|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الرد على من يبرر الاستغاثة بالمخلوق علي بن عبد العزيز الشبل الرد على من يبرر الاستغاثة بالمخلوق: مؤدَّى هذه الاستغاثة وباعثها: انظروا إلى أهل الباطل؛ كيف يبحثون عن تبرير لشركهم ولو في أشياء محتملة، مع أن هذا المعنى الذي أشاروا إليه بعيد عن هذا الحديث، وهذا إنما يكون يومَ القيامة، ليس في الدنيا، ولو كان في الدنيا مشروعًا سائغًا لاستغاث الصحابة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لمَّا أصابتْهم الخطوب المدلهمة، وتكالبت عليهم الأعداء، ومع ذلك ما فعلوا ذلك، بل إنهم كادوا يهلكون من شدة العطش، ومع ذلك استغاثوا بالله جل وعلا، وتوسلوا بدعاء صالحيهم من الأحياء: بالعباس "وهو حي!"، فلماذا ذهبوا إلى من هو أقل فضلاً، ورتبة، وشرفًا بعد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو عمه العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه، وتركوا النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يتوجهوا إليه، ولم يقولوا: يا نبي الله، اشفع لنا! استسقِ لنا! - دل على عدم جواز الاستغاثة به بعد موته. فهل هؤلاء أصح فهومًا، وأدق أفهامًا وعلومًا من الصحابة؟! حاشا لله، لكن هؤلاء أهل شبه وتلبيس وتدليس على الناس؛ ليزينوا لهم ويسوغوا لهم وقوعهم في الشرك، ولا يُنكِرَ عليهم أهلُ التوحيد والإيمان، فهو منهم تبرير لأهوائهم وحماية لمنافعهم ومكتسباتهم؛ من تعظيم المقامات، والانتصار للذات والعقائد الفاسدة التي هم عليها، فتنبَّه لهذا المعنى وتأمَّلْه؛ فهو بيت القصيد، والله المستعان. فهؤلاء مرجئةٌ مع هؤلاء القبورين، مرجئة مع المشركين؛ لا ينكرون عليهم بل يعتقدون أنهم إما على حق، أو أنهم على باطل، لكن ما يستحقون الشرك ولا الكفر بالله جل وعلا، وهم خوارج مكفِّرة لأهل الإيمان والتوحيد أهل السنة والجماعة. قال -رحمه الله تعالى-: (والجواب أن تقول: سبحان من طبع على قلوب أعدائه! فإن الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه لا ننكرها، كما قال تعالى في قصة موسى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّه) [القصص: 15] وكما يستغيث الإنسان بأصحابه في الحرب، أو غيره في أشياء يقدر عليها المخلوق، ونحن أنكرنا استغاثة العبادة، التي يفعلونها عند قبور الأولياء، أو في غيبتهم، في الأشياء التي لا يقدر عليها إلا الله. إذا ثبت ذلك، فاستغاثتهم بالأنبياء يوم القيامة يريدون منهم أن يدعوا الله أن يحاسب الناس حتى يستريح أهل الجنة من كرب الموقف، وهذا جائز في الدنيا والآخرة، وذلك أن تأتي عند رجل صالح حي، يجالسك ويسمع كلامك، وتقول له: ادعُ اللهَ لي؛ كما كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسألونه ذلك في حياته، وأما بعد موته، فحاشا وكلا أنهم سألوا ذلك عند قبره! بل أنكر السلف على من قصد دعاء الله عند قبره، فكيف بدعائه نفسه؟!). كما نُقِل مثل ذلك عن مالك رحمه الله وغيره، وحكى اتفاقَ السلف عليه غيرُ واحد! وهذا سبق أن قررناه غير مرة؛ أن الاستغاثة بالحي القادر الذي يستطيع أن يعينك، ويسمع كلامك، وينصرك - جائزة؛ كما قال تعالى: (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ) [القصص: 15] وكذلك يوم القيامة النبي -صلى الله عليه وسلم- يسمعك؛ حيث يأتون آدم ثم نوحًا ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، فإنهم يسمعونهم، لا أنهم يدعونهم بعد موتهم، بعد مغادرتهم للدنيا، وبعد انفصال الدارين: دار الدنيا عن دار البرزخ بعضها عن بعض؛ فإن هذا هو الشرك الذي حذره الصحابة ولم يقع من أحد منهم ألبتة. قال -رحمه الله تعالى-: (ولهم شبهة أخرى، وهي قصة إبراهيم لمَّا أُلِقي في النار، اعترض له جبريل في الهواء، فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا. فقالوا: فلو كانت الاستغاثة شركًا، لم يعرضها على إبراهيم؟ فالجواب: أن هذا من جنس الشبهة الأولى؛ فإن جبريل عرض عليه أن ينفعه بأمر يقدر عليه، فإنه كما قال الله تعالى فيه: (شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم: 5] فلو أذن له أن يأخذ نارَ إبراهيم وما حولها من الأرض والجبال ويقلبها في المشرق أو المغرب، لفَعَل، ولو أمره الله أن يضع إبراهيم في المشرق أو المغرب، لفعل، ولو أمره الله أن يضع إبراهيم عليه السلام في مكان بعيد عنهم، لفعل، ولو أمره أن يرفعه إلى السماء، لفعل، وهذا كرجل غني له مال كثير يرى رجلاً محتاجًا، فيعرض عليه أن يقرضه، أو أن يهبه شيئًا يقضي به حاجته، فيأبى ذلك المحتاج أن يأخذ، ويصبر إلى أن يأتيه الله برزق لا منَّة فيه لأحد، فأين هذا من استغاثة العبادة والشرك لو كانوا يفقهون؟!).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |