هـــبـــة مــــن الــــلــــه ......

[مـلـ الأحزان ـكـة]

هـــــــــــــــبــــــــــــــة مــــــــن الــــــــــــلـــــــــــــه

هذه نبض مشاعر خرجت من القلب وتصل إلى شغاف كل ابنة متخرجة .
كانت أسعد لحظة في حياتي ، يوم أطللت بوجهك الجميل علي الدنيا ، وكانني ملكت العالم ، فلقد منحتني أعظم لقب في هذه الحياة ، وأصبح الحلم حقيقة ، لقد أصبحت أما ، وما زلت أذكر خطواتك الأولى ، وكل مغامراتك الصغيرة وكانك كنز لا يفنى كل يوم أكتشف جواهر جديدة .
حتى كبرت ، فأصبحت لي صديقة في زمن قل فيه الصديق ، وحتى لو توفر هذا الصديق ، صعب الوصول إليه ، بل أنت أعظم من صديقة .
فأنت كما نقول ( تعرفين البير وغطاه ) ،
أنت شريكة حياتي حقيقة ، وشقيقة الروح . .
أنت تعرفين كل أسراري وما يفرحني وما يحزنني . .
أنت مستشاري الخاص الذي ينصح بصدق وإخلاص ، بل يتقبل نقده بكل أريحية .
أنت هبة من الله . .
أنت نبع حنان لا ينبض . .
أنت صداقتك كذهب قديم كلما زاد عمرا زاد أصالة . .
أنت سند لي في هذه الحياة . .
وأنت خير من يرعى أخوته ويهتم بهم .
أشكرك لأنك ستلبسينني تاجا لم أحلم بارتدائه في الدنيا ، فلا ملك عندي ، ولا نسب أو شرف يؤهلني لذلك . . ولكن بفضل حفظك للقرآن سأرتدي تاجا ، وأين ؟ ! على رؤوس الخلائق ، وكأنني أطير فرحا وأنا أتلمس ذلك التاج بيدي وأختال طربا لنظرات الناس له يغبطونني عليه ، ويتمنون لو كانت عندهم ابنة رائعة مثلك ، تكون سببا لهذا التاج ، أشكرك ؛ لأنك ما زلت ابنة رائعة تحاول جهدها ألا تكثر الشكوى ، وتتلمس طرقا لحل مشاكلها . .
فالله الله بنيتي في القرآن . . لا تهملي شرفا يتمناه الملايين ومنهم من يبذل الغالي والرخيص لحفظه . . ولكن لا يتيسر لهم ذلك ،
الله الله في العمل به فأنت لم تحفظيه ليقال حفظت القرآن ولكن حفظته لكي يحفظك في هذه الدنيا . . ويكون لك دستورا . .
الله الله في التمسك بهديه وعضي عليه بالنواجذ ،
قد تضعفين ، قد تفتنين ، ولكن أرجعي إليه فستجدي به مصدر قوة لا ينبض . .
أعانك الله يا بنيتي فزمنك زمن فتن وشهوات ؛ فهذه فضائيات من الصعب عدم متابعاتها ، وهذه أسواق العالم تعرض ثيابا يسيل لها اللعاب . . وترقص الدنيا أمامك بفتنتها ، ولكني أشم رائحة حرق جلد أو تعرفين ما هي ؟ هي رائحة يد طاهرة قابضة علي الجمر ممتثلة لقول رسولنا وحبيبنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) القابض على دينه كالقابض على الجمر . . تلك هي يدك يا بنيتي فاثبتي ثبات الجبال أعانك الله .
وأوصيك بتقوى الله وحسن عبادته . .
سيقولون عنك متخلفة ، ولكنك صدقيني أنت أكبر متحررة في هذا العالم ، لقد تحررت من ذل الشهوات وحطمت قيود اتباع هوى النفس فهي التي تتبعك ولست أنت التى تلاحقينها ، وأنت تتبعين شرعا عظيما يقول : ( وابتغ فيما آتاك الله الدار الأخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) .
توازن عظيم يلبي حاجة الجسد والروح لكي تحققي غاية الله في العمار في الأرض ، وحتى تصلي إلى بر الأمان حفظك الله ورعاك . .
أحبك بنيتي . . وفخورة بإنجازاتك وبتخرجك .


منقول من مجلة الحياة للفتيات


يااااااااااااااااا كم أثرت في هذا الموضوع


دعوااااااااتكم