الفأل الحسن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         موسى عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 15 - عددالزوار : 3109 )           »          جوانب العظمة في حياة أبي بكر الصديق رضى الله عنه قبل الإسلام وبعده (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          ما نزل في صلح الحديبية من القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          من قيل في ترجمته كان أكولًا أو كثير الأكل أو نحوها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التكوين العلمي للإمام محمد بن جرير الطبري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          صدى صلح الحديبية عند المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          مقتطفات من سيرة أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          صلح الحديبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          قصة خالد بن الوليد مع (سبايا عين التمر) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          صريف الأقلام في إسلام ابن الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-11-2021, 10:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 151,262
الدولة : Egypt
افتراضي الفأل الحسن

الفأل الحسن



عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته ولنعلم أننا بحاجة إلى التفاؤل الذي اصطحبه نبيُّنا -صلى الله عليه وسلم- في حياته كلِّها قولًا وعملًا؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «لا طِيَرَةَ، وخَيرُها الفَألُ»، قالوا: وما الفألُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «الكلِمَةُ الصَّالحةُ يسمعُها أحدُكم» (صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5755)، وكان يقولُ لِخَبَّاب في أوْجِ الشِّدةِ التي يلقاها من المشركين: «ولَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمرَ، حتى يسيرَ الراكبُ من صنعاء إلى حضرموت ما يخافُ إلا اللهَ والذئبَ على غنمِه» (صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3852)، وكان إذا استسقى قَلَبَ رداءَه بعد الخُطْبة؛ تفاؤلًا بتحوِّلِ حالِ الجَدْبِ إلى الخِصْب، وهكذا كانتْ حياةُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- مليئةً بالتفاؤل، كان يتفاءَل بالأمْكِنة والأسْماء، قال لأبي بكرٍ وهو يفْترِشُ معه ترابَ الغارِ، والكُفَّارُ مِنْ حولِه: «ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا»؟! (صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3653).

عباد الله، لقد سلَك الإسلامُ كُلَّ سبيلٍ في غَرْسِ رُوحِ التفاؤلِ بالخير في المجتمع المسلمِ، فأمَرَنا -صلى الله عليه وسلم - بأنْ نَلْقى إخوانَنا بوَجْهٍ طَلْقٍ، حتى نُشِيعَ في المجتمع روحَ التفاؤلِ والأمل، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللهِ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- «كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَإِن مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ في إِنَاءِ أَخِيكَ» (سنن الترمذي الصفحة أو الرقم: 1970).

كما أمرَنا -صلى الله عليه وسلم- بإفشاء السلام بينَنا حتى تَسُودَ المحبَّةُ والأُلفة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم-: «والَّذي نَفْسي بيدِهِ، لا تَدخُلوا الجَنَّةَ حتَّى تُؤمِنوا، ولا تُؤمِنوا حتَّى تَحابُّوا، أفلا أدُلُّكم على أمْرٍ إذا فعَلْتُموهُ تحابَبْتُم، أفشُوا السَّلامَ بينكم» أخرجه أبو داود (5193) واللفظ له، والترمذي (2688)، وابن ماجه (68)، وأحمد (10650)، وأمَرَنا كذلك بمُجالسةِ الجليسِ الصالحِ الذي يُشبِهُ حاملَ المِسْك؛ حتى نَتلَمَّسَ من مصاحبته روحَ الصلاحِ والخير.

عباد الله، وفي حديث الأنصاري الذي لزمَ المسجدَ حَزينًا من كثرة هُمُومِه ودُيونِه، أرشدَهُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى استبدال اليأسِ بالأملِ والتفاؤلِ، وأنَّ عليه أن يتْرُكَ اليأسَ والتشاؤمَ ويُحْسِنَ التَّوكُّلَ على الله تعالى؛ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِي قَالَ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ: أَبُو أُمَامَةَ فَقَالَ: «يَا أَبَا أُمَامَةَ، مَالِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ الصلاَةِ»؟، قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «أَفَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلاَمًا إِذَا أَنْتَ قُلْتَهُ، أَذْهَبَ اللهُ عَز وَجَل هَمَّكَ وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ»؟، قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِني أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَم وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الديْنِ وَقَهْرِ الرجَالِ»، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَ اللهُ عَز وَجَل هَمي، وَقَضَى عَني دَيْنِي"؛ أخرجه أبو داود (1555)، والبيهقي في ((الدعوات الكبير)) (305).

كما نهى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن إشاعةِ رُوحِ التشاؤمِ في المجتمع بِسَبِّ الدَّهْرِ أو الادِّعاءِ بأنَّ الناسَ قد هَلَكوا، وأنَّ الخيرَ قد انتهى من الناس، ففي الحديث يقول – صلى الله عليه وسلم -: «قال اللهُ تعالَى: يُؤذيني ابنُ آدمَ، يسبُّ الدَّهرَ وأنا الدَّهرُ، بيدي الأمرُ، أُقَلِّبُ الَّليلَ والنَّهارَ» أخرجه البخاري (7491) واللفظ له، ومسلم (2246).

ونهى -صلى الله عليه وسلم- عن تقنيطِ وتيئيس المرءِ لِمَنْ حولَه مهما كانت الظروفُ والأحوالُ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَن رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:«إذا سمِعْتَ الرَّجلَ يقولُ: هَلكَ النَّاسُ فهوَ أهلَكُهُمْ»أخرجه مسلم (2623)، وأبو داود (4983)، وأحمد (10006).

عبــاد الله، التفاؤلُ يَدْفعُ بالإنسانِ نحوَ العطاءِ والتقدُّمِ، والعملِ والنجاحِ، بعون الله تعالى، ويُولِّدُ هِمَّةً عاليةً وعزيمةً ونشاطًا مُتجددًا، والمُسلمُ المتفائلُ مُتوكِّلٌ على الله، يعلمُ أنَّ كلَّ شِدَّةٍ فَرَجُها آتٍ، يتوقَّعُ الخيْرَ، ويُحْسِنُ الظنَّ بالله الذي بيده مقاديرُ الأمورِ، ويعلمُ أنَّ الرحيمَ سيجعَلُ بعْدَ العُسْر يُسْرًا، وبعد الضيق فرجًا، وبعد الحُزْن سُرورًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللهِ إِن اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر:53].

أما بعد:
فيا عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى، ولْنعلم أنَّ أحسنَ أدويةِ المِحَن والمُلِمَّات، وأنفعَها في الحالِ والمآل: هو حُسنُ الظنِّ بالله تعالى، من خلالِ وجودِ الفَأْلِ الحَسَن؛ حيثُ يَحْسُنُ ظنُّك بربِّك وتقتدِي بهديِ نبيك -صلى الله عليه وسلم- لأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يُعجِبُه الفَأْلُ الحسنُ، ويكرَهُ الطِّيَرَة - وهي التشاؤُم - لأنها سُوءُ ظنٍّ بالله تعالى بغير سببٍ مُحقَّق، فإنَّ اللهَ جل وعلا يُجْرِي للعباد بالمصائِب الأجورَ، ويرْفعُ الدَّرجاتِ، ويُكفِّرُ السيئاتِ، ثُم يُتبِعُها الفرَجَ وحُسنَ العواقِبِ، فكم من المِحَنِ في طيَّاتها مِنَح! وكم من العُسرِ أتبعَه اليُسرُ، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6]، ولن يَغلِبَ عُسرٌ يُسرَيْن، غيرَ أنَّ بدايةَ طريقِ الوُصولِ من العُسر إلى اليُسر هو الفَأْلُ وحُسنُ الظن بالله، ولم يقتصِرْ تفاؤُلُ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- على ما يكونُ في أرضِ الواقعِ، بل إنه يستحضِرُه حتى في تعبير الرؤَى المنامية، فقد جاء في الحديث أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «رأيتُ ذاتَ ليلَةٍ، فيما يرى النَّائِمُ، كأنَّا في دارِ عُقبةَ بنَ رافِعٍ، فأُتينا برُطَبٍ مِن رُطَبِ ابنِ طابٍ، فأوَّلتُ الرِّفعةَ لنا في الدُّنيا والعاقبةَ في الآخِرَةِ، وأنَّ دينَنَا قد طاب» (صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2270).

فما أعظمَ الفَأْلَ في سِيرةِ حبيبِنا وقُدوتنا - صلى الله عليه وسلم- إنه لا يُريدُ لأمَّته أنْ تيئَسَ أو أنْ تتشاءَم؛ لأنه لم يُبعَثْ إلا رحمةً للعالمين، يُقرِّبُهم إلى الله، ويُحيِي روحَ التفاؤُلِ، وحُسنَ الظن بالله تعالى، حتى في حالِ الدعاءِ بين العبدِ وبين ربِّهِ، يُذكِّرُنا -صلى الله عليه وسلم- بالفَأْل، فيقول: «ادعوا اللَّهَ وأنتُم موقِنونَ بالإجابَةِ، واعلَموا أنَّ اللَّهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ» (صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم: 3479).


فاتقوا الله عباد الله، وصلُّوا وسلِّموا على محمدٍ رسولِ الله، فقد قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]. وقال عليه الصلاة والسلام: «من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرًا».
________________________________________
الكاتب: محمد بن حسن أبو عقيل










__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.76 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.09 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]