|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إخوان أون لاين - 18/03/2007
![]() بقلم: محمد عبد الحكيم سليم حلم الشاويش (القاهرة 1955) الكون ساكن.. يكسوه صمت عجوز، وأبواب الزنازين على طول الممر تبدو بلا نهاية، الشاويش عبد المقصود قابضٌ بيده الصلبة على ذراعي، يتقدَّم بخطوته العسكرية وبوجه صارم لا أثر فيه للحياة، لا يسمع في الصمت سوى صوت أنفاسي وأنفاسه، وكأنما مات الوجود- كل الوجود، سوى صوت أنفاسنا وخطانا.. تبدو الأصابع من النوافذ الضيقة في الأبواب.. تعتصر قضبان الحديد البارد.. وإلى متى؟! في زنزاتي كل العيون تجمَّدت وتجمعت عليَّ بنظرة إشفاق.. الكل يعرف ماذا تعني الرحلة بعد منتصف الليل إلى خارج الأسوار، صرخ فينا أحدهم حين جاءوا بنا: "أنتم الذين ستصلحون الكون؟!.. إنني أدفن في كل ليلة عشرة كلاب منكم في هذه الصحراء" وأشار إلى خارج الأسوار.. حيث الرمال بلا نهاية.. ها هو الشاويش عبد المقصود يعبر بي سور السجن إلى الصحراء.. أطأ الرمال الباردة.. تُرى هل تحت قدمي الآن رأس لأحدهم؟! عما قليل سأكون أحدهم.. الأمر بسيط.. رصاصة لا صدى لها.. وحفنة من رمال.. وقبر فسيح بعرض هذا الفضاء، شيء عجيب!! إنني أسير ببساطة وكأنني أسير إلى مسجد قريتنا، يلتفت إلى وجه الشاويش، وتتجمَّد قدماه: "رأيت حلمًا!!".. وللحظة مرت لم أدرِ ماذا يعني.. لمحت الحياة حائرةً تجاهد لتطلَّ من قسمات وجهه: "رأيت حلمًا مزعجًا، وقلت لن يفسره لي سواك، لقد رأيت فيك الصلاح ونحن نضربك!!".. "ماذا رأيت؟!".. "رأيت أني أسير في وحل، لا أكاد أُخرج قدميَّ حتى تغوص الأخرى". "وهل خرجت من الوحل؟!".. "................" "ستكون في شدة.. والله سينقذك!!" وأشرق وجهه بابتسامة طفل!! "هل تصلي يا عبد المقصود؟!".. نظر إلى عيني طويلاً!! "كنت أصلي!!" "....................." "سأصلي!!.........." |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |