لا تقاطعوا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الموسوعة التاريخية ___ متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 188 - عددالزوار : 16955 )           »          ألا تحب أن تُذكر في الملأ الأعلى؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          شرح وترجمة حديث: ألا تسمعون؟ إن البذاذة من الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التوفيق بين الزهد في الدنيا وإظهار العبد نعم الله عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          بساطة العيش (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 37 )           »          فوائد من التفسير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          أوهام الحياة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          يأخذ بقلبي مطلع سورة صٓ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          ثمرات التقوى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الرحمة في الحدود (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2021, 03:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,312
الدولة : Egypt
افتراضي لا تقاطعوا

لا تقاطعوا













د. عصام بن عبدالمحسن الحميدان




إن الحمدَ لله نحمدُه ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.







﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].







﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].







﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].







أما بعد:



فإن المجتمع الإسلامي الفاضل هو الذي تسوده الأخوّة والمحبة، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ.. ﴾ [الحجرات: 10]، وتأملوا كيف فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما حلّ بالمدينة النبوية، وكيف ألف بين قلوب الصحابة رضي الله عنهم بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، حتى صار أحدهم يؤثر أخاه على نفسه، كما قال الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]، ومن الصور الرائعة في ذلك ما قاله سعد بن الربيع الأنصاري لعبد الرحمن بن عوف المهاجري رضي الله عنهما: « إني أكثر الأنصار مالًا فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك، فسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها، فتزوجها»، فقال عبدالرحمن: «بارك الله لك في أهلك ومالك، ولكن دلّني على السوق» رواه البخاري.







بهذه الروح الإيمانية الأخوية قضى الصحابة رضي الله عنهم على مداخل الشيطان بينهم، ولكن الشيطان لم ييأس، ولكن يحرِّش ما استطاع، قال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» رواه مسلم.







فبذر الشيطان بذرة الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وذلك من قدر الله تعالى ليكون لنا عبرة في الاستفادة من تلك المواقف، وليرفع درجة الصحابة رضي الله عنهم بما ابتلاهم به من الاختلاف.







أما في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقد جلس رجل من اليهود بين أوسي وخزرجي لما رأى تآلفهم على الإسلام ومحبتهم لبعضهم بعد عداواتهم في الجاهلية، فحرَّش بينهم، فلم يزل يذكِّرهما أيامهما والعداوةَ التي كانت بينهم، حتى استَبَّا ثم اقتتلا. قال: فنادى هذا قومه وهذا قومه، فخرجوا بالسلاح، وصفَّ بعضهم لبعض. قال: ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم شاهدٌ يومئذ بالمدينة، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يمشي بينهم إلى هؤلاء وإلى هؤلاء ليسكنهم، حتى رجعوا ووضعوا السلاح، فأنـزل الله عز وجل القرآن في ذلك: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ... ﴾ [آل عمران: 100] إلى قوله: ﴿.. وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105].







وأما بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم ففي وقعة الجمل، وصفّين.







إن تلك دروسٌ من تاريخ الصحابة رضي الله عنهم لنتأمل خطورة القطيعة، والشحناء، وفضل الأُلفة والتلاحم والتكاتف والتراحم.







إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرَّم القطيعة بين المسلمين فقال: «لا تقاطعوا» رواه مسلم. والقطيعة: هي ترك السلام والزيارة والتواصل عمدًا بلا مبرر.







أما إن كانت القطيعة لعقوبة شرعية فلا تدخل فيه كما قاطع النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلِّفوا عن غزوة تبوك تعزيرًا لهم.







وجعل النبي صلى الله عليه وسلم أقصى مدّة للهجران بين المسلمين ثلاثة أيام في ترك السلام، فقال: « لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وبيَّن صلى الله عليه وسلم أن الجنة تفتح أبوابها « في كل اثنين وخميس، فيغفر لكل عبدٍ لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلًا كان بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظرا هذين حتى يصطلحا» رواه مسلم عن أبي هريرة.







فانظر كيف يحرم المسلم نفسه من المغفرة بسبب موقف أو خلاف يسير يعظِّمه الشيطان.







ويفهم منه أن من يسعى لتأليف قلوب المسلمين ورفع الخلاف بينهم له أجر عظيم، وهو الإصلاح الذي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم الكذب فيه من أجل إزالة أسباب العداوة بين المسلمين.







إن التقاطع بين المسلمين يفتح باب الشر، ويعطي شياطين الإنس والجنّ الفرصة للتحريش، ويشوّه صورة الإسلام والمسلمين، ويقسي القلب، ويثير الفتنة، وينزل غضب الله، ويرفع الرحمة، ويضعف الأخوّة، ويفكك المجتمع، فاتقوا الله عباد الله، وتفقهوا في دين الله، واعرفوا أن للإسلام مقاصد عظيمة، وركائز متينة، فتمسكوا بها، ولا ترضوا لشياطين الإنس والجن في التحريش بينكم.



♦ ♦ ♦











الخطبة الثانية



الحمد لله ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [غافر: 3]، ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: « إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فأكثروا عليّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليّ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أولى الناسِ بي يومَ القيامةِ أكثرُهم عليّ صلاةً».







وبعد:



فإن الإسلام كما حرّم التقاطع والتدابر، فإنه بالمقابل شرع الوسائل الكثيرة للتآلف والتكاتف والتراحم والتوادّ، ومنها: إفشاء السلام، حيث قال صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده، لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أوَلَا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم.







ومنها التهادي، حيث قال صلى الله عليه وسلم: « تهادوا تحابوا » [حسنه الألباني في صحيح الجامع 3004].







ومنها التغاضي والتنازل للأخ المسلم، عن أبي الدَّرداء رضي الله عنه قال: كانت بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما محاورة، فأغضب أبو بكر عمرَ، فانصرف عنه عمر مغضبًا، فأتبعه أبو بكر يسأله أن يستغفر له، فلم يفعل، حتى أغلق بابه في وجهه. فأقبل أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذًا بطرف ثوبه، حتى أبدى عن ركبته، فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: « أمَّا صاحبُكم فقد غامر »، فسلَّم وقال: يا رسول الله! إنِّي كان بيني وبين ابن الخطَّاب شيء، فأسرعت إليه ثمَّ ندمت، فسألته أن يغفر لي، فأبى علي، فأقبلت إليك. فقال: «يغفر الله لك يا أبا بكر» (ثلاثًا)، ثمَّ إنَّ عمر ندم على ما كان منه، فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا. فأتى إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم، فجعل وجهُ النَّبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر؛ حتى أشفق أبو بكر، فجثا على ركبتيه، وقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظلمَ (مرتين). فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: « إنَّ الله بعثني إليكم، فقلتم: كذبتَ. وقال أبو بكر: صدقتَ. وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟». رواه البخاري.








وعلى المسلم أن يغلق كل أبوابِ القطيعة وأسبابها بينه وبين إخوانه المسلمين، فيترك النجش، والبيع على البيع، والغيبة، والنميمة، وظن السوء، واللمز والهمز..


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.02 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.71%)]