في التحذير من دعاة السوء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 156 - عددالزوار : 16891 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-08-2019, 03:09 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,280
الدولة : Egypt
افتراضي في التحذير من دعاة السوء

في التحذير من دعاة السوء




الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل






الحمدُ لله نحمَده، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسِنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعدُ: فيا عبادَ الله:


اتقوا الله - تعالى - واصدُقوا في أقوالكم وأفعالكم، فليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، لكن ما وقر في القلوب وصدَّقته الجوارح، اتَّعظوا وتذكَّروا، ولا تغيبنَّ عن بالكم المواعظ والتذكير، وتذكَّروا أعمالَ سلفكم الصالح، وما هم عليه من حِفاظٍ على عقيدتهم، وتمسُّك بتعاليم دِينهم، لقد بعث الله نبيَّنا محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فدعا الناس إلى الله وإلى التمسُّك بدِينه، والتخلق بالأخلاق الفاضلة، والابتعاد عن الرذائل، ودعا إلى الحفاظ على العقول، وصيانة الأعراض، ومنع الاعتداء على الأنفس والأموال، لقد امتثل أصحابه والسلف الصالح أوامره، واجتنبوا نواهيه، وتخلَّقوا بأخلاق الإسلام، وتأدَّبوا بآدابه، فطابت دُنياهم، وسعدوا في أُخراهم.





فيا عبادَ الله:


إنه لا سعادة للبشرية ولا اطمئنان لها إلا بالتمسُّك بتعاليم الدِّين الحنيف، دين الإسلام الذي هو دين الرسل؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19].





وقال: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ﴾ [آل عمران: 85].





وهو الدين الصالح لكلِّ زمان ومكان، والمصلح للبشرية، والمتَّفِق مع فطرها السليمة، فهو دِين التوحيد والعدل، ودِين الإنصاف والبر، دِين الفضيلة والأخلاق المستقيمة، دِين السموِّ والمجد، دين الرفعة والكرامة، دين العمل الجاد المثمر، دين المساواة، دين الإخاء والحب، دين المودة والرحمة، دين الدنيا والآخرة.





فيا عبادَ الله:


انظروا في أموركم وأعمالكم، وتفكَّروا في تعاليم دينكم، وتأسَّوا بنبيكم وسلفكم الصالح، ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].





ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين))[1].





عبادَ الله:


لقد ابتعد الكثير من المسلمين اليومَ عن الإسلام وتعاليمه وآدابه، واتَّهموه بالنقض، ولم يتَّهموا عقولهم الناقصة والممسوخة، وأصبح الكثير من المنتسبين للإسلام يجري خلف الناعق، لا يُفكِّر في حاله ولا مَصِيره، وطالَ عليه الزمان ولم يَثُبْ إلى رشده، ما الذي حصل عليه طول حَياته وهو يلهث خلف الناعِقين بالحرية والمساواة - على حدِّ تعبيرهم؟ هل الحريَّة أنْ يزني ويرتكب الفواحش، وينتقل بين العاهرات ويشرب الخمور؟






فذاك الداء العضال، وقتل الفضيلة، وارتكاب الرذيلة، وخَراب الدِّيار، والقضاء على الأسرة وتمزُّقها، وذهاب العقول، وبَقاء الأجسام بلا عُقول لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا؛ كالأنعام السائمة، بل هم أضلُّ.






وهل المساواة المتشدِّقُ بها أعداء البشرية أنْ يكون الناس جميعًا فقراء، يعيشون كما تعيش البهائم، ليس لأحدهم همٌّ إلا ملء بطنه، وإشباع رغبته الحيوانية، لا يعرف له أهلًا ولا مالًا، فلا يفكر في تكوين أسرة يسعد بها في هذه الحياة وتكون خلفًا له صالحًا بعد الممات، ولا يكون لديه حافز على جمع المال وتنميته، واستثماره والاستعانة به في هذه الحياة، وصرفه في طرق الخير النافعة له في دُنياه وأُخراه؟ فأين المتَّفِق مع طبيعة البشر والفطرة السليمة؟ هل هي الحيوانات السائمة أم حالة البشرية؟






فلماذا يحاول أعداؤها مسخَها وإلحاقها بالحيوانات السائمة، إنَّ ذلك لظلمٌ وعُدوان على البشرية، وتجرُّؤ على الله الذي خلق الخلق وميَّزه، وركب فيه كلَّ ما يلائمه ويصلح له.






فانتبهوا يا عباد الله لأعدائكم، وأعداء دينكم، ولدعاة السوء المأجورين الذين لا يهمُّهم إلا أنفسهم، فلقد تفنَّن الأعداء في أساليب دعوتهم وألبسوا باطلهم لباسًا براقًا، يخدع الكثير من الناظرين إليه، كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا.






لقد جرَّب الكثير من المسلمين ممَّن انخدع بدُعاة السوء فشل ما دعوا إليه، وعرفوا أنَّ ما يدعو إليه أعداء الإسلام لا يَصلُح للبشرية، ولا يُصلِح حياتهم، بل عرفوا ضرره في الدنيا، مع ما يُدَّخر لأهله في الآخرة من عِقاب، ولكنَّ الحفاظ على المراكز وحبَّ السلطة والتسلُّط أبَتْ عليهم إلا أنْ يعاندوا ويتمسَّكوا بباطلهم، وإنْ هلك الناس جميعًا.







فيا عبادَ الله:


احذروا من دُعاة السوء ومُروِّجي الباطل، واعلَموا أنَّه لا صلاحَ للحياة والبشريَّة إلا بدِين الإسلام، المنزَّل من عند الله خالق الكون، والعالم بما يُصلِحه ويَصلُح له، وأنَّ حثالة الخلق وزبالة العقول عاجزةٌ عن تنفيذ رَغباتها المخالفة لمراد الله، ومهما طالَ الزمن فلن تصلح الحياة، ولن يستقرَّ لها قرارٌ، ولن تسعدَ البشرية إلا بالرجوع إلى الله، والتمسُّك بتعاليمه، والخضوع له وحدَه لا شريك له، وتحكيم كتابه في القليل والكثير، والصغير والكبير، وإنه لا يضرُّ الدِّينَ جهلُ رجاله بالكثير من دقائق علومه، فالذنب ذنبهم بجهله، لا ذنب دِينهم، فتدبَّروا دينكم وتفقَّهوا فيه؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن يُرد الله به خيرًا يُفقِّهه في الدِّين))[2].






أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:


قال الله العظيم: ﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الرعد: 19].






بارك الله لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكِيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيمُ.






أقولُ هذا وأستغفر الله العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.





واعلَموا - رحمكم الله - أنَّنا نعيشُ في بلادنا بأمن وطمأنينة وصحَّة، ورغد عيش لا يوجد في أيِّ بلاد من بلدان العالم الأخرى؛ وما ذاك إلا بسبب تمسُّكنا بتعاليم ربنا، وتحكيم كتابه، والسير على سنَّة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - مع ما فينا من نقصٍ وخللٍ، ولكن الله - سبحانه وتعالى - يُجازِي على القليل كثيرًا، ويعفو ويصفح.






وقد دبَّ إلينا داء الأمم وأخذ الشر والفساد يتسرَّب إلى بلادنا، وتقبَّله الكثير من أبنائنا، وانخدع الكثير من أمَّتنا بالسراب اللامع، وغفل عن الجمر تحت الرَّماد، ولم يعلم أنَّ السم دُسَّ في الدسم.






فانتبهوا يا عباد الله لما يحيط بكم، واعرفوا ما يُراد بكم، واتَّعظوا بغيركم ممَّن جاوركم وبعُد عنكم، واعلموا أنَّ الله -سبحانه وتعالى- يُمهِل ولا يُهمِل، وإذا أخذ فإنَّ أخْذه أليمٌ شديدٌ.






[1] رواه أبو داود: (4607)، والترمذي: (2676) عن العرباض بن سارية.




[2] البخاري: (71) - الفتح: 1/164، ومسلم [98 - (1037)].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.63 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]