|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() صيام العين الشيخ ندا أبو أحمد وصيام العين هو عدم إطلاقها فيما حرَّم الله: قال تعالى: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 30-31]. وغض البصر معناه: الخفض وإطباق الجفن على العين بحيث يمنع الرؤية، وقد يكون بمجرد صرف البصر عن المنهي عنه، وهذا هو صيام العين. أخرج الإمام مسلم عن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: "سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن نظرة الفجأة، فقال: اصرف بصرك". لكن مَن خالف وأطلق العنان لبصره فيما حرَّم الله؛ فقد وقع بعينه في الزنا، كما أخبر الحبيب النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقد أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كُتِبَ على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر..." الحديث. بل وستشهد عليه عينه يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20]. فعلى الإنسان أن يتقي الله في هذه الجوارح، والتي ستكون خصمه يوم القيامة، وسيُسألُ عنها بين يدي ربِّ العالمين، قال تعالى: ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36]. واعلم أخي الحبيب... أن البصر نعمة من الله تعالى فلا تعصِ الله بنعَمِهِ: يقول ابن الجوزي - رحمه الله -: "إنما بصرك يا أخي نعمة فلا تعصِ الله بنعَمِهِ". يقول أبو الأديان: كنت مع أستاذي أبي بكر الدقاق، فمرَّ حدث (ولدٌ أَمْرَدٌ) فنظرت إليه، فرآني أستاذي وأنا أنظر إليه فقال: يا بني لتجدن غبها ولو بعد حين، فبقيت عشرين سنة وأنا أراعى الغِبّ، فنمتُ ليلة وأنا متفكر فيه، فأصبحت وقد نسيت القرآن كله. وصدق أبو الأعلى المودودي - رحمه الله - قال: "مَن الذي يكابر في أن كل ما قد حصل في الدنيا إلى هذا اليوم ولا يزال يحدث فيها من الفحشاء والفجور باعثه الأول والأعظم هو فتنة النظر". وصدق القائل حيث قال: كل الحوادث مبدؤها النظر ![]() ومعظم النار من مستصغر الشرر ![]() وإطلاق البصر فيما حرم الله له عواقب وخيمة منها:- فساد القلب وأسره، تشتيت النفس، فقدان حلاوة الإيمان، فقدان لذة العبادة والخشوع، نسيان العلم وضعف الذاكرة، الغفلة عن الآخرة، قسوة القلب، الوحشة، الظلمة، القلق، الاكتئاب. ومن هنا تعلم لماذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتعوَّذ من شر البصر فكان يقول: "اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري..." الحديث. (أخرجه أبو داود والترمذي).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |