|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() النظرة سهم مسموم فاحذروا لبنى شرف دعتْنِي مرَّةً أمُّ إحدى الأخوات لحضور حفْل زواج ابنِها، فسألتُها: هل سيدخل ابنُك صالةَ النِّساء؟ فأجابت: طبعًا، فهذه عادة الناس. قلتُ لها: وكيف - يا خالة - يَحدث هذا؟! قالت: وماذا سيقول الناس عنَّا؟ فقلتُ لها: هذه هي المصيبة، إننا نخاف كلام الناس أكثَرَ مِن خوفنا من الله!! ولِمَن لا يَعرف؛ نحن عندنا عادةٌ قبيحة جدًّا تَحدث في الأعراس، وهي دخول الزَّوج مع عروسه إلى صالة النِّساء، فيجلس قليلاً ثم يخرج، ثم يَدخل مرَّةً أخرى فيُلْبِسها الحُلي، ويصوَّر معها، وقد يَسوء الأمر أكثر، فيَرقص معها ومع أَخَواته، حتى تكتمل المهزلة أمام النساء!! النِّساء عندما أقول لهنَّ هذا الكلام، يقلْنَ لي: الزوج في شُغل عن أن يَنظر إلى النساء. فأجيبهن: وماذا عن نظَرِ النساء له؟ هذا إذا سلَّمْنا بأنه لن تقع عينُه على النساء. أَلْقَاهُ فِي الْيَمِّ مَكْتُوفًا، وَقَالَ لَهُ: ![]() إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ بِالْمَاءِ ![]() ثم لا يخفى عليكم أنَّ الزوج سيكون بَهِيَّ الطَّلْعة، وفي كامل زِينته، أليس في هذا فتنةٌ للنساء؟! وقد يولِّد الحسرة في قلوب نساء، والغَيرةَ عند أُخْريات، أو قد يُثير دَواعيَ الحسد في نفوس ضعيفات الإيمان. أنَا أَذْكر أنَّ إحدى الأخوات قالت لي مرةً: لو أننا وضعْنا آلةَ تصوير، وسلَّطناها على النساء لحظةَ دخول العروسين الصالة؛ لِنَرَ كم واحدةً منهنَّ ستَغُضُّ بصرَها عن الزوج؟ وحتى يزداد الأمر قُبحًا، وَضَعت بعضُ الصالات شاشاتٍ يَظهر فيها العروسان بوضوح؛ حتى يتسَنَّى لمن لم ترَ عن قُرْب! هذا عَدَا الأمور المستقبَحة الأخرى التي تَحدث في الأعراس، وفي صالة النساء بالذَّات، حتى إنِّي ما عُدْتُ أرغب بحضورها؛ لما تُثيره في نفسي من شُعور بالاشْمِئزاز، بل إنني شَعَرْتُ بالخِزْي؛ لِما ذَكَرتْه إحدى الأخوات، مِن أنَّ امرأةً من الغَرْب وصفَتْ ما رأتْه مِن لباس النساء عندنا في تجمُّعاتِهنَّ بأنه شُذوذ!! وأَزِيدكم: كنتُ ذاتَ مرَّةٍ أجلس بجانب إحدى الأخوات، وإذا بها تُخرِج صورة خطيبها (الخاطب عندنا هو العاقد)؛ لتُرِيَها صديقتَها، فقفزت الأختُ التي تجلس عن جانبي الآخر تطلب رؤيةَ الصورة، فقلتُ أنْهَرُها - متزوِّجة ومنتقِبَة وثالثةُ الأَثَافِي أنها طالبةٌ في كلية الشريعة! -: ما لَكِ وما له؟ وما حاجتُك للنظر إليه؟ قلتُ ذلك عَلَّها ترتَدِع، لا أنَّ غير المتزوجة أو غير المنتقبة لها أن تتساهل في النظر، والنظر المقصود غير النظر العَفَوِي. ولكنها ضربَتْ بكلامي عُرْضَ الحائط، وأخذَتِ الصُّورة، وجعلت تنظر وتُحَمْلق فيها! لستُ أدري كيف تنظر امرأةٌ إلى غير زوجها بهذا الشكل؟! وماذا يا ترى بعد هذه النظرات؟! وأين غَيرةُ تلك على خطيبها؟! توجَّهتُ بكلامي إلى صاحبة الصورة؛ أعِظها أنه ما كان ينبغي أن تُحضرها، فكيف سنُعِين بعضَنا على غضِّ البصَر، ونعيش في مجتمع نظيف، لا تُهاج فيه الشَّهوات؟! ألا يَكفي هذا الفساد وهذه الفتن في الشوارع والطُّرقات، حتى نُحضر الشر نحن بأيدينا إلى الناس؟! هل ترون أني أبالغ؟ لا، أنا لا أبالغ، فالنظرة قد تَتْبعها نظرات، وقد تترك آثارًا في النفس لا يَعلم مَدَاها إلا الله، وخاصَّةً إذا وافقَتْ قلبًا خاليًا، أو لحظَةَ ضعْفٍ في النَّفْس. والنظرة تُثير، واللهُ - سبحانه وتعالى - خالِقُ هذه النفس الإنسانية، والعليمُ بمكنوناتِها وما يثيرها - أَمَرنا بإجراءٍ وِقَائيٍّ فيه طهارة القلوب، نتَّقي به أسباب الفتنة؛ للحيلولة دون وصول هذا السَّهْم المسموم. يقول - تعالى -: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ... ﴾ [النور: 30]، ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ... ﴾ [النور: 31]. وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((يا علِيُّ، لا تُتْبِع النظرة، فإن لك الأُولى، وليست لك الآخِرة))؛ ذَكَره الألبانِيُّ في "صحيح الجامع"، 7953، وقال: حديث حسن.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |