الشتاء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وقفات مع القدوم إلى الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 1991 )           »          حين تبتعد القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أحكام العِشرة بين الزوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          شموع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 74 - عددالزوار : 6764 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4893 - عددالزوار : 1909101 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4462 - عددالزوار : 1231900 )           »          أسباب الضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          من قال ١٠ مرات: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له.. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 58 )           »          نجاح موسم الحج يستوجب الشكر لله ثم للقائمين عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 51 )           »          توضيح وبيان مراتب وأركان الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 52 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2021, 05:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 153,531
الدولة : Egypt
افتراضي الشتاء

الشتاء


فهد بن عبدالله الصالح





عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فلا نجاة إلا بها ولا كرامة إلا لأهلها، فهي خير زاد وأحسن لباس. ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102] ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ﴾ [التحريم: 6]..

أيها المؤمنون:
يقول الله عز وجل: ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 44]، ففي اختلاف الأزمان وفي تعاقب الفصول عبر وآيات فيها دلائل على قدرة الله ورحمته. انظروا كيف يجئ الليل وكيف ينفلق الصباح ﴿ وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ * وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴾ [يس: 37 - 40]. وإن من آيات الله العظيمة أن تتعاقب الفصول فينقشع صيف ويجيء خريف ويرتحل شتاء ويأتي ربيع، وفي كل فصل يكون للحياة شكل أخر ومذاق مختلف، انظروا كيف حل الشتاء ببرده ورطوبته بنهاره القصير وليله البارد الطويل، بأمطاره ورعده وبرقه.

أيها المؤمنون:
إن عباد الله ينظرون إلى فصول السنة بعين المستثمر الذي يغتنم كل لحظه فيها في السير إلى الله. فالشتاء في نظر الإسلام وفي ثقافة الأمة الصالحة ليس هو شتاؤنا العابث لكنه مغتنم وصيد يترقبونه، أخرج الإمام أحمد رحمنا الله وإياه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الشتاء ربيع المؤمن) وزاد البيهقي (طال ليله فقامه وقصر نهاره فصامه)، ولقد كان السلف يستبشرون في الشتاء ويحبونه لا للنزهة أو الخروج للبوادي بل لأنهم يجدون فيه بغيتهم، واستمعوا إلي أبى مسعود رضي الله عنه يرحب بالشتاء كما يرحب الصاحب بخليله فيقول (مرحبا بالشتاء ينزل فيه البرد فيطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام) فلما حضرته الوفاة بكى فقيل له في ذلك فقال ما بكيت بجري الأنهار ولا لغرس الأشجار وإنما أبكي على ظمئ الهواجر وقيام ليل الشتاء ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

اجل أيها المصلون: ما كان بكاؤه لأن الموت سيمنعه من الترحال والتفسح بل إن الموت سيقطعه عن مكابدة الصوم في أيام الصيف، وعن القيام في ليالي الشتاء.

أيها المؤمنون:
الشتاء هو الغنيمة الباردة يقصر نهاره فلا يحس صائمه فيفوز بصيام يوم يباعده عن عذاب جهنم سبعين خريفاً، فمن كان يشق عليه قيام الليل في الصيف لقصره، ففي ليل الشتاء مغنم فهو طويل ينام فيه المرء ما شاء أن ينام ثم يبقى من الليل، والشتاء هو موسم القران عن عبيد الله بن عمير – رحمه الله – أنه كان إذا جاء الشتاء قال يا أهل القران طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا. هكذا كانوا يتنادون بالطاعات إذا قامت مواسمها فحياتهم كلها سير إلى الله عز وجل، فالله تعالى يقول ﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [الحديد: 20].

فليس بمقبول من أمة مخلوقة للعبادة ومكلفة للدعوة ومرشحة للشهادة على الناس أنه إذا جاء شتاؤها خرج كما دخل دون أدنى تقدم أو رصيد عمل صالح، لقد فضح الله طبيعة الحياة الدنيا وذكر في الآية السابقة أنها محضن عبث وتكاثر ثم أعقب بقوله ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد: 21] ، فإلى الجنة فقط يشرع السباق وفيها يكون التفاخر وعلى أبوابها يكون التغابن.

والشتاء – يا أمة الإسلام – كما أنه سانحة من سوانح العمر لإيلاف الطاعات من صوم وصلوات فإنه فيه مرحمة بالجياع والعراة، وما أكثرهم في بلاد الإسلام فكم مسلم يلسع البرد جنبيه لا يجد ما يتق به زمهريره، أو من يحمل روحه على راحته يخوض الماء ويواجه الثلج، وقد قال صلى الله عليه وسلم (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ) وقال أيضا: (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) متفق عليه. وما أكثر مآسي المسلمين في عالمنا الإسلامي، وما أكثر الحاجة في كل مكان، وجدير بالمسلم أن يكون له صدقة من لباس أو مدفئة على أسرة محتاجة أو رعاة الإبل والغنم في الصحراء.

و الشتاء - أيها المسلمون - ممحاة للخطايا ومغسلة للذنوب قال صلى الله عليه وسلم ( ألا أدلكم على ما يمحو به الله الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا: بلى يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط )، وقد أوصى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنه في ساعة احتضاره وقال ( عليك بخصال الإيمان فقال وما هي قال: الصوم في شدة الحر أيام الصيف، وقتل الأعداء بالسيف، والصبر على المصيبة، وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي، وتعجيل الصلاة في يوم الغيم، وترك روعة الخبال، فقال وما روعة الخبال قال شرب الخمر ) بارك الله لي ولكم....

الخطبة الثانية
واعلموا يا عباد الله:
أن في لفح البرد ذكرا لليوم الأخر قال صلى الله عليه وسلم: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضا فجعل لها نفسين نفساً في الشتاء ونفساً في الصيف فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها وشدة ما تجدون من الحر من سمومها).

فتذكر يا عبد الله عذاب ربك وشدته فإن ذلك يوقظ قلبك ويقصر أملك قال أحد الزهاد (ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف يوم الحشر والنشر).

وعلى المسلم أن يتفقه فيما يخص الشتاء من أحكام فيشرع المسح على الخفين يوما وليلة أي أربعا وعشرين ساعة من زمن أول استعمال له وليس من أول صلاة أو حدث كما يعتقد البعض، ولا يجوز للمصلى أن يتلثم في صلاته ويكره أن يصلى إلى جهة النار كما يفعل المجوس.

والماء البارد جدا يحتاج إلى فرك حتى يبل العضو، ومن خشي وقت فوات الصلاة كالفجر إن هو قام بتسخين الماء كالذين ينامون في الصحراء وأصابتهم جنابة وخاف ضرر البارد فيتيمم ويصلى ولا يعيد تلك الصلاة، وعليه الاغتسال متى وجد الماء المناسب.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.19 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]