حرب في ميدان رمضان! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الإمام الحافظ أبو علي الغساني الجياني (ت: 498 ه) وكتابه: «تقييد المهمل وتمييز المشكل» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 221 - عددالزوار : 21936 )           »          الفرق بين الفقه وأصول الفقه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          هل يقتضي النهي فساد المنهي عنه (الاتجاهات، المآخذ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3 - عددالزوار : 36 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 53 - عددالزوار : 41045 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 69047 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 64 - عددالزوار : 34513 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 14646 - عددالزوار : 869723 )           »          شرح سنن أبي داود للعباد (عبد المحسن العباد) متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 617 - عددالزوار : 200028 )           »          كبر الهمَّة في العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 45 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > ملتقى اخبار الشفاء والحدث والموضوعات المميزة > رمضانيات
التسجيل التعليمـــات التقويم

رمضانيات ملف خاص بشهر رمضان المبارك / كيف نستعد / احكام / مسابقات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-03-2025, 04:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,490
الدولة : Egypt
افتراضي حرب في ميدان رمضان!

حرب في ميدان رمضان! (1)



كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فالحمد لله الذي امتن علينا بموسم رمضان، لنتزود فيه بخصال التقوى والإيمان، ونكمل بطاعاته سيرنا نحو الجنان، وننجو بما امتن الله فيه من نفحات من حال أهل النيران، وقد خصه الله -عز وجل- بالفضائل والأحكام والعبادات، والعطايا والمنح والهبات، ومضاعفة الأجور والحسنات، والصلاة والسلام على مَن نزل عليه القرآن في رمضان، وأوتي جوامع الكلِم وخُصَّ ببدائع الحكم، وكان أعلم الناس بالله، وأخشاهم له وأنصحهم وأحرصهم على المسلمين ورحمة للعالمين.
إننا نرى في كل عام قبل حلول شهر رمضان؛ شهر الصيام والقيام القرآن، الشهر الذي تُفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، وتسلسل مردة الجان، ويُستجاب فيه الدعوات وتُغفر بصيامه وقيامه سابق السيئات؛ نرى سيلًا من الملهيات والشواغل، وزخارف أهل الباطل تعد، لتشغلنا وتصرفنا عما شُرِع لأجله الصيام، وما أعدَّه الله لأهل الجد والعزم والمتعرضين لنفحاته، الراغبين للفوز بفضائله وأجوره، الخائفين من الخيبة والخسران فيه.
فابتلينا في هذا الزمان بما يعده أهل الشهوات والشبهات، ويتنافسون فيه بما لديهم من وسائل الإعلام المختلفة وما يعرض على جميع الشاشات، حتى يحسب مَن لا يعرف ما هو شهر رمضان في الإسلام من غير المسلمين، أنه شهر اللهو والفساد والشهوات!
مع أن قطب رحى هذا الشهر التعبُّد لله -سبحانه وتعالى- بالإمساكِ عن الأكلِ والشُّربِ وسائِرِ المُفَطِّراتِ، وهي مباحة في الأصل، مِن طُلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ، وهذا تربية وتعويدًا للنفس على الامتناع عما تشتهيه، ولو كان مباحًا، فتقوى على ترك الشهوات المحرمة مع امتثال طاعة الله -تبارك وتعالى-؛ فتتحقق التقوى التي شُرِع لأجلها الصوم في رمضان؛ قال الله -سبحانه وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة: 183).
ثم ينتقل العبد في هذا الشهر الفضيل لعبوديةٍ أخرى تتأكد في هذا الشهر الكريم؛ وهي: صلاة القيام (التروايح والتهجد)؛ لتكتمل خصال التقوى، والعبد مع ذلك يحرص على أن يكون محافظًا على الفروض، تاركًا للمحرمات، مجتهدًا في فعل المستحبات وترك المكروهات؛ رغبة في الوعد، ورهبة من الوعيد، ورعاية لقدر الشهر المبارك، وحرصًا على الفوز بنفحاته وبركاته، وتنافسًا على بلوغ أعلى الدرجات فيه مع إخوانه، ولكن قدَّر الله في هذا الشهر الفضيل في عصرنا نوعًا جديدًا من الابتلاء، وهو شيوع الشواغل، وغلبة أهل الباطل على وسائل التوجيه، وقدرتهم الكبيرة على إنتاج صنوف من البرامج والأفلام والمسلسلات، وتزيين الشهوات، وإشغال الأوقات بما تهواه النفوس واستعمال الوسائل المؤثرة الجاذبة، فكانت هذه -بلا شك- تحديات كبيرة، وحربًا لا هوادة فيها، لا بد من الاستعداد لها، وخوض المصلحين لغمارها، وعدم التهاون والتواني في التصدي لهذه الفتن والشواغل.
وكأني بشياطين الجن توحي لأوليائها من شياطين الإنس: أدركونا، وقوموا على أمر الغواية والصد عن سبيل الله في شهر رمضان بأقصى جهد، وبكل صورة ممكنة، وبما تملكون من أموال ونفوذ، وبما عرفتموه من كبرائكم، وتعلمتموه من سادتكم في الغرب والشرق من طُرُق الإفساد، واستعمال وسائل الإعلام والتأثير على الناس؛ إلا تفعلوا يكن شهر رمضان عليكم نقمة، وتستفق فيه جموع الأمة، وتجتمع فيه الكلمة، وتنقشع الظُلمة لاجتماعهم على الطاعات، وتراحمهم فيه ببذل الإحسان وتوبتهم، وفوزهم بالغفران والرضوان.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10-03-2025, 11:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,490
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حرب في ميدان رمضان!

حرب في ميدان رمضان! (2)




كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فكأني بشياطين الإنس، وقد فزعوا؛ فلا تقصير ولا تراخي، يستعدون بجيوش هائلة وأموال طائلة يتفننون في تجهيز كل جديد من صور الإشغال والإضلال، فتسمع عن إنتاج ما تجاوز الثلاثين مسلسلًا، ولن أحدثك عما يبث في هذه المسلسلات من فتن، وشهوات وشبهات، وتدمير للقيم، وتلويث للأفكار، وتبديل للفطر، وإفساد للقلوب، وتزيين للباطل، وتشويه للحق بمختلف أساليب العرض -الدراما والكوميديا، والأكشن والرومانسي-؛ فلكل قلب مفتاح وسبيل.
فضلًا عما استحدث من برامج حوارية، وخيم رمضانية تقدَّم فيها عروض الرقص، ومواهب التفاهة، ومنافسات الغناء، من قبل الفطور ووقت استجابة الدعاء، وحتى وقت السحر -وقت الاستغفار-، وبينهما وقت القيام والتبتل؛ فانظر إلى انقلاب الموازين، واختلال الأحوال، وانتكاسة التصورات، والأعمال!
ليس هذا فقط... فهؤلاء لن يدعوا لك ثانية تلتقط فيها أنفاسك ما دمت قد سلَّمتَ لهم قلبك، وسمعك وبصرك، ووقتك؛ فإن كنت من هواة أمور أخرى أو تمل من مشاهدة صنف واحد من الأعمال؛ فلا تقلق فالجعبة ما زالت ملأى بالنشاب والنبال؛ إن لم تصبك نبال المسلسلات وسهرات الخيام الرمضانية، فلديهم برامج المقالب التي ينفق عليها الملايين، وتشترى لها المعدات الدقيقة والثمينة، ويستضاف فيه نجوم الفن ومشاهير المجتمع؛ فتحقق أعلى المشاهدات!
ولديهم أمر آخر كنوع من التغيير، وهو بث الدورات والبطولات الكروية الرمضانية -وما أكذب النسبة- لقدماء وأساطير الكرة!
فضلًا عن الانشغال بمتابعة مقاطع الفيديو على وسائل التواصل والعرض المختلفة في الهواتف التي لا ندعها من أيدينا لقتل الوقت حتى يحين موعد الإفطار؛ كأن الصوم مهمة شاقة مملة تحتاج حتى تنتهي للانشغال أو النوم!
ولا نعدم في كل رمضان من عام لآخر إنتاج شيء جديد مختلف (غالبًا ما يستورد من الغرب) ويقلد ولكن بنمط مصري أو عربي يكون امتدادًا وتكميلًا للأعمال الشيطانية الصارفة عن الطاعة التي تفتن النفوس الضعيفة، وتأسر القلوب المريضة؛ فهل ما زلت تستغرب فراغ المساجد في رمضان، وزيادة أعداد المتجرئين على المجاهرة بالفطر في نهاره، بل وقوع جرائم قتل فيه، وغير ذلك من آثار هذه الحرب التي استعد لها المفسدون، وغفل عن الاستعداد لها المصلحون؛ إلا من رحم الله- وتوطنت نفسه وتربى على الفهم الصحيح للدين؛ فعلم أن الإصلاح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة، ومدافعة الباطل، وكشف الشبهات، ومواجهة الشهوات، وحراسة الدين.
والتواصي بالحق والصبر على ذلك من آكد القربات، وأجل الطاعات، ومن أعظم صور الجهاد، وهذا كله مما لا يصح أن يهمل ويؤخر لما بعد رمضان احتجاجًا بأنه شهر للقيام والصيام، والتلاوة، والدعاء، والذكر، وتفطير الصائمين فقط، نتيجة قصور في فهم مراتب العبادات، وفهم خاطئ للآثار الواردة عن السلف في رمضان، من انقطاعهم عن مجالس العلم، وتفرغهم للقرآن تلاوة وقيام؛ فكان لزامًا والحال كما نرى: أن نعرف الواجب علينا في هذا الشهر في ضوء هذا الواقع، وما يلزم المصلحين وتبرؤ به ذمتهم أمام الله، وما السبيل للنجاة من هذه الحرب بين الحق والباطل في ميدان رمضان.
وهل بالإمكان السلامة من هذه الفتن وإنقاذ المسلمين منها، وتكثير عدد الفائزين بنفحات الشهر المبارك رغم كل هذه الفتن والتحديات؟
وسنجيب عن هذه التساؤلات في المقال القادم بإذن الله.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-03-2025, 04:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,490
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حرب في ميدان رمضان!

