فصول من التآمر اليهودي على النصرانية والإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          من يحرم على النار، ومن يحرم على الجنة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الحق والقوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم اجعل كافة الأقسام مقروءة

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-04-2008, 07:57 AM
الصورة الرمزية هدايه
هدايه هدايه غير متصل
مشرفة ملتقى البرامج
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: لآ يوجد مكآن معين !! اليوم فوق الأرض وغداً تحتهآ..
الجنس :
المشاركات: 6,318
الدولة : Morocco
043 التخريب الوراثي وليس التغيير الوراثي هل هو علم أم لعب أم جهل؟

ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها

نعم إنه علم لأصحابه الذين يطبقونه بكل سهولة ويدرسونه ويبحثون فيه، لكنه لعب لأن الذين يبحثون فيه لا عقيدة ولا ضابط لهم، ولا مراقبة لهم، ولا رقابة عليهم. وهو جهل على الفئة الباقية لأنهم ينظرون من بعيد وينبهرون ويتطلعون ويتعقدون، وفي الأخير يقتنعون لأنهم جاهلون، وجل هؤلاء في البلدان العربية التي تعطي كل ذي حق أكثر من حقه، إلا البحث العلمي فهو الضائع. ويبقى في الأخير ليس هناك تقدم بدون البحث العلمي المنبثق من واقع هذه الدول، وليس البحث العلمي المستورد، أو بالأفكار المستوردة أو بالنظرة المستوردة، أو بالخبرة المستوردة. ولنتذكر المثل العربي الحكيم: ماحك جلدك مثل ظفرك.

لم ينشأ علم الوراتة إلى حديثا، ذلك أن في أوائل القرن العشرين اكتشف ماندل انتقال الصفات الوراثية الظاهرة عند النبات، ولاحظ أن الصفات الوراثية تتبع قانونا إحصائيا دقيقا. وتمكن بواسطة تتبع الصفات الظاهرة عند البسلة، حيث زرع نوع متجعد الحبوب وأصفر، بجانب نوع أملس الحبوب وأخضر. وعند جمع الغلة لاحظ ماندل أن من بين الحبوب نوع يختلف عن النوعين السابقين، وهو ظهور حبات متجعدة خضراء من بين الحبوب.

وعلى أساس عد الحبات من كل نوع، وإعادة التجربة، وضع ماندل أول قانون في علم الوراثة، وأصبح يحمل إسمه "قانون ماندل" في علم وراثة النبات، وعقبه مورغان بأبحاثه حول ذبابة الخل أو ذبابة الفواكه، (Drosphile) ليتحكم في الصفات الوراثية، وترابطها وتعقديها وظهورها في السلالات المتتالية. وتمكن مورغان من تتبع الصفات من سلالة لأخرى، ليرى الصفات الظاهرة والجنس، فرأى أن هناك صفات تنتقل من الذكر إلى الأنثى، وصفات تنتقل من الأنثى إلى الذكور عند الأبناء.

ومع اكتشاف الحمض النووي سنة 1956 بانجلترا، زادت حدة علم الوراثة وزاد الاهتمام، بل ظهرت علوم عديدة منها علم الأحياء الجزيئي، والهندسة الوراثية، وعلم الأحياء الدقيقة وما إلى ذلك، وتفرعت الأبحاث حتى أصبح هذا العلم يشمل ميادين عديدة.

علم الهندسة الجينية Genetic Engineering

تشمل الهندسة الجينية علم الوراثة وأسس البايلوجيا الجزيئية(Molecular Biology )، ويستهدف هذا المجال مصدر المعلومات الوراثية. ويشمل علم الهندسة الجينية كل التقنيات المستعملة فيتغيير الصفات الوراثية كالمعالجة الجينيةgene manipulationوالتنسيل الجينيGene cloning والتحوير الوراثيGene modification وكذلك تقنية الحمض النووي المؤشبRecombinant DNA technology، وتصب كل هذه المصطلحات الشائعة حاليا فيما يدعى الآن بعلم الهندسة الجينية genetic engineering والذي يستهدف المجالات التطبيقية التالية:
- تحديد وظيفة الجين (المورثة) وتركيبه
- إنتاج المركبات لأهداف علاجية بالطرق الحيوية
- تطبيق الهندسة الجينية على النبات والحيوان والجراثم (Transgenic plants, animals and microorganisms)

وتقود الدعامة الرئيسية للمعالجة الجينية بخطواتها الأربعة (توليد قطع من الحمض النووي، ربط هذه القطع بالبنيات الناقلة (فيروسات أو بلاسميدات)، ثم إدخالها في الخلايا المراد تطويرها، وأخيرا اختيار التتبعات المرغوبة وعزل التتابع المفرد من جزيئات الحمض النووي DNA لغرض التنسيل الجيني.

يمثل الجين في علم الأحياء الجزيئي، الوحدة الأساسية للمعلومات الوراثية، أو بتعبير آخر يستخدم مصطلح الجين للتعبير عن المعلومات الوراثية المنسوخة إلى جزء مفرد السلسلة من الحمض النووي (mRNA) حيث يترجم إلى بروتين محدد. وتعتمد العمليات الحيوية بشكل أساسي على معرفة الشفرة الوراثية genetical code، وما هي السلاسل المرموزة في مصدر المعلومات الوراثية أو ما يدعى بالقوالب templets.

وتختلف هذه العمليات في الكائنات الحية باختلاف طبيعة الذخيرة الوراثية، بحيث توجد الجينات في الخلايا المنعدمة النوىProkaryotesبشكل يختلف عما هو عليه الحال في الخلايا المتاكملة النوى Eukaryotes من حيث موقعها وتعبيرها عن وظائفها الحيوية المتباينة، ويعتقد حاليا أن أنظمة الأوبروناتOperons (وحدة الفعل المشترك) هي الأنظمة الشائعة في الخلايا المنعدمة النوى الممثلة في البكتريا. بالإضافة إلى ذلك فإن تركيب الجين وإظهار وظيفته في الخلايا المتاكملة النوى أكثر تعقيدا، ويتجلى ذلك في كون هذه الجينات محتوية على قطع إضافية في الحمض النووي لا يظهر ترميزها في الحمض النووي المرسال، والتي تعرف عادة بالانترونات Introns مدمجة مع تتبعات الترميز Coding sequences والتي تدعى بالاكسونات Exons.

ولوجود الأنترونات أهمية قصوى في كيفية إظهار تعبير المعلومات الوراثية عند الخلايا المتاكملة النوى، وطريقة إزالة هذه الانترونات، قبل البدء في عملية الترجمة ليكون الناتج النهائيmRNAتام الوظيفة وجاهز للتصدير إلى السايتوبلازم. ويعد جين البيطاغلوبلين (B globuline) عند الثدييات، والحمض النووي المرسال المعالج، أمثلة جيدة لتوضيح تركيب الجين ووظيفته عند متكاملات النوى. تتضمن عملية الاستنساخ Transcription عدة مراحل أساسية هي:

- ارتباط انزيم RNA polymerase مع الحمض النووي (DNA)
- بدء التسلسل واستطالته
- تحرير الرنا (RNA)

تحتاج الترجمة إلى جزيءmRNAمجهز بجزيئات الرنا الناقل tRNA وكذلك الرايبوسوماتRibosomes ، والتي تعتبر المواقع التي تتمثل فيها البروتينات بالإضافة إلى الأنزيمات المختلفة.

يتطلب العمل مع الأحماض النووية إلى معالجة وتقدير وتحليل جزيئاتها، ويتطلب فهم الطرق الروتينية والتعامل مع الأحماض النووية، فهم طرق عزلها من مصادرها المختلفة (فيروسات - بكتريا - نبات - حيوان) ويجب أن تكون هذه الطرق المستخدمة دقيقة قدر الإمكان، وعادة ما كون الطرق الأنزيمية هي المفضلة، ليتسنى الحفاظ على تركيب جزيئات هذه الأحماض النووية، وبالتالي الحفاظ على وظائفها الحيوية.

يحتاج مهندس الجينات التمكن من قطع الحامض النووي DNA من مصادر مختلفة وربطه، وكذلك قدرته على نقل الحامض عبر الخطوات العلمية المختلفة، بالإضافة إلى نسخ جزيئات الـ DNA المؤشبة وتعريفها. إن الوسائل اللازمةلتنفيذ هذه المعالجات هي الأنزيمات والتي تدعى بأنزيمات القطع (التحديد) Restriction enzymes والتي يمكن عزلها وتنقيتها من الكائنات الحية على نطاق واسع.

وتعد أنزيمات القطع (التي تقطع الـ DNA في مواقع محددة) من أهم المجموعات الأنزيمية لمعالجة الـ DNA. وتوجد هذه الأنزيمات في خلايا الجراثم (البكتريا)، إذ تعمل كجزء من آلية تدعى بنظام القطع والتحوير Restriction- modification، إذ يميئ في هذه الآلية أي جزء خارجي من الدنا قد يظهر في الخلية. ولغرض منع الأنزيمات من العمل على DNA الخلوي (الضيف) فإن أنزيمات التحوير تغير من طبيعة الدنا الضيف بإضافة مجموعة مثيلات لقواعد نايتروجينية خاصة لتتابع محدد حيث تمنع أنزيمات القطع من قص أو قطع الـ DNA.

يعتبر أنزيم ربط الحمض النووي والمسمى ب DNA-ligase من الأنزيمات المهمة التي تستخدم بشكل واسع في الهندسة الوراثية، لربط السلاسل المنتجة، والتي تعطي للمهندس الوراثي الحرية في بناء هذه الجزيئات المؤشبة. إن هذه التقنيات المستخدمة ما هي إلا تقنيات أنابيب اختبار وبدون الحاجة إلى النظام الحي.

تكمن أهداف الهندسة الوراثية في حقيقيات النوى المتكاملة (الراقية) في مجالين:
- إدخال الحمض النووي المؤشب إلى خلايا النبات والحيوان ضمن مزرعة نسيجية لدراسة أسس التعبير الجيني كمادة للبحث أو لإنتاج البروتينات المفيدة.
- إدخال بنية وراثية لكائن حي لتنمية كائنات حية متطورة عبر الجينات transgenic والتي تحمل فيها جميع خلاياها التحوير الوراثي. وللغرض الأخير مشاكل تقنية مثل صعوبة الإدخال المبكر للحمض النووي المؤشب ضمن تطور الناقل، ويمكن إدخال النواقل المستخدمة لخلايا النبات والحيوان مباشرة بواسطة التقنيات الجديدة أو باستخدام آلية حيوية حينما تكون النواقل على شكل فيروسات أو عوامل إصابة أخرى كالبكتيريا مثلAgrobacteria. تكمن فعالية إيصال الحمض النووي إلى الخلايا المستهدفة في كونها عامل حاسم لتحديد أي نجاح لأي تجربة تنسيل وبشكل خاص عندما يكون هناك عدد كبير من الكائنات الحية المعاد الضم فيها.

1- مصطلحات جديدة في ميدان التغذية
- البايوتيكنولوجيا

هو لفظ عام للتعريف بالتقنيات التي تطبق وتلازم الأجسام الحية، من جراثيم ومتعضيات، وحشرات، ونبات، وحيوانات، وما إلى ذلك من الأحياء، لإنتاج مواد غذائية، أو مواد كيماوية ذات أهمية طبية أو فلاحية. ويدخل في هذا التعريف، الأجسام الحية المغيرة أو المحورة وراثيا، من حيوانات ونباتات وجراثيم على حد سواء. والبايوتكنولوجيا مصطلح يهم الصناعة والإنتاج وتطبيق الأساليب، أكثر ما يهم المادة نفسها، ولذلك أصبح هذا المصطلح واسع النطاق، من حيث يهم كل استعمال أو إنتاج تدخل فيه الأحياء أو الأنزيمات من المصدر الإحيائي. وقد اعتقد بعض الناس أن هذا المصطلح يخص علم الأحياء الجزيئي Molecular biology .

- البياستي (BST)
أو هرمون النمو، ويعتبر هذا الهرمون أول منتوج بطريقة الهندسة الوراثية، والذي اعترفت به الولايات المتحدة، واستخدم في إنتاج الحليب عند البقر. بيد أن هدا الهرمون لا يسوق حاليا في أوروبا.

- البي تي (BT)
إشارة مختزلة تحمل الحروف الأولى لجرثوم (Bacillus turingiensis) وتتكون الباءات من أبواغ جرثومة قاتلة للحشرات، تستعمل لمقاومة الحشرات المضرة للنبات.

- الجيناتGenes
وهي جزء يمثل صفة وراثية عند الكائنات الحية، وقد تكون هذه الصفة وظيفة، كتمثيل بعض الجزيئات الكيماوية. وهذا الجزء هو الذي ينقل عبر الهندسة الجينية، لتغيير أو تكسيب أي صفة وراثية عند الكائن الحي نباتا أو حيوانا أو جرثوما. والجينات هي الوحدات الوراثية إذ لا يمكن نقل أقل من مورثة لأن كل مورثة تقابلها صفة وراثية.

الهندسة الجينية، ولو أن التعريف يصعب شيئا ما، لتشعب الاختصاصات والميادين، فيمكن حصر التعريف في مبدأ هذا العلم، وهو إدخال صفة وراثية ما، ثابتة أو متنقلة، إلى كائن حي. وقد نعرفها بإعادة تركيب الحامض الحياتي أو النووي، بأخذ جزء من حامض نووي لكائن حي ما، وإضافتها للحامض النووي عند كائن آخر، لإكسابه صفة وراثية جديدة أو خاصية جديدة. والأحياء المغيرة وراثيا هي التي طرأ على تركيب خلقها تغيير، عبر إدخال صفات وراثية جديدة. وما يعبر عنه بالأحياء العبر جينية، هي الأحياء التي طرأ على تركيب صفاتها الوراثية، تغيير اصطناعي أو مفتعل، فتكون البنية الأصلية للتركيب الوراثي، أو النوع الأصلي تغير تلقائيا. وقد تكون العودة إلى النوع الأصلي مستحيلة، نظرا لما يقع في التركيب الجزيئي للحامض النووي، الذي كلما كان كبيرا ليشكل صبغية عند الكائنات الكبيرة، كلما ازدادت عملية تغيير النوع تعقيدا.

الكائنات المغيرة وراثيا GMO Genetically modified organisms وهو كل كائن حي من نبات أو حيوان أو جرثوم، وقعت في حامضه النووي تدخلات وعمليات، قصد إكسابه خاصية أو خاصيات زائدة. وتقع هذه التدخلات بواسطة التقنيات المختلفة، التي تعتمد على خصائص الأنزيمات المختزلة للأحماض النووية، والتي تتنوع بتنوع الأجزاء والجهات التي يراد تقطيع الحامض منها. ومن هنا يظهر أن التدخل في الأصل الوراثي للكائنات الحية، يقضي بشكل جدري ونهائي على الكائنات الحية الأصلية أو الأم التي تم تغييرها بالتقنيات الجينية.

التنقيل الجيني
أخذت ظاهرة التنقيل الجيني أو ما يسمى ب Transgeny حيزا نافذا في الميدان العلمي في أواخر القرن الذي ودعناه. وقد سلبت عقول الباحثين واسترعت انتباههم، من حيث أن الأبحاث العلمية تناولت هذا الموضوع إلى درجة لم يعد الباحثون يهتمون إلا بالمورثات. والتنقيل الجيني تتداوله المقالات العربية بمصطلح العبرجيني، ففي ذلك مغالطة لأن الذي استعمل الترجمة المحضة، لم يفكر في إيصال الخبر إلى القارئ العربي بطريقة تتلائم مع الأصل في الأشياء، وإنما جاء ذلك عفويا للخروج بنص عربي دون أن نقحم الحقيقة العلمية في النص. ومصطلح "تنقيل جيني" هو المصطلح الصحيح الذي يعكس الحقيقة العلمية من حيث المبدأ، لأن هذه المخلوقات من نبات أو حيوان أو جراثيم، تنقل إليها صفات وراثية خارجية أو أجنبية عنها. أما مصطلح "عبر جينية" فيعني تهجير صفة أو صفات من جانب لآخر ولا يتناسب مع الحقيقة العلمية.

تكنولوجيا التيرمينتور Terminator وهي التجارب التي تجرى على النباتات، لتصبح الحبوب عقيمة فلا تنبث إذا زرعت مرة ثانية. وهذا هو الخراب بنفسه، خصوصا إذا كان من لدن الأقوياء في الميدان الإنتاجي. فهذه التقنيات تعطي التفوق للبلدان المتقدمة علميا، والتي تمسك بزمام الأمور إلى درجة أنها أصبحت توجه الإنتاج وتفرض خطتها في التنمية، وهي الآن تقول بشتى الوسائل لتنهج طريقة القوة مثلما ما فعل المفسدون من قبل ونجد قوا الباري في هذا الشأن .. لا أريم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، وكل ما يؤسف له أن هدا التخريب، يمر عبر البحث العلمي، وبإقناع الباحثين في الدول التي لا حول لها ولا قوة .

2 - أخطار التغيير الوراثي للمخلوقات
لا شك أن الصناعات الأحيائية (Biotechnology) وصلت إلى تخمة علمية هائلة، وقد صاحب هذه التخمة تزكية الطب لكل المواد الاستهلاكية، وهي تبريرات خاطئة ولا يعرف مآلها إلى حد الآن، واستعمال التغيير الوراثي في ميدان الإنتاج، لن يكون إلا سيف قهر جديد على رقاب دول العالم الثالث، وهذا الخطر من المستوى العالي ليس في صالح البشرية.

ونظرا لوجود عاملين أساسيين:
-العامل الأول: السرية واستبداد الغرب بهذه التقنيات جعل الأمور تتعقد، لأن البحث أصبح استراتيجية. وهذا ما يجعل النتائج تستعمل لأغراض مادية وسياسية صرفة، وليست إنسانية رغم أكذوبة تكثير وتحسين الإنتاج، التي تستعمل في الخطابات الرسمية، ونحن نقول تخريب الإنتاج وليس تحسين الإنتاج.
-العامل الثاني: التسابق نحو البراءات المسجلة، تماما كما يقع بالنسبة لصناعة الأسلحة، مما أعطى التفوق للدول الغنية، وزاد من حدة الأزمة في البلدان النامية وبلدان العالم الثالث على الخصوص.

وتكمن أهداف التغييرالوراثي في حقيقيات النوى المتكاملة (Eucaryots) في مجالين:

1. إدخال الحمض النووي المؤشب، إلى خلايا النبات والحيوان، ضمن مزرعة نسيجية لدراسة أسس التعبير الجيني، لإنتاج مواد مفيدة كالبروتينات لمقاومة مرض ما، أو للنمو السريع، أو للتكيف مع الظروف البيئية الصحية، وما إلى دلك من الخصائص للزيادة في المردودية.

2. إدخال بنية وراثية لكائن حي، لتنمية كائنات حية متطورة عن طريق التنقيل الجيني transgenic ولهذا الغرض الأخير مشاكل تقنية، مثل صعوبة الإدخال المبكر للحمض النووي المؤشب، ضمن تطور الناقل، ويمكن إدخال النواقل المستخدمة لخلايا النبات والحيوان مباشرة بواسطة التقنيات الجديدة، أو باستخدام آلية حيوية، حينما تكون النواقل على شكل فايروسات، أو عوامل إصابة أخرى كالبكتيريا مثل Agrobacteria. تكمن فعالية إيصال الحمض النووي إلى الخلايا المستهدفة، في كونها عامل حاسم لتحديد أي نجاح لأية تجربة تنسيل، وبشكل خاص عندما يكون هناك عدد كبير من الكائنات الحية المراد الضم فيها.

وقد تم تحوير عدة نباتات، بدعوى تحسين المردودية، ومقاومة الأمراض، والفساد الذي قد يتعرض له المنتوج أثناء الخزن. لكن الأمر يختلف في حقيقته، لأن الشركات التي تعمل على هذه التقنيات تستبد تمام الاستبداد بكل قرار، وترفض وضع بيانات على المنتوجات المنحدرة من النباتات المغيرة. ولا يهمها في الوقت الحالي الأضرار التي قد تنتج عن هذه النباتات أكثر ما يهمها المدخول والأموال، التي ستكسبها في الأسواق العالمية. ولا نظن أن العلماء الذين عملوا في ميدان الهندسة الجينية أو البايوتيكنولوجية، يتفقون مع الشركات التي تستغل هذه العلوم لهدف مادي محض. ومن جملة الأهوال التي قد تتسبب فيها الهندسة الجينية:

ـ القضاء على النباتات الأصلية أو الطبيعية، مع عدم التمكن من الرجوع إلى السلالات الطبيعية.
ـ انخفاض الجودة الغذائية للمخلوقات الجديدة، ولو يزعم أصحابها أنها بجودة أحسن.
ـ عدم التأكد من حمل جينات خطيرة من لدن النباتات المغيرة ومرورها أو تمريرها إلى الإنسان.
ـ عدم التحكم في هذه النباتات وما قد تحدته بالبيئة، وعدم الرجوع إلى الوراء في حالة ظهور كارثة طبيعية من جراء هذه المخلوقات الجديدة.
ـ تعميم تقنيات التغيير الوراثي، والعبث بالأنواع والسلالات النباتية.
ـ احتمال فقدان السيطرة على النباتات العبر جينية، وخطر التناسل مع النباتات العادية. ولا نعلم ما قد يحدث، أو يمكن أن يطرأ على العالم الحي بأكمله، من جراء الجينات أو المورثات المنقولة إلى الكائنات المغيرة.

إن إنتاج الزراعات المغيرة وراثيا على مستوى شاسع، يمكن أن يكون له انعكاسات على المحيط البيئي المتنوع، وعلى توازن الطبيعة، وعلى الحيوان والبيئة. ولا نعلم إلى حد الآن كيف ستتعامل الحشرات والحيوانات الصغيرة والزواحف، والجراثيم وما إلى ذلك، مع هذه النباتات، إذا علمنا أن الجردان مثلا، لا تقرب النباتات المغيرة جينيا، ومعلوم أن الجردان تقدم بشراسة على النباتات الطبيعية. فهذا يعني أن النباتات الجديدة بها خطر، وهو أمر منطقي لأن هذه النباتات بمجرد تغيير التركيب الوراثي لم تعد طبيعية.

إن الجينات الناجمة عن الزراعات المغيرة وراثيا، يمكن أن تنتقل إلى الزراعات التقليدية وإلى كل النباتات المحيطة بها، لتنتقل بعدها إلى كل أنحاء المعمور. وبالنسبة للجراثيم المغيرة وراثيا، يمكن أن يقع اضطراب بالنسبة للمضادات الحيوية، كما يمكن أن تظهر أنواع خطيرة، أو أن تكتسب بعض الأنواع قوة مرضية فوق العادة.

إن استعمال الهندسة الجينية أصبح علما قائما بذاته، ولديه كما لجميع العلوم إيجابيات وسلبيات. ولا يمكن أن نتجاهل الدور الذي قد تلعبه هذه العلوم في الميدان الفلاحي والبيطري والصحي والغذائي والصيدلي ومجالالبيئة وما إلى ذلك. وتتجه كل الأعمال والأبحاث والمضاربات إلي هذه الميادين وإلى الإنتاج وتحسين المردودية، والتحكم ظاهرا في بعض الأساليب المغرية والتي تحتل موضعا حساسا، لا يقبل النقاش كإنتاج المضادات الحيوية والهرمونات كالأنسولين .

أ- النباتات المغيرة جينيا
يتضمن إنتاج الكائن الحي المغير بالتنقيل الجيني transgenic organisms أو تبديل بنيته الوراثية، وعلى هذا الأساس، أصبح هذا المجال سببا للقلقفي استخدامات الهندسة الوراثية. وبالرغم من ذلك، فقد وضعت بعض الأهداف لتحسين المحاصيل الزراعية، وقد تم التوصل إلى نجاحات مؤكدة، وتحتاج المعالجة الجينية في النباتات إلى طرق جيدة، لإدخال الجينات المرغوبة والفهم الجيد للوراثة الجزيئية للكائن الحي المراد معالجته. إنالأهداف المطروحة لتحسين المحاصيل الزراعية عبر الهندسة الوراثية، تتضمن مقاومة الأمراض، والقدرة على تحمل الظروف البيئية، وزيادة فعالية تحويل الطاقة، والقيمة الغذائية، وتثبيت النايتروجين وغيرها. وقد نعمل على تحسين هذه الأشياء، بدون اللجوء إلى التنقيل الوراثي (Transgeny)كما كان سائدا في كل العصور، و نعلم أن التنقيح الطبيعي ربما يلعب دورا أضمن وأصح من التنقيل الجيني.

ويعد إدخال الحمض النووي المنسل للخلايا النباتية، تطبيقا روتينيا في العديد من المختبرات المنتشرة في العالم. ويمكن استخدام عدة طرق مثل الحقن الدقيق، أو قاذفة إطلاق الحمض النووي، أو الطريقة الحيوية، والتي يتم فيها دمج هذا الحمض مع الخلايا البنات من خلال الناقل، وتعد بلازميدات Ti من أهم النواقل الشائعة، لاحتوائها على جينات مسؤولة عن وظائف محددة، ولإمكانيتها التكامل مع الذخيرة الوراثية النباتية. وقد حددت الخريطة الجينية لهذه البلازميدات بشكل دقيق ومفصل.

وهناك عدة تطبيقات في شتى الميادين، ومن بينها الميدان الفلاحي والبيطري على الخصوص،إذ أصبحت المزروعات المنقلة جينيا (transgenic cultures) سائدة في أمريكا وأوروبا ونظرا لمردوديتها المرتفعة. وأصبحت هذه المنتوجات تغزو الأسواق الأوروبية، بل أصبح القرار السياسي بأيدي المنتجين، وليس بأيدي الباحثين. وهذا ما يبين خطر الفلسفة العلمية، والغاية من البحث العلمي بشكل عام. فلربما كان البحث بدأ بتجارب على الفئران للمعرفة العلمية المحضة، ثم تعممت النتائج على مخلوقات أخرى من بينها النبات، وآل المآل إلى استعمال تقنيات الهندسة الجينية لغرض الإنتاج، وهو ما تصبو إليه العلوم. لكن هذه العلوم تتحول كسابقاتها إلى الاحتكار والكسب، ثم التفوق وتنتقل تلقائيا إلى غاية مادية محضة، لتصبح أخيرا سلاحا استراتيجيا في أيدي الدول القوية .

ب- الحيوانات المغيرة جينيا
تعد تنمية الحيوانات المتطورة عبر الجينات، من أحد المجالات الأكثر تعقيدا في الهندسة الوراثية، ويكمن ذلك في المصاعب التقنية، بالإضافة للقضايا الأخلاقية، وبالرغم من ذلك تمتلك الهندسة الوراثية حاليا تأثيرا هائلا في دراسة تركيب الجين، وإظهار تعبيره في الخلايا الحيوانية. إن أفضل الأمثلة لذلك هو البحث المتواصل حول مرض السرطان، والأمراض الوراثية الأخرى، ويحتاج البحث في الوراثة الجزيئية للأمراض، إلى استخدام واسع لتقنية المعالجة الجينية. وفي مجال الإنتاج البروتيني، فإنه من الأفضل، أن يتم بناء البروتينات المركبة والمشتقة باستخدام الخلايا المزروعة في الثدييات، وقد توسعت دراسة تطور الجنين، من خلال إمكانية إدخال الجينات إلى البويضات، أو الأجنة المبكرة التطور، وهناك مجال آخر للمعالجة الجينية للحيوانات الحقلية، وذلك عن طريق دمج الصفات المرغوبة.

يتبع
__________________
اضغط على هذه الورده


" دخول أشبه بـ [ غياب ] "
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 169.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 167.71 كيلو بايت... تم توفير 1.68 كيلو بايت...بمعدل (0.99%)]