|
ملتقى اللغة العربية و آدابها ملتقى يختص باللغة العربية الفصحى والعلوم النحوية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]() • العلامة العرفية، وتتعين هذه العلامة في كونها القانون العام والقاعدة التي يجري التعارف عليها بين بني الإنسان، فهي لا تتعلق بنوعية العلامة، ولا بتحققها المفرد والخاص، بل لها بعد عام، فالكلمات، في اللغة، تتحدد بكونها علامات عرفية، إلاَّ أن تحققها في كل سياق معين يجعلنا أمام العلامة المتفردة والنسخة الواحدة، ولذلك لا يمكن أن تنهض العلامة العرفية إلا عبر العلامة المتفردة، ولا يمكن للأخيرة أن تحدث إلا عن طريق العلامة النوعية، وهذا ما يشكل سيرورة داخلية ضمن سيرورة أكبر وهي السيميوز بصفة عامة، وبهذا فإن العلامة العرفية "عرف يشكل علامة، وينشيء البشر هذا العرف على العموم. وكل علامة متواضع عليها فهي علامة عرفية وليس العكس. وليس العلامة العرفية موضوع واحدا، بل نمطا عاما قد تواضع الناس على اعتباره دالاًّ"[28] 2- الثلاثية الثانية: • الأيقون، ويشكل المرحلة التي تحيل فيها العلامة الممثل على العلامة الموضوع من خلال الثانوية، وتكون هذه الحالة مبنية على المشابهة بين العلامتين، وتكون الإحالة بينهما تلقائية وطبيعية، "فأي شيء كان... يعتبر أيقون لشيء ما، شريطة أن يشبه هذا الشيء ويستعمل دليلا له"[29] ويندرج ضمن هذه المرحلة كل العلاقات القائمة على التشابه والتماثل بين العلامة الممثل وتمثله، ويربط الأيقون، بشكل خاص، بالصور والأشكال الهندسية؛ ذلك بأن العلامة الممثل في هذه الحالة يمكن أن تستغني عن حضور العلامة الموضوع الذي تمثلها، لأننا قد نتعرف، ببساطة، عن هذه الإحالة من خلال الأيقون الماثل أمامنا. ويقسم بورس الأيقون إلى ثلاثة أنواع وهي: •الأيقون/ الصورة، مثل الصور الفوتوغرافية التي تحيل على موضوعها بشكل مشابه وخالص. • الأيقون/ الرسم البياني، مثل الخطوط المرسومة بقيم الرصاص والتي تدل على أشكل هندسية ما، وفي هذه المرحلة نكون أمام إحالة متأسسة على التناظر بين العلامة الممثل والعلامة الموضوع. • الأيقون/ الاستعارة، وهـذه الـمـرة نكون أمام حالة أعقد، فالإحالة تكون استعارية بالأساس، مثل الغـزال الذي يـدل على الجميلات من النسـاء، فالأيقـون لا يدل بشكل مباشر على ما يحيل عليه، بل يبني إحالته على عناصر مشابهـة كالرشاقة والجمال...، ويؤكد أمبيرتو إيكو أن هذه الحالة تكون قائمة عن طريق ما أسمـاهُ بـ"سنن التعرف". • الأمارة، إذا كان الأيقون مبني، في إحالته، على علاقة المشابهة بين العلامة الممثل والعلامة الموضوع، فإن الأمارة تؤسس هذه الإحالة على علاقة المُجاورة، وهكذا فالدخان أمارة على النار والصراخُ أمارةٌ على الألم، والغيمة السوداء أمارة على سقوط المطر، ولذلك "فالأمارة علامة تثير انتباهك إلى وجود شيء ما عبر دافع ما. وهذا الدافع لا علاقة له بالتشابه فهو يتم بحكم علاقة مرجعية أشرنا إليها باعتبارها تجاورا. ولهذا السبب، فإن الأمارة تفقد مباشرة الطابع الذي يجعل منها علامة إذا حُذف موضوعها. أما إذا غاب المؤول فهي لن تفقد هذا الطابع"[30]. • الـرمز، وفي هذه الحالة تكون العلاقة بين العلامة الممثل والعلامة المؤول "اعتباطية وعرفية وغير معللة. فلا يوجد ثمة، إذاً، أي تجاور أو صلة طبيعية بينهما"[31]، فهي "علامة فرعية ثالثة لبعد الموضوع تحيل على الموضوع الذي تشير إليه بفضل قانون"[32]، ويمكن أن نمثل لهذه العلامة بكل ما تم التواضع عليه في المجتمع، فاللغة تشتغل في كونها رموزا تم التواضع عليها بين بني البشر، ولذلك تأخذ طابعا رمزيا عرفيا محضا. 3- الثلاثية الثالثة: • الخـبر، هو العلامة الممثل في إحالته على العلامة المؤول بوساطة مقولة الأولية، أي المرحلة الأولى التي تتجسد فيها العلامة على أساس أنها مجموعة من الإمكانات فقطّ، فـ"ما دام الخبر يقتصر على ما تقدمه العلامة، فإنه لا يوفر معلومات للتأويل، ولكنه يشير فقط إلى العناصر الأولية التي تتوفر عليها العلامة"[33]، فإذا نطقنا لفظة ما على مسامع لا تعرف ما نقول، فإن الخبر يحضُرُ حينما نربط تلك الصورة السمعية بمدلولها الخاص فقط، إذ يمكننا، حسب دولودال، أن نجعل المدلول السوسيري مرادفا للمؤول الخبر لدى بورس؛ إذ لا يمكن أن يتجاوز المدلول، حسب سوسير، تعيين مفهوم ذهني عام مرتبط، أشد الارتباط، بما تدل عليه الكلمة استنادا إلى إمكاناتها الذاتية الأولى[34]. • التصديق، ويتجسد باعتبار إحالة العلامة الممثل على العلامة المؤول تنطلقُ من مقولة الثانوية، فالعلامة لا تقف عند حد الإمكان الإخباري فقط، بل تتجاوز ذلك إلى تحققها بشكل فعلي وواقعي متفرد، فاللفظة التي نطقناها في حالة "الخبر" يمكننا، في هذه المرحلة، أن نجسِّدها بشكل ملموس عبر ربطها بسياق معين، فنصبح أمام تصديق للعلامة. • الحجة، أما في هذه الحالة التي تتصل بمقولة الثالثية والفكر، فالأمر يتعلق بقانون يحكم المؤول ويربطه بشكل يمكننا، على نحو مُقنع، من التعرف على العلامة، فإذا ربطنا في الحالة الأولى الكلمة التي نطقناها بإمكاناتها فقط، وفي الحالة الثانية بوجود فعلي ملموس وخاص، فإننا في هذه الحالة سنحاول الإتيان بكل الحجج التي تسمح لنا بإعطاء دلالة ما لتلك العلامة، فتصبح، حينذاك، محددة. تركيب: وانطلاقا مما سبق، يتبدَّى لنا التعقيد الذي يطال نظرية بورس في السيميائيات، فهي تشكل لديه سيرورة لا حدّ لها، فالعلامة الممثل تحيل على العلامة الموضوع عن طريق العلامة المؤول، وهذه الأخيرة بدورها تتحول إلى علامة ممثل تحيل على علامة موضوع عن طريق علامة مؤول وهكذا إلى ما لانهاية، وداخل كل علامة نجد تفريعات ثلاث وكل فرع يشكل علامة تحيل إحداها على الأخرى في سيرورة ثلاثية لامتناهية. ويلاحظ أن التقسيم الثلاثي للسيميوز وللتفريعات داخل السيميوز تنسجم مع المقولات الفانيروسكوبية الثلاث، وهذا ما يعطي طابعا متسقا للنظرية البورسية في السميائيات، كما يمكن لنا أن نجسد لهذه النظرية على النحو الآتي: المقولات الفانيروسكوبية الأولية (مقولة الأحاسيس) الثانوية (مقولة الفردية) الثالثية (مقولة الفكر) السيميوز العلامة الممثل العلامة الموضوع العلامة المؤول تفريعات السيميوز أولية أولية (علامة نوعية) ثانوية أولية ( أيقون) ثالثية أولية (خبر) أولية ثانوية (علامة متفردة) ثانوية ثانوية (أمارة) ثالثية ثانوية (تصديق) أولية ثالثية (علامة عرفية) ثانوية ثالثية (رمـز) ثالثية ثالثية (حجة) [1] هناك اختلاف حول كيفية نطق اسم Pierce باللغة العربية، فهناك من يقابلون هذا الاسم بـ"بيرس"، وآخرون يفضلون نطقها بـ"بورس"، وفي هذا الصدد نجد كل من سعيد بنكراد، ومبارك حنون يُشددون على التسمية الثانية، نظرا لأنها تُوافق الصيغة النطقية الصحيحة. [2] يعد شارل سندرس بورس، (1839م - 1914م)، من أشهر علماء أمريكا في القرن التاسع عشر، على الرغم من تهميش الجامعات الأمريكية له، وهو عالم متعدد الاهتمامات. له ثمان مجلدات في المنطق والرياضيات والفلسفة والسيميائيات والفيزياء، نشرتها جامعة هارفارد بعد وفاته، وتعد نظريته في السيميائيات شاملة ودقيقة جدا. لمعرفة المزيد عن حياة ش. س. بورس، نُحيلُ القارئ الكريم على كتاب "السيميائيات والتأويل"، سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2005م، ص: 13 - 26. [3] فيرديناند دي سوسير، "محاضرات في علم اللسان"، ت: عبد القادر قنيني، أفريقيا الشرق، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1989م، ص: 88. [4] عبد الله بريمي، السيميائيات التأويلية: التعاضُد التأويلي والتلقي والأكوان الخطابية، مجلة "البلاغة والنقد الأدبي"، ع1، صيف 2014، ص. 119. [5] مبارك حنون، دروس في السيميائيات، دار توبقال للنشر، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1987م، ص: 79. [6] سعيد بنكراد، السيميائيات والتأويل، م. س. ص: 43. [7] من Phanérons وهي كلمة إغريقية يقصد بها كل ما يظهر ويبدو ويتبدى. [8] ننبه القارئ إلى أن الدارسين والمهتمين في هذا الشأن يختلفون، بشكل ملفت للانتباه، في ترجمة مقولات بورس الثلاثة، فبالنسبة لمقولة الأحاسيس أو الأولية تُترجم بعالم الممكنات أو الأولانية، ومقولة الفردية أو الثانوية تُترجم بعالم الموجودات أوالثانيانية، ومقولة الفكر أو الثالثية تُترجم بعالم الواجبات أو مقولة القانون أو الثالثانية. [9] المرجع السابق، ص: 41-42. [10] سعيد بنكراد، السيميائيات.. مفاهيمها وتطبيقاتها، دار الحوار، سورية، اللاذقية، الطبعة الثالثة، 2012م، ص: 88. [11] طائع الحداوي، سيميائيات التأويل: الإنتاج ومنطق الدلائل، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2006م، ص: 256. [12] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 64. [13] جميل حمداوي، السيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، الأردن، عمان، الطبعة الأولى، 2011م، ص: 23. [14] سعيد بنكراد، السيميائيات والتأويل، م. س. ص: 75. [15] المرجع السابق، ص: 76. [16] C. S. Peirce, Ecrits sur le signe, Ressembles. Traduits et commentes par Gérard Deledalle. Ed. Seuil. Collection. L’ordre Philosophique. Paris 1978, P: 120 [17] سعيد بنكراد، السيميائيات.. مفاهيمها وتطبيقاتها، م. س. ص: 97. [18] لخضر العرابي، المدارس النقدية المعاصرة، النشر الجامعي الجديد، الجزائر، تلمسان، طبعة 2016م، ص: 95. [19] سعيد بنكراد، السيميائيات.. مفاهيمها وتطبيقاتها، م. س. ص: 98. [20] عبد الله بريمي، السيميائيات التأويلية: التعاضد التأويلي والتلقي والأكوان الخطابية، م. س. ص: 123. [21] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 93. [22] وللإشارة، فإن هذا الانفجار التأويلي الذي يقوم به المؤول الديناميكي، قد استَغَلَّهُ الفلاسفة التفكيكيون من مثل جاك ديريدا وميشيل فوكو... وغيرهما، وذلك لكي يُثبتوا، بشيء من الانتهازية التي لا تراعي السياق النظري للسيمائيات البورسية، أن النص لا يحمل دلالة أحادية قد نحصل عليها، بل هو عبارة عن كيان لامتجانس يحتمل لانهائية التأويلات. والاستزادة في هذا الشأن يُنظَر: أمبيرتو إيكو، التأويل بين السميائيات والتفكيكية، ت: سعيد بنكراد، المركز الثقافي العربي، المغرب، الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 2000م. [23] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 101. [24] طائع الحداوي، سيميائيات التأويل: الإنتاج ومنطق الدلائل، م. س. 354. [25] المرجع السابق، ص: 104. [26] جميل حمداوي، السيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، م. س. ص: 23. [27] جيرار دولودال وجوويل ريطوري، التحليل السيميوطيقي للنص الشعري، تـ: د. عبد الرحمان بوعلي، مطبعة المعارف الجديدة، المغرب، الرباط، الطبعة الأولى، 1994م، ص: 18. [28] لخضر العرابي، المدارس النقدية المعاصرة، م. س. ص:95. [29] طائع الحداوي، السيميائيات والتأويل: الإنتاج ومنطق الدلائل، م. س. ص: 273. [30] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 119. [31] جميل حمداوي، السيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، م. س. ص: 24. [32] جيرار دولودال وجوويل ريطوري، التحليل السيميوطيقي للنص الشعري، م. س. ص: 20. [33] سعيد بنكراد، السميائيات والتأويل، م. س. ص: 123. [34] المرجع السابق، ص: 124.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |