الصورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4972 - عددالزوار : 2087196 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4549 - عددالزوار : 1360672 )           »          توكل على الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          علِّم طفلك الإيمان قبل أن تعلمه القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          كعب بن مالك رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          عندما تكون الزوجة فنانة في النكد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          قصص القرآن الكريم ـ أصحاب الكهف ـ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          أسباب سقوط الأندلس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          علم أصول الفقه وأثره في تشكيل العقل المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          القواعد العشر لمن يتعامل مع الواتساب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > الملتقى العلمي والثقافي
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى العلمي والثقافي قسم يختص بكل النظريات والدراسات الاعجازية والثقافية والعلمية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27-06-2021, 01:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,735
الدولة : Egypt
افتراضي الصورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي

الصورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي


د. جميل حمداوي








توطئة:

لقد حقق الكتاب المدرسي المغربي - اليوم - تطورا لافتا للانتباه على مستوى توظيف الصورة البصرية والمرئية، وحقق أيضا نجاحا كبيرا في استثمارها تربويا وديداكتيكيا مقارنة بالفترات السابقة، حينما كان الكتاب المدرسي التقليدي مجرد كتابة خطية أفقية وعمودية خالية من الألوان الضوئية أو التشكيلية سوى هيمنة اللون الأسود الذي يتربع على صفحة البياض.



ومن ثم، فقد كانت صفحات هذا الكتاب مجرد أوراق تتقاطع فيها الخطوط والأسطر فوق فراغ أبيض يمنة ويسرة، دون أن تتخللها صور تربوية أو تعليمية أو ديداكتيكية. مع العلم، بأن المتعلم بصفة عامة، والطفل بصفة خاصة، ينجذب كثيرا إلى الصورة المثيرة، ويتعلم من خلالها الكثير الكثير، خاصة إذا كان هذا المتعلم طفلا في المراحل الأولى من التعليم الأولي أو الدراسي؛ لأنه لا يتعلم إلا بالمحسوس والملموس والمشخص حسب التصور النفسي والمعرفي لجان بياجيه (Jean Piaget). وأكثر من هذا، فالطفل المتعلم يقبل كثيرا على الكتب والمجلات والوسائل البصرية التي تستخدم الصورة، فينساق مع جمالياتها الفنية، ويتأثر بأشكالها البصرية، ويندهش لألوانها الزاهية المثيرة، ويتيه مع عوالمها التخيلية، سواء أكانت واقعية أم احتمالية أم مستحيلة. كما يتلذذ بظلالها الجذابة، ويتمثل رسائلها الهادفة. ومن ثم، فالطفل المتعلم يرتاح إلى الصورة المرئية أكثر مما يرتاح إلى درس جاف مقرف، يستخدم فيه المدرس اللغة البيانية من بداية الحصة حتى نهايتها. ومن هنا، فالصورة وسيلة مهمة في المجال التربوي والتعليمي نظرا لفوائدها الكثيرة وأدوارها الهامة.




إذاً، ما الصورة التربوية؟ وكيف تطورت هذه الصورة في الكتاب المدرسي المغربي؟ وما أنواع الصور في هذا الكتاب؟ وما وظائفها التربوية والديداكتيكية؟ تلكم هي الأسئلة التي سوف نحاول رصدها في موضوعنا التربوي هذا.



مفهوم الصورة التربوية:

من المعلوم أن الصورة المرئية هي تمثيل محسوس ومشخص للعالم، وتتميز عن الصورة البلاغية واللغوية، ذات الطاقة التخييلية المجردة، بطابعها المرئي والبصري والسيميائي. ويعني هذا أن الصورة البصرية صورة سيميائية وأيقونية بامتياز، يتداخل فيها الدال والمدلول والمرجع لتشكيل الصورة العلامة. ويعني هذا أن الصورة المرئية هي صورة حسية تخاطب العين أكثر مما تخاطب الحواس الأخرى. وترتبط هذه الصورة بالشكل واللون والخط والظلال والنقط والهيئة والحال والانطباع واللقطة والضوء والصباغة... إلخ.




ومن حيث الدلالة السيميائية، فالصورة تكون أكثر تعبيرا وتوضيحا من الكلمات اللغوية. ومن ثم، فصورة واحدة خير من ألف كلمة. لذلك، تلتجئ العلوم والمعارف ووسائل الإعلام إلى توظيف الصورة في عملية الأداء والتبليغ والتواصل ونقل الخبر. وينضاف إلى هذا أن الصورة قد تبنى على عدة علاقات، مثل: علاقة المطابقة، وعلاقة المماثلة، وعلاقة الإحالة، وعلاقة الأيقنة، وعلاقة الإيحاء، وعلاقة الترميز، والعلاقة السيميائية، وعلاقة التضمين، وعلاقة التعيين، وغيرها من العلاقات الأخرى التي تتحدد من خلال السياق التداولي والتواصلي.




أما الصورة التربوية، فهي صورة هادفة ومفيدة تستخدم في مجال التربية والتعليم، وبالضبط في الفصل الدراسي. وبالتالي، تتحول هذه الصورة إلى صورة ديداكتكية أو ما يسمى أيضا بالصورة التعليمية - التعلمية، وماهية هذه الصورة أنها وسيلة توضيحية، وأداة بيداغوجية هامة، تساعد المتعلم والمدرس معا على التبليغ والإفهام والتوضيح، وتفسير ما غمض من الدرس، وتبيان جزئياته وتفاصيله المعقدة بشكل محسوس ومشخص، خاصة أن المتعلم لا يمكن فهم المجردات كثيرا.



لذا، تقوم الصورة التربوية بدور هام في تبسيط الدرس، وتسهيله، وتلخيصه، وتبيان خطواته المقطعية بطريقة ديداكتيكية ميسرة راسخة في العقل أو الذهن. والآتي، أن الصورة التربوية تؤدي نفس ما تؤديه الوسائل الديداكتيكية من وظائف بيداغوجية وتعليمية ونفسية واجتماعية وتثقيفية وإعلامية...




علاوة على هذا، فالصورة التربوية هي صورة إدراكية ذهنية من جهة أولى، وصورة انفعالية ووجدانية من جهة ثانية، وصورة حركية توحي بالفعل والأداء والإنجاز من جهة ثالثة. ويمكن أن تكون للصورة البيداغوجية مجموعة من الوظائف غير الوظيفتين: التربوية والديداكتيكية، كالوظيفة التعبيرية، والوظيفة الجمالية، والوظيفة التأثيرية، والوظيفة الحفاظية، والوظيفة المرجعية، والوظيفة الأيقونية، والوظيفة الثقافية، والوظيفية السيميائية، وغيرها من الوظائف الأخرى التي تتحدد من خلال السياق النصي والذهني.



تطور الصورة في الكتاب المدرسي:

عرف الكتاب المدرسي المغربي أربع مراحل على مستوى تطور الصورة التربوية أو الديداكتيكية، وهذه المراحل هي:

1- مرحلة غياب الصورة:

ترتبط هذه المرحلة بظهور المدارس العتيقة والكتاتيب والجوامع القرآنية في المغرب، وفي هذه المرحلة لم تكن الكتب المدرسية أو المقررات التعليمية توظف الصور التربوية أو التعليمية، بل كان التركيز على اللغة والبيان والإلقاء. فقد كان المدرس يشرح الكتب التراثية الصفراء تفسيرا وتأويلا وتعليقا وتحشية. ويعني هذا أن الكتاب المدرسي لم يكن سوى كتابة خطية أفقية وعمودية، ترسم فوق صفحة صفراء أو بيضاء. وأكثر من هذا أن المطبعة في تلك الفترة لم تتطور بعد تقنيا وفنيا وجماليا لتستفيد من التقنيات الحديثة على مستوى الرقن أو الطبع أو الكتابة، كما هو حال الكتب الأجنبية في مجال القراءة والكتابة والرياضيات والعلوم. وقد استمر هذا الوضع حتى مرحلة الحماية الأجنبية على المغرب، وظلت الكتب المدرسية المغربية غفلا من الصور، باستثناء الكتب المدرسية اللبنانية والمصرية التي كانت تدرس بالمغرب، وكانت تحوي صورا مختلفة...




2- مرحلة الصورة السوداء:

بعد الاستقلال، قررت وزارة التربية الوطنية المغربية مجموعة من الكتب التعليمية المتنوعة والمختلفة حسب المواد الدراسية، كانت تتضمن صورا سوداء غير ملونة حسب طبيعة المطبعة السائدة آنذاك، كما يظهر ذلك جليا في كتب النصوص الأدبية، خاصة كتاب النصوص الأدبية للسنة الرابعة من التعليم الثانوي في سنوات السبعين من القرن الماضي. فقد كانت صور الشعراء والكتاب في هذا الكتاب مرسومة باللون الأسود في كل أبعادها وملامحها التخييلية، وهذا يذكرنا بصور كتاب (تاريخ الأدب العربي) للباحث اللبناني حنا الفاخوري.




3- مرحلة الصورة الملونة:


لقد استخدم الكتاب المدرسي الصورة الملونة بكثرة مع سنوات الثمانين من القرن الفائت، وإن كان أحمد بوكماخ سباقا إلى توظيف الصورة الملونة في سلسلة كتبه الدراسية المعنونة بـ(اقرأ)، منذ الستينيات من القرن العشرين (1960م)، وقد كان هذا الكتاب نموذجيا من حيث كثرة الصور الزاهية والمثيرة التي تنمي قدرات التخييل لدى المتلقي. وما تزال كتبه - إلى حد الآن - تعتمد من قبل الأفراد وبعض المؤسسات التربوية والتعليمية المغربية. والسبب في ذلك أنه كان كتابا تربويا متميزا بصوره الرائعة.




وبالتالي، لا يمكن مجاراته إبداعيا وتربويا، أو مضاهاته على مستوى توظيف الصور في سياقاتها القرائية والتداولية وأجوائها الأدبية والفنية والإبداعية. ومن ثم، فلقد "انفرد أحمد بوكماخ في تأليف (اقرأ) بتوظيف الرسوم بكل أشكالها وأجناسها وأنواعها، إذ شكلت هذه المنهجية سبقا. ويرى أحمدالفتوح، الناقد السينمائي ورئيس المنتدى الثقافي بطنجة، أنه باستثناءالصور الفوتوغرافية التي تزين غلاف الأعداد، وظف أحمد بوكماخ الرسوم كدعامة للنصوص، ومكملة لها، أو باعتبارها مواضيع مستقلة.




هذا، وقد استفاد بوكماخ من وظائف الصورة فيتجميل النص، لتحفيز فضول الطفل، وإثارة انتباهه لتحقيق متعة بصرية، وتشجيعه على القراءة، إضافة إلى توظيف الرسوم لذاتها من خلال أسئلة حول موضوع الرسومات وشكلها، ثم لكونها منطلقا للتعبير الشفوي والكتابي. وهنا، تكمن الوظيفة التعبيرية واللغوية...




وتعتبر رسوم مجموعة (اقرأ) مجالا خصبا للدراسة والتحليل بالنسبة للمتخصصين في سيميائيات الصورة، إذ تتجاوز عدد صفحات الكتاب الواحد ثلاث مرات، تختلف فيها تقنيات وأساليب إنجاز وابتكار هذه الرسوم.




لقد اشتغل أحمد بوكماخ مع الفنان التشكيلي محمد شبعة، والفنان المسرحي والكاريكاتوري المرحوم أحمد الشنتوف.




وكان هذا التعاون بين الكاتب والرسام أساسا لتأليف السلسلة وتنسيقها وإخراجها شكلا ومضمونا، إضافة إلى تعاون بوكماخ مع الشاعر أحمد الحرشني الذي كان يتقن عدة لغات أجنبية، وعمل على مساعدة بوكماخ في ترجمة مجموعة من نصوص (اقرأ) منلغتها الأصلية إلى العربية"[1].




وهكذا، يتبين لنا بأن أحمد بوكماخ كان سباقا إلى توظيف الصور الملونة في الكتاب المدرسي المغربي، بعد أن كانت هذه الصور مقتصرة على الكتب المصرية واللبنانية.




4- مرحلة الصورة الرقمية:

لم تتبلور الصورة الرقمية في الكتاب المدرسي إلا مع سنوات الألفية الثالثة، بعد انتشار الحاسوب وتعميمه تجاريا وإعلاميا، وتطور الثورة الرقمية والتكنولوجية، وتكاثر الصور في مواقع الشبكات العنقودية في مختلف أنواعها وتشكيلاتها. وبالتالي، أصبح عصرنا هذا عصر الثورة الرقمية بامتياز.



لذلك، ساير الكتاب المدرسي المغربي هذه الثورة بتطعيم نصوصه ومضامينه التعليمية - التعلمية بمجموعة من الصور الرقمية، لكي يحتك بها المتعلم على مستوى التلقي والاستثمار والتطبيق من جهة، ويوظفها المدرس في بناء درسه الديداكتيكي عبر مختلف مقاطعه التدبيرية والتخطيطية من جهة أخرى.



أنواع الصور في الكتاب المدرسي:

يتضمن الكتاب المدرسي المغربي في مختلف أسلاكه التربوية أنواعا من الصور التربوية التي يمكن حصرها في ما يلي:

1- الصورة التربوية أو البيداغوجية:

نعني بالصورة التربوية تلك الصورة التي توظف في مجال التربية والتعليم، وتتعلق بمكونات تدريسية هادفة، كأن تشخص هذه الصورة واقع التربية، أو تلتقط عوالم تربوية هادفة تفيد المتعلم في مؤسسته أو فصله الدراسي. أي: إن الصورة التربوية هي التي تحمل في طياتها قيما بناءة وسامية، تخدم المتعلم في مؤسسته التربوية والتعليمية بشكل من الأشكال. وقد تتنوع هذه الصورة في أشكالها وأنماطها وأنواعها، لكن هدفها واحد هو خدمة التربية والتعليم. ولا تقتصر هذه الصورة على ما هو تربوي عام فقط، بل تطلق على الصور الموظفة في الكتاب المدرسي، ما عدا الصورة الإشهارية، والصورة التشكيلية، والصورة الفوتوغرافية، والصورة التوجيهية التحسيسية... بل لابد أن تكون صورة متميزة بهدفها التربوي والتعليمي.




2- الصورة الديداكتيكية:

يحوي الكتاب المدرسي مجموعة من الصور الديداكتيكية التي توظف في حصة الدرس تخطيطا وتدبيرا وتوضيحا وتقويما، مثل: الصور الإدماجية وصور الوضعيات والصور الإيضاحية والخطاطات. أي: إن الصورة الديداكتيكية هي تلك الصورة التعليمية المرتبطة بمقاطع الدرس الثلاثة: المقطع الابتدائي، والمقطع التكويني، والمقطع النهائي. وتندرج هذه الصورة كذلك ضمن ما يسمى بوسائل الإيضاح. وبالتالي، يستعمل المدرس الصورة الديداكتيكية المثبتة في الكتاب المدرسي لبناء الدرس شرحا وتوضيحا واستثمارا واستكشافا واستنتاجا وتقويمًا.
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 103.17 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 101.46 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.66%)]