مدينة أشباح - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         أبو الفتح ابن سيد الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 27 - عددالزوار : 1455 )           »          ما أحلى سويعات قربك يا أمي!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 50 )           »          دور المسجد في الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          هل تشكو من عصبية زوجك أو ولدك أو جارك؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          أصحاب الأخدود... عبر ودروس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 10 - عددالزوار : 67 )           »          العُمَران (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          إني أحبك أيها الفاروق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          المنهج التربوي وثقافة المجتمع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          بين الرأي والحديث.. لماذا وكيف تمذهب المسلمون ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > استراحة الشفاء , قسم الأنشطة الرياضية والترفيه > استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات
التسجيل التعليمـــات التقويم

استراحة الشفاء , وملتقى الإخاء والترحيب والمناسبات هنا نلتقي بالأعضاء الجدد ونرحب بهم , وهنا يتواصل الأعضاء مع بعضهم لمعرفة أخبارهم وتقديم التهاني أو المواساة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-08-2025, 12:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي مدينة أشباح

مدينة أشباح

سمر سمير
عندما أفتح جهاز الحاسوب كلَّ مرة تظهر لي صورٌ مختلفة لأماكن سياحية، ومناظر طبيعية حول العالم، ويمكنك أن ترى صورًا مشابهة لها، ويمكنك كذلك معرفة اسم المكان وموقعه حول العالم.

وفي إحدى المرات عندما فتحته، رأيت صورة أول مرة أراها، واستغربت منها، وتوقفت أتأملها قليلًا.

الصورة كانت لبيتٍ مهجورٍ لدرجة أن الرمال تغطي منتصف غرفه، وأبوابه مخلوعة، على رغم أنه يبدو بيتًا حديثًا.

ظننت أن الصورة معدَّلة بالفوتوشوب، أو أنها من فيلم خيال علميٍّ، أو أنها مولَّدة بالذكاء الاصطناعي.

فأثارت فضولي لأجد وأرى صورًا أخرى للبيت، ولكنني تفاجأت أنه ليس بيتًا واحدًا بل مدينة بأكملها مهجورة في الصحراء، فلماذا هجرها أهلها؟ ولماذا بنَوها في الصحراء من الأساس؟

دارت هذه الأسئلة في بالي، فدخلتُ لأبحث عن اسم المدينة، وما حدث لها، وكانت مفاجأتي أكبر؛ إنها مدينة كولمانسكوب، وتقع في صحراء إحدى الدول الإفريقية؛ وهي ناميبيا؛ حيث اكتشف فيها منجم ألماس، فبدأ المستعمرون الألمان في بناء المدينة للتنقيب عنه، تحولت المدينة إلى واحدة من أغنى المدن في وقتها، ثم هُجرت لاحقًا، وأصبحت مدينةَ أشباحٍ، بعد أن كانت من أغلى المدن في العالم.

قد يبدو الأمر عاديًّا، لكنني عندما رأيت الصورة، تذكرت الكثير من آيات القرآن التي تتحدث عن إهلاك القرى والظالمين؛ تذكرت عادًا وثمودَ، وقومَ لوط؛ وتذكرت قوله تعالى في سورة مريم: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا ﴾ [مريم: 74]؛ يقول السعدي في تفسيرها: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا ﴾ [مريم: 74]؛ أي: متاعًا، من أوانٍ وفُرُشٍ، وبيوت، وزخارف، وأحسن رئيًا؛ أي: أحسن مرأًى ومنظرًا، من غضارة العيش، وسرور اللذات، وحسن الصور، فإذا كان هؤلاء المهلكون أحسن منهم أثاثًا ورئيًا، ولم يمنعهم ذلك من حلول العقاب بهم، فكيف يكون هؤلاء، وهم أقل منهم وأذل، معتصمين من العذاب؟".

﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴾ [مريم: 98]؛ يقول السعدي في الآية: "ثم توعدهم بإهلاك المكذبين قبلهم؛ فقال: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ ﴾ [مريم: 98] من قوم نوح، وعادٍ، وثمودَ، وفرعونَ، وغيرهم من المعاندين المكذبين، لما استمروا في طغيانهم، أهلكهم الله، فليس لهم من باقية.

﴿ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا ﴾ [مريم: 98]، والركز: الصوت الخفي؛ أي: لم يبقَ منهم عين ولا أثر، بل بقيت أخبارهم عبرة للمعتبرين، وأسمارهم عظةً للمتعظين."

وغيرها الكثير من الآيات التي تبين سنة الله في إهلاك القرى والأمم السابقة؛ كقوله تعالى: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58].

﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ﴾ [ق: 36].

تعجبت كيف تحولت هذه البيوت الفخمة الفاخرة، بعد أن كانت رمزًا للغِنى والثَّراء، يتمنى أي أحد أن يراها فقط، فضلًا على أن يسكن فيها، كيف تحولت لمدينة تغطيها الرمال، ويهجرها أهلها؟

تذكرت الآيات التي ذكر الله لنا فيها مصارعَ القرى الظالمة، حتى لم يبقَ من آثارهم إلا مساكنهم؛ كقوله تعالى: ﴿ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى ﴾ [طه: 128].

﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58].

﴿ وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 38].

﴿ أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ ﴾ [السجدة: 26].

﴿ تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 25].

تذكرت حقيقةَ الدنيا ومتاعها الزائلَ، مهما ظنَّ أهل الأرض أنهم قادرون وخالدون فيها، فيأتيها أمر الله ليلًا أو نهارًا، فتصبح أثرًا بعد عين؛ كما قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24].

فسبحان الله القويِّ العزيز الذي لا غالب له، ولا يعجزه أحدٌ! سبحانه القادر المقتدر! فلا تغترَّ بالدول الظالمة الكافرة، رغم قوتهم واقتصادهم، وتماديهم في الباطل، فإنما هو استدراك لهم، فهم لا يعجزون الله، ولا يفرون من انتقامه، بل يملي الله لهم، حتى إذا أخذهم، لم يُفلتهم؛ ﴿ فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴾ [غافر: 4].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 61.25 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]