ولاية الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الثقافة الإسلامية في العصر الرقمي .. ندوة فكرية تبحث التحديات والفرص في ضوء الذكاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          “قيمة العلم في بناء الحضارة”.. ندوة فكرية بمعرض الدوحة للكتاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          كل أحاديث حسن الصوت بقراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          دعائم تربوية من خلال الموعظة القرآنية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التيك توك والسناب: اللغو والكذاب والاكتئاب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          حجوا قبل ألا تحجوا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          متابعة للاحداث فى فلسطين المحتلة ..... تابعونا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13483 - عددالزوار : 699285 )           »          لماذا نتخفف من الأصدقاء كلما كبرنا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          الأم الصالحة والأم الجاهلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بئر الرضا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-09-2021, 06:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 152,024
الدولة : Egypt
افتراضي ولاية الله

ولاية الله
د. أمين بن عبدالله الشقاوي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أمام بعد:

فقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 62 - 64]، فمن أولياء الله؟ وما صفاتهم، وما جزاؤهم؟

أولًا: قال الشوكاني: الولي في اللغة القريب، والمراد بأولياء الله خلص المؤمنين؛ لأنهم قربوا من الله تعالى بطاعته واجتناب معصيته، وقال في موضع آخر: والحاصل أن من كان من المعدودين من الأولياء إن كان من المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره من الله، مقيمًا لما أوجب الله عليه تاركًا لما نهاه عنه، مستكثرًا من طاعاته، فهو من أولياء الله تعالى، وما ظهر عليه من الكرامات التي لم تخالف الشرع، فهي موهبة من الله تعالى لا يحل لمسلم أن ينكرها، ومن كان بعكس هذه الصفات، فليس من أولياء الله، وليست ولايته رحمانية، بل شيطانية، وكراماته من تلبيس الشيطان عليه وعلى الناس، وليس هذا بغريب ولا مستنكر، فكثير من الناس من يكون مخدومًا بخادم من الجن أو أكثر، فيخدمونه في تحصيل ما يشتهيه، وربما كان محرمًا من المحرمات، والمعيار الذي لا يزيغ، والميزان الذي لا يجور هو ميزان الكتاب والسنة، فمن كان متبعًا لهما معتمدًا عليهما، فكراماته وجميع أحواله رحمانية، ومن لم يتمسك بهما ولم يقف عند حدودهما، فأحواله شيطانية[1].

والناس في الولاية على درجات ثلاثة:
قال تعالى: ﴿ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ [فاطر: 32]، فكل صنف من هؤلاء الأصناف معه من ولاية الله بقدر إيمانه وتقواه؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «وأما الولاية الخاصة، فهي القيام لله بجميع حقوقه وإيثاره على ما كل سواه في جميع الأحوال، حتى تصير مراضي الله ومحابه هي همه ومتعلقَ خواطره، يصبح ويمسي وهمه مرضاة ربه وإن سخط الخلق»[2].

ثانيًا: أولياء الله اتصفوا بصفات نالوا بها الولاية، فمن صفاتهم:
1- الإيمان؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63]، فوصفهم بالإيمان ويشمل الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.

2- التقوى، وهي أن يجعل العبد بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 34].

روى البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألَا إِنَّ آلَ أَبِي - يعني فُلانًا - لَيْسُوا بِأَوْلِيَائِي، إِنَّمَا وَلِيِّيَ اللَّهُ وَصَالِحُ المُؤْمِنِينَ»[3].

وفي الحديث الآخر الذي رواه أبو داود في سننه من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَإِنَّمَا أَوْلِيَائِيَ الْمُتَّقُونَ»[4].

3- الحب في الله والبغض في الله، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اسْمَعُوا وَاعْقِلُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ، يَغْبِطُهُمْ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللَّهِ». فَجَثَى رَجُلٌ مِنَ الْأَعْرَابِ مِنْ قَاصِيَةِ النَّاسِ، وَأَلْوَى بِيَدِهِ إِلَى نَبِيِّ الله صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَغْبِطُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ وَالشُّهَدَاءُ عَلَى مَجَالِسِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنَ اللهِ انْعَتْهُمْ لَنَا[5]، يَعْنِي صِفْهُمْ لَنَا، شَكِّلْهُمْ لَنَا فَسُرَّ وَجْهُ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، لِسُؤَالِ الْأَعْرَابِيِّ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «هُمْ نَاسٌ مِنْ أَفْنَاءِ النَّاسِ وَنَوَازِعِ الْقَبَائِلِ لَمْ تَصِلْ بَيْنَهُمْ أَرْحَامٌ مُتَقَارِبَةٌ تَحَابُّوا فِي اللَّهِ وَتَصَافَوْا، يَضَعُ اللَّهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»[6].


4- أداء الفرائض على أكمل الوجوه، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِن اللهَ تَعَالَى قَالَ: منْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ»؛ الحديث.

5- التقرب إلى الله بالنوافل؛ كقيام الليل وصيام النهار والصدقات وغير ذلك، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِن الله يَقُولُ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِما افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنوَافِلِ حَتى أُحِبَّهُ»؛ الحديث[7].

ثالثًا: أما جزاؤهم في الدنيا والآخرة، فقد جاء وعد الله لهم به في آيات وأحاديث، فمن ذلك:
1- نزول الطمأنينة في قلوبهم فهم آمنون مما يخافه غيرهم، من أهوال الآخرة وشدائدها[8]؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].

2- أنهم لا يحزنون على ما فاتهم من الدنيا[9]؛ قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [يونس: 62].

3- أن الله يحبهم.

4- أن الله يدافع عنهم.

5- أن الله يستجيب دعاءهم، ويعيذهم مما استعاذوا به.

6- أن الله يضع لهم يوم القيامة منابر من نور، فيُجلسهم عليها.

7- يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة على منازلهم وقُربهم من الله.

والدليل على ما سبق من الفضائل قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «إِن الله يَقُولُ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِما افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وما يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنوَافِلِ حَتى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُه كُنْتُ سَمْعَه الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَه الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَه التِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَه الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّه، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّه»[10].

وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق الذي رواه أحمد في مسنده من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه عندما ذكر أولياء الله، قال «يَضَعُ اللهُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، فَيُجْلِسُهُمْ عَلَيْهَا، فَيَجْعَلُ وُجُوهَهُمْ نُورًا، وَثِيَابَهُمْ نُورًا، يَفْزَعُ الناسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَفْزَعُونَ، وَهُمْ أَوْلِيَاءُ اللهِ الذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ، وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ».

8- لهم البشرى في الحياة الدنيا والآخرة، فقد روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أتاه رجل فقال: ما تقول في قول الله تعالى: ﴿ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [يونس: 64]؟ قال: لقد سألت عن شيءٍ ما سمعت أحد سأل عنه بعد رجل سأل عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «بُشْرَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْ تُرَى لَهُ، وَبُشْرَاهُمْ فِي الْآخِرَةِ الْجَنَّةُ»[11].

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

[1] قطر الولي؛ للشوكاني رحمه الله (ص256) بتصرف.

[2] بدائع الفوائد (3/ 1014).

[3] صحيح البخاري برقم (5990)، وصحيح مسلم (215) واللفظ له.

[4] برقم (4242)، وصححه الشيخ الألباني۴ في صحيح سنن أبي داود برقم (3568).

[5] في الزهد والرقائق لابن المبارك: جَلِّهم، ولعلها الصواب.

[6] مسند الإمام أحمد (5 /343)، وصححه الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله كما في السلسلة الصحيحة برقم (3464).

[7] برقم (6502).

[8] تفسير ابن كثير، (7 /375).

[9] تفسير الطبري لابن جرير۴ (5 /4226)

[10] برقم (6502)

[11] (45/ 515 - 516) برقم 27526، وقال محققوه: صحيح لغيره.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.67 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]