حرب في ميدان رمضان (3)



كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فقد بينا أن رمضان ميدان وساحة تنافس، بل حرب بين أهل الإيمان والقرآن، وأهل الفساد والطغيان.
وبعد أن استعرضنا بعض مظاهر تلك الحرب الشرسة التي يشنها أهل الباطل لصرف الناس عن الطاعة في هذا الشهر العظيم؛ فإنه لا بد من معرفة الواجب على المصلحين في مواجهتها، وإدراك ما يلزمهم فعله لتبرأ ذمتهم أمام الله -عز وجل-، ولتتحقق الغايات الكبرى من هذا الشهر المبارك، فالحرب بين الحق والباطل دائرة لا تهدأ، وقد صارت في رمضان أشد، فمنا مَن يستجيب للداعي: "يا باغي الخير أقبل"، ومن يجهل أن أبواب الخير في رمضان لا تنحصر في عبوديات النفع الذاتي!
ومنا من يصم عن "ويا باغي الشر أقصر"، فيشمّر أهل الطاعة عن سواعد الجد، ويسعى أهل الغفلة إلى صد الناس عن السبيل، مستغلين كل وسيلة لصرفهم عن بركات الشهر.
وإنه لمن المحزن أن يتحول في مجتمعنا شهر القرآن إلى موسم للغفلة والعصيان، وأن تُشوَّه معاني الصيام وتنحصر في مجرد الامتناع عن الطعام والشراب بالنهار، مع ما يتخلل نهار رمضان من منكرات وأخلاق مذمومة كانت أولى بالإمساك، وأحرى أن يصوم الناس عنها، حتى لا يكون حظهم من الصوم الجوع والعطش ثم ما يعقبه من لهو ولغو وانشغال بما يضيع الأجر ويذهب الأثر.
الواجب على الأمة والمصلحين في مواجهة هذا الواقع:
إذا كانت الحرب قائمة، فلا بد من مدافعة، وإذا أجلب أهل الفساد بخيلهم ورجلهم فلا بد من ممانعة، وإلا هُزم أهل الحق في ميدانهم. وإن أعظم ما يبرئ ذمة المصلحين أمام الله هو أن يحملوا مسؤولية التوجيه والتوعية، ويبذلوا وسعهم في إنقاذ الأمة من مكائد المفسدين، كلٌّ بحسبه؛ فالواجب على كل طائفة منا:
أولًا: التوعية والتوجيه المستمر:
إن أولى واجبات المصلحين أن يبينوا للناس حقيقة هذه الحرب، ويكشفوا لهم مخططات أهل الفساد، فيدعونهم إلى الصواب، وينذرونهم من المهالك، ويحذرونهم من مغبة الخسران وعدم الفوز بالمغفرة في شهر رمضان؛ أليس الدين النصيحة؟!
وليكن ذلك بكل وسيلة متاحة، من الخطب والمحاضرات والدروس، والمقالات والمقاطع النافعة، وأن يُبذل الجهد في منصات التواصل والإعلام، وكل ما يكون سببًا في نشر الوعي ويصل إلى الناس من كل مستحدث من الاختراعات وذلك لتحذير الناس من الملهيات، وتنبيههم إلى قيمة الشهر وعظيم شأنه، وإرشادهم إلى كيفية اغتنامه مع تعليمهم ما يلزمهم من أحكام الشهر وآدابه ، وما لا يسعهم جهله وغير ذلك من الفوائد والهدايات.
ثانيًا: توفير البدائل النافعة:
لا يكفي للتصدي للفتن مجرد التحذير منها، بل لا بد من تقديم البدائل، حتى لا تملأ الفراغات بالفساد، ومن ذلك:
- إعداد دروس ودورات تحث على استغلال رمضان.
- إقامة البرامج الدعوية والعلمية والمسابقات العلمية في المساجد والمراكز.
- تنظيم المجالس الإيمانية، والأنشطة العائلية التي تجمع الأسرة على الطاعة.
- تنظيم فعاليات خيرية مجتمعية يجتمع حولها الشباب وينشغلون بها.
ثالثًا: استثمار الإعلام في خدمة الحق:
كما يُستخدم الإعلام في إشاعة الفساد، ينبغي أن يُستخدم في نشر الخير، فيبادر المصلحون إلى إعداد محتوى نافع جذاب، يستهوي القلوب، ويعين الناس على الطاعة، فإن الإعلام اليوم هو السلاح الأقوى، فمن يملكه يملك توجيه العقول وتشكيل الوعي، ومن ذلك تقديم حلقات ومقاطع متنوعة في وسائل التواصل، بأساليب تناسب كافة الفئات.
رابعًا: التواصي والتعاون على البر والتقوى:
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسؤولية جماعية، لا يُترك فيها الناس لضعفهم، بل يعين بعضهم بعضًا على الخير، ولا ينبغي هجره في رمضان للانقطاع إلى القرآن تلاوة وقيامًا، بل يجمع بين العبادات الذاتية وعبوديات النفع المتعدي، فيتواصون فيما بينهم، ويتناصحون، ويتعاونون في بيوتهم وأسرهم ومجتمعاتهم، فإن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا.
خامسًا: الدعاء والاستعانة بالله:
إن الدعاء سلاح المصلحين، ولا غنى عنه في هذه المعركة، فليس شيء أنجع في رد كيد المفسدين من أن يستعين العبد بربه، ويضرع إليه أن ينجي الأمة من الفتن، وأن يهدي قلوب المسلمين إلى صراطه المستقيم.
سادسًا: كشف حقيقة ما يقدمه إعلام الفساد:
فنشر الوعي بما ينشره أهل الفساد ، وما يسعون إليه بما يظهر في مسلسلاتهم وأفلامهم وبرامجهم، والرد على الشبهات التي تبث في تلك الوسائل بصورة محكمة بحيث لا تكون المدافعة، وكشف الشبهات مطية لنشرها، ينبغي ردها بعلم وحجج وبراهين، وكثير من تلك الشبهات يحصل فيها تلبيس الحق بالباطل ، مما يستدعي تصدر المتخصصين ومراكز الدراسات الإسلامية من القيام بتلك المهمة أولا ونشر المقالات والمقاطع التي تستعرض تلك الشبهات بصورة مشروعة وتجيب عليها ليكون ذلك عونا للدعاة في المساجد وبين الناس لإبطال تلك الشبهات وتنفير الناس مما يشاع من شهوات ويمرر من انحرافات.
وللحديث بقية -إن شاء الله-.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24-03-2025, 01:17 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 155,490
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حرب في ميدان رمضان!

حرب في ميدان رمضان (4)



كتبه/ عبد الرحمن راضي العماري
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فلنا وقفة مع مَن يظنون أنهم يتبعون السَّلف في رمضان بترك الإصلاح والعمل الدعوي وتعليم العلم؛ حيث يستند البعض إلى روايات تذكر أن بعض السلف كانوا يتركون مجالس العلم في رمضان ويتفرغون للقرآن، لكن كثيرًا من هذه الروايات لا يصح سندها، بل إن الثابت عن عدد من العلماء أنهم كانوا يعقدون مجالس الإملاء والتحديث، ويؤلفون الكتب، ويواصلون التدريس في رمضان.
- فقد أتم غير واحد من العلماء تصنيف كتابه في رمضان.
- وكثير من المحدثين كانوا يعقدون مجالس التحديث والإملاء في رمضان.
بل إن أعظم صورة للتعليم والتدارس في رمضان هي مدارسة النبي -صلى الله عليه وسلم- للقرآن مع جبريل -عليه السلام-، حيث كان يعرضه عليه كل ليلة من ليالي رمضان، وهذا نوع من التعليم والمراجعة والتدريس، وليس مجرد تلاوة عابرة.
ثم ماذا عن الجهاد والمعارك الإسلامية التي وقعت في هذا الشهر المبارك والفتوحات الكبرى؟
هل أجَّلها السلف وأعلام الأمة وقادتها من لدن الصحابة؟!
وهل مجاهدة أهل الباطل بإشغال الوقت في رمضان ببعض المهام الدعوية الإصلاحية والتعليمية إلا من جنس الجهاد ومن مراتبه، وقد قال -تعالى- للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا) (الفرقان: 52)، قال الشوكاني -رحمه الله- في تفسيرها: "أي: جاهدهم بالقرآن واتلُ عليهم ما فيه من القوارع والزواجر، والأوامر والنواهي".
وإذا ترك أهل الإصلاح هذه الساحة، في شهر رمضان وانقطعوا للعبادة في المساجد والبيوت فمن يرد عن الناس الفتن؟
ومَن يذكِّرهم بالله؟
ومَن يحذِّرهم مما يُبث من شبهات وضلالات، خاصة في رمضان حيث يزداد نشاط دعاة الفساد والإلحاد والانحلال الأخلاقي؟!
هل بالإمكان النجاة من هذه الفتن؟!
نعم، مَن صدق مع الله، وأخلص له، وجاهد نفسه، واجتنب أسباب الغواية، وصحب الصالحين، وحاسب نفسه، وأحسن اغتنام أيامه، ورتَّب الأوليات، وجمع بين صنوف العبوديات، وتعاون مع إخوانه والمصلحين للتصدي لهذه الفتنة؛ فإنه -بإذن الله- يسلم من الفتن، وينجو منها بأمان.
فعلى كل مسلم أن يكون داعيًا للخير، مذكرًا لمن حوله، محذرًا من الفتن، حتى يكثر عدد الفائزين برمضان رغم تحديات الفساد، وهذا من معاني التراحم، فرحمة المسلمين بإنقاذهم مما يضرهم مما تتنزل بها الرحمات.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل البصيرة، وأن يعيننا على استغلال رمضان كما يحب، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
إنه ولي ذلك والقادر عليه



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 75.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 72.17 كيلو بايت... تم توفير 3.05 كيلو بايت...بمعدل (4.06%)]