|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أخطاء في فهم الرضا بالله تعالى أو تطبيقه (1) إبراهيم الدميجي الحمد لله، وبعد: فإنَّ الرضا بابٌ عظيم من أبواب الدين، وهو من أعمال القلوب الكبار، وداخلٌ في لُبابِ الإسلام؛ إذ أصلُ الإسلامِ تسليمٌ واستسلام لله تعالى بتوحيده وطاعته، وعينُ الاستسلام الرضا، فالرضا هو محض التسليم، وكهف السكينة، وإكسير الانقياد، ومُوقدُ الهمّة للعبادة، ولَمَّا كان الرضا بهذه الأهمية، كان حتمًا على كل موفَّق فهم حدوده للوصول لغاياته، دون روغان عن جادَّتِه، ولا زيغ عن مَحجَّتِه، والخطأ فيه إما صادرٌ من باب التصوُّر والعلم والفهم والتنظير، أو من باب العمل والسلوك والتطبيق، والهُدى أن يأخذ الله بيد عملك وعين بصيرتك فيُنيرك بالعلم والإيمان، فاللهم اهدنا الصراط المستقيم. فمن الأخطاء في باب الرضا: الأول: نقص الفقه في معانيه الشرعية: ذلك أن ميدان الرضا خصيبٌ بالمعاني التي تحتملها المفردات المترادفة والمتباينة، فيلزم من أراد فهم الرضا أن يتفقَّه في مقاصد ألفاظ الشرع، حتى لا يقع التباسٌ يُحيل الباطل في عينه لحقٍّ يتوهَّمه؛ فيَضِلّ ويُضَلّ، قال ابن القيم رحمه الله: "وكثيرًا ما يشتبه في هذا الباب المحمود الكامل بالمذموم الناقص، ومن ذلك: اشتباه الرضا عن الله بكل ما يفعل بعبده مما يحبه ويكرهه بالعزم على ذلك وحديث النفس به، وذلك شيء والحقيقة شيء آخر"، قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "ليس في الوجود شيء أشرف من العلم، كيف لا وهو الدليل؟! فإذا عُدِم وقع الضلال"[1]. ومن الأخطاء: ترك معونة الناس بحجَّة الرضا بالقضاء، فمن المهمات معرفة أن الرضا مُحرِّك إيجابي، ودافع لإغاثة الملهوف، وإعانة المحتاج، وإغناء المسكين، ونصر المظلوم، وفكِّ العاني، والقيام لله في ذلك كله، وليس معناه الإعراض عنهم، والتولِّي عند حاجتهم، والإدبار عن نفعهم بحجة الرضا: صَمْتُ الفقير بكاءٌ لا يُحِسُّ بهِ ![]() في ضجَّةِ الكَوْنِ إلا مَنْ يُعانيهِ ![]() يَبْكي بُكاءً مريرًا لا دُمُوعَ لهُ ![]() إذ إنَّهُ عن عُيونِ الناسِ يُخْفيهِ ![]() لأنَّهُ مُعْدِمٌ لا مالَ في يَدهِ ![]() سوى التَّعَفُّفِ في أسْمَى مَعانيهِ ![]() لا يَسْأل النَّاسَ إلْحافًا ولا طَمَعًا ![]() وفيهِ مِنْ حَسْرةِ الإمْلاقِ ما فِيهِ ![]() ذاكَ الَّذي يستحقُّ العَوْنَ فانْتَبِهُوا ![]() ولا تَقُولوا غناءُ النَّفْسِ يَكْفيهِ ![]() ففتِّشُوا الآنَ في الأحياءِ عنهُ ولا ![]() يَسْتَصْغِر الأجْرَ عند اللهِ مُعْطِيهِ ![]() ومن الأخطاء في باب الرضا: تمني البلاء، فيتمنى العبد بلاءً كي يرضى به، وهو منه أصلًا في عافية، ولا يدري عاقبته في نفسه، ولا مدى احتماله له، ولا يدري عن توفيق الله له بتثبيت عزمه على الرضا، فكم انفسخت في الناس من عزيمة، وبطلت من همَّة، واضمحلَّت من إرادة! وليس من سنة الرسل تمنِّي البلاء وإن التذُّوا به حين يقع؛ لعظيم إيمانهم، وقوَّة علمهم، وعصمة الله تعالى لهم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يسأل ربَّه العافية، ويُوصي أمَّتَه بذلك، وكلُّ الهدى في سُنَّته، والسلامة لا يعدلها شيء. قال المباركفوري رحمه الله تعالى: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أحَبَّ اللهُ قَوْمًا ابْتلاهُم))[2]، المقصود الحث على الصبر على البلاء بعد وقوعه، لا الترغيب في طلبه للنهي عنه"[3]، ومما يدل على ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ((أيُّها النَّاسُ، لا تَتَمَنَّوا لِقاءَ العَدُوِّ، وسَلُوا اللهَ العافيةَ، فإذا لقِيتُمُوهم فاصْبرُوا))[4]، فنهانا عليه الصلاة والسلام عن تمنِّي البلاء، وأمرنا أن نسأل الله أن يُعافيَنا منه كذلك، كما أمرنا بالصبر عند وقوعه. وقال عليه الصلاة والسلام: ((تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ، وَدَرَكِ الشَّقَاءِ، وَسُوءِ القَضَاءِ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ))[5]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوَّذ من جَهْد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء"[6]، وفي صحيح مسلم[7] عن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عادَ رجلًا من المسلمين قد خَفَتَ[8] فصار مثل الفَرْخ[9]، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟))، قال: نعم كنت أقول: اللهم ما كنت مُعاقِبِي به في الآخرة فَعَجِّله لي في الدنيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سُبْحانَ الله، لا تُطيقُه، أو لا تستطيعه[10]، أفلا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ؟))، قال: "فدعا الله له فشفاه"، ففي هذه الأحاديث وأمثالها استحبابُ التعوُّذ من البلاء، وكراهة تمنِّيه، والخطأ ليس في سؤال الله العافية وتمنِّي عدم البلاء، بل الخطأ في سؤال الله إيَّاه وقد عافاه، وتمنِّيه وقد نهاه، ﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ ﴾ [النساء: 147]. وتأمل تفسير الحسن البصري لآية الحسنة فقد قال في قوله تعالى: "﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ﴾ [البقرة: 201] هي العلم والعبادة، ﴿ وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ﴾ [البقرة: 201] هي الجنَّة"[11]، نسأل الله الكريم من فضله، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "هذا من أحسن التفسير؛ فإنَّ أجلَّ حسنات الدنيا العلم النافع والعمل الصالح"[12]، وهذا تفسير للشيء ببعض معناه، أو بالمهمِّ من تأويله، وإلا فحسنات الدنيا الشرعية والدنيوية المباحة لا تُحصى بفضل الله وكرمه. بارك الله لي ولكم... الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، أما بعد:فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن من الأخطاء في فهم الرضا بالقضاء: اشتراط عدم الإحساس بالألم، فليس من شرط الرضا فقد الإحساس بالمؤلم، فهذا ممتنع على الطبيعة، بل إن الكمال أن يكون الرضا مع الألم حتى يتجرَّد ذلك العمل القلبي الجميل من حظوظ النفس، وقد مضى الكلام على هذا. ومن الأخطاء: تركُ الأسباب بحُجّة الرضا بالقضاء، يا عباد الله، إنَّ العبدَ دائرٌ في عبوديّته بين مأمور بفعله، ومحظور بتركه، فوظيفتُه فعل المأمور واجتناب المنهي، وهو بهذا يفعل الأسباب المأمور بها، ويترك المنهيّ عنها. ومن الأسباب التي لا بد له من فعلها- أي هو مأمور بها -: ما يحفظ حياته؛ من الطعام، والشراب، واللباس، والمسكن، وكذلك الأسباب الموجبة لبقاء نوع الإنسان من النكاح، وما يحافظ على عقله، وماله، وغير ذلك من ضرورات الحياة، وإن تعطيل شيء مِمَّا أمر الله به، أو الوقوع فيما نهى الله عنه يفسد حياته وآخرته، وفعل الأسباب ليس مانعًا من الرضا، بل ذلك من الرضا بقضاء الله وقدره، ولا يتحقق الرضا بالقضاء إلا بفعل الأسباب المأمور بها، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 7، 8] وقال سبحانه: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [المجادلة: 22]، وغيرهما من الآيات الكثيرة التي تدل على أن فعل الأسباب من الإيمان والعمل الصالح بكل أنواعه وكيفياته، ومنه الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والحب في الله، والبغض فيه وله، والجهاد في سبيل الله، وابتغاء الرزق الحلال من غير جشع أو طمع، والإنفاق في وجوه الخير، وغير ذلك من العبادات الواجبات والمسنونات والمستحبات، وكما قيل: "من أراد أن يبلغ محلَّ الرِّضَا فليلزم ما جعل الله رضاه فيه"[13]. ومن قال أو ظن أو فهم أن الرضا ترك التدبير أو ترك الأسباب، فقد طعن في الشريعة التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، فالله عزّ وجل يقول: ﴿ فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ﴾ [الملك: 15]، وقال: ﴿ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ [سبأ: 15]، وقال: ﴿ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا ﴾ [الأنفال: 69]، والغنيمة: اكتساب، وقال تعالى: ﴿ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ ﴾ [الأنفال: 12]، فهذا عمل، وقد هاجر صلى الله عليه وسلم مستخفيًا، كما ظاهر في الحرب بين درعين وهو أرضى الخلق طرًّا بربهم صلى الله عليه وسلم. فالرضا والتسليم لله والإيقان بأنَّ قضاءَ الله ماضٍ نافذ، واتِّباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في السعي فيما لا بد منه من الأسباب؛ من مطعم ومشرب، وتحرُّز من عدو، وإعداد الأسلحة، واستعمال ما تقتضيه سنة الله تعالى المعتادة- هو الحق والصواب، والخير والفلاح للعبد في ذلك[14]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد. [1] تلبيس إبليس (284 - 291) مختصرًا. [2] البخاري 7/ 109 (5470)، ومسلم 6/ 174 (2144) (23). [3] تحفة الأحوذي (7 / 66). [4] البخاري 4/ 62 (2966)، ومسلم 5/ 143 (1742). [5] البخاري 8/ 157 (6616) ومسلم 8/ 76 (2707) (53). [6] البخاري (8/ 93) ومسلم (8/ 76). [7] مسلم (2688). [8] أي: ضَعُف جدًّا، ويقال: خَفَتَ الصوت: إذا ضعف وسكن. [9] أي: في ضعف ولد الطير. [10] وهذا من رفقه ورحمته وشفقته ونصحه صلى الله عليه وسلم. [11] الطبري في التفسير (4/ 205)، وابن عبدالبر في الجامع (1/ 229)، وغيرهما. [12] مفتاح دار السعادة (1/ 339). [13] نقلها القشيري في "الرضا" عن النصر آبادي. [14] وانظر: المنهاج (3/ 91) وإكمال المعلم (2 / 903- 30904) والبحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج لمحمد آدم الأثيوبي (5/ 536).
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() أخطاء في فهم الرضا بالله تعالى أو تطبيقه (2) إبراهيم الدميجي الحمد لله الذي خلق فسوَّى وقدَّر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليّ الأعلى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واستمسكوا بدينه، واعلموا أن من الأخطاء في مفهوم الرضا بالقضاء تركُ الدعاءِ أو الإلحاحِ فيه بحجّة الرضا، وهذا باطل؛ فالدين وِعاءُ الدعاء، والله يحب أن يُدعى، وقد أمر كثيرًا بالدعاء، والدعاءُ الملحّ بصلاح أمور الدين واضحُ المشروعية مؤكَّدُ الاستحباب، أما في أمور الدنيا فمشروع كذلك بشرط سكون القلب بما قسم الله له، وربنا تعالى يقول: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، وقال: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180] وقال عزّ وجل: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ﴾ [الأعراف: 55]، والآيات في هذا كثيرة. وفي صحيح مسلم[1] بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم بَدْر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمئة وتسعة عشر رجلًا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة، ثم مدَّ يديه، فجعل يهتف بربه: ((اللهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللهُمَّ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ))، فما زال يهتف بربِّه مادًّا يديه، مستقبلَ القبلة، حتى سقط رِداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربَّكَ، فإنه سيُنجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ﴾ [الأنفال: 9] فأمدَّه الله بالملائكة. وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ لَا يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ))[2]، فإذا كان سؤال الله يرضيه، لم يكن الإلحاح فيه منافيًا لرضاه. أمَّا سؤال العباد، وإهراق ماء حياة الوجه تحت لُعَاعَتِهم، فذلك عيبٌ في صدق التديُّن، فإنه يُطفئُ الرضا، ويُذهِب بهجته، ويُبدِّل حلاوتَه مرارةً، ويُكدِّر صفوه شوبًا دنيئًا. فإنَّ إرَاقَةَ ماءِ الحَيَاة ![]() دُونَ إراقَةِ ماءِ المُحَيَّا ![]() ![]() ![]() ومن قال: إن الدعاء بكشف البلاء يقدح في الرضا والتسليم، فالجواب عليه: إن الطلب من الله ليس ممنوعًا، بل هو عبادة من أجلِّ العبادات التي أمر الله بها، وكرَّر أمره به، وأبدأ فيه وأعاد؛ لأهميته بل لضرورة العبد له، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 12][3]، ومن مأثور الإمام الشافعي رحمه الله: أتهزأُ بالدُّعاءِ وتَزْدَرِيه ![]() ومَا تَدْري بما صَنَعَ الدُّعاءُ ![]() سِهامُ اللَّيلِ لا تُخْطي ولكن ![]() لها أمَدٌ وللأمَدِ انْقِضاءُ ![]() واعلم أنَّ القلوبَ ضعيفةٌ، والشُّبَهَ خطَّافةٌ، وأن الأفكار والتصوُّرات والعلوم لها واردات عقليّة إن لم يكُنْ صاحبُها مُحَصَّنًا بأَثَارَةٍ من علم الوحي، مُعتصِمًا بأَثرِ الرسول المعصوم صلى الله عليه وسلم، مُقتفيًا آثَارَ السلف الصالح في معتقده وسلوكه وهديه وسَمْتِه وقصده وقوله وعمله؛ فهو على شفا جُرُفٍ هار، والمحفوظ المُوفَّق من حفظه الله ووفَّقه، فادع الله تعالى أن يُنجيك من شبكة الشبهات، وادْعُه دعاء الغرِق لعلَّه ينظُر إليك نظرَ رحمةٍ وإجابةٍ وقَبولٍ، فيُنجيك من شرِّ نفسِك وشرِّ الشيطان وشركه، وتأمَّل وصيَّةَ ابن المبارك رحمه الله تعالى ومرِّرها على عقلك، واضعًا يدك على قلبك، لَهِجًا بدعاء ربِّك أن يعصمَك من سوء الفتن، قال رحمه الله تعالى: "إنَّ البُصَراء لا يأمنون من أربع: ذنبٍ قد مضى لا يُدرى ما يصنع فيه الربُّ عز وجل، وعُمُرٍ قد بقي لا يُدرى ما فيه من الهلَكة، وفَضْلٍ قد أُعطيَ العبدُ لعله مَكرٌ واستدراج، وضلالةٍ قد زُيِّنتْ يراها هُدًى، وزيغِ قلبٍ ساعةً، فقد يُسلبُ المرءُ دينَه ولا يشعر!"[4]. "وطلب الجنة والاستعاذة من النار طريقُ أنبياء الله ورسله وجميعِ أوليائه السابقين المقرَّبين وأصحاب اليمين، كما في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل بعض أصحابه: ((كيف تقول في دعائك؟))، قال: أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أُحْسِن دَنْدَنَتَكَ ولا دَنْدَنَةَ مُعاذ! فقال: ((حولهما نُدَنْدِن))[5]، فقد أخبر أنه هو صلى الله عليه وسلم ومعاذ - وهو أفضل الأئمة الراتبين بالمدينة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم - إنما يُدَنْدِنُون حول الجنة، أفيكون قول أحد فوق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ ومن يصلي خلفهما من المهاجرين والأنصار؟! وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ للهِ تعالى ملائكةً يطُوفُون في الطُّرُق يلتمسون أهلَ الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون اللهَ عز وجل، تنادوا: هلمُّوا إلى حاجتكم، فيحفُّونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم - وهو أعلم -: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبِّحونك، ويكبِّرونك، ويُحمِّدونك، ويُمجِّدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟! قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشدَّ لكَ عبادةً، وأشدَّ لك تمجيدًا، وأكثرَ لك تسبيحًا، فيقول: فماذا يسألون؟ قال: يقولون: يسألونك الجنةَ، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب، ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشدَّ عليها حِرْصًا، وأشَدَّ لها طَلَبًا، وأعظمَ فيها رغبةً، قال: فمِمَّ يتعوَّذون؟ قال: يقولون: يتعوَّذُون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله، ما رأوها، فيقول: كيف لو رأوها؟! قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشدَّ منها فرارًا، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجُلَساءُ لا يشقى بهم جليسُهم))[6]. وفي صحيح مسلم[7] وغيره، عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخلَ أهلُ الجنةِ الجنةَ، نادى مُنادٍ: يا أهلَ الجنةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ مَوْعِدًا يُرِيدُ أَنْ يُنْجِزَكُمُوهُ، فيقولون: ما هو؟ ألم يُبيِّض وجُوهَنا، ويُثقِّل موازينَنا، ويُدْخِلنا الجنةَ، ويُجِرْنا من النارِ، قال: فيُكشَف الحجابُ، فينظُرونَ إليه، فما أعطاهم شيئًا أحَبَّ إليهم من النَّظَرِ إليه))، وكلما كان الشيء أحَبَّ، كانت اللذة بنيله أعظم، وهذا مُتَّفَق عليه بين السلف والأئمة ومشايخ الطريق، كما روي عن الحسن البصري أنه قال: "لو علم العابدون بأنهم لا يرون ربهم في الآخرة؛ لذابت نفوسُهم في الدنيا شوقًا إليه". والواجب أن يُعلم أن كل ما أعدَّه الله للأولياء من نعيم بالنظر إليه، وما سوى ذلك هو في الجنة، كما أن كل ما وعد به أعداءه هو في النار، وقد قال تعالى: ﴿ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17]، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله: أعْدَدْتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذُنٌ سَمِعَتْ، ولا خَطَر على قلْبِ بَشَرٍ، بلْهَ [8] ما أطلعتُهُم عليه))[9].