|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حقيقة البدعة ووجوب الحذر منها ومن أهلها والدلالة على العقائد التي تعصم منها ومن أهلها الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً. أما بعد: فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واستمسكوا بما جاءكم من ربكم من الدين والهدى تأمنوا الضلال والشقى وتفلحوا وتربحوا وتسعدوا في الدنيا والأخرى قال تعالى ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾[1]، وقال سبحانه ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾[2]، وقال جل ذكره ﴿ من عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[3]، وقال تبارك اسمه ﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ﴾[4]. عباد الله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾[5]. أيها المسلمون: إن البدع في الدين هي التي تفرق الدين وتحزب المسلمين، وتجعلهم شيعاً متناحرين كل حزب بما لديهم فرحون فإنهم إذا ضلوا بعد الهدى كانوا عليه تماروا وأوتوا الجدل في الدين، فتباغضوا وتهاجروا وتقاطعوا، وتجارت بهم الأهواء كما يتجارى الكلبُ بصاحبه، فتفرقوا في الدين واستحلوا حرمات المخالفين، تمسكوا بالشبهات وإتباعاً للشهوات، وغفلة عن مراقبة رب الأرض والسموات، فأهلك بعضهم بعضا وصاروا شماتة للأعداء، إذ قالوا على الله وفي دينه بغير علم، وتركوا الحق مع العلم وباؤا بسبب الضلال والإضلال بأعظم الإثم، فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين كيف لا وقد قال الحق تبارك وتعالى ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[6]، وقال ﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾[7]. معشر المسلمين: توجد عقائد يقينية ضرورية راسخة في قلوب المسلمين أمكن من رسوخ الجبال الشامخة في تخوم الأرض دل عليها الكتاب والسنة وأجمعت عليها الأمة وهذه العقائد جعلها الله تعالى "بمنه وكرمه" عواصم من مضلات الفتن ومن البدع وقواصم لكل من ضل وابتدع إذا تذكرها المسلم وعقلها أنكر الضلالات والبدع وأنكر على كل من ضل وابتدع لأنها حجج قاطعة وبراهين ساطعة تكشف الضلالات وترد الشبهات، وتفرق بين الدليل الحق والاستدلال الباطل فمن هذه العقائد الإيمانية اليقينية الضرورية أن الله تعالى قد أكمل الدين وأتم به النعمة على المسلمين كما قال تعالى ﴿ اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾[8] فقد كمل الدين واستقر الشرع قبل وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبوفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - انقطع الوحي الشرعي فلا زيادة في الدين بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - فمن جاءنا بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بشيء يزعم أنه من دين الله لم يرد له أصل في الكتاب والسنة فهو مبتدع يرد عليه ما جاء لقوله - صلى الله عليه وسلم -"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". أيها المؤمنون: وأما العقيدة الثانية من العقائد الإيمانية اليقينية الراسخة فهي الاعتقاد بأن الله تعالى قد بين لنبيه - صلى الله عليه وسلم - كل ما أوحاه له - صلى الله عليه وسلم - من الشرع تحقيقاً لقوله ﴿ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾[9] وقوله تعالى ﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾[10] وقوله تعالى ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾[11]، وقال تعالى ﴿ وَأَنـزلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ﴾[12] فقد علم - صلى الله عليه وسلم - كل ما أوحى الله إليه من الشرع وفهمه وعلم كيفية العمل به وتبليغه قال تعالى ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾[13] وقال تعالى ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾[14] فمن أتى بشيء يخالف الكتاب والسنة فإما أن يكون أعلم بمراد الله من الله ورسوله وإما أن يكون قائلاً على الله وفي دينه وعلى رسوله بغير علم، قال تعالى ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾[15] وقال تعالى ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾[16]. معشر المسلمين: ومن تلكم العقائد الإيمانية اليقينية الراسخة الاعتقاد بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بلغ كل ما أنـزل إليه من ربه أكمل البلاغ وبينه بأقواله وأفعاله وأحواله وتقريره أتم البيان عملاً بقول الحق تبارك وتعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنـزلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾[17]، وقوله تعالى ﴿ وَمَا أَنـزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ ﴾[18]، ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - يصلي بالناس ويقول: "صلوا كما رأيتموني أصلي وأدوا المناسك على أكمل وجه"، وقال: "خذوا عني مناسككم فلا أدري فلعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا" وهكذا جميع أمور الدين بلغها النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل بلاغ وبينها أتم بيان وخاطب الناس في شرف جمع حضره - صلى الله عليه وسلم - وقال فيما قال: "أيها الناس إنكم يوشك أن يأتيني ربي فأجيب وإنكم مسئولون عنها فما أنتم قائلون قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت فرفع - صلى الله عليه وسلم - أصبعه إلى السماء ثم نكتها عليهم وقال: اللهم أشهد" فقد شهدت له الأمة بالبلاغ أمامه بين يدي ربه تبارك وتعالى في يوم حرام من شهر حرام في بلد حرام على كمال تبليغه ونصحه وبيانه للإسلام الذي أكمله الله لأهل الإسلام وأتم به الإنعام ورضيه ديناً للخاص والعام فهذه العقيدة تدمغ كل بدعة في كيفيات العبادات وما شرع الله لها من الأذكار والهيئات وترد على أهل الابتداع كل ما يؤدونه من البدع ويستدلون عليها به من باطل الاستدلال والشبهات. [1] (طه: من الآية 123). [2] (الأنعام: 82). [3] (النحل: 97). [4] (هود: 108). [5] (آل عمران: 102 - 103). [6] (النور: من الآية 63). [7] (الأنفال: 25). [8] (المائدة: من الآية 3). [9] (القيامة: 17 - 19). [10] (آل عمران: 138). [11] (النساء: 26). [12] (النساء: من الآية 113). [13] (النجم: 3 - 4). [14] (الأحزاب: 21). [15] (النحل: 116 - 117). [16] (الأنعام: 21). [17] (المائدة: من الآية 67). [18] (النحل: من الآية 64).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |