خطبة عن الأخوة الإسلامية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          أحكام المغالبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الدرس الواحد والعشرون: غزوة بدر الكبرى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، وأن نستجمر برجيع أو عظم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          قالوا عن "صحيح البخاري" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 2183 )           »          تخريج حديث: الاستطابة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أهم مظاهر محبة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تفسير سورة المسد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3089 - عددالزوار : 341198 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-09-2020, 01:08 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,055
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن الأخوة الإسلامية

خطبة عن الأخوة الإسلامية


أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي




الخطبة الأولى

عباد الله، إن أعظم رابطة تجمع الناس هي رابطة الدين، ليس بين المسلمين فحسب، بل بين كل قوم يجمعهم دين واحد، ولكن المسلمين يمتازون عن غيرهم بأنهم على الحق وأنهم على صراط مستقيم من الله تعالى.

وإن تفريق الناس حسب أديانهم لهو التفريق الحق، والفاصل المتين بين كل ذوي نحلة وأخرى ﴿ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [التوبة: 67]، ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ﴾ [الأنفال: 73] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51] ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

لقد جعل الله بين المؤمنين أخوة هي أعظم من أخوة النسب ورابطة هي أقوى من رابطة الدم، وشرع الموالاة على ذلك ورغب في كل ما يزيد منها ويقويها؛ لأن بها قيام الدين وتعاون المسلمين، ونهى عن كل ما يخل بها؛ لأن في اختلالها فساد الدين وشتات أمر المسلمين: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 102، 103].

فانظر كيف قرن الله سبحانه الامتنان على عباده بتينك النعمتين العظيمتين وهما نعمة التأليف بين قلوب المؤمنين ونعمة إنقاذهم بهذا الدين من السقوط في النار، كما امتن تعالى بذلك على رسوله الأمين فقال: ﴿ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62، 63].

أجل إن التأليف بين القلوب لا يملكه أحد إلا الله جل وعلا ولذا بين سبحانه أنه لا يمكن أن يكون حتى لو أنفق كل ما في الأرض من أجله إلا أن يشاء الله رب العالمين، وذلك بأن المشاعر من الحب والأنس والارتياح وكذا البغض والوحشة والنفرة لا يملكها إلا الله - عز وجل - وهو الذي يجعلها حيث يشاء ويصرفها كيف يشاء وإنه ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء كما صح في الحديث.

بل لقد أكد الله - جل وعلا - تلك الأخوة في حال قيام فريق من المؤمنين بقتال فريق آخر منهم، وليس في حال السلم والود فقط، فقال سبحانه: ﴿ وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا ﴾ [الحجرات:9] حتى قال: ﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات:10].

نعم إنها أخوة باقية ثابتة راسخة حتى بين هذين الفريقين المتحاربين من المسلمين كما جاء بذلك التنـزيل المطهر فكيف بتلك الأخوة في حالة مجرد الديار، أو تباعد الأزمان أو في حالة السلم؟ أو حتى في حال خلاف شخصي؟ على أمر من الأمور جليل أو حقير؟‍

الجواب من عند الله تعالى ليس من عند فلان ولا فلان، ولا نشأ عن مواثيق دولية ولا أعراف قبلية وهو قوله سبحانه: ﴿ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات:10]. إنما المؤمنون إخوة.

وكما نَطَق بذلك وحكم به رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: (( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه))، وقال عليه الصلاة والسلام: (( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانا.. )). ليس ذلك فقط بل على حين ترى هذا الدين يجمع الأبيض والأسود والعربي والعجمي إذا كانوا من أهله وحملته فإنه يفرق بين الولد وأبيه والأخ وأخيه والقريب وقرابته إذا لم يكونوا على هذا الدين الإسلامي العظيم، أوَما سمعت قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [التوبة: 23]، وقوله جل ثناؤه: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22]، أوَ تظن أمة المسلمين أمرًا سهلاً؟، كلا ثم كلا، إنه يجمعهم اشتراكهم في أفضل أمة، وخير كتاب، وأفضل رسول، فربهم واحد، ودينهم واحد، وطريقهم واحد، وهدفهم واحد.

جمعنا الله على تقواه، ووفقنا لعبادته وذكره، أقول ما سمعتم وأستغفر الله....


الخطبة الثانية

إن تلك الألفة والأخوة بين المسلمين لتبقى معهم في دنياهم وفي برزخهم كما رُوِى أن أرواح المؤمنين تتزاور في البرزخ، بل يجدونها يوم القيامة حين يشفع بعضهم لبعض عند الله فيشفعه في أخيه ﴿ الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ﴾ [الزخرف: 67].

أوَلا ترى أن الله حرم التهاجر والتدابر بين المسلمين فإن تخاصم المسلمان فلهما فسحة من الوقت بقدر ما يكفي لبرود نار الغضب وزوال حمى الخلاف وذلك ثلاثة أيام فقط ثم يحرم على كل منها أن يهجر أخاه ويدخلا جميعًا في حيز الإثم ودائرة المعصية حتى إن أعمالهما لتحبس فلا تعرض على الله سبحانه لأجل ذلك قال عليه الصلاة والسلام: (( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ))، وقال عليه الصلاة والسلام: (( تعرض الأعمال على الله تعالى كل يوم اثنين وخميس فيغفر لكل امرئ لا يشرك بالله شيئـًا إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا )).

لماذا؟ لأنهما خدَشا خدْشًا في بناء تلك الأخوة، وتنافر قلباهما، وجعل كل منهما يبغض الآخر متناسيين ما بينهما من أخوة الدين وما ألزم الله به بين المؤمنين فكان جزاء ذلك أن تحبس أعمالهما معًا، فإذا سلّم أحدهما ولم يرد الآخر برئ المُسلّم وحار الإثم على صاحبه.

أوَما ترى كيف جعل الله سلامة الصدر على المؤمنين وعدم إيصال الغش والحقد والحسد على أحد منهم سببًا عظيمًا للفوز بالجنة التي هي مبتغى كل مسلم، فقد أخرج الإمام أحمد والبزار حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: بينما كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( يطلع عليكم من هذه الثنية رجل من أهل الجنة )) فلما كان من الغد قال مثل ذلك، فلما كان من الغد قال مثل ذلك، فتبعته لأنظر كيف بلغ ما قال رسول الله، فبت عنده فما رأيت له صلاة فوق صلاتنا ولا قراءة فوق قراءتنا، فسألته كيف بلغت ما قال رسول الله؟ فقال: إني لا أبيت ليلة وفي قلبي غش ولا حقد ولا حسد على مسلم. فانظر - يا رعاك الله - إلى هذا العمل ليس إنفاق بيض الأموال وحمرها ولا تقطيع ساعات الليل بالقيام ولا حبس النفس في الهواجر على الصيام ولكنه أعظم وأشق إلا على من يسره الله عليه بل أخبر رسوله صلى الله عليه وسلم أن تمام الإيمان رهن بقوة تلك الأخوة فإيمانك بقدر ما تجد في نفسك لإخوانك المسلمين (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))، أرأيت؟‍‍‍‍‍ فكيف تجد نفسك تجاه ما كسبه بعض إخوانك المسلمين؟ وماذا عليك لو أرحت قلبك ولم تحرق أحشاءك ورضيت بما كتب الله لهم وهو العليم الخبير؟ بل ماذا عليك لو رغبت ذلك وأحببته لهم كما تحبه لنفسك؟

اللهم ارزقنا محبة المؤمنين، ومجالسة الصالحين.


ومرافقة الأنبياء والصديقين في جناتك جنات النعيم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.33 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]