[10] وبعد يا عباد الله، فعلى المؤمن ألا يستحسر عن الدعاء، فهو من أعظم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة، وألّا يزيغ بظن عدم جدواه، أو أنه معارِضٌ لرضا القلب، بل عليه أن يسأل ربَّه ما شاء من مطالب الدنيا والآخرة، وأن يُعلي همته في مطالبه، وألا ينكل عن سؤال ربِّه ما يؤرق راحته ويُكدِّر صفوه، فإن الروح إذا كلَّت عميت أو كادت، وربَّ أمرٍ صغيرٍ تُبنى عليه كبريات الأمور، والله المستعان، فيا نازفًا همَّه بدموعه، ومُرسلًا شجنه بأنينه، وباثًّا شكايته بزفرات، أبشِرْ ببُشْرى الله لك: ﴿ فَإِنِّي قَرِيبٌ ﴾ [البقرة: 186]. بارك الله لي ولكم... الخطبة الثانية الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه الداعي إلى رضوانه، أما بعد:فاتَّقوا الله عباد الله، واستمسكوا بدينه، واعلموا أن من الأخطاء في باب الرضا بالله تعالى: الظن بأن التنعُّم بالمباحات يُنقِص الرضا، وهذا ظن باطل، فإن الله تعالى يقول: ﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾ [الأعراف: 32]، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حبَّب الله إليه النساء والطيب، وكان لا يردُّ موجودًا ولا يتكلَّف مفقودًا، وربَّ مُباحٍ أعان على طاعة وَرَدَّ عن شهوة حرام، قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى: "ما زال جماعة من المتزهِّدين يُزْرُون على كثير من العلماء إذا انبسطوا في مباحات، والذي يحملهم على هذا الجهل، فلو كان عندهم فضل علم ما عابوهم؛ وهذا لأن الطباع لا تتساوى، فرُبَّ شخصٍ يصلح على خشونة العيش، وآخر لا يصلح على ذلك، ولا يجوز لأحد أن يحمل غيرَه على ما يُطيقُه هو غير أن لنا ضابطًا هو الشرع، فيه الرخصة وفيه العزيمة، فلا ينبغي أن يُلام من حصر نفسه في ذلك الضابط، ورُبَّ رخصةٍ كانت أفضلَ من عزائم؛ لتأثير نفعها. ولو علم المتزهِّدون أن العلم يُوجِب المعرفة بالله تعالى، فتنبتّ القلوب من خوفه، وتنحلّ الأجسام للحذر منه، فوجب التلطُّفُ حفظًا لقوة الراحلة، ولأن آلة العلم والحفظ القلب والفكر، فإذا رُفِّهت الآلة جاد العمل، وهذا أمر لا يُعلم إلا بالعلم، فلجَهْل المتزهِّدين بالعلم أنكروا ما لم يعلموا، وظنُّوا أن المراد إتعاب الأبدان، وإنضاء الرواحل، وما علموا أن الخوف المضني يحتاج إلى راحةٍ مقاوِمة، كما قال القائل: "روِّحوا القلوب تعي الذكر"[11]. ولكن لا يعني هذا أن تكون الدنيا هي المقصد، فقد خاب من أولاد آدم من كان سعيه لها دون الدار الحيوان الآخرة، قال تبارك وتعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالقَطِيفَةِ، وَالخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ))[12]. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همِّنا ولا مبلغ علمنا. أَظَهَروا لِلنّاسِ نُسكًا ![]() وعَلى المَنقوشِ داروا ![]() وَلَهُ قاموا وَقالوا ![]() وَلَهُ حَلُّوا وساروا ![]() لو غَدا فَوقَ الثُّرَيَّا ![]() وَلَهُم ريشٌ لَطاروا ![]() والمقصود أن تنعُّم المؤمن فيما آتاه الله تعالى مما أباحه لا ينافي الرضا ولا ينقصه، وقد كان حال النبي صلى الله عليه وسلم قائم على القناعة وإحسان سياسة النفس بما تيسَّر من الطيّبات، فالموجود لا يردُّه، والمفقود لا يطلبُه، وكان يحب الطيبات من النساء والطيب والحلواء والعسل والدُّبَّاء واللحم وغيرها، ولم يَهْتَدِ به من منع نفسَه اللحم ظانًّا أن هذا من هدي الشريعة، فقد كان صلى الله عليه وسلم يأكله، بل وذكر حبّه له، ورسول الله لا يحبُّ إلا طيِّبًا. ومن فُتح له باب زهد فليحمد الله تعالى عليه، ولكن لا يحمل الناس على مذهبه ولا يلزمهم ما لم تُلزِمْهم به الشريعة، وكل مُيسَّر لما خُلِق له، فقد يكون من ظاهره الترف أعلى درجة عند الله ممن ظاهره الزهد، فقد تكون تلك المظاهر معينة له على ضبط إيمانه بسياسة نفس حكيمة وبطرائق مشروعة، وله خبايا لا يعلم بها إلا الله، وقد كان زين العابدين علي بن الحسين رحمه الله تعالى- فيما ذكره الذهبي عن ابن إسحاق – يُبخّل؛ لأنّه كان يُنفق سرًّا ويظن أهله أنه يجمع الدراهم، فلما مات فقده أهل مئة بيت في المدينة لم يكونوا على علم بمن يضع لهم الطعام عند أبوابهم ليلًا حتى رحل لربه رحمه الله تعالى، ولما غسَّلوه وجدوا بظهره أثرًا مما كان ينقل الجُرُبَ بالليل إلى منازل الأرامل، فالاعتبار ليس بالظاهر. وعن عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى قال: جاء رجل إلى وهيب بن الورد رحمه الله، فجعل كأنه يذكر الزهد، قال: فأقبل عليه وهيب فقال: "لا تحمل سعة الإسلام على ضيقة صدرك"[13]، وقال أيوب رحمه الله تعالى: "إن زَهَدَ رجلٌ فلا يجعلنَّ زُهدَه عذابًا على الناس"[14]. ولِمَن زُوي عنه شيءٌ يريده من رزق الله تعالى؛ أبْشِرْ، فإنّك بعينِ الله تعالى وعلمه، فقد خار لك صالحَك، وسوف يسوق رزقك المناسب لك في أوانه المناسب لك، فهو القائل: ﴿ لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الشورى: 12]، وتدبر عموم (كل شيء) فلا تخفى عليه خافيتك يا عبدَهُ، فهو عليم بك، وبحاجتك، ورغبتك، وبما يُصلح دينك ودنياك، فاحمده واشكره وارضَ عنه وأرضِهِ، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله. [1] مسلم (1763). [2] أحمد (9701)، ومسند أبي يعلى (6655) وحسنه حسين سليم أسد، والترمذي (5 / 456)، وحسنه الألباني. [3] وانظر: الرضا بالقضاء، د. سالم بن محمد القرني، عن: مجلة جامعة أم القرى (5 / 341 - 350). [4] شعب الإيمان (٢/ ٢٦٠) وسير أعلام النبلاء: (٨/ ٣٥٩). ولعله لو قال: خمس، كان أولى، ولعله قصد أن زيغ القلب مبنيٌّ على الضلالة، والله أعلم. [5] وفي رواية: "حولها نُدَنْدِن"، والحديث عند أحمد (3/ 474) بسند صحيح، وأبو داود (1 / 292) (792) وصححه الألباني. [6] البخاري 8/ 107 (6408)، ومسلم 8/ 68 (2689) (25). [7] مسلم (291). [8] قال الجوهري في الصحاح (6/ 2227): "بَلْه: كلمة مبنية على الفتح، مثل: كيف، ومعناها: دع. قال كعب بن مالك يصف السيوف: تذرُ الجماجم ضاحيًا هاماتها ![]() بلْه الأكفّ كأنها لم تُخلقِ ![]() ![]() ![]() [9] البخاري 4/ 143 (3244) ومسلم 8/ 143 (2824) (2). [10] الفتاوى الكبرى (2 / 401- 412) باختصار. [11] صيد الخاطر (1 / 30). [12] البخاري 8/ 114 ( 6435 ) والقطيفة: كساء له خمل، والخميصة: ثوب خزّ أو صوف معلّم؛ النهاية (2/ 81 ، 4/ 84). [13] تهذيب الحلية (3 /35). [14] موسوعة ابن أبي الدنيا (5 /191).